شكيب أبو جبل
ولد
عام1925 في فلسطين ، لكنه من دروز مجدل شمس ، وفيها عاش وعمل . . جاسوساً
، ورد ذكر شبكته في كتاب ((المخابرات الإسرائيلية)) كنوع من الإخفاق
للموساد ، إذ رغم اعتقاله واعتقال رفاقة مازال الغموض يكتنف امتدادات هذه
الشبكة .
عمل شكيب أبو جبل خلف خطوط العدو في فرع مخابرات الجبهة منذ
عام 1953 حتى تاريخ الانفصال عام 1961 حيث تم تسريحه من فرع المخابرات
السورية، غير أنه طُلب ثانية للعمل في هذا الفرع عام 1964. وعندما قامت
حرب حزيران عام 1967 كان في منطقة جبل الشيخ يشرف على كل القطاع الشمالي
وشهد ما حدث آنذاك من انسحاب كيفي وفوضى ونزوح وكان يحترق ألماً بما ترى
عيناه.
في شهر شباط عام 1969 عاد شكيب أبو جبل إلى الجولان المحتل
بترتيب وموافقة المخابرات السورية، وقد قام بتسليم نفسه إلى الحاكم
العسكري الإسرائيلي وتحمَّل فترة من السجن والتحقيق في سبيل الهدف الذي
رسمه لنفسه في خدمة وطنه سورية. كان مهيأً لذلك أمنياً ونفسياً، حتى أنهم
عرضوه على بروفسور نفساني وأجرى عليه فحصاً على «آلة الحقيقة وكشف الكذب»،
وعندما اعتقل لاحقاً سألوه: «ليش ما خربطت على آلة الحقيقة؟»، أجابهم:
«هذه آلة للأولاد»!
في عمله الأمني النضالي بعد عودته إلى الجولان، كان
شكيب أبو جبل يقوم بتوزيع الأدوار والمهمات بنفسه على أعضاء شبكة
المجندين: ثلاثة منهم عملوا في مرصد جبل الشيخ طوال ثلاث سنوات، أرسل
أربعة إلى قناة السويس للعمل في خط بارليف، ثلاثة عملوا سائقين لنقل
العمال الذين يعملون في تحصينات العدو العسكرية وبناء المستوطنات على
الجبهة السورية، وعمل آخرون في مهمات مختلفة، وتم تكليف اثنين من الأنصار
بجمع الصحف العبرية والعربية التي تصدر في «إسرائيل» وكان يتم إرسالها إلى
سورية يومياً، وذات مرة تمت سرقة كاميرا تصوير من داخل سيارة مخابرات
إسرائيلية كانت تقف في مجدل شمس بعد كسر زجاجها، وأرسلها أبو جبل إلى
سورية ضمن البريد لإهدائها إلى المناضلة ليلى خالد.
لم يقتصر عمل
مجموعة الاستطلاع بقيادة شكيب أبو جبل على منطقة محددة بل شمل فلسطين
بكاملها، فلسطين المحتلة عام 48 والضفة الغربية وقطاع غزة، وسيناء
والجولان والحدود اللبنانية، وكان أبو جبل يقوم بما يطلب منه شخصياً من
مهمات وخاصة استطلاع المطارات والمواقع العسكرية.
في ليلة 27-28 كانون
الثاني 1973 توجه عزت شكيب أبو جبل حاملاً معه بريداً فيه أربعة وستون
تقريراً عن قوات الاحتلال وستة مخططات ومصورات وإحدى عشرة صحيفة، وانطلق
من البيت في مجدل شمس في الساعة التاسعة مساءً، وكانت الأمطار تهطل
بغزارة، وتوجه إلى فرع المخابرات السورية في الجبهة. وهذا البريد الذي كان
يحمله فيه أمور مستعجلة يجب بحثها دون إبطاء. وعلى مقربة من نهر المغيسل
أطلق عليه النار كمين إسرائيلي، فأرداه قتيلاً، وقبض على البريد. بعد
ساعتين من استشهاد عزت أبو جبل تم اعتقال والده شكيب أبو جبل، وبسبب ورود
أسماء كثيرة في البريد المقبوض عليه بدأت موجة اعتقالات في مجدل شمس.
وأخيراً كانت حصيلة ذلك: اعتقال شكيب أبو جبل، وأفراد المجموعة ومنهم
ابنته كاميليا .
تم تقديم شكيب أبو جبل إلى المحكمة العسكرية
الإسرائيلية وكانت مؤلفة من ثلاثة حكام عسكريين برئاسة العميد هامفري، وهو
يهودي من أصل ألماني ومعروف بحقده وشراسته، وقد نطق بالحكم على شكيب أبو
جبل مبتدئاً بعبارة: ستخرج من السجن إلى القبر، وكانت جملة الأحكام 315
سنة، وهذا يعني بقاء أبو جبل في السجن 30 عاماً.
قضى شكيب أبو جبل في
السجون الصهيونية 12 عاماً، وتم الإفراج عنه وعن رفاقه في 28حزيران 1984
بعد عملية تبادل للأسرى بين سورية و«إسرائيل».
يعيش حالياً في دمشق ، كان عضواً في مجلس الشعب السوري سابقاً .