هرمجدون..نهاية العالم؟
<hr style="color: rgb(255, 255, 255);" size="1">
هذه
الأيام يباع كتاب تحت نفس العنوان (The Bible Codes) حقق مبيعات خيالية في
الأسواق الأمريكية. ويزعم مؤلف الكتاب (Michael Drosninصs) ان الانجيل يضم
رموزاً تتنبأ بأحداث كثيرة معاصرة (من ضمنها بدء الحرب العالمية الثالثة
على يد الرئيس الحالي جورج بوش).. ومثل معظم الأفكار التي يؤمن بها اليمين
المسيحي المتطرف تجد في نهاية الخيط «رجلاً يهودياً»؛ فالرموز - التي يدعي
المؤلف وجودها في الانجيل - اكتشفها لأول مرة عامل رياضيات اسرائيلي يدعى
إلياهو رايبز (Eliyahu Rips). ومن خلال هذه الرموز قدم إلياهو نصوصاً من
الانجيل يزعم تنبؤها بالحرب العالمية الثانية وإحراق اليهود في بولندا
وباغتيال الرئيس كيندي في دالاس وتدمير هيروشيما بالقنابل الذرية.. ومن
النبوءات التي لم تحصل حتى الآن اندلاع معركة هرمجدون (المعركة الفاصلة في
آخر الزمان)(معركة هرمجدون)والتى ستقع فى وادو مجيدون بفلسطين حين تتقدم
القوات الروسية عبر سوريا لاحتلال القدس. وحينها سيوجه الرئيس الأمريكي
إنذاراً للملحدين (الروس) والكافرين (السوريين) بالانسحاب خلال ثلاثة أيام
قبل استعمال القوة العسكرية. وبهذا السيناريو ستكون المواجهة حتمية وستمتد
المعارك إلى كل الأرض وسيقضي السلاح النووي على ثلثي البشر (.. وكل هذا
استعداداً لنزول المسيح الثاني وإعادة إعمار الأرض وفقاً للتعاليم
الانجيلية)! .. هذا السيناريو المفزع عاد اليوم للأذهان في اعقاب زيارة
الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو وادعاء إسرائيل عزم سوريا على شراء
صواريخ (اسكندر (SS-62 القادرة على ضرب عمق اسرائيل.. وكانت اسرائيل قد
حذرت موسكو من بيع هذه الصواريخ إلى سوريا - وحرضت واشنطن على الوقوف
بوجهها.. وبالفعل وجهت واشنطن تحذيراً إلى موسكو بعدم ابرام هذه الصفقة
مهددة بفرض عقوبات اقتصادية - لا يبدو أن روسيا تأخذها على محمل الجد -.
ومن هنا وجدت الأصوات المحافظة في البيت الأبيض سبباً إضافياً لغزو سوريا
التي اتهمت منذ تفجيرات سبتمبر بإيواء منظمات إرهابية - وتتهم هذه الأيام
بإرسال ميليشيات مسلحة لدعم المقاومة العراقية.. و«التيار المسيحي
الصهيوني» يرى في الأحداث الحالية تطبيقاً للنبوءات الانجيلية السابقة
(وهو بالمناسبة من يطلق على نفسه هذه التسمية كونه يجد في النصوص
التوراتية والأفكار الصهيونية استمراراً للمبادئ المسيحية والنبوءات
الانجيلية). وحسب هذا التيار فإن العالم بدأ يسير نحو نهايته وفقاً
للأحداث التالية: ٭ قيام دولة لليهود في فلسطين تمهيداً لهدايتهم على يد
المسيح عند نزوله للمرة الثانية (وهذا سر تأييدهم الشديد للدولة
الصهيونية). ٭ تشكل محور للشر من دول كافرة وملحدة ضد الشعوب المسيحية
الغربية (ومحور الشر مصطلح يستعمل اليوم بكثرة في السياسة الأمريكية لوصف
عدد من الدول المارقة)! ٭ ثم تبدأ إرهاصات المعركة باحتلال أرض بابل (وهو
العراق الذي تم احتلاله بلا سبب مقنع - باستثناء النبوءات المزعومة) يليها
دمشق والشام! ٭ ثم تنشب معركة هرمجدون الفاصلة (أو الحرب العالمية
الثالثة) حين تحاول امريكا منع روسيا (الأمة الملحدة) من مساعدة سوريا
(حسب الفصل 38 من نبوءة حزقيال)!! .. وهذه الأيام يرى المنتمون لهذا
التيار أن مسألة شراء سوريا لصواريخ SS-62 وعدم استجابة موسكو لتحذيرات
واشنطن - مقدمة لاندلاع حرب عالمية ثالثة سيبادر بها الرئيس الحالي جورج
بوش (.. وإن كنت أخشى انه بدأها فعلاً منذ غزو أفغانستان والعراق)!!!