وسائل الثورة اليهودية وتفاصيلها نحو السيطرة العالمية
سيكون عمل مجلس الدولة تدعيم سلطة
الحكومة بمظهر تشريعي، وسيكون هذا المجلس، في الحقيقة، لجنة مكلفة بوضع
مشاريع قانون وقاعد خاصة بالحكومة.
واليكم برنامج الدستور الجديد الذي نعده. سوف نسنّ قوانين ونراقب المحاكم بالطريقة التالية:
1- باقتراحات تُقدم الى الهيئة التشريعية.
2- بأوامر يعرضها الرئيس بشكل قواعد عامة، وبمراسيم تصدر عن مجلس الشيوخ، وقرارات تصدر عن مجلس الدولة ويكلف الوزراء بتطبيقها.
3- وبانقلاب سياسي متى حان الوقت.
بعد أن رسمنا بالخطوط العريضة لطريقة
العمل سنبدأ الآن بدراسة تفصيلات التدابير التي تخدمنا في إتمام تطوير
آليتنا الحكومية، وهذه التدابير هي: حرية الصحافة، حق تأسيس المجالس،
الحرية الدينية، حقوق الانتخابات وغيرها كثير من الأشياء التي يجب أن تزول
من حياة الانسان أو أن تتعدل تعديلاً تاماً غداة إعلان الدستور الجديد. في
تلك اللحظة فقط نستطيع إعلان كل مراسيمنا وكل تعديل يطرأ بعد ذلك على
قوانينا يكون خطراً علينا والسبب هو: أنه إذا كانت هذه التعديلات تنطوي
على عنف فقد تحدث خيبة أمل إذ يخشى أن يتبعها تغييرات جديدة في الاتجاه
ذاته، وإذا كانت على الضد من ذلك قد لطفت قوانيننا قد يقال بأننا قد
اعترفنا بخطأنا، وهذا يضعضع الثقة بسداد رأي السلطة الجديدة. وقد يقولون
أيضاً أننا خفنا فتراجعنا، وإننا أجبرنا على تقديم تنازلات، ولن يشكرنا
أحد على ذلك لأنهم يعتبرون ما حدث حقاً شرعياً لهم. والشعور بكل واحد من
الأمور المذكورة يؤثر تأثيراً سيئاً على هيبة العهد الجديد ولذا فمن
الضروري، منذ اللحظة الأولى، التي يعلن فيها الدستور، وفي الوقت الذي يكون
الشعب ما زال في حالة ذهول وخوف من الثورة الجديدة، يجب أن يفهم الشعب
بأننا أقوياء وفي منعة من أن تنالنا قوة، وأن لنا من قوتنا ما يجعلنا لا
نعبأ بعواطف الشعب حتى ولا بآرائه ورغباته أيضاً، ب لإننا مستعدون لسحق
أية ظاهرة معادية تبدو من أيٍّ كان، وفي أيِّ مكان، وقادرون عليها، وعلى
الشعب أن يعلم أننا قد أخذنا كل ما نريد أخذه وأننا لن نشركه بالسلطة معنا
لأي سبب من الأسباب. وحينذاك سيتراجع الناس من الخوف وينتظرون، باستكانة،
تغيير الأحداث.
إن الكوييم أشبه بقطيع من الخراف ونحن الذئاب، ولا يخفى عليكم ما يحصل حينما تدخل الذئاب الحظائر.
سوف يستكين الشعب لأننا سنعده بأن نعيد
اليه حريته بعد أن نتغلب على أعدائ ونحقق السلام. وهل من حاجة لأن نخبركم
كم من الوقت عليهم أن ينتظروا قبل أن يحصلوا على هذه الحريات؟!
لماذا نحن ابتدعنا هذه السياسة بالنسبة الى الكوييم وأوحينا بها اليهم من غير أن نترك لهم الوقت لفهم صلب الموضوع؟
إننا فعلنا ذلك لكي نحصل بطرق ملتوية
على ما لم يستطع شعبنا المشتت الحصول عليه بالطرق المستقيمة. ولهذا فإننا
قد أوجدنا الماسونية السرية لهذه البهائم من الكوييم الذين لا يعرفون
غاياتها ولا يشكون بها. لقد جلبناهم الى منظماتنا العديدة الظاهرة، أي
المحافل الماسونية، لكي نصرف عنهم أنظار أبناء دينهم. لقد أعطانا الله،
نحن شعبه المختار، القدرة على الانتشار في الأرض من غير ضرر بنا، وإن ما
ظنّه الآخرون ضعفاً لنا كان، على الضد، سبب قوتنا لامتلاك العالم ولم يبق
علينا إلا القليل لكي نبني على هذه الأسس.
كيف نكمُّ فمَ الصحافة
مراقبة الصحف اليومية والكتب
تسرب الماسونية في الصحافة الإفرنسية
يمكن تفسير كلمة الحرية بأشكال عديدة،
ونحن نفسرها هكذا: الحرية هي أن يعمل المرء ما هو مسموح به قانوناً. وهذا
التفسير يخدم مصالحنا لأن الحرية تكون ما نريد نحن أن يكون، فالقوانين
تهدم أو تبني ما نريد وفاقاً لبرنامجنا.
أما الصحافة فإليكم ما سنفعل بها. ما
هو دور الصحافة الآن؟ هو أن تثير العواطف المتأججة وتوسِّع الاختلافات
الحزبية، أي أنها تقوم بكل ما هو نافع لنا. إنها فارغة، ظالمة، كاذبة
وكثير من قرائها يتساءلون عن فائدتها. سوف نقيّدها بالأغلال ونقبض على
ناصيتها بإحكام، ونعمل مثل ذلك في غيرها من المطبوعات. إذ ماذا يفيدنا أن
نتجنب حملات الصحف اليومية إذا كنا سنظل عرضة لانتقادات النشرات والكتب؟
وسنحول نفقات الإعلانات التي تلكفنا كثيراً، في الوقت الحاضر، الى موارد
للدولة. وسوف نفرض ضريبة خاصة على الصحف، فكل صحيفة تتأسس يجب أن تدفع
تأمينات تضمن عدم مهاجمة حكومتنا، وكل هجوم يقابل بغرامة قاسية، وسوف تشكل
هذه التأمينات والغرامات مورداً ضخماً. صحيح أن بعض الصحف الحزبية لا
تهمها الغرامات ولكن هناك علاجاً آخر وهو الإغلاق، فبمجرد الحملة الثانية
نغلقها وعندئذ لا يستطيع أحد أن يمس هيبة الحكومة من غير أن يلقى عقابه،
وسوف نعلل الإغلاق بسبب إثارة الأفكار من غير سبب معقول. لا تنسوا أن بين
صحف المعارضة ستكون صحف نصدرها نحن، ولكنها تهاجم الأخطاء التي من صالحنا
أن تزال. ولا يمكن أن ينشر أي خبر أو إعلان بغير إذننا، وهذا ما هو جار
منذ أن حصرت جميع أخبار الأحزاب بما ينقلونه عن بعض وكالات الأنباء ذات
المركز الموحد، وسوف تكون كل هذه الوكالات في قبضتنا ولن تذيع من الأخبار
إلا ما نسمح بنشره.
فإذا نحن سيطرنا على أفكار الكوييم الى
حد أنهم يصبحون لا يرون الأحداث إلا من خلال النظارات الملونة التي نضعها
على عيونهم. وإذا كان لا يوجد اليوم أمة من أمم الكوييم الغبية إلا وقد
وصلنا عندها الى ما نسميه (أسرار الدولة) فماذا يكون شأننا يوم يعترف
العالم بنا سادة له بشخص ملكنا؟
لنعد الآن الى قانون الصحافة ونقول: إن
كل من يود أن يكون محرراً، أو صاحب مكتبة، أو صاحب مطبعة، عليه أن يحصل
على شهادة (دبلوم) قابلة للألغاء في حالة عدم إطاعة قوانينا. وبهذه الصورة
يغدو إبداء الآراء أداة للتثقيف على يدي حكومتنا، ولا يستطيع الشعب أن
ينحرف الى طريق الأهواء، وأن يحلم بتقدم يجلب له السعادة.
من منا يجهل بأن هذه السعادة الخيالية
تؤدي بطريق مستقيم الى آمال غير قابلة للتحقيق وتنتهي الى صلات فوضوية بين
الشعب والحكومة؟ التقدم أو بالأحرى فكرة التقدم قد أدت الى نظم انعتاقية
لا حدود لها. إن كل الذين يسمون "ليبراليين" هم في حقيقتهم فوضويون
بأفكارهم إذا لم يكونوا فوضويين بأفعالهم، مجانين في تعصبهم لناحية واحدة،
ويقعون في الفوضى باحتجاجهم حباً بالاحتجاج فقط.
ولكنيجب ألا ننسى قضية الصحافة: إننا
سنفرض على كل صحيفة مطبوعة رسماً نأخذه من التأمينات الموجودة لدينا،
وحينما يحوي الكتاب أقل من 480 صفحة فالضريبة تكون مضاعفة، ونحن نسمي هذا
الكتاب نشرة، لأن هذه المطبوعات قليلة الحجم سوف نقللها كما نقلل عدد
المجلات التي تحوي أسوأ السموم، وفي الوقت ذاته سنجبر الكاتب على أن يكتب
كتباً ضخمة جداً، حتى لا يكون لها قرّاء لأنها تكون مملة ومرتفعة الثمن،
بينما تكون مطبوعاتنا المخصصة لقيادة الرأي العام، في الوجهة التي نريدها
رخيصة الثمن فيتلقفها الناس فوراً. وسوف تثبط الضرائب همم مؤلفي كتب
الخيالات (الروايات)، كما أن التهديد بالعقاب سيخضع لنا كل المؤلفين.
وبالتالي إذا وجد من يود مهاجمتنا، مهما كانت الحال، فإنه لن يجد ناشراً
ينشر له كتاباته. وعلى الكاتب والطابع أن يأخذا الإذن من السلطة لطباعة أي
كتاب يريدان طبعه، وهذه الطريقة تخولنا أن نعرف مسبقاً الحملات التي تعدُّ
ضدنا فنرفضها قبل أن تنشر.
إن الكتب الأدبية والصحافة هما قوتان
مهمتان للثقافة، ولذا فإن حكومتنا ستمتلك أكثر المطبوعات الدورية، وبذلك
نتّقي النتائج المزعجة التي تنطوي عليها الصحافة الشخصية، وسيكون تأثيرنا
كبيراً على الشعب، وإن نسبة الصحف الحرة، الى حد ما، الى صحفنا ستكون
بنسبة واحد الى ثلاثة. ولكي لا يرتاب الشعب بهذا الوضع فسوف تتبنّى الصحف
التابعة لنا وجهات نظر متناقضة مع عرضها، بطرق لبقة، نصائح للجماهير بأن
تعتمد علينا. وبهذا تقرِّب الينا الأعداء المعتدلين فيقعون في شراكنا
ويغدون غير مؤذين.
والجرائد ذات الصبغة الرسمية تكون هي
الجرائد الرئيسية وهي تؤيد دائماً مصالحنا، وبالتالي فإن تأثيرها يكون
ضعيفاً الى حد ما، ثم بعد هذه الجرائد تأتي الصحف شبه الرسمية التي يكون
دورها أن تجلب الينا اللامبالين والحياديين، وفي الدرجة الثالثة تأتي
الصحف ذات المعارضة الظاهرة، والتي تنتقدنا في بعض الحالات، على الأقل،
فيظن أعداؤنا الحقيقيون أنهم أمام صحف تؤديهم فينكشف أمرهم.
كل صحيفة من صحفنا تكون لها ميول خاصة.
فالبعض تكون أرستقراطية، والأخرى جمهورية أو ثورية أو حتى فوضوية. ويستمر
ذلك ما دام الدستور قائماً، وسيكون لهذه الصحف مئة يد مثل "فيشنو" إله
الهنادكة، ولك يد تمتد الى فئة من الرأي العام. وفي حالات الاضطرابات
تستعمل هذه الأيدي لقيادة الرأي العام نحو وجهتنا لأن كل مهتاج الأعصاب لا
يسير بعقل ويُقاد بسهولة، وإن كل الحمقى الذين يظنون أنهم يرددون صدى صوت
صحف أحزابهم إنما يرددون صدى آرائنا، أو على الأقل ما نريد أن نوجههم اليه
وبينما هم يظنون أنهم يتبعون صحف أحزابهم إنما يمشون تحت الراية التي
ننشرها لهم. ولكي يستطيع جيشنا الصحفي أن ينشر برنامجنا علينا أن ننظم
الصحافة بدقة فائقة وتحت عنوان: (المصلحة المركزية للصحافة). وسوف نقيم
ندوات أدبية يُعطى خلالها عملاؤنا السريون كلمة السر والشارات والمصطلح
عليها، وصحافتنا تناقش وتنتقد سياستنا بصورة سطحية من غير أن تمس الأساس،
وتهاجم الجرائد الرسمية مهاجمة سطحية لكي يتسنى لنا أن نتمم التفاصيل التي
نعتقد ضرورة إضافتها الى الأحداث، ولا تستعمل هذه الطريقة إلا في حالات
الضرورة، ونحن نستعمل الهجوم علينا لإقناع الشعب بأن الصحافة ما زالت
تتمتع بكامل الحرية، ومن ناحية أخرى يساعد هذا الهجوم عملاءنا على أن
يقولوا إن صحف المعارضة هي عبارة عن قرب مملؤة هواء مادامت لا تستطيع أن
تجد أية مادة رصينة لمعارضة أعمالنا.
إن هذه المناورات، التي لا يدركها
الرأي العام، تكون أفضل طريقة للسيطرة على الشعب وتوحي اليه بالثقة
بحكومتنا، وبذلك نستطيع أن نثير الخواطر أو نهدئها، فيما يتعلق بالأمور
السياسية، ونستطيع أن نقنع الناس أو نسكتهم بنشر الواقع على حقيقته طوراً،
وبصورة كاذبة طوراً آخر، ونؤكد على واقع أو ننكره تمشياً مع التأثير الذي
يحدثه على الشعب، وذلك بعد أن نكون قد سبرنا الغور على أكمل وجه قبل أن
نقدم على هذه المغامرة. وسنكون دائماً منتصرين على أعدائنا لأنهم لا
يملكون صحافة يستطيعون بها الدفاع عن أنفسهم، وفوق ذلك فإننا بفضل النظام
الذي فرضناه على الصحافة لا نحتاج أيضاً أن نرد عليهم رداً وجيهاً.
ونستطيع أيضاً أن ننكر بشدة، في صحفنا شبه الرسمية، التي هي من الدرجة
الثالثة، الأقوال التي أطلقناها للإيهام.
وفي الصحافة الإفرنسية تضامن ماسوني في
كلمة السر، وكل المؤسسات الصحفية مرتبطة بالسرية المهنية مثل قدامى
المنجمين (1)، فلا صحيفة تفشي سرها ولا تجرؤ على ذلك، والسبب هو أنه لا
ينتسب الى حلقات الآداب الرئيسية إلا من سبق له أن ارتكب عملاً مخزياً،
فإذا باح بالسر يفضح أمره فوراً، وأما ما دام أمره غير معروف إلا من فئة
قليلة فإن سمعته الصحفية تنتشر في كل البلاد ويكون موضع إعجاب الجميع.
يجب أن يشمل مخططنا أقاليم البلاد
بصورة خاصة، ويجب علينا أن نثير، في هذه الأقاليم، الطموحات والآمال ضد
العواصم، ثم أن نعرض على العواصم هذه الطموحات على اعتبار أنها ميول أهل
الأقاليم وتطلعاتهم، وما هذه المناورة إلا من إيحائنا. وما دمنا لم نصل
علناً الى السلطة يجب أن تظل العاصمة تحت تأثير رأي الأقاليم العام، أي
بمعنى أن تكون محكومة بالأكثرية التي ينظمها عملاؤنا. ويجب في ساعة الأزمة
النفسية، ألا تستطيع العواصم أن تناقش الأمر الواقع الذي تكون الأكثرية
الإقليمية قد قبلته. وحينما نكون قد بلغنا طور النظام الجديد، وهو طور
وصولنا الى السلطة، يجب ألا نسمح للصحافة أن تعالج الأسواء الاجتماعية قط،
ويجب أن يسود الاعتقاد بأن النظام الجديد قد أرضى كل الناس الى حد أنه لم
يعد يُرتكب جرم، وحينما يُرتكب جرم يجب ألا يعلم به أحد إلا الضحية
والشهود الذين وجدوا، عرضاً، في مكان الحادث هم وحدهم فقط.
(1) هل كان تضامن بين قدامى المنجمين؟!