جورج باهر خائن بريطاني
ولد جورج باهر في 11 نوفمبر 1922 وكان جاسوسا بريطانيا سابقا كان في الواقع جاسوساً مزدوجاً عمل أيضاً لصالح الاتحاد السوفييتي.
ولد
في مدينة روتردام حيث كانت والدته هولندية ووالده مصرياً يهودياً نال
الجنسية البريطانية وحمل اسم جورج باهر لواحد من أكثر الأسر اليهودية
بروزا في أمستردام. وكان والده قد توفي وهو في الرابعة عشرة من عمره وأرسل
إلى مدرسة بريطانية في القاهرة حيث كانت تلك هي أمنية والده ووصيته،
وبينما كان هناك مع أقاربه أمضى معظم وقته مع عمه هنري كوريل الذي كان
عضواً بارزاً في الحزب الاشتراكي المصري وعميلا للاستخبارات السوفييتية ال
KGB وعندما عاد إلى أمستردام كان اشتراكياً مخلصاً.
كان بلاك عضواً
نشطاً في المقاومة الهولندية المقاومة للنازية وهرب إلى لندن متنكرا في
هيئة راهب حيث حاول البوليس السري النازي القبض عليه.
وفي انجلترا
غير اسمه إلى جورج بلاك ومع مرور الوقت انضم للعمل في الاستخبارات
البريطانية وبعض فترة وقع في حب سكرتيرة تعمل في الاستخبارات البريطانية
ال MI6 تدعى أريس بيك وفيما بعد عمل في خدمة ملكة انجلترا وقررا الزواج،
ولكن للأسف كانت أسرة الفتاة من الأسر البارزة التي لم توافق على زواج
ابنتهم من جورج بلاك اليهودي، ولم تتمكن الفتاة من مقاومة موقف أسرتها
الرافض وفي النهاية انتهت العلاقة وعندها شعر بلاك بالكثير من الغضب
والإحباط وقرر أن ينتقم من انجلترا المتغطرسة التي رفضته وكان صلف أسرة
حبيبته سبباً في تدمير عواطفه القوية التي حملها لفتاته التي لم يحب غيرها
في حياته.وعندها اتجه إلى هنري كوريل عمه ومؤتمن أسراره في أمستردام حيث
تمكن من تجنيده للعمل كجاسوس لصالح الKGB .
بعد الحرب العالمية
الثانية تم تجنيده أيضاً للعمل في ال MI6 البريطانية وكانت مهمته إنشاء
شبكات تجسس في الجزء الشرقي من أوروبا المحتل وقتها من قبل الاتحاد
السوفييتي. وأرسل للخدمة العسكرية في الحرب الكورية وكان في سيول عندما
اجتاحتها كوريا الشمالية. وخلال سنواته الثلاث كأسير في معسكرات كوريا
الشمالية، اعتنق الماركسية وقال البعض إنه تعرض إلى عملية غسيل دماغ وإن
كان هو نفسه قد أصر على أن اعتناقه الماركسية كان طوعياً. عقب الإفراج عنه
عام 1953 أرسلته الMI6 للعمل كجاسوس مزدوج إلى برلين حيث أصبح هناك فعلياً
“جاسوس ثلاثي” وأفشى أسرار المئات من الجواسيس البريطانيين للسوفييت.
وفي
عام 1959 فضح أمره الجاسوس البولندي المنشق مايكل جلونويسكي، وفي عام 1961
بعد محاكمة عرضت تفاصيلها على شاشات التلفزيون حكم عليه بالسجن 42 عاماً
وقالت وقتها الصحف البريطانية إن حكمه السجن مقابل كل جاسوس بريطاني تسبب
في قتله وخانه وكان أطول حكم تحكم به المحكمة البريطانية.
بعد خمس
سنوات من سجنه تمكن جورج بلاك من الهرب من سجنه بمساعدة من ثلاثة من أعضاء
لجنة المائة الذين كان قد قابلهم في مصر قبل سنين، وهرب بلاك إلى الاتحاد
السوفييتي وطلق زوجته التي أنجب منها ثلاثة أبناء وبدأ حياة جديدة وفي عام
1990 نشر سيرته الذاتية بعنوان (لم يكن هناك خيار آخر) وهو الكتاب الذي
نال عنه من ناشره البريطاني أكثر من 60 ألف جنيه إسترليني قبل أن تتدخل
الحكومة البريطانية وتمنعه من التربح من مبيعات كتابه.
وفي مقابلة مع شبكة أخبار ال”إن. بي. سي” عام 1991 قال بلاك إنه ندم على موت الجواسيس البريطانيين الذين خانهم.
وحتى
عام 2004 كان يعيش في موسكو ويتقاضي معاشاً من الKGB وظل ماركسيا لينينياً
مخلصاً، وأنكر بلاك أنه كان خائناً وأصر على أنه لم يشعر أساساً بأنه
مواطن بريطاني قائلاً: “حتى تخون يجب أولا أن تنتمي وأنا لم أنتم أبداً
لبريطانيا)
_________________