اوجه الحرب الالكترونية... في الحروب العربية الاسرائيلية

اوجه الحرب الالكترونية... في الحروب العربية الاسرائيلية

لكي نعي الحقيقة... لكي نعلم التحديات... لكي نواكب تطور العدو
لكن نعلم الخطر المحدق بنا... لكي نتحرك قبل فوات الاوان
لكي نتعلم من اخطاءنا...لكي نتداركها قبل الهاوية

اردت
من خلال الموضوع البسيط في كلماته... الموجز في سطوره... ان اوصل رسالة
للعالم العربي ..اننا نقاتل عدوا من ابرز صفاته التي يجب ان نحترمها انه
بعد نهاية كل معركة سواء ان كان فيها مهزوما او منتصرا يلخص جميع الاخطاء
التي قام بها ويحاول تصليحها وتفاديها في حربه المقبلة.... فهل دولنا
العربية سواء دول المواجهة او اي بلد عربي يفعل هذا .؟؟؟؟ اتمنى ان تكون
الاجابة نعم...
اقدم لكم بعض اوجه الحرب
الالكترونية في الحروب العربية الاسرائيلية... التي يتفاداها الكثير من
الدول العربية ... ويعتبرها كانها لم تكن او انها غير ضرورية او انها حتى
تافهة...
الامكانات الالكترونية التي
تتمتع بها دولة صهيون هذه النقطة السوداء في خريطتنا العربية هاذا السرطان
الخبيث الذي ينتظر اللحظة المناسبة لكي ينتشر في جميع اجزاء الجسم العربي
الواحد...لا يتمتع بها احد من الدول العربية للاسف..
الحرب الالكترونية هي حرب
المستقبل...فماذا حصلنا منها نحن العرب حتى هذه اللحظة.... امل ان نواكب
هذا الميدان او الفرع الرئيسي في الفروع العسكرية... لانه صدقوني من اهم
مفاتيح النصر في اي حرب قادمة ...اترككم الان مع الموضوع... اتمنى ان ينال
اعجاب الجميع..

اولا : دور الحرب الالكترونية في حرب تشرين 1973
منذ اوائل
الستينات القرن العشرين الميلادي, بدأت معظم الدول ذات الجيوش الحديثة في
تكوين وحدات فرعية خاصة بالاعمال الالكترونية المضادة في بعض فروعها
الرئيسية, مثل القوات الجوية والبحرية, واختلفت الدول الاوروبية بالزيادة
والنقصان في ذلك المجال, بما في ذلك قوات جيش الدفاع الاسرائيلي ودول اخرى
بالمنطقة. ولكن ظل الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة الامريكية
حتى يناير 1970 هما الدولتان اللتان تضمان تنظيما عاما للحرب الالكترونية,
على المستويات المختلفة.
وفي اوائل عام
1970, بدا الاتحاد السوفييتي السابق في توريد معدات الحرب الالكترونية,
التي تدعم اعمال قتال الدفاع الجوي والقوات الجوية, متمثلة في معدات اعاقة
الكترونية لاعاقة القوات الجوية الاسرائيلية لكل من سوريا ومصر. وخلال عام
1971 تشكلت بعض وحدات الحرب الالكترونية على المستوى الاستراتيجي والتعبوي
.
كانت الحرب
الالكترونية احدى مفاجئات حرب اكتوبر بالنسبة لاسرائيل, اذ كانوا قد
اخرجوها من حسابهم مع خروج السوفييت. وقد اشتركت في حرب تشرين وحدات الحرب
الالكترونية وعاونت اعمال قتال القوات البرية, البحرية , الجوية والدفاع
الجوي, اضافة الى بعض اعمال الحرب الالكترونية على المستوى الاستراتيجي .
وفي السادس من
تشرين 1973 نفذت القوات العربية المشتركة في سوريا ومصر هجومها المفاجىء
على اسرائيل وصاحبت عملية الهجوم العربي عملية اعاقة لاسلكية على مواصلات
القوات الاسرائيلية, ادت الى ارباك في ممارسة القيادة والسيطرة
الاسرائيلية, واعاقة وصول او تلقي الاوامر. وقد دعمت وحدات الحرب
الالكترونية على كافة المستويات الاستراتيجية, والتعبوية والتكتيكية اعمال
قتال القوات البرية والفروع الرئيسية الاخرى وبما يخدم معركة الاسلحة
المشتركة.....
وعلى الجانب الاخر, زودت امريكا اسرائيل بكميات كبيرة من رقائق التداخل السلبي CHAFF
وهوي اسلوب كان قد استخدم منذ زمن بعيد في الحرب العالمية الثانية
وفيتنام.. وكان الجديد في هذا الاستخدام هو تصميم رقائق الالومنيوم بحيث
تعمل ضد الترددات العاملة في ردارات الدفاع الجوي السوري والمصري....
وكانت الرقائق توضع في كبسولات داخل مستودعات خاصة في الطائرات PODS
وتطلق بوساطة الطيار, واستخدم الاسرائيليون ايضا مشاعل الاشعة تحت الحمراء
الحرارية لخداع الصواريخ سام 7 وقد حققت هذه الوسيلة بعض النجاح في بادىء
الامر.
وقد استخدم الاسرائيليون العديد من اساليب الاعاقة العشوائية NOISE JAMMING والاعاقة النبضية PULSE JAMMING
وكذلك اسلوب استخدام الاهداف المقلدة خاصة ضد الصواريخ سام 7 ..... كما
تمكن الاسرائيليين من تزويد طائراتهم بجهاز تحذير راداري جديد RADAR WARNING RECEIVER (RWR)
مركب في مستودع خاص ويمتاز بقدرته على استقبال موجات كهرومغناطيسية ذات
تردد عال للغاية واكبر بكثير من تردد رادار سام 6 ورادار نظام الشيلكا
وبذلك يعد مصدرا للانذار عن تتبع هذه الرادارات للطائرة....
كما زودت اسرائيل
جميع زوارق الطوربيد باجهزة التداخل والخداع.. وطليت معظم قطعهم البحرية
بطلاء قادر على امتصاص الاشعة الكهرومغناطيسية الخاصة بالرادار, واستخدمت
لذلك مواد قابلة للامتصاص, وهي مادة قادرة على تحويل الاشعاع
الكهرومغناطيسي الى نوع اخر من مصادر الطاقة وهي الطاقة الحرارية التي
يمكن ان تبددها المياه او الهواء بدلا من ان ترتد من الاسطح العاكسة....
وعلى الجبهة السورية اكتشفت اجهزة الانذار الاسرائيلية احد التشكيلات
البحرية السورية, كما استطلعت خواص الاشاعات الرادارية التي استقبلتها
وبتحليل هذه الخواص تمكنوا للاسف من تمييز القطع البحرية السورية وتوع
تسليحها وعندما اقتربت مسافة التشكيل البحري السوري الى التشكيل البحري
الاسرائيلي, قام كلاهما بالفتح على اقصى سرعة ممكنة, عندها بدأ
الاسرائيليون بتشغيل اجهزة التداخل لديهم لاخلال التوجيه للصواريخ السورية
كما اطلقوا عددا كبيرا من شرائح التداخل السلبي اي الرقائق المعدنية......
وتوقفت نتيجة هذه المعركة بالكامل على مدى النجاح الذي يمكن تحقيقه بوسائل
الحرب الالكترونية حيث كان العامل الحاسم فيها هو مدى التوفيق في اتخاذ
الاجراءات الالكترونية المضادة لدى كل جانب..... وكانت هناك حقيقة واضحة
وهي ان الصواريخ تحتاج الى النظام الراداري للتوجيه بينما يمكن للوسائل
الالكترونية ان تخدع بل وتحيد هذا النظام الراداري, وفي هذه المعركة تمكن
الاسرائيليون بالفعل من اخلال التوجيه للصواريخ السورية التي سقطت في عرض
البحر دون ان تصيب اهدافها......

ثانيا : دور الحرب الالكترونية في حرب 1982 في سهل البقاع:
1 الاعداد للعملية:
اجمعت معظم
الكتابات والتحاليل التي تناولت هذه العملية انها مثال متكامل متقن
الادوار لعملية خداع الكتروني متعدد الزوايا ويرجع النجاح في هذه العملية
الى استخدام اسرائيل نوعيات متقدمة من الاسلحة والمعدات الفنية, واساليب
متطورة في التعامل مع هذا التجمع الصواريخ, معتمدة على المعلومات الدقيقة
والشاملة عن هذه الصواريخ, وقد عملت على تحديث هذه المعلومات الولا بأول,
منذ دخول تلك الصواريخ منطقة سهل البقاع 1981, ومنفذة الدروس المستفادة من
حرب 1973 وخاصة في التعامل مع وسائل الدفاع الجوي ومع القوات البرية.....
وقد اجريت العملية على النحو التالي:
_ قبل العملية
بوقت طويل تمكنت اسرائيل من جمع كافة البيانات والمعلومات عن هذه الصواريخ
بوساطة الطائرات الموجهة من دون طيار بشكل رئيسي, وكذلك وسائل استطلاع
اخرى محددة مراكز الصواريخ الرئيسية والاحتياط ومواقعها وتردداتها وفترات
العمل واسلوب رفع اوضاع الاستعداد لهذه الصواريخ...
_ اطلقت اسرائيل
عددا من الطائرات الموجهة من دون طيار مزودة بعواكس ركنية لتظهر كطائرات
القتال على شاشات الرادار السورية. وفي الوقت نفسه كانت بالجو طائرة
الانذار والتوجيه E2C وطائرة الاعاقة البوينج 707 ....
_ كان لابد للدفاعات السورية عند كشفها لاهداف قادمة لتقصفها ان تشغل محطات الرادار لتشتبك مع هذه الطائرات....
هنا التقطت الطائرة E2C ترددات الرادارات وزودت بها طائرة البوينج 707 لاغراض الاعاقة والطائرات المقاتلة وكذلك صواريخ ارض/ارض
الاسرائيلية الصنع من نوع زئيف راكبة الشعاع التي استعملتها للمرة الاولى
عمليا لاغراض تدمير وسائل الكشف لمنظومة الدفاع الجوي السورية.
وتحت ستر الاعاقة الالكترونية جرت الاعمال القتالية التالية في تواكب زمني منظم :
- قصفات مدفعية ميدان مركزة على مواقع الصواريخ
- رميات صواريخ زئيف راكبة الشعاع من مسافة اكثر من 35 كلم....
- هجمات جوية بقوة 2-4 طائرة لكل بطارية... لاستكمال تدميرها سواء بصواريخ شرايك راكبة للاشعاع او بالاسلحة التقليدية...
ومع بداية
العملية كانت الطائرات الموجهة من دون طيار تنفذ عملية الاستطلاع الجوي
وترسل صورة تلفزيونية فورية للقيادة الاسرائيلية...وذلك للتأكد من دقة
الاصابات واخراج الصواريخ عن العمل ...كما نفذت هذه الطائرات مهام تحديد
مواقع الاهداف المطلوب تدميرها لقنابل الكوبرهيد الليزرية......

2 تنفيذ العملية:
النظم والوسائل الالكترونية المستخدمة:
- طائرات السيطرة والانذار المبكر E2C ....
- طائرات موجهة من دون طيار سكوت, ماستيف و سامسون....
- طائرات اعاقة ايجابية وحاملة للصواريخ راكبة للشعاع F-4G نظام WEILD WEASEL..
- طائرات اعاقة ايجابية بيتش كرافت RU-21J
- مستودعات الحماية الذاتية لطائرات القتال تشمل مستودعات اعاقة ايجابية ومستودعات اعاقة سلبية للرقائق....
- صواريخ راكبة الشعاع ارض/ ارض نوع زئيف....
اسلوب التنفيذ:
- اقتراب
الطائرات الموجهة من دون طيار المزودة بعواكس ركنية لتبدو كطائرات حقيقية
مما اجبر وسائل الدفاع الجوي السوري على تشغيل معظم راداراتهم... مما اعطى
الفرصة لطائرات الاستطلاع الالكتروني المتمثلة في الطائرة E2C وبعض الطائرات من دون طيار من كشف الخصائص الفنية للرادارات السورية....
- ارسال
الخصائص الفنية للرادارات السورية الى طائرات الاعاقة وطائرات القتال
لاعداد مستودعات للحماية الذاتية للعمل وفق تلك الخصائص مع تكثيف اعمال
الاعاقة اثناء اقتراب طائرات القتال....
- قيام
الموجة الاولى من طائرات القتال بنشر وسائل الاعاقة السلبية في الرقائق
المعدنية لاخفاء طائرات الهجمة وكذلك الطائرات الشراعية سامسون لاستنزاف
صواريخ الدفاع الجوي السوري ضد اهداف خداعية.....
- اطلاق الصواريخ زئيف راكبة الشعاع ارض/ارض ضد الرادارات السورية قبل دخول الطائرات المهاجمة لمناطق التدمير...
سمات العملية:
ابرز سمات العملية مايلي:
-الاستخدام المتجانس واسع النطاق لمعدات الحرب الالكترونية والمعروف اغلبها عالميا...
- ادت الدروس
المستفادة من حربها السابقة مع العرب 1973 (كعادة اسرائيل) دائما الى
تطوير واضح بالقوة الجوية وتطوير فن اساليب القتال والاستخدام وتطوير في
بعض الاسلحة والمعدات لخدمة المهمة...
- الدور المهم
الذي اداه الاستطلاع الالكتروني والتلفزيوني الذي نفذته الطائرات الموجهة
من دون طيار قبل العملية بوقت طويل حددت خلالها جميع الامكانيات الفنية
والتكتيكية واماكن التمركز والتوقيتات واوضاع الاستعداد مما سهل عملية
تدمير هذه الصواريخ....

» الحرب الالكترونية المصرية
» طائرات الحرب الالكترونية
» وسائل الاتصالات فى الحرب الالكترونية المصرية