ياسر عرفات، أكثر من خمسة وثلاثين عاما في قيادة
الشعب الفلسطيني، فتحول إلى رمز لنضالهم من أجل وطن قومي لهم. وفي
انتخابات هي الأولى من نوعها في تاريخ الشعب الفلسطيني، تم انتخاب ياسر
عرفات رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية، بأغلبية ساحقة.
البداية :
1929-1959:
ولد محمد ياسر عبد الرؤوف القدوة الحسيني المعروف باسم ياسر عرفات في 24
أغسطس/آب من عام 1929، وعاش متنقلا بين فلسطين ومصر. وشهد الثورة
الفلسطينية الكبرى عام 1936، وانتهاء الانتداب البريطاني وقرار التقسيم
وقيام دولة إسرائيل، وشارك في حرب عام 1948، وأنهى تعليمه الجامعي، ثم
انتقل للعمل في الكويت مهندساً مدنياً.
فتح : 1960-1969:
أثناء وجوده في الكويت، أسس مع بعض زملائه حركة التحرير الوطني الفلسطيني
"فتح"، وانضمت إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وانتخب عرفات رئيساً لها عام
1969. وسبق أن شهد عرفات، في العام 1967، ما سمي بنكسة حزيران، ومعركة
الكرامة عام 1968.
في الأمم المتحدة :
1970-1979:
بعد أحداث سبتمبر/أيلول عام 1970، غادر عرفات الأردن متوجها إلى لبنان.
وفي عام 1974، وبعد قمة الرباط، التي اعترفت بالمنظمة ممثلاً شرعياً
ووحيداً للشعب الفلسطيني، ألقى عرفات خطابا - للمرة الأولى - أمام الجمعية
العامة للأمم المتحدة، التي منحت المنظمة صفة "مراقب".
بيروت والانتفاضة الأولى :
1980-1989:
شن الإسرائيليون، بقيادة أرييل شارون، حرباً شرسة على المنظمة، انتهت
بخروجها من لبنان إلى تونس، وتبع ذلك مجازر صبرا وشاتيلا. وفي تونس تم
إعلان "استقلال فلسطين" وانتخاب عرفات رئيساً لها، ومن ثم إطلاق مبادرة
السلام الفلسطينية (1988)، وبدأ أول حوار بين المنظمة وواشنطن، ثم اندلعت
الانتفاضة الأولى.
مؤتمر مدريد والسلطة : 1990-1999:
عقد مؤتمر مدريد للسلام بمشاركة المنظمة، تحت مظلة الوفد الأردني. وفي
سبتمبر/ أيلول عام 1993، تم توقيع اتفاقية إعلان المبادئ (أوسلو) في البيت
الأبيض بواشنطن، بين المنظمة، والحكومة الإسرائيلية. وفي يوليو/تموز عام
1994، دخل عرفات أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، وانتخب رئيسا لها عام
1996.
كامب ديفيد والانتفاضة الثانية :
2000-
2004: جمع الرئيس الأمريكي كلينتون عرفات وباراك في منتجع كامب ديفيد في
قمة انتهت بالفشل. وعلى اثر قيام أرييل شارون بزيارة إلى المسجد الأقصى،
اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وتصاعدت وتيرتها، واجتاحت القوات
الإسرائيلية معظم المدن الفلسطينية، بما فيها رام الله، حيث حاصرت عرفات
في مبنى المقاطعة.
وفاته ظلت القوات
الإسرائيلية تحاصر عرفات في مبنى المقاطعة، إلى أن ساءت حالته الصحية،
فنقل للعلاج في مستشفى بيرسي العسكري بباريس في 29/10/2004، ولم يتمكن
الأطباء من إنقاذه أو تحديد طبيعة مرضه. وفي 11/11، توفي عرفات ، ودفن في
مقر المقاطعة، بعد أن أقيمت له ثلاث جنازات في كل من باريس والقاهرة ورام
الله.
رحم الله القائد الشهيد الرمز ياسر عرفات
تحياتي