Admin Admin
عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
| موضوع: الحشـــــــــــد السبت ديسمبر 15, 2007 6:45 pm | |
| الحشـــــــــــد
وصل عمر وطارق الي مطار العريش في وقت متأخر من الليل وتوجهها الي غرف مبيتهم بالمطار ، بعد أستلامهم تعليمات من قائدهم بالتواجد في السادسه صباحا في غرفه عمليات المطار . ويقبع بمطار العريش لواء قتال جوي مختلف الاسراب ، فهناك سرب قاذفات خفيفه من طراز ميج 19 وسربين مقاتلات ميج 21 وهذا الطراز الذي يطير عليه طارق وعمر كذلك عدد من طائرات النقل وطائرات الهليكوبتر وفي الصباح التالي ، تحرك الطيارين من غرفهم تجاة غرفه عمليات اللواء ،وفي الطريق تقابل طارق وعمر وقد لبس كل منهم ملابس الطيران وأمسك بخوذته في يدة ، تبادل الاثنان التحيه ودر بينهم حديث ودي خلال الخطوات البسيطه نحو مبني القيادة ، لكن ما لفت نظرهم هو وجود طائرتين علي اول الممر مسلحتين وفي داخلهم الطيارين ، إنها طائرات الحاله الاولي تنتظر أي تعليمات للطيران الفورى ، منظر الطائرتين بلونها الفضي المعدني اللامع مع انعكاس أول ضوء للشمس أعطي الاحساس بان الطائرة هي التي تشع هذا الضوء البرتقالي البديع وصل الاثنان الي غرفه العمليات ووجدا بها عدد لا باس من الطيارين ، وعلي الفور دخل قائد المطار والذي بدأ في شرح الموقف السياسي وأسباب رفع حاله الاستعداد و الاجراءات المتبعه لكنه شدد علي ان شيئا ما لا يلوح في الافق بمعني انه لا توجد أي احتمالات للحرب ،و أستكمل في أبلاغ طياريه بالتعليمات واعطاء الاوامر لتمام الاستعداد وردا علي سؤال أحد الطيارين عن توقعه برد فعل الاسرائيلين ازاء الحشود المصريه ، رد القائد في ثقه مبالغ فيها ،بأن التصرف الوحيد امامهم هو سحب الحشود علي سوريا وذلك أذا كانوا يرغبون فعلا في عدم سحق قواتهم ، اما اذا كانوا يريدونها حربا ، فما عليهم الا ان يطلبوا ذلك ، وستدخل قواتنا تل أبيب في غضون ساعات قليله وأضاف الرجل بان الطيران المصري هو الاقوي في الشرق الاوسط وقادرعلي دك القوات الاسرائيليه في اي لحظه وتهكم الرجل من الاسرائيلين قائلا (( سنه62 عملنا تدريب في الجيش أكيد بعضكم فاكرينه، بسرعه فائقه حشدنا فرقتين مشاة والفرقه الرابعه المدرعه في سيناء ، و لما اليهود صحيوا لقوا جيشنا كله علي حدودهم ، جالهم حاله هلع )) وضحك الرجل بشدة (( لو تعرفوا الرعب اللي جالهم ، لدرجه انهم اتصلوا بالامريكان يصوتوا لهم علشان نسحب قواتنا ..... طيب ... دة كان تدريب ... وهما اترعبوا جدا ، امال لما يصبحوا بكرة أو بعدة ويلاقوا الجيش المصري كله علي باب بيتهم ... وهما عارفين انه مش تدريب ........تفتكروا هيعملوا أيه ؟؟...)) واستكمل الرجل ضحكه وأستدار خارجا من غرف العمليات أيذانا بانتهاء القاء التعليمات
أرتقي اركان حرب المطار المنصه بعد قائدة وبدأ في سرد جدول الطيران وإجراءات الاستعداد . خرج طارق وعمر من غرفه العمليات بعد ساعه تقريبا من دخولهما ، سار الاثنان تجاه غرفه الطيارين والتي تبعد خمسون مترا تقريبا من طائرتهم ، طبقا لتعليمات الطوارئ فيجب ان يتواجدا بهذه الغرفه طوال اليوم تحسبا لاي طارئ. وبدلا من دخول غرفه الطيارين طلب طارق من عمر ان يتجها نحو طائراتهم للأطمئنان علي أستعدادهما، كان طارق يدخن سيجارته بينما عمر يسير متأملا منظر الممر والطائرات الرابضه عليه في تحفز ، ومن خلفهم جميعا وعلي بعد يربض برج المراقبه الذي يعلوة رادارا كبيرا لا يكف عن الدوران بحثا عن اي أهداف تخترق سمائنا . فجأة توقف طارق واستدار ليواجه عمر متسائلا(( انت عجبك كلام القائد ؟؟؟)) رد عمر بتلقائيه (( وماله كلام القائد )) طارق مندهشا (( ماله؟؟؟؟؟........ أحنا لو كنا هنحارب الهوا ، مش المفروض انه يتكلم بالثقه والاستهزاء دة )) عمر بثقه (( يا بني أحنا أقوي جيش في الشرق الاوسط كله .... هوا أنا محتاج أقلك الكلام دة ؟؟ ما انت عارف كل حاجه وعارف ان عندنا صواريخ توصل لجنوب اوربا كمان .... )) طارق متزمرا (( انا عارف كل اللي بتقوله دة ، بس مش المفروض نستهزأ بأسرائيل أكتر من كدة )) لاحظ طارق ملامح الاستخفاف تظهر علي ملامح عمر فأشار اليه بللامبالاه وأستكمل سيرة نحو طائرته غاضبا .. أحس عمر بالضيق لاستخفافه بكلام طارق فأردف محاولا تصفيه الجو (( متتنرفزش يا طارق ... خلاص يا عم ... انت عندك حق )) أستدار طارق غاضبا ، ونظر حوله ليري اذا كان هناك احدا قريبا ليسمع حديثه ، وعندما وجد ان ليس هناك احدا قريب ،أقترب من عمر هامسا بجديه (( اللي في دماغك دة كله غلط ، انا قلت لك كام مرة وانت مش عايز تسمعني )) وأشار بأصبعه في وجه عمر محذرا (( انا قلت لك متصدقش كل حاجه تتقال لك )) ثم أستدار تاركا عمر في حيرة ، لم تدم حيرة عمر كثيرا فركض خلف طارق متسائلا عما يقصد ، فرد عليه الاخير هامسا ((بلاش تصدق حكايه اننا هنرمي اليهود في البحر واننا عندنا صواريخ توصل لاوربا ،كل اللي بتشوفه وتسمعه كذب في كذب ، اوعي تكون فاكر إن الصواريخ اللي بتشوفها في العرض العسكري كل سنه دي صواريخ حقيقيه . لا يا عمر )) وبمرارة يكمل طارق (( دي صواريخ صاج ، منظر بس علشان يضحكوا علي الغلابه اللي زيك )) لا يمكن تصور نظرة الصدمه التي ظهرت علي وجه عمر ، فهو مؤمن بالثورة ومبادئها حتي النخاع ، ولا يمكن لعقله تصور ان تقوم القيادة بخداع الشعب ، هذا الايمان جعله يطرد تصور صدق كلام طارق ، فأبتسم قائلا (( لا ... لا ... انت بتهزر شكلك كدة )) وعندما وجد ملامح طارق جادة لا تدل علي أي نوع من انواع العبث ، أسقط في يده ،فأمسك بذراع طارق وأقترب هامسا (( الله يخليك يا طارق ، انت متأكد من الكلام ده ..؟؟ الكلام دة يودي في داهيه ))، هم طارق باستكمال الحديث لكنه لمح أحد ضباط أمن المطار يقترب منهم فأخبر عمر انهم سيستكملون الحديث ليلا . سار كل منهم الي طائرته يفحصها ويعاين الوقود والتسليح وفي كل فرصه كان طارق ينظرالي عمر يجده بدورة ينظر اليه وعينيه تشع كما من الحيرة والتساؤل. في المساء أنصرف الطيارين الي غرف سكنهم بالمطار لكي يستريحوا ويستعدوا ليوم جديد ، فمن المعروف ان الطائرات في ذلك الوقت لا تستطيع الطيران ليلا ، نظرا لعدم وجود أجهزة خاصه بالطيران ليلا علي الطائرات تمكنها من الطيران نحو اهدافها والاشتباك أو حتي العوده لمطارتها ، فكان من الطبيعي ان يخلد الطيارين والقادة والجنود علي حد السواء الي الراحه بمجرد حلول الليل ، وكان ذلك يحدث أيضا في الطيران الاسرائيلي ، مما جعل الليل فترة هدوء تامه للطرفين . كان الظلام قد ملئ ارجاء مطار العريش ، والهدوء يسود كل ارجاء المطار حتي غرف الطيارين يسودها هدوء ، في هذه اللحظات كان طارق قد استحم وبدأ طقوسه في الراحه النفسيه التي يهتم بمتابعتها كلما سمحت له الظروف ، فيقوم بوضع كرسي مواجهه لشرفه غرفته ليجلس عليه مواجها للوحه بانوراميه للسماء السوداء والنجوم التي تضئ كمصابيح بعيدة ويتزامن ذلك مع موسيقي اوبراليه كلاسيكيه تأتي من جهاز البيك أب ، جلس طارق علي الكرسي ممدا رجليه علي كرسي اخر ، ناظرا لهذا الجمال الرباني الذي يراة من سماء وارض متشابكان متعانقان في سواد متدرج الدرجات ، كان علي وشك البدء في التجاوب مع الموسيقي الكلاسيكيه والطيران بروحه في سماء الهدوءوالسكينه ، وفجأة سمع دقات علي بابه ، دقات متتاليه ، فقام من كرسيه غاضبا من مفرق لحظات متعته الخاصة ، وجد عمر في وجهه عندما فتح الباب ، وجهه جامد متسائل حائر أو خليط من كل ذاك وتلك ، فهم طارق علي الفور ماذا يريد زميله . ومع إعداد طارق لكوبي شاي بدأ الحديث ، فعمر يريد أن يعرف ، وهنا بدأ طارق في السرد بصوت خافت . (( بص يا عمر ، انا اتعلمت إني عمرى ما أقًفل عيني ووداني عن حاجات واضحه ،لكن انت ايمانك الاعمي بالثورة وبالريس والمشير خلاك مش شايف أي حاجه ، وخصوصا لو كانت حاجات واضحه زي الشمس ، يعني هاضرب لك مثل بحرب اليمن ،أدينا بعتنا الجيش بقالنا خمس سنين ، الجيش المصري بيحارب قبائل بقاله خمس سنين السؤال هنا ، ليه بقالنا خمس سنين مش عارفيين نقضي علي كام قبيله لو اننا فعلا احسن جيش في الشرق الاوسط ؟؟ ، الاجابه إن حتي أحسن جيش فيه دايما طرف تاني يقدر يدوخه ، يا بني أنا ليا زملاء في الجيش خدموا في اليمن بيقولولي ان حرب العصابات هناك مدوخه قواتنا وراهم في كل حته ومش عارفيين نقول اننا انتصرنا لاننا مش لاقيين العدو )) هم عمر بان يقاطعه لكن طارق أستكمل حديثه (( ارجوك يا عمر بلاش تقاطعني علشان انا فعلا مش مستريح للي بيحصل في الجيش وفي الطيران خصوصا فسيبني اتكلم وأطلع اللي جوايا ،علي الاقل انا عارفك وواثق فيك ، مفيش حد دلوقتي تقدر تثق فيه ، ممكن اي حد يحب يطلع علي كتافك يقوم يبلغ عنك الامن او في مكتب شمس بدران وزير الحربيه ، وبعدين تلاقي نفسك في السجن الحربي بتهمه الخيانه .)) هنا قاطعه عمر بحدة (( ما انت عارف ان الثورة لازم تأمن نفسها ، حتي من نفسها )) طارق ساخرا (( يا عمر فتح عينك بقي ، فيه نظام في الدوله يحط مقدم بالجيش وزير للحربيه ؟؟؟ دة مؤهلاته ايه غير النفاق علشان يوصل للرتبه دي؟ الحال ملخبط قوي يا عمر )) وأستدار طارق ناظرا للسماء مرتشفا من كوب الشاي وهو يتمتم ((ربنا يستر بجد )) كان عقل عمر يعمل بسرعه فهو يعرف طارق منذ ما يربو عن عام وهذه اول مرة يراة في هذا المزاج الحاد المتعكر ، لكن عمر شغوف بمعرفه ما لديه من معلومات عن الصواريخ فتساءل ((أمال ايه حكايه الصواريخ الصاج دي)) ضحك طارق بمرارة (( قصدك الصواريخ القاهر والظافروالرائد ؟؟؟؟)) (( دي يا سيدي صواريخ ارض ارض مصممه لتكون بعيدة المدي ، والريس جمال حضر كام مرة عمليات اطلاق لها ،المصيبه انه كان عارف ان الصواريخ دي ملهاش أجهزة توجيه يعني ملهاش عقل يعني مطرح ما ينزل الصاروخ هينفجر ، لاننا لغايه دلوقتي مقدرناش نصنع اجهزة توجيه لها ، ولما العلماء الالمان هربوا توقف العمل بالمشروع جزئيا ، لكن الريس والمشير شافوا انهم يظهروا الصواريخ الصاج دي في العرض العسكري لردع أسرائيل مع ان اسرائيل أكيد عارفه ان المشروع وقف،لانهم هما اللي طاردوا العلماء الالمان بالطرود الناسفه وطفشوهم من البلد )) نظر طارق لعمر فوجدة قد فغر فاه مندهشا فتبسم ،وسئل عمر (( انت عرفت منين ؟؟؟)) رد طارق (( واحد معرفه كان بيشتغل في المشروع قبل ما يتنقل للقوات الجويه لانهم بقوا مش محتاجينه )) أسقط في يد عمر ووجد ان كلام طارق منطقي ولا مبرر اطلاقا لكي يكذب عليه ، فتساءل ((طب ليه السوفيت ميدوناش أجهزة التوجيه دي ، ما هم بيدونا سلاح متطور برضه ؟؟؟)) طارق منفعل (( سلاح متطور ايه بس يا عمر ..... انت فاكر ان الطيارات اللي معانا دي متطورة ؟؟؟ )) أومأ عمر بالايجاب قائلا (( الميج 21 أحسن من أي طيارة في العالم لغايه دلوقت )) طارق (( أنا معاك حق وكلامك صح ... بس ...... لو اللي معانا دي نفس الميج 21 اللي في الطيران السوفيتي )) كادعمران يقفز من مقعده مندهشا (( انت عاوز تقولي ان الميج دي ناقصه كمان ؟؟؟)) طارق (( طبعا ،دي نسخه للتصدير بس)) عمر متحديا (( أزاي بقي ؟؟؟؟)) طارق (( علشان انا قلت لك انك مش بتشوف الا اللي انت عاوز تشوفه بس ، عايز تشوف التماثيل الرخام علي الترعه بتاعت عبد الحليم حافظ من غير ما تشوف الناس اللي حول التماثيل وعايز تشوف الطيران المصري اقوي سلاح جو في المنطقه ومش عايز تفتكر اللي حصل فوق سيناء ديسمبر اللي فات )) عمر مجاوبا (( قصدك الحادثه بتاعت الطيران السوفيت ؟؟؟)) طارق وقد لمعت عيناة (( شوف أديك أثبت لي انك أعمي مبتفكرش )) عمر (( ليه ؟؟؟)) طارق (( لان الخبر اللي وصلك ودة طبعا كان سر عسكري المفروض متقولوش لحد ، والخبر بيقول أن 4 طيارين سوفيت بطيارات ميج 19 ماتوا في حادثه اثناء الطيران.صح ؟))أومأ عمر أيجابا [size=16]طارق (( يا بني
| |
|