الفضاء الإسرائيلي
<hr style="color: rgb(255, 255, 255);" size="1">
كتبت
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في عددها 29-5-2002م تقول: "لقد حسنت إسرائيل
بما لا يقاس قدرتها الاستخبارتية وذلك بعدما أطلقت أخيرا قمر التجسس
الأكثر تقدما من كل سابقيه "أفق -5" إلى الفضاء ودخل مساره المخطط الكرة
الأرضية وفي 31-5-2002م يفترض أنه بدأ بإرسال صوره إلى الأرض. وفي
الأسابيع المقبلة سيجتاز القمر سلسلة فحوص تستهدف التأكد من انتظامه
ومستوى أدائه، وعندها سنعرف أن المهمة كلها توجت بالنجاح".
وعن مواصفات هذا القمر تقول معاريف: إن (أفق- 5) هو قمر بديل للقمر
(أفق-3) الذي توقف عن العمل قبل نحو سنتين، لذا فهو يعتبر قمرا من الجيل
الجديد. إنه أكثر دقة من سابقيه، ويستطيع أن يصور بوضوح علبة سجائر صغيرة
على الأرض وهو يفترض أن يترك على ارتفاع 370 كيلو متراً عن الأرض حتى 600،
في حين ينفذ 16 دورة حول الكرة الأرضية في اليوم، أي كل 90 دقيقة دورة.
وهو ينتمي إلى نوع الأقمار الخفيفة والصغيرة، إذ إن وزنه لدى الإطلاق هو
300 كيلو غرام فقط، وارتفاعه 3،2 متر وقطره 2،1 متر، وقدرت كلفه بنائه
بنحو 60 مليون دولار، وعمره المخطط هو نحو أربع سنوات. وقد أطلق إلى
الفضاء، مثل ("أفق -3) ليتحرك من الشرق إلى الغرب، بالاتجاه العاكس لدورة
الكرة الأرضية، وذلك كي لا يسقط في أيد عراقية أو إيرانية في حال تعثره".
وأما الأهداف الاستراتيجية للقمر ("أفق-5) فهي، كما تقول معاريف
(29-5-2002): "انه قمر فريد من نوعه في العالم بالنسبة إلى وزنه ونوعية
الصور التي يلتقطها، وان ميزة الوزن الخفيف تتيح للقمر سرعة قصوى في
الحصول على أهداف التصوير ويحولها إلى حل أمثل لالتقاط الصور. كما أن جهاز
الاستكشاف في القمر ينفذ تصويرا باتجاه سير القمر إلى الأمام وذلك بسرعة
تصوير متغيرة وفي زوايا مختلفة ايضا. ويستطيع هذا القمر تزويد إسرائيل
باستخبارات ممتازة وواضحة حول تحركات معادية وإشارات أخرى يمكن أن تدل على
نوايا دول المواجهة. وسيساعد إسرائيل كثيرا في ملاحقة تطورات في دول
معادية، مثل نصب صواريخ وتطوير مصانع أسلحة وبناء مواقع نووية. ويمكن
توجيه القمر الجديد من الأرض بواسطة محركات مساعدة مركبة عليه في الفضاء،
وبذلك يمكن أن يصور أي نقطة على وجه الكرة الأرضية.
وفي هذا الصدد يقول وزير العلوم الإسرائيلي متان فيلنائي المسؤول عن مشروع الفضاء الإسرائيلي:
"إن هذا إنجاز هائل للتكنولوجيا الإسرائيلية يمنحنا مكانا في الفضاء. وإن
الدولة التي لا يوجد لها مكان كهذا في القرن الواحد والعشرين هي في وضع
تخلف في العالم. وان قدراته هي قدرات مكتملة وأكثر من ملحة. ودولة إسرائيل
الآن تنتمي إلى النادي الخاص بالدول ذات القدرة على إطلاق صواريخ. ولا شك
في أن هذا اليوم يشكل وثيقة شرف للعلماء الإسرائيليين".
وأما موشيه كارت، مدير عام الصناعة الإسرائيلية، فقد قال: "هذه من دون شك،
علامة فارقة في إنجازات الصناعة الجوية الإسرائيلية، وفي مقدمتها الصناعة
الجوية". وفي هذا الصدد، تقول نشرة" فورين ريبورت "في أعدادها الأخيرة:
"إن أقمار إسرائيل الفضائية ستستطيع، بفضل أجهزة الاستطلاع والاستشعار
المتطورة والدقيقة، التجسس على كل شبر داخل الدول العربية ومنطقة الشرق
الأوسط، وقد بلغت دقة الأقمار مهمة رصد تحركات الجماعات المعارضة للحل
السلمي على القياس الإسرائيلي" وتضيف الفورين ريبورت قائلة: إن إسرائيل
تستعد حاليا لإطلاق جيل جديد خاص من أقمار الاتصالات والتنصت الإلكتروني
وتخلف هذه الأقمار أقمار التجسس والاستشعار التي سبق أن أطلقتها الدولة
العبرية حيث توضع الأقمار على ارتفاع نحو 36 ألف كيلو متر على المدار
الثابت حول الأرض. ويقدر عمر تلك الأقمار بنحو عشر سنوات على الأقل. كما
أنها تغطي منطقة الشرق الأوسط على مدار 24 ساعة، مستخدمة كذلك صواريخ
مجهزة لحمل رؤوس نووية".