<table align="left"><tr><td align="center"></td></tr><tr><td class="ImageCaptionStyle" align="center"> </td></tr></table> اول من هاجر من المسلمين الى الأراضي التي تسمى اليوم بالارجنتين هم الاندلسيون المتظاهرون بالنصرانية قهراً او من يسميهم الاسباني بالمورسكيين.
ومع مرور الايام وبسبب الاضطهاد المتواصل ضاع الإسلام بين سلالاتهم، ولكن بقي بعضهم يفتخر بأصالته العربية الاندلسية، كالأديب دومينغو سارميانتو الذي كان يفتخر بأصله العربي كسليل بني الرزين في شرق الاندلس، ولقد حافظوا على الكثير من القيم العربية العريقة.
أما عن تاريخ الأرجنتين فقد كانت أكبر المستعمرات الأسبانية بأمريكا الجنوبية ، وكلمة الأرجنتين مشتقة من (الفضة ) وأطلق عليها الأسبان هذا الأسم بسسب كثرة الفضة التي كان يتحلي بها الهنود الأمريكيون عند اكتشاف هذه البلاد ، واحتلتها أسبانية منذ اكتشافها في سنة 1516 م وأسس الأسباني ( بدريومندوسة ) مدينة بيونس إيرس أو "الهواء العليل" وألحقتها أسبانيا بمستعمرة بيرو ، ثم أسست بها مستعمرة "نهر الفضة" واستمر الحتلال الأسباني لها حوالي ثلاثة قرون ، وحصلت الأرجنتين على استقلالها في سنة 1816 م . انتقل الإسبان والبرتغاليون إلى العالم الجديد وهم يعرفون الثقافة الإسلامية جيداً بسبب الحكم الإسلامي المغاربي للمنطقتهم لمدة 800 عاماً، ومما لا شك فيه أن بعضاً منهم هاجر مع موجات النزوح الأولى واستوطنوا مستعمرة الأرجنتين. كما شهد القرن 20 هجرات عربية عديدة للأرجنتين، أبرزها من سوريا ولبنان. يقدر عدد الأرجنتينيين ذوي الأصول العربية اليوم بحوالي 3500000 نسمة . بالرغم من أن معظمهم من المسيحيين واليهود الشرقيين، إلا أن ربعهم مسلمون. يعد الرئيس الأرجنتيني السابق كارلوس منعم من المسلمين سابقاً، ولم يعتنق الكاثوليكية إلا عندما أراد الترشح للرئاسة، لأن الكاثوليكية شرط أساسي للحكم في الأرجنتين.
وكان للحضارة الاندلسية العربية تأثير كبير على الأرجنتينيين، فلقد كتب أنريكي لا ريتا عن حياة الاندلسيين ايام الملك فيليب الثاني في كتابه "انتصار الدون روميرو" كما ان قصة "علامة الأسد" للكاتب قونسالس بلا نسية تعتمد على مصادر اندلسية.
معلومات عامة
جمهورية الأرجنتين دولة في أمريكا الجنوبية ، تقع بين سلسلة جبال الأنديز في الغرب والمحيط الأطلسي في الجنوب والشرق ، تحدها باراغواي وبوليفيا من الشمال والبرازيل والأوروغواي من الشمال الشرقي وتشيلي من الغرب والجنوب. لا تزال الأرجنتين تطالب بريطانيا .
تبلغ مساحة الأرجنتين ( 2,777,815 ) وتضم 22مقاطعة والإقليم الاتحادي الذي يضم العاصمة ، هذا بالإضافة إلى ممتلكاتها في القارة القطبية الجنوبية وجزر الأطلنطي الجنوبي ، ومستعمرة نيرادلفويجو ، وسكان الأرجنتين 39,144,753 نسمة ، وعاصمة البلاد بوينس إيرس ، وأهم مدنها ، روزاريو ، وقرطبة ، ولايلانا ، ومندوسا ، وسنتافى ويابلانكا .
يتنوع النشاط السكاني في الارجنتين ، ويتركز على الزراعة ، والأرجنتين من أكبر منتجي المواد الغذائية في العالم .، وتنتج القمح ، والذرة ، وفول الصويا ، وعباد الشمس ، وقصب السكر . وتمتلك الأرجنتين ثروة حيوانية من الأبقار والاغنام ، والماعز ، وتنتج القليل من البترول ، ويستخرج الفحم ، والحديد ، والفضة ، وبالأرجنتين صناعات خفيفة
أوضاع المسلمين
يبلغ عدد المسلمين في الأرجنتين قرابة 750 ألف مسلم، يعيش خمسهم تقريبًا في العاصمة بوينس آيرس، وينتشر البقية في مختلف المناطق، يوجد في بوينس آيرس المركز الإسلامي الذي أسس عام 1992م ، يغلب على نشاطات هذا المركز التعليم الديني الذي يتراوح بين تعليم اللغة العربية وعقد الندوات وإلقاء المحاضرات التي تهم الجالية المسلمة هناك، إضافة إلى إجراء عقود الزواج وفق الشريعة الإسلامية.
يوجد أيضًا في العاصمة مقر الجمعية العربية الأرجنتينية الإسلامية التي توفر التعليم لأبناء الجالية في مراحل الروضة والابتدائية حتى الثانوية ، كما توجد كذلك العدد من الجمعيات القائمة على أساس مذهبي طائفي، مثل الجمعية الإسلامية العلوية الخيرية ، وهناك جمعيات قائمة على أساس إقليمي، مثل الجمعية الإسلامية اليبرودية التي يقوم عليها المهاجرون من قرية يبرود بسورية، وهناك مكتب الثقافة والدعوة الإسلامية الذي يركز نشاطاته على خدمة المسلمين في أنحاء الأرجنتين جميعها.
في حوار مع شبكة "الإسلام اليوم" أكد المهندس محمد يوسف هاجر الأمين العام للمنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي أن المسلمين في أمريكا اللاتينية أسّسوا حضارة إسلامية راقية، وانتشروا في معظم بلدان القارة، وحقّقوا نجاحات، ووصلوا إلى أعلى المناصب السياسية في القارة على الرغم من تنامي النفوذ الصهيوني في القارة، وتابع يوسف هاجر أن المسلمين في الأرجنتين يعانون مشاكل عديدة أهمها: افتقادهم التواصل مع العالم الإسلامي لمدد طويلة، وانقطاع الهجرات الإسلامية إلى الأرجنتين قد ساهم في تراجع الوعي الديني مطالباً العالم الإسلامي بالعمل على إيجاد الصلات مع مسلمي أمريكا عبر إنشاء قناة فضائية تكون بمثابة همزة وصل بين العالم الإسلامي والمسلمين هناك.
وأشار هاجر إلى أن اللوبي الصهيوني في الأرجنتين لم ينجح في استعداء المجتمع الأرجنتيني على المسلمين وهو ما ألجأه لفتح قنوات الاتصال مع المسلمين، والدخول في حوار معهم ..
الوجود الإسلامي في الأرجنتين بدأ من (140) عاماً؛ إذ بدأت الهجرات الإسلامية إليها من سوريا ولبنان وفلسطين،
جانب من الشارع الأسباني ولكن هذه الهجرة ما لبثت أن انقطعت عن الأرجنتين لمدة طويلة حتى تفوّق المسلمون من غير الأصول الغربية من باكستان وبنجلاديش والهند، حتى وصلت نسبتهم إلى 55 % من أعداد المسلمين هناك، يقابلهم وجود عربي بنسبة 45 %، ويعيش المسلمون في الأرجنتين في وئام تام وكامل مع شعبها الذي يعشق العروبة، ويبدي ارتياحاً شديداً للمسلمين، وقد استفاد المسلمون هنالك من هذه الأجواء في انتزاع حقوق عديدة حتى إن الأرجنتين الدولة الوحيدة في أمريكا اللاتينية التي تعطي أجازة رسمية لمسلميها في أعياد الأضحى والفطر، وكما خصصت مصلى كبير في مطار بيونس أيرس ويمارس المسلمون شعائرهم في حرية تامة، ويشارك كبار المسؤولين في البلاد في أعيادهم، ولا توجد أي قيود على بناء مؤسسات إسلامية من مساجد ومراكز ثقافية، وقد كرّست هذه الحرية وأنجحت اندماج المسلمين في المجتمع الأرجنتيني.
وتعيش أغلب الجالية المسلمة في مدينة "بوينس أيرس" الذي يقدرعددهم بحوالي (200ألف مسلم) كما يوجد تجمع كبيرفي مدينة "روزاريو" و"توكومان" و"بوكوتا" وقرطبة و"مندوسا" وغيرها من المدن.
يفتقد المسلمون بالأرجنتين للدعاة المجيدين للغة الإسبانية، وأعداد كبيرة من المصاحف المترجمة لنفس اللغة، وهناك مشكلة انقطاع الصلات مع العالم الإسلامي، وعدم وجود قناة فضائية إسلامية ناطقة باللغة الإسبانية تتواصل مع مسلمي الأرجنتين وأمريكا اللاتينية، ويجد الغالبية العظمى من المسلمين صعوبة في شراء أطباق لاقطة حيث يصل سعر الواحد منها لـ (2500) دولار، هذا بالإضافة إلى أن انقطاع الهجرة العربية والإسلامية إلى الأرجنتين منذ عقود عديدة، مما أوجد نوعاً من القطيعة بين الجالية المسلمة هناك والعالم الإسلامي.
وينصح بالتركيز على ترجمة الكتب الإسلامية والأدبية للغة الاسبانية لأن كثيرا من الجالية الإسلامية في الأرجنتين لا يتحدثون الا باللغة الإسبانية، فهذا مما يربطهم ويقوي صلتهم بالثقافة الإسلامية حتى ولو لم يتكلموا باللغة العربية.