الداروينية والماركسية هما أداتان يهوديتان
الحرب الاقتصادية مقدمة لمجيء الحكومة العالمية
لنجاح قضيتنا يجب ألا تعود الحروب،
حيثما شُنت، على المتحاربين بأية فوائد إقليمية، وبذلك تصبح الحروب مجالاً
اقتصادياً، وتجبر الأمم على الاعتراف بقوة سلطتنا، ويغدو الفريقان تحت
رحمة مؤسستنا العالمية ذات ملايين العيون، والتي لا تقف في وجهها حدود. .
وهكذا تسيطر حقوقنا العالمية على حقوق العالم ونحكم الشعوب بالطرق التي
تنظم كل دولة علاقاتها مع رعاياها.
إن الحكام الذين نختارهم نحن من الشعب،
بحسب عبوديتهم لنا، لا يكونون على شيء من المعرفة بأمور الدولة فيغدون
بسهولة بيادق في لعبتنا، بيد علمائنا ومستشارينا العقلاء أصحاب الاختصاص
المدربين، منذ نعومة أظفارهم، على حكومة العالم. وبفضل اطلاع هؤلاء
الأخصائيين على مجرى التاريخ، وملاحظة الأحداث الجارية، فإنهم قد تشبعوا
بالعلم اللازم لحكم العالم بموجب مخططاتنا السياسية. أما الكوييم فإنهم لا
يسيرون على نسق نظري مطرد (روتين) من غير أن يعيروا أي اعتبار لنقد
النتائج التي تعقب سيرهم، ولذا فليس علينا أن نقيم لهم وزناً ولندعهم في
لهوهم، أو أن يعيشوا على الأمل بلهو جديد، أو على ذكريات الماضي حتى تحين
الساعة المؤاتية. ولندعهم يستمرون على الاعتقاد بأن أهم شيء بالنسبة
اليهم، هو ما علمناهم من نظريات على اعتبار أنها قوانين علمية. ولهذه
الغاية فإننا، بواسطة صحافتنا، نزيد اعتقادهم الأعمى بهذه القوانين.
والأذكياء من الكوييم يتباهون بمعرفتهم هذه وبعد أن يثبتوا منها منطقياً
يضعون موضع العمل كل المعلومات العلمية التي جمعها عملاؤنا لكي يوجهوا بها
أفكارهم في الوجهة التي نريدها.
لا تظنوا أن تأكيداتنا ليس لها أساس بل
انظروا الى ما أحرزته الداروينية والماركسية وأفكار نيتشه من نجاح بفضل
سعينا، وإنكم، ولا شك، تلمسون جيداً ما أصاب الكوييم من فساد خلقي من نشر
هذه المذاهب.
ومن الأمور الجوهرية بالنسبة الينا، في
هذا المضمار، هي أننأخذ بعين الاعتبار الأفكار الحديثة وأمزجة الشعوب
وميولها لكي لا نرتكب أي خطأ في السياسة في تسيير الأمور الإدارية.. إن
نجاح مهمتنا يقتضينا، في بعض الحالات، أن نساير أمزجة الشعوب التي نتصل
بها لأن تحقيق ذلك لا يتم إلا إذا كان تطبيقها العملي قائماً على خلاصة من
الماضي متصلة بالحاضر.
إن الحكومات العصرية تملك قوة كبيرة
تستطيع أن تبعث بها حركة فكرية بين أفراد الشعب ونعني بهذه القوة:
الصحافة، وعمل الصحافة هو عرض مطالب الشعوب الضرورية وتسجيل شكاياته وشرح
ما يسيء اليه. وانتصار الثرثرة المبهمة هو عمل الصحافة الأساسي، ولكن
الحكومات بدت عاجزة عن أن تفيد من هذه القوة فسقطت في أيدينا، وبفضل
الصحافة حصلنا على النفوذ مع بقائنا خلف الستار، وبفضل الصحافة جمعنا
الذهب في أيدينا، هذا الذهب الذي حصلنا عليه ببذل أنهار من الدماء
والدموع، وقد كلفنا جمعه ضحايا كثيرة وكل ضحية منا تعدل ألفاً من الكوييم.
كيف نتغلب على السلطة – التنظيم السري
الأزمة الاقتصادية العالمية – الثورة العالمية
اليوم أستطيع أن أقول إننا بلغنا
الغاية ، وبقي علينا طريق قصير نجتازه، وبذلك نغلق حلقة الأفعى (شعار
قومنا)، وحينما نغلق هذه الحلقة تصبح جميع الدول الأوروبية محاصرة كما لو
كانت بين مخالب قوية. وستنقلب كفتا الميزان الدستوري الحاضر لأننا
أفسدناهما وجعلنا توازنه غير ثابت لكي يظل عرضة لإمكانية إدخال إصلاح
عليه، ولكن الكوييم يظنون أن توازنه قوي وثابت، ويأملون أن يستعيدوا
توازنه. ولكن المتمتعين بهذا الدستور محميون من الشعب بممثليه الذين
يضيعون أوقاتهم سدى فرحين بسلطتهم غير المسؤولة وغير المراقبة. وفوق ذلك
فإن سلطتهم ترتكز على الإرهاب السائد في القصور، وهم غير قادرين على
الوصول الى قلوب أفراد الشعب، والحكام لا يستطيعون أن يتحدوا لكي يكونوا
قوة في وجه مغتصبي السلطة. إن السلطة الملكية، ذات النظر الثاقب، وسلطة
الشعب العمياء اللتين فصلتا إحداهما عن الأخرى، لا قيمة لهما لأنهما
منفصلتان، وهما أيضاً أضل من أعمى بلا عصا.
ولتشجيع القائمين على السلطة على إساءة
استعمال السلطة فقد ألقينا العداوة بين القوى المختلفة بتنمية ميولهم
الليبرالية نحو الاستقلال، وخلقنا نزعات مختلفة في هذا الاتجاه، وسلّحنا
الأحزاب وجعلنا من السلطة غاية لكل طامع، وفتحنا ميادين للاختلافات في دول
مختلفة حيث تقوم الآن ثورات، وسوف تظهر قريباً فوضى وإفلاسات في كل ناحية.
هذا، وقد جعل الثرثارون من الجلسات
البرلمانية ومن الاجتماعات الإدارية حفلات مصارعات كلامية. ويهاجم
الصحفيون الوقحون وأصحاب النشرات السفهاء، رجال الإدارة باستمرار، وتحقير
السلطة آخذ بتهيئة الأوضاع لانهيار كل المؤسسات بصورة نهائية تحت ضربات
الجماهير الهائجة.
والشعب مكبّل بالفقر والفاقة والأعمال
الشاقة أكثر مما كان، وهو في حالة الرق والعبودية الإقطاعية، وهو يستطيع
أن يتحرر من هاتين العبوديتين، بشكل من الأشكال، ولكنه لا يستطيع أن يتحرر
من الشقاء والفقر. . لقد ذكرنا في الدساتير حقوقاً للشعب ولكنها حقوق
وهمية خيالية لا يمكن تحقيقها عملياً قط. فماذا تنفع هذه الحقوق العامل
المكبّل بالعمل والذي ينوء تحت حملين هما ثقل عمله وسوء حظه؟ وماذا يفيد
العامل من الدستور بأن يكون للثرثارين حق الكلام، وللصحفيين حق خلط الغث
بالسمين في مقالاتهم، إذا كان هو محروماً من كل شيء اللهم إلا ما نلقيه
اليه من فوق موائدنا من فتات مقابل كسب صوته في انتخاب عملائنا؟ إن الحقوق
الجمهورية مهزلة مُرّة للعامل التعس لأن احتياجَهُ الى العمل، كل يوم
تقريباً، يحرمه من التمتع بهذه الحقوق، وهذه الواجبات تحرمه كل ضمان من
التمتع بحياة دائمة وثابتة وتضطره الى الاعتماد على الاضرابات التي ينظمها
سادته أو رفاقه.
لقد اجتث الشعب، بتحريض منا،
الارستقراطية، حاميته الطبيعية، لأن مصلحة الأرستقراطية كانت مرتبطة
ارتباطاً وثيقاً بسعادة الشعب، وأما اليوم، وقد زالت الارستقراطية، فقد
سقطت الجماهير تحت نير المستغلين والحكام عديمي الضمائر الذين أثقلوا ظهر
العمال بلا شفقة ولا رحمة. وسوف نتقدم نحن، كمنقذين للعمال، لتخليصهم من
هذا الضيم بدعوتهم للدخول في جيش اشتراكيتنا أو شيوعيتنا اللتين ندعمهما
دائماً بمساعدتنا باسم الأُخوة التي يقتضيها التضامن الإنساني لماسونيتنا
الاجتماعية.
من مصلحة الارستقراطية، التي تفيد من
جهد الشعب، أن يحصل العمال على غذاء كافٍ وأن يكونوا أقوياء يتمتعون بصحة
جيدة. أما مصلحتنا نحن فهي على الضد تماماً لأننا نعمل على إنهاك الكوييم
وقوتنا تكمن في سوء تغذية العمال وضعفهم لأنهم بذلك يسقطون في أيدينا ولا
يجدون قوة كافية أو نشاطاً لمقاومتنا.
إن الجوع يعطي الثروة والقوة على
العمال أكثر مما تعطيه سلطة الحاكم الشرعية للأرستقراطية، وبالفقر
والكراهية اللذين ينجمان عن ذلك نحرض الجماهير على سحق كل الذين يقفون في
طريقنا.
وحينما تأتي ساعة سلطتنا العالمية فإن الوسائل ذاتها تمكننا من أن نقضي على كل من يقف عقبة في طريقنا.
لقد فقد الكوييم العادة بأن يفكروا
بأبعد مما هو خارج عن نطاق آرائنا العلمية، وبالتالي فإنهم لا يرون حاجة
للتفكير بما ندعمه نحن بكل وسيلة حينما تقوم مملكتنا ، ونعني بذلك التعليم
في المدارس حقيقة علمية واحدة هي رأس العلوم كلها، وهي تنظيم الحياة
الإنسانية، والوجود الاجتماعي الذي يقضي بتقسيم العمل وبالتالي تقسيم
العشب الى فئات وطبقات. ويجب أن يعلم كل إنسان أن المساواة لا يمكن أن
توجد إلا أمام القانون وذلك باختلاف أنواع الأعمال، وأن المسؤولية لا يمكن
أن تكون واحدة حينما يرتكب شخص ما عملاً يضر بجماعة من الناس مثل من يرتكب
عملاً لا يضر به إلا نفسه.
إن العلم الصحيح للبنية الاجتماعية،
الذي لا نطلع الكوييم عليه، يقضي بأن تختلف المهن والأعمال بشكل لا يشعر
معه المرء بتنافر بين ثقافته وبين عمله. ودراسة هذا العلم تقود الجماهير
الى الخضوع الطوعي للسلطة وللنظام الحكومي الذي ترسمه هي نفسها، بينما
الوضع الحاضر للعلم، كما وجهناه بتدخلنا، يجعل الجماهير الجاهلة تصدق كل
قول مطبوع ، وتتأثر بالآراء المغلوطة التي أوحينا اليها بها، وتبدي كراهية
لكل الفئات التي تعتبرها أرفع منها لأنها لا تدرك أهمية كل فئة.
وتزداد هذه الكراهية حدة بالأزمة الاقتصادية التي توقف كل المعاملات المالية والحياة الصناعية.
وبعد أن نمهد لأزمة اقتصادية عامة
باستعمال كل أنواع الوسائل السرية التي نمتلكها، وبفضل الذهب الذي كله بين
أيدينا، نلقي بجماهير العمال في الطرقات في كل بلاد أوروبا في وقت واحد،
وستهرق هذه الجماهير، بسرور، دماء أولئك الذين تشبعوا بكراهيتهم منذ
طفولتهم وينهبون أملاكهم، ولن يصيبوا جماعتنا بأذى لأننا نكون على علم
بوقت حدوث ذلك فنتخذ التدابير لحمايتهم.
لقد أقنعنا الآخرين بأن الرقي يؤدي
بالكوييم الى استعمال العقل، وسيكون استبدادنا قادراً على هدم كل الثورات
بطرق حكيمة والقضاء على الليبرالية من كل المؤسسات.
وحينما يرى الشعب أنه قادر على الحصول
على تنازلات وامتيازات باسم الحرية يظن أنه أصبح السيد فيقتحم السلطة،
ولكن شأنه يكون شأن كل العميان، إذ يصطدم بعدد من الحواجز، فيبحث عندئذ عن
سيد من غير أن يرجع الى السيد الأول، وبذلك يضع سلطته تحت أقدامنا.
اذكروا الثورة الإفرنسية التي وصفناها
بأنها (عظيمة). إننا نعلم أسرار إعدادها لأنها كانت من صنعنا. ومنذ ذاك
التاريخ لم نزل نقود الجماهير من خيبة أمل الى خيبة أمل حتى يتنازلوا لنا
لصالح ملك مستبد من دم صهيوني الذي نعده للعالم.
نحن في الوقت الحاضر قوة عالمية لا
تغلب لأننا إذا هوجمنا من قبل الدول سندتنا دولة أخرى. إن الكوييم شعوب
وضيعة تتواضع بذل أمام القوة ولكنها لا ترحم الضعيف، وهم لا يغفرون الذنب
الصغير ولكنهم يتسامحون مع الجرائم، ولا يحتملون معارضة دولة اشتراكية حرة
ولكنهم يتحملون الموت المرّ إذا فرض عليهم بقوة الاستبداد، وهذا الذي يؤدي
بنا الى الاستقلال. إنهم يتحملون ويقبلون من رؤساء وزرائهم الحاضرين،
الذين يمثلون الديكتاتورية بأفظع مظاهرها، من الإساءات ما كانوا، في
الماضي، لأقل منه يقطعون رؤوس عشرين ملكاً.
فكيف نفسر ظاهرة من هذا النوع البعيد
عن المنطق تبدو من شعب أمام حوادث من نوع واحد في ظاهرها؟ يمكن تفسير هذه
الظاهرة للشعب بدهاء عن طريق عملائنا وذلك بأن يقولوا لهم بأنهم إذا
أساؤوا للدولة بسبب هذه الأعمال فإنما فعلوا ذلك لأغراض سامية، وهي تحقيق
سعادة الشعب والأخوة العالمية والتضامن والمساواة، وبدهي بأننا لن نقول
لهم بأن هذا التقارب لن يتحقق إلا تحت سلطتنا، وهكذا فإن الشعب يهدم كل
استقرار ويبعث الفوضى في كل مناسبة.
إن كلمة الحرية تضع كل مجتمع في صراع
مع كل سلطة حتى لو كانت سلطة الله أو الطبيعة. وحينما نغدو سادةف سوف نمحو
هذه الكلمة من المعجم على اعتبار أنها رمز للقوة الغاشمة التي تحول
الجماهير الى حيوانات متعطشة الى الدماء، ومع ذلك فإن هذه الوحوش المفترسة
تنام بعد أن تشرب الدم ويغدو قيدها بالأغلال سهلاً بينما إذا لم يعطَ لها
دم فإنها لا ترغب في النوم بل تريد القتال.
عمل المحافل الماسونية
مكافحة العقيدة الدينية