مزاعم اسرائيلية عن قنبلة نووية جزائرية وشيكة
في سياق المسلسل الاسرائيلي الامريكي للتحريض على الدول العربية والتمهيد لحصارها دولياً بعد اغراقها في دوامة المشاكل الداخلية، نشرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية تقريراً ملغوماً يزعم ان الجزائر على وشك انتاج قنبلة نووية بمعونة وخبرة عراقية.
فيما ألمح الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في لقاء جماهيري ببلدة ايليزي الحدودية قرب ليبيا لتورط فرنسا في مؤامرة دولية تحاك ضد بلاده بعد ان فشلت في فرض هيمنتها على البلاد خلال الفترة الاستعمارية. وتقول «هآرتس» انه في التسعينيات أثارت الخطة النووية الجزائرية القليل من الاهتمام في أعقاب الصور التي بعث بها قمر التجسس الصناعي الامريكي الذي وثق اعمال توسيع نطاق المفاعل النووي الذي أقامته الصين للجزائر.
وقد طلب الامريكيون في حينه تفسيرات من الصين، ولكن بعد عدة أشهر يبدو انهم هم الآخرون فقدوا الاهتمام فيما يجري على اطراف الصحراء الكبرى، وعادوا الى الانشغال بتأثير حرب الخليج على الشرق الاوسط.
وبقيت خطة الجزائر النووية، والتي يفترض بها ان تقلق ليس الولايات المتحدة وحدها، التي تبذل جهودا لمنع انتشار السلاح النووي، بل واسرائيل ايضا. فالنظام غير المستقر في هذه الدولة الكبرى ـ والتي لا تزال تشكل الحركة الاسلامية فيها تهديدا حقيقيا ـ وارتباطاتها الامنية مع العراق كفيلة بحث اولئك الذين يخشون التحول النووي للشرق الاوسط على العمل المكثف في الموضوع الجزائري. وأشارت تقارير استخبارية غربية الى انه في التسعينيات بعث العراق الى الجزائر بالعلماء وبكميات
غير معروفة من اليورانيوم. وأحد الاحتمالات هو ان علماء الذرة العراقيين يواصلون تطوير السلاح النووي العراقي في منشآت الجزائر.
والأدلة التي جمعت في التسعينيات لم تبدد المخاوف في الغرب ووكالة الاستخبارات الاسبانية (سيسيد) بالذات هي التي خصصت للموضوع تقريرا سريا كتب في يوليو 1998. وقدر التقرير بأنه في غضون نحو عامين ستتمكن الجزائر اذا ارادت من انتاج البلوتونيوم للاغراض العسكرية من تحقيق الهدف. وورد في الوثيقة الاسبانية ان «الخطة النووية الجزائرية أعدت منذ البداية لاهداف عسكرية بحتة» وانها «تواصل التزود بالمنشآت اللازمة».
كما ان مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن طرح نتائج مشابهة في وثيقة نشرها في يونيو 1998 مشيرا الى ان في يد الجيش الجزائري وسائل لاطلاق السلاح النووي.
وفي أعقاب الضغط الامريكي وافقت الجزائر على الانضمام في العام 1992 الى نظام الفحوصات من وكالة الطاقة النووية في الامم المتحدة (IAEA) ، وفي يناير 1995 انضمت الى NPT ـ ميثاق منع انتشار السلاح النووي. غير ان مراقبي الامم المتحدة الذين أجروا فحوصات في المنشآت النووية للجزائر اكتشفوا ان الجزائريين لم يبلغوا عن 3 كيلوجرامات يورانيوم مخصب، وبضع ليترات من المياه الثقيلة، وعروق من اليورانيوم الطبيعي، وفرتها الصين.
وجرى اخراج عنصرين من الوقود النووية من المفاعل دون ان يبلغ عن ذلك. ولم يكتشف الامر الا في فحوصات مراقبي الامم المتحدة العام 1995 اما المبنى المحوط بسور والذي اكتشف في نطاق المفاعل فلم يوجد له تفسير، ويقدر الخبراء انه يحتمل ان يكون الامر يتعلق بمنشأة لفصل البلوتونيوم .
وليست هذه سوى جزء من الأدلة التي تثير التخوف من ان الجزائر تنوي اعداد البنية التحتية لانتاج السلاح النووي. وقد خصصت المجلة الهامة جدا The Bulletin of the Atomic Scientists مقالا للموضوع في عددها الاخير. ولا يقول كاتبو المقال بحزم ان الجزائر على مقربة بالفعل من انتاج السلاح النووي، ولكن الاسئلة التي يطرحونها بقيت مفتوحة.
منقول منhttp://www.alhandasa.net/forum/archi...p/t-88660.html