Admin Admin
عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
| موضوع: ( التوازن الاستراتيجي النسبي ) الإثنين ديسمبر 10, 2007 4:34 pm | |
| ( التوازن الاستراتيجي النسبي ) بعد نجاح الحركة في الصمود وبعثرة جهود العدو واستنزافه وتعطيل قدراته ، وبعد ثقة الشعب في سلامة منهج المجاهدين وتبين الصورة عندهم ، وبعد توافد وتكاثر المتعاونين والجنود حول الجماعة والمجاهدين ، سننتقل تلقائياً إلى المرحلة الثانية من مراحل حرب العصابات وهي مرحلة التوازن الاستراتيجي النسبي أو ما يُعرف بـ ( سياسة الألف جرح ) . السمات السياسية :بالنسبة للعدو : بعد حرب الاستنزاف الطويلة سيشعر عدو الله بأنه من المستحيل القضاء على هذه القوة العسكرية للمجاهدين ، لذلك تجد العدو في هذه المرحلة يتجه إلى الحلول السياسية علّه أن يجد المخرج من هذه المواجهة والتي يشعر فيها بأنه سيقضى عليه لا محالة . ولكن بسبب الظروف المستحكمة في تلك المرحلة تجد أن الجناح العسكري داخل النظام غالباً ما يقوم بإفشال مخططات الجناح السياسي ، وقد يتسبب العسكريون في خسارة وفقدان السياسيين لكل شيء ، وسبب ذلك أن العسكريين لا يعترفون بوجود لغةٍ للتخاطب مع المجاهدين إلا لغة الدم فقط ، وقد تحدث بعض الانقلابات الداخلية بسبب عناد وغطرسة العسكر ، وقد يُقنعُ العسكريونَ الساسةَ بالاستعانة بقواتٍ أجنبيةٍ في هذه المرحلة كما حدث عندما استعان الهالك نجيب في أفغانستان بالشيوعيين الروس[1] .بالنسبة للمجاهدين : في ظل هذه السياسة الهوجاء والمتخبطة من قبل العدو ، يُدرِك المجاهدون أنهم في طريقهم لإقامة دولة الخلافة الإسلامية ، فتجدهم يُصَعّدون من حملتهم السياسية المتوافقة مع الحملة العسكرية بتوضيح معالم الصراع الدائر بينهم وبين العدو الرئيسي من اليهود والنصارى وعملائهم ، ويكون من الصعب في هذه الفترة على العملاء إخفاء حقيقة التواجد النصراني اليهودي في بلاد المسلمين وذلك لأن المجاهدين سيكثفون من ضرباتهم لقواعد وأماكن وجود العدو بدرجة لا يبقى معها أي شك في تواجدهم في طول البلاد وعرضها . وأيضاً يجب على المجاهدين من مواقعهم المحررة وقواعدهم الإدارية ومراكزهم الإعلامية مواصلة التحريض وكشف ضعف وعجز النظام العميل في القضاء على المجاهدين . وأيضاً يجب على المجاهدين في هذه المرحلة إرسال رسائل دبلوماسية من خلال البيانات السياسية أو من خلال لغة الدم والنار إلى كل الحكومات الخارجية التي تقف مع النظام العميل ، وتبيين الأمر لهم بأنهم إذا وقفوا مع النظام فإنهم سيكونون هدفاً مشروعاً لضربات المجاهدين ، ويجب على المجاهدين مخاطبة الرأي العام لدى تلك الدول بأن حكوماتهم تورطهم في حروب وصراعات لا دخل لهم بها ، ومثال ذلك بيانات الشيخ أبي عبد الله أسامة بن لادن حفظه الله والتي يوجه جزءاً منها إلى شعوب مثل : الشعب الياباني ، وبعض الشعوب الأخرى. السمات العسكرية : بالنسبة للعدو : بعد عمل المجاهدين الدؤوب وضرباتهم وصمودهم الطويل الناجح ، وتعطيلهم لقدرات النظام وتجنيدهم للكوادر الجديدة يتوقف العدو تقريباً أو يقل عدد حملاته العسكرية في المناطق التي يقوى فيها نفوذ المجاهدين والتي يظهر فيها قوة عباد الله المؤمنين . ويكتفي العدو بالغارات الجوية على تلك المناطق وعلى طُرُق إمداد المجاهدين ، ويضطر للانسحاب إلى مناطق أكثر منعةً بالنسبة له ، كما حدث هذا في مناطق كثيرةٍ من العالم : بحيث تقتصر عمليات قوات النظام على القصف البعيد بالنسبة للجبال ، أما بالنسبة للمدن فستقلّ كثافة العدو في المدن إلتي يقوى فيها المجاهدون وتظهر سيطرتهم على أغلب قطاعاتها ، وسيظهر ضعفه البيّن عن صد هجمات المجاهدين المتكررة . بالنسبة للمجاهدين : في ظل تصاعد عمليات المجاهدين العسكرية والاستفادة المباشرة من الخبرات المكتسبة أثناء المواجهات أو ما يسمى بالخبرة المعاصرة للحدث ، وفي ظل الاستفادة من المناطق التي يقل فيها تواجد النظام أو يكون فيها ضعيفاً : يُشكّل المجاهدون في هذه الحالة قوات نظامية تكون قادرة على بسط الأمن وإحلال النظام في المناطق المحررة وتكون في نفس الوقت قادرةً على مواجهة قوات العدو النظامية ، وحينها ستزداد وتتعاظم قوة المجاهدين يوماً بعد يوم . القواعد :بالنسبة للعدو : كما ذكرنا سيقلّ تواجد العدو في المناطق الوعرة والمناطق التي يتواجد بها المجاهدون . بالنسبة للمجاهدين : في هذه المرحلة يتخذ المجاهدون مراكز وقواعد إدارية في المناطق المحررة والتي أصبحت تحت السيطرة الكاملة للمجاهدين ، ويقيم المجاهدون فيها معسكراتٍ ومستشفيات ومحاكم شرعية ومحطات بث إذاعية ، ومركزاً ومنطلقاً لعملياتهم العسكرية والسياسية . المفاوضات :بعد هذه الأحداث المتتابعة يحرص العدو كل الحرص على المفاوضات ، وذلك من أجل إيقاف العمليات العسكرية للمجاهدين ومحاولة استرداد أنفاسه وقوّته ، وفي هذه المرحلة يمكن أن يقبل المجاهدون بالمفاوضات شريطة أن تبقى العمليات العسكرية متواصلة ، وتجد أنه إذا بدأت المفاوضات يحاول كل من الطرفين شن حملات عسكرية عنيفة قبل أو بعد أو أثناء المفاوضات وذلك لكي يثبت وجوده وقوته على مائدة المفاوضات وحتى يستطيع أن ينطلق من منطلق قوة أثناء المفاوضات ، وبعبارة أخرى يحاول تحقيق انتصارات عسكرية تتحقق بها بالتالي مكاسب سياسية . وننصح المجاهدين في هذه المرحلة – إذا كانت لهم السيطرة على أرض الميدان – أن يستمروا في العمليات العسكرية لأنها هي التي تكسر ظهر العدو وتجعله يلبّي طلبات المجاهدين . ويُبْحَثْ في هذه المفاوضات – لو حدثت – شروط استسلام العدو ( لأن هذا سيحطم معنوياته ) إما أن يسلم السلطة أو يسلم السلطة ! وذلك في مقابل إجراء محاكمات مطابقة لشرع الله . ويلاحظ أن العدو قد يعرض على المجاهدين في هذه المرحلة المشاركة في السلطة ( كما حدث في اليمن وكما حدث مؤخراً في السودان بين البشير وقرنق ) وهذا الأمر مرفوضٌ جملةً وتفصيلاً فلا بد أن يكون الدين كله لله . المرحلة الثالثة : ( مرحلة الحسم )هذه المرحلة هي مرحلة الهجوم النهائي والقضاء على العدو بإذن الله وعونه . السمات السياسية : بالنسبة للعدو : تعتبر هذه المرحلة بالنسبة للعدو مرحلةً حرجةً للغاية ، وهي مرحلة النهاية بالنسبة له ، فالنظام الآن يحتضر ويمر بعملية انهيار سياسي واقتصادي وعملية انقسامات داخلية ، ويكون هناك صراعات داخلية بين العسكريين والسياسيين ، وتلاوم فيما بينهم ، أو تحدث صراعات بين القوى السياسيّة المختلفة ( المعتدلة والمتشددة ) . وأيضاً قد تحدث في هذه المرحلة انقلابات عسكرية للأسباب السابق ذكرها ، ويكون هذا الانهيار رغم المساعدات الكبيرة الخارجية التي تزداد يوماً بعد يوم ، كما حدث من دعم الحكومة الفرنسية والحكومة السعودية للحكومة الجزائرية عندما كادت تسقط بسبب ضربات المجاهدين ، وكذلك ما حدث للأنظمة السابقة في فيتنام وغيرها. أو تجد أن هذا النظام لا يمكنه أن يقوم بـدون دعم خارجي وتقديم مساعدات مستمرة ومتواصلة وهذا هو حال حكوماتنا العربية الحالية علماً أن أكثرها لم تقم عنده حركة تغيير أو مقاومة مسلحة . بالنسبة للمجاهدين : في هذه المرحلة تكثر حالات الهروب والعصيان من قبل أفراد القطاعات العسكرية والقطاعات الإدارية للعدو ، وعلى المجاهدين أن يستفيدوا قدر المستطاع من الفارين ، ويعيدوا ترتيبهم ويستفيدوا منهم ( مع الحذر من الجواسيس والمدسوسين ) ، وفي هذه المرحلة يُكثّفُ المجاهدون من الاتصال بالمجاهدين المتواجدين خارج منطقة الصراع والاستفادة منهم في نشر هذا الفكر في جميع الأقطار . وإذا استتب الأمر للمجاهدين فيقومون بمواصلة الجهاد وتحرير سائر بلاد المسلمين من تسلط واحتلال اليهود والنصارى ومن ثم القيام بإرجاع تلك الفريضة الغائبة : جهاد الطلب . السمات العسكرية : بالنسبة للعدو : في هذه المرحلة سينحسر نفوذ العدو ويتقلّص بصورةٍ كبيرةٍ جداً عن معظم الأرياف والجبال والمناطق الوعرة والشاسعة ، لأنه عندما يُكثّف المجاهدون عملياتهم على العديد من تلك المناطق تجد العدو ينسحب ويتراجع إلى المدن الرئيسية ويقوم بقلبها إلي حاميات عسكرية ضخمة ، وهذا أمر ملاحظ في كثير من الجبهات التي مرت على مدار التاريخ فعلى سبيل المثال ما حدث في أفغانستان وقت حكم نجيب عندما تصاعدت ضربات المجاهدين وسيطرتهم على الكثير من المناطق اضطر العدو إلى الانحسار إلى المدن الكبرى . ويحاول العدو جاهداً الإبقاء على طرق الاتصال بينه وبين بقية المدن ، وأن يبقي الطرق الرئيسية بينه وبين الدول المجاورة سالكة وهذا أيضاً ما فعلته الحكومة الأفغانية حتى أن أكثر الدعم والإمدادات كانت تقدم بواسطة الطيران بسبب سيطرة المجاهدين على الطرق البرية وتهديدهم الدائم لها ، لذا يجب على المجاهدين ألا يسمحوا له بذلك . وأيضاً في هذه المرحلة ستتوقف عمليات الهجوم البري على قواعد المجاهدين وتبقى العمليات الجوية أو القصف البعيد المدى .بالنسبة للمجاهدين : ( المغاوير – الثوار ) . وبواسطة هذه القوات النظامية للمجاهدين يبدأ المجاهدون بمهاجمة المدن الصغرى واستغلال الفتوحات والانتصارات إعلامياً لرفع الروح المعنوية للمجاهدين وللشعب عموماً بالنسبة للمجاهدين تعتبر هذه المرحلة مرحلة فتوحات ونصر ، فالمجاهدون استطاعوا في المرحلة السابقة وهي مرحلة التوازن أن يشكلوا قوات شبه نظامية تتحول بالتدريج إلى قوات نظامية ذات تشكيلات عصرية ( وأقصد بعصرية أنها تكون على علم ودراية بالحرب النظامية وتشكيلات الجيوش وعملها داخل الميدان وليس السير معهم في تلك الأنظمة والمحاكمات العسكرية والتشبه بالغرب الكافر في الأمور إلتي لا تخفى على الكثيرين ) ، ولكن يجب على المجاهدين أن يبقوا على رجال العصاباتوتحطيم معنويات العدو . والسبب في استقصاد المجاهدين للمدن الصغرى أن جنود العدو حينما يرون تساقط المدن بهذه السهولة في أيدي المجاهدين ستتحطم معنوياتهم ويوقنون بأنه لا قبل لهم بالمجاهدين ( كما حدث في أفغانستان ، سقطت خوست ثم قرديز بيد المجاهدين ثم تتابعت المدن تلو الأخرى حتى سقطت بعد ذلك كابل ) . ملحوظة : الجيش في هذه الحالة لن يقاتل ، وقادته سيفاوضون المجاهدين حول رقابهم ، ويجب التنبيه هنا إلى أن القواعد الرئيسية في الجبال لا بد أن تكون فيها حامية قوية ، وألا يغتر المجاهدون بالفتوحات فيتخلّون عن قواعدهم الحصينة ، وذلك لئلا يقوم العدو باستغلال خلو هذه القواعد من المجاهدين وعمل إنزال خلفي ، ولهذا السبب ذكرنا سابقاً أنه على المجاهدين أن يبقوا على رجال العصابات دائماً على أهبة الاستعداد . القواعد : بالنسبة للعدو : يبدأ العدو بالانسحاب من القواعد الموجودة في الأرياف والجبال والمناطق التي يقوى فيها المجاهدون وتكثر فيها عملياتهم ويضطر العدو إلى التحصن في المدن الرئيسية وجعلها قواعد محصنه وحاميات ضخمة .بالنسبة للمجاهدين : فستكون قواعدهم في المناطق المحررة في المدن الصغرى والأرياف مع الإبقاء على قواعدهم الخلفية وحمايتها ووضعهم فيها المعسكرات والمستشفيات والإدارات المختلفة . المفاوضات :تتوقف كل المفاوضات مع العدو ، ويُهدّد أفراده بضرورة تسليم أنفسهم ، وتقام المحاكم الشرعية لمحاكمة كل المارقين الخارجين عن الدين محاكمةً شرعية عادلة . بعد أن عرفنا معنى حرب العصابات وغايات وأهداف حرب العصابات ومراحل حرب العصابات يبقى لدينا أمور مهمةوشروط أساسية لشن حرب عصابات ناجحة وموفقة . | |
|