وكالة الفضاء الإسرائيلية
في العام 1960، زرع بن غوريون البذرة الأولى في حقل الفضاء الإسرائيلي
عندما أمر بإنشاء (اللجنة القومية لأبحاث الفضاء) . وكان الهدف من إنشاء
هذه اللجنة تهيئة جو عام يؤدي بعد سنوات إلى وضع البنية لبرنامج فضائي.
وأوضحت الدراسات الأولية، في هذا الميدان، توفير المتطلبات الأساسية
الآتية:
1- صواريخ دفع تستخدم كمركبات إطلاق للأقمار الاصطناعية.
2- قاعدة صناعات إلكترونية معقدة ومتقدمة.
3- أبحاث فلكية وفضائية موسعة.
4- تعاون وثيق مع وكالات الفضاء الأجنبية.
وفي العام 1983، استطاع العالم الاسرائيلي يوغال نئمان، الذي كان من أشد
المتحمسين للمشروع الفضائي، أن يلم شمل كافة الجهات الفضائية العلمية في
مؤسسة حكومية واحدة لها ميزانية خاصة هي " وكالة الفضاء الإسرائيلية وكلفت
بوضع برنامج إسرائيلي متكامل لاستغلال الفضاء والإشراف على تنفيذه،
ولتحقيق هذا الهدف حددت للوكالة مهام أساسية، منها:
1- دعم الأبحاث النظرية والتطبيقية الفضائية في كافة المؤسسات العلمية والبحثية وتحقيق التكامل فيما بينها.
2- تشجيع الصناعات الإسرائيلية الحكومية والأهلية على إنتاج الأجهزة والمعدات الفضائية.
3- تحقيق تعاون وثيق مع الهيئات الفضائية في دول نادي الفضاء ، وتبادل
الأبحاث معها، وتمهيد الطريق للحصول على ما يحتاجه البرنامج الإسرائيلي من
أجهزة ومعدات من الخارج، وخاصة وكالة "ناسا" الأمريكية، و سنيز" الفرنسية
و "دفلر" الألمانية و"إيسا" الأوروبية.
4- نشر الوعي الفضائي لدى الجماهير، وتكوين قاعدة عريضة من الباحثين في
الجامعات والأكايميات العلمية (المجلة العسكرية الفلسلطينية، تموز -يوليو
1990).
أهداف استراتيجية للأقمار الإسرائيلية
مع أن إسرائيل تدعي أن هدف أقمارها هو علمي وتقني ، إلا أن المحللين
العسكريين الأمريكيين والغربيين يُجْمعون على جملة الأهداف الاستراتيجة
لهذه الأقمار وهي: (شؤون فلسطينية، عدد 19، 1990):
أولاً: يخفض القمر الصناعي من احتمال تلقي إسرائيل ضربة مفاجئة، وذلك من
خلال مراقبته المنشآت والتحركات العسكرية العربية، وإرسال إنذارات مبكرة
عنها.
ثانيا:تتجسس إسرائيل بواسطة أقمارها على بطاريات المدفعية والصواريخ
وتجمعات الدبابات والقواعد الجوية، وترصد ما يطرأ علي المناطق المدنية
والعسكرية العربية من متغيرات وتطورات.
ثالثا:: توفر الأقمار لإسرائيل وسيلة استطلاع استراتيجي لا يملكها العرب،
كما توفر لها كما هائلا ومخزونا من المعلومات، علما أن الدولة اليهودية
كانت تشك، وخاصة بعد ضرب المفاعل النووي العراقي في العام 1981، في
المعلومات التي تمدها بها الولايات المتحدة عن طريق أقمارها.
رابعا: من الممكن أن يكون للأقمار إمكانات وقدرات عسكرية أخرى مثل توجيه
صواريخ (أرض -أرض)، وصواريخ الدفاع الجوي الأنظمة المضادة للصواريخ
العربية المتوسطة المدى.
خامسا: بإمكان الأقمار إعاقة الاتصالات السلكية واللاسلكية ووسائل
الاستطلاع الإشعاعية العربية والسيطرة على الاتصالات الهاتفية العربية
والتقاطها وتسجيلها.
هذا، وتمثل الأقمار الإسرائيلية إنجازاً تكنولوجياً مهماً يمتد إلى كل
التقنيات المستخدمة في تصميم صاروخ الإطلاق وتنفيذه وأجهزة التحكم
والتوجيه للمدار المحدد وتصميم الكبسولة وتنفيذها وأجهزة استقبال
المعلومات الأرضية والصور الإلكترونية المجمعة بواسطتها، الأمر الذي يعني
دخول إسرائيل عالم الصناعات الإلكترونيات المتقدمة والنادي الدولي لصناعات
الفضاء، كما أن إسرائيل في ظل السلام" المزعوم"، ستحاول تثبيت قمر فوق
المنطقة العربية وذلك للتجسس بصورة دائمة على العرب والمسلمين.