الغواصات في الحروب البحرية
<hr style="color: rgb(196, 207, 228);" size="1">
لقد
ظهرت الغواصات على مسرح العمليات البحري منذ أكثر من مائة عام، وبالرغم من
ضعف قدرات الغواصات التي أمكن تصنيعها في أول الأمر،حيث كانت تسير
بالجذفات التي تدفع بواسطة قدم الانسان واستعملت لاول مرة في الحرب
الاهلية الامريكية إلا أن المميزات التكتيكية التي تتوفر لهذه النوعية من
الوحدات البحرية المقاتلة وضعتها في مستوى متميز بشكل ملحوظ عن باقي
الوحدات. وأخذت أهمية الغواصات في الازدياد خصوصاً بعد أن أثبتت هذه
الوحدات قدراتها القتالية المتفوقة والتي سرعان ما جعلت الغواصات تشكل
تهديداً حقيقياً لكافة الوحدات.
أهم المميزات التكتيكية
التي انفردت بها الغواصات
إمكانية الإبحار المستتر تحت سطح البحر، وهذه القدرات ليست متوفرة لأي نوعية أخرى من الوحدات البحرية.
تستطيع الغواصة أن تستفيد من المجال البحري لتأمين نفسها ضد الهجمات المعادية.
إمكانية الوصول إلى الموقع المناسب لمهاجمة العدو دون أن تكتشف في معظم الأحيان.
تحمل الغواصة قدرة تدميرية هائلة بالنسبة لحجمها.
سلاح الطوربيد وهو السلاح الرئيس للغواصة يحدث الإصابة بالسفينة المعادية
في مكان يقع تحت سطح البحر مما ينتج عنه أضرار جسيمة، حيث يتسبب في تدفق
المياه إلى داخل السفينة بالإضافة إلى ما يحدثه الانفجار من تدمير.
تزايد دور الغواصات
في الحرب البحرية
بدأ استخدام الغواصات بشكل محدود في الحرب العالمية الأولى، وقد استخدمت
أساساً في مهاجمة سفن النقل البحري وأحياناً ضد السفن الحربية.
وقد كان دور الغواصات في هذه الحرب محدوداً نظراً لضعف القدرات التكتيكية
والفنية للغواصات المصنعة في هذه المرحلة. غير أن البحرية الألمانية
استطاعت أن تحقق بعض النجاحات باستخدام هذا السلاح الجديد، الأمر الذي
أبرز للجميع أهمية الغواصات وإمكانية تأثيرها على الصراع البحري.
ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية كانت الغواصات قد تقدمت وتطورت بشكل
ملحوظ وبالتالي أصبحت تشكل تهديداً رئيساً لحركة النقل البحري بالإضافة
إلى إمكانياتها بالنسبة لتهديد السفن الحربية في البحر والموانئ وكذلك بث
الألغام البحرية. علماً أن النسبة الأكبر من سفن النقل التي غرقت أثناء
الحرب العالمية الثانية كانت بسبب هجمات الغواصات الألمانية، وقد كان
لنشاط الغواصات الألمانية في المحيط الأطلنطي أكبر الأثر على تعطيل حركة
الملاحة البحرية فيما بين الولايات المتحدة وانجلترا وهو الأمر الذي أثر
بشكل كبير على المجهود الحربي خاصة وأن الحرب في أوروبا كانت تعتمد
تقريباً كلية على الدعم الاستراتيجي من الولايات المتحدة الأمريكية. وكادت
الغواصات أن تحقق النصر لدول المحور في هذا الصراع لكن ما حدث من تقدم في
وسائل اكتشاف الغواصات بواسطة الرادار عند وجودها على السطح وبواسطة أجهزة
السونار عند وجودها تحت سطح البحر، مكن الحلفاء من تدمير أعداد كبيرة من
الغواصات واستعادة الموقف لصالحهم.
الحرب الباردة والغواصات
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ببضع سنوات بدأ الصراع الخفي بين
الاتحاد السوفييتي السابق والغرب ممثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأخذ التنافس بين هاتين الكتلتين في التزايد باستمرار. وكانت من أبرز
النتائج لهذا الصراع البدء في الاعتماد على أسطول الغواصات الحديثة التي
تعمل بقوة الدفع النووية والحاملة للصواريخ الباليستيكية ذات الرؤوس
النووية عابرة القارات في توفير عنصر الردع النووي لكلا الجانبين. وبذلك
استمر الوضع في شكله التقليدي أي (الحرب الباردة) إلى أن تفكك الاتحاد
السوفييتي وأصبح لا يشكل نفس الدرجة من التهديد للولايات المتحدة ودول
الغرب.
أما في الوقت الحاضر، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى الصين بعين
الحذر، كما أنها تراقب انتشار سلاح الغواصات في بحريات العالم ومنها
بحريات بعض دول العالم الثالث خصوصاً الدول التي تعتبرها غير متعاونة.
العيوب الرئيسة
التي ظهرت في الغواصات
سبق أن أشرنا إلى المميزات التكتيكية التي تتمتع بها الغواصات. والآن يجب
أن نشير إلى العيوب الرئيسة ونقاط الضعف التي برزت خلال السنوات الماضية
في الغواصات وذلك من واقع ما أمكن التوصل إليه من خبرات قتال في هذا
المجال:
من أهم العيوب التي ظهرت مع استخدام الغواصات التقليدية كانت ضرورة صعود
الغواصة إلى سطح البحر لإعادة شحن البطاريات، إذ أن هذه الغواصات مصممة
لتسير بواسطة محركات كهربائية عند الوجود تحت سطح البحر ثم تصعد إلى السطح
وتسير بمحركات دفع احتراق داخلي (ديزل) حيث يتم إعادة شحن البطاريات، وكان
هذا الإجراء يهدد سلامة الغواصات بشكل ملحوظ إذ أن الغواصة على السطح تكون
سهلة الاكتشاف وفي نفس الوقت عرضة للتدمير بواسطة نيران المدفعية كأي هدف
سطحي آخر، يضاف إلى ذلك عدم توافر قدرات دفاعية ذاتية للغواصات خلاف
الاحتماء بالاختفاء تحت سطح البحر.
تميزت الغواصات ببطء الحركة وعدم القدرة على السير بسرعات عالية أثناء
التواجد تحت السطح. كما أن السير بسرعات عالية كان يحدث ضوضاء يسهل على
أجهزة السونار التقاطها وبالتالي تكشف موقع وجود الغواصة.
من الصعوبات التي تواجه استخدام الغواصات في الحرب البحرية صعوبة تنسيق
التعاون بين الغواصات وأي وحدات أخرى نتيجة لضعف قدرات الغواصة بالنسبة
للاتصالات سواء لتلقي التعليمات أو إرسال البلاغات. إذ إن ذلك كان متعذراً
تقريباً عند الوجود تحت سطح البحر وكذلك كان إرسال المعلومات لاسلكياً عند
الوجود على السطح يكشف موقع الغواصة نظراً للاستخدام المعادي لوسائل تحديد
الاتجاه اللاسلكي.
مع البدء في استخدام الطوربيدات الموجهة ضد الغواصات من سفن السطح وكذلك
من الطائرات العمودية أصبحت مهمة تدمير الغواصة أكثر سهولة خاصة مع
الاعتماد على وسائل الاكتشاف السونارية الحديثة المحمولة جواً والمقطورة
خلف سفن السطح ومتغيرة الأعماق، الأمر الذي أصبح يشكل تهديداً رئيسياً
للغواصات.
تحسين القدرات الفنية والتكتيكية للغواصات
كانت مشكلة ضرورة الصعود للسطح لإعادة شحن البطاريات من الأمور التي
استحوذت على اهتمام الجهات المعنية بتطوير الغواصات وتحسين أدائها. وكان
الأسلوب الأول الذي أمكن التوصل إليه لملافاة ضرورة الصعود إلى السطح هو
اختراع جهاز (السنوركل) SNORKEL وهو الوسيلة التي استخدمت لتوصيل الهواء
إلى محركات الغواصة عن طريق خرطوم وعوامة تطفو على السطح وبها جهاز يتحكم
في دخول الهواء إلى الغواصة وفي نفس الوقت يمنع دخول مياه البحر.
ويتم ذلك أثناء سير الغواصة تحت سطح البحر، غير أن هذا الجهاز كان يحد من
حرية المناورة، وفي نفس الوقت لم يحقق هذا الجهاز الحل الكامل لهذه
المشكلة، حيث يمكن رصد الجهاز بواسطة الاستطلاع الجوي.
أما الحل الجذري لهذا الموضوع فقد تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية أن
تصل إليه باستخدام قوة الدفع النووية، الأمر الذي يعني عدم الحاجة للصعود
إلى سطح البحر، إذ تستطيع أن تعمل هذه الغواصات بصفة شبه مستمرة تحت سطح
البحر دون أية صعوبة. غير أن هذا الحل لم يكن متوفراً إلا بالنسبة
للغواصات النووية الكبيرة والتي كانت متوفرة فقط لدى القوات البحرية
التابعة لبعض الدول العظمى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد
السوفييتي.
وقد بدأ في الفترة الأخيرة تصميم قوة دفع احتراق داخلي لا تعتمد على
الهواء الخارجي بل تستخدم محركاً تربينياً يعمل بدائرة مغلقة يتم فيها حرق
الأثينول والأكسجين لتويد الطاقة، ويسمى هذا النظام: AIR INDEPENDENT
PROPULSION SYSTEM وهي مناسبة للاستخدام في الغواصات المتوسطة.
أما من حيث التسليح فقد أضيفت للطوربيدات العادية والموجهة صوتياً
ACOUSTIC TORPEDOES أسلحة صاروخية جديدة. وقد استخدم في أول الأمر صواريخ
مماثلة للصواريخ سطح- سطح إلا أنها تطلق من أنابيب الطوربيد. وقد استخدم
في هذا الغرض صواريخ من طراز هاربون HARPOON وكذلك صواريخ من طراز EXOCET
اكسوسيت الفرنسي الصنع. وقد أضاف ذلك قدرة تكتيكية جديدة للغواصات ألا وهي
الاشتباك مع الوحدات البحرية السطحية وتدميرها. أما الخطوة التالية فكانت
تزويد الغواصات بصواريخ طوافة بعيدة المدى من طراز (التوماهوك) TOMAHAWK
ويمكن إطلاق هذه الصواريخ من نفس أنابيب الطوربيد الموجود بالغواصة.
أما في الطرازات الحديثة من الغواصات فتطلق هذه الصواريخ من الوضع العمودي في قواذف جديدة خلاف أنابيب الطوربيد.
تقويم الغواصات
كسلاح بحري
تمكنت الغواصات منذ استخدامها الأول أن تثبت وجودها على مسرح العمليات
البحري، ومما لا شك فيه أن هذه الوحدات ازدادت قيمتها القتالية مع مرور
الوقت.
وقد أصبحت في وقتنا هذا أحدى المكونات الرئيسة للقوة البحرية، والمتابع
لمجرى الأحداث في نطاق الصراع البحري يستطيع بسهولة أن يتعرف على مدى
التنافس القوي القائم في جميع بحريات العالم فيما بين الغواصات وتحسين
أدائها على جانب ووسائل وإمكانيات اكتشاف الغواصات وتتبعها وتطوير الأسلحة
والأساليب التي أمكن اتباعها لتدمير هذه الوحدات والحد من خطورتها، إلا أن
الواضح أن التقدم في وسائل وأساليب اكتشاف الغواصات لم يحقق النتائج
المرجوة.
ولا زالت الغواصات تتمتع بالقدرة على الإخفاء والاقتراب الخفي من أعدائها
بدرجة تثير القلق المبالغ لمختلف نوعيات سفن السطح. ولا زالت من الوجهة
التعبوية مهمة التأمين ضد الغواصات من المهام الصعبة والمعقدة والتي تتطلب
نوعيات متعددة من الوحدات ووسائل الإمكانات لتحقيقها بدرجة محدودة من
النجاح، ولا يمكن بالرغم من وجود تطور ملموس في هذا الاتجاه من ضمان
التأمين ضد الغواصات بدرجة عالية من الكفاءة.
تقويم الغواصات
على المستوى الاستراتيجي
وإذا نظرنا للتقويم من وجهة النظر الاستراتيجية البحرية نجد أن سلاح
الغواصات يوفر للبحريات الصغيرة القدرة على إعاقة وتهديد أعمال قتال
البحريات الكبيرة أكثر من أية نوعية أخرى، ومن الواضح أن الدول التي لديها
بحريات قوية تضع الغواصات في المرتبة الأولى للتهديد، وتعمل لها ألف حساب،
إذ أن الوسائل الهجومية الأخرى مثل سفن السطح والزوارق الهجومية السريعة
يمكن لتشكيلات هذه البحريات من اكتشافها وتدميرها بوسائل متعددة مثل
الهجمات الجوية أو بواسطة الصواريخ الموجهة قبل أن تصل إلى الموقع الذي
يهدد وحداتها البحرية الرئيسة. كما أن أساليب الدفاع الجوي مع وجود
إمكانات كشف راداري شبه متكامل بواسطة الرادارات المحمولة بحراً والمحمولة
جواً. وفي نفس الوقت ومع تطور التسليح المضاد للطائرات والأهداف الجوية
أصبحت مهمة الدفاع الجوي أكثر يسراً من مهمة التأمين ضد الغواصات، وعلى
ذلك نجد أن حصول جمهورية إيران على عدد 3 غواصات تقليدية من روسيا طراز
كيلو KILO ينظر لها بعين الحرص وتعتبر أحد التهديدات الرئيسة للملاحة في
الخليج العربي حيث يمكن لها ان تشكل خطرا بالغا على اساطيل الحلفاء.
الغواصات
في القرن الحادي والعشرين
مما لا شك فيه أن هذا القرن سيبرز نوعيات حديثة من الغواصات فائقة القدرات
تستطيع أن تنفذ العديد من المهام بدرجة عالية من الكفاءة ويصعب اكتشافها
ومهاجمتها بوسائل مكافحة الغواصات المتوفرة، وذلك بالرغم مما يحدث في نطاق
تطوير هذه القدرات. وعلى ذلك نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية وهي
الدولة البحرية الرئيسة في العالم تخطط لبناء أسطول قوي من الغواصات
الجبارة ذات القدرات الفائقة، كما أن فكرة الاحتفاظ بقوة ردع نووي بحري
مستندة إلى الغواصات النووية حاملة الصواريخ الباليستيكية عابرة القارات
لا تزال القاعدة الأساسية التي تبنى عليها نظرية الردع النووي، وبالتالي
سوف يتم بناء أعداد جديدة من هذه الغواصات الضخمة. وفي نفس الوقت تخطط
البحرية الأمريكية لبناء طراز جديد من الغواصات التكتيكية، وقد أطلق عليها
اسم طراز فرجينيا VIRGINIA وهذه الغواصات سوف تكون الغواصات الأحدث في
العالم ويبدأ ظهورها على مسرح العمليات اعتباراً من عام 2002م والمخطط أن
يتم بناء عدد 30 غواصة من هذا الطراز ذو المواصفات الحديثة التي تستطيع
بالإضافة للعمل في أعالي البحار أن تعمل بكفاءة في المياه القريبة من
السواحل وفي نفس الوقت تعتبر من الغواصات الصامتة تقريباً، إذ يتم تصميمها
بحيث ينتج عنها أقل ضوضاء ممكنة وذلك بالرغم من أن هذه الغواصات تستطيع أن
تسير بسرعة تزيد عن 30 عقدة. وكل ذلك من الخواص التي سوف تمكنها من تنفيذ
مهامها بدرجة عالية من الكفاءة. علماً بأن المهام المخططة هي:
مهاجمة كافة أنواع السفن التجارية والحربية بمختلف الأسلحة الصاروخية والطوربيدات.
توجيه الضربات ضد الأهداف الساحلية وفي العمق باستخدام الصواريخ التكتيكية وكذلك الصواريخ الطوافة بمدى يصل إلى ألف كيلومتر تقريباً.
القيام بمهام مكافحة الغواصات وذلك باكتشاف الغواصات المعادية وتدميرها.
تجميع المعلومات عن العدو وخاصة المعلومات الالكترونية عن الدفاعات في المناطق الساحلية.
تنفيذ المهام الخاصة باستخدام رجال الصاعقة أو الضفادع البشرية، علماً بأن
قطاع الطوربيد في هذه الغواصات يمكن أن يتحول إلى غرفة إعداد وإنزال أفراد
القوات الخاصة بمعداتهم ووسائل نقلهم أثناء التواجد تحت سطح البحر.
تنفيذ مهام بث الألغام وخاصة كمائن الألغام وخطوط الألغام الهجومية في الأماكن الحاكمة.
تعمل هذه الغواصات في تعاون مع تشكيلات سفن السطح وخاصة التشكيلات التي
تضم حاملات الطائرات حيث تقدم لها معلومات استطلاع إضافية وكذلك يمكنها
العمل على توجيه الضربات الابتدائية لصالح التشكيل.
الطوربيدات المضادة للطوربيد
جهزت الغواصات الحديثة طراز (فرجينيا) بطوربيدات مصممة خصيصاً لاعتراض
الطوربيدات المعادية وتدميرها مما يؤمن هذه الغواصات ضد الهجمات المضادة
باستخدام الطوربيدات المضادة للغواصات سواء كانت من سفن السطح أو من
الطائرات العمودية وبالتالي فإن هذا التطوير يعتبر إضافة هامة جداً لتأمين
الغواصة، مع وضع في الاعتبار أنه قد أدخلت أنظمة جديدة لتعقيد عملية
اكتشاف هذه الغواصات ومنها إزالة أثر السير الذي ينتج عن دوران المراوح
WAKE والذي يساعد على كشف موقع الغواصة. كما أنه يتم في نفس الوقت إعادة
تصميم المراوح لتحدث أقل صوت ممكن، ويضاف إلى ذلك ما أدخل من أنظمة منع
التلوث لإزالة أي آثار للغواصة في مياه التبريد التي تستخدمها، وبالتالي
تقل احتمالات الاكتشاف بدرجة ملموسة وكل ذلك بالإضافة لاستخدام مواد جديدة
لتقليل الصدى المرتد من هذه الغواصات والاستعانة بأساليب حديثة للإخفاء
وتقليل البصمة الرادارية.
if (window.Event)
document.captureEvents(Event.MOUSEUP);
function nocontextmenu()
{
event.cancelBubble = true
event.returnValue = false;
return false;
}
function norightclick(e)
{
if (window.Event)
{
if (e.which == 2 || e.which == 3)
return false;
}
else
if (event.button == 2 || event.button == 1)
{
event.cancelBubble = true
event.returnValue = false;
return false;
}
}
document.oncontextmenu = nocontextmenu;
document.onmousedown = norightclick;