عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
موضوع: سياسة عارف الدولية والعربية الثلاثاء يناير 08, 2008 2:44 pm
سياسة عارف الدولية والعربية
تزامن حكم الرئيس عبد السلام عارف هيمنة سياسة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي على السياسة الدولية وبروز كتلة عدم الانحياز التي حضر مؤتمراتها وامن بمقرراتها الخاصة بعدم الانحياز والحياد الايجابي والتي انعكست على سياسة العراق الخارجية فبادر إلى تحسين علاقاته مع الغرب مع الاحتفاظ بعلاقاته الدافئة مع المنظومة الاشتراكية. دعا إلى تأسيس تجمع للدول المصدرة للنفط للوقوف بوجه الاحتكارات الأجنبية وبعد اتصالات مكثفة مع دول عديدة ، نجح بتأسيس منظمة أوبك التي دعا لعقد اجتماعها التأسيسي في بغداد عام 1965 . وعربياً جاءت فترة حكمه في حقبة ما بعد العدوان الثلاثي على مصر و تجربة الوحدة للجمهورية العربية المتحدة وقيام الثورات العربية في اليمن والجزائر والعراق وانطلاقة الثورة الفلسطينية. فكان له دورا فاعلا في مؤتمرات القمة العربية وفي مقرراتها الخاصة بالقضية الفلسطينية ودعم منظمة التحرير الفلسطينية في انطلاقتها الأولى عام 1965 كما حضر العديد من مؤتمرات القمة العربية كما انه أول من اقترح قيام اتحاد الجمهوريات العربية بين مصر عبد الناصر و سوريا و العراق وهو مايسمى اتفاقية 16 أكتوبر/ تشرين1 وتم طرح اسمه نائبا لرئيس جمهورية الوحدة وتم على اثر ذلك إقرار العلم العراقي الحالي ذو الألوان الثلاثة رمز قادة الإسلام وشعار الجمهورية العقاب الذي كان رفعة الرسول "ص" و القائد صلاح الدين الأيوبي في معارك الإسلام. وفي أواخر أيامه اعتبر التقارب الاستراتيجي بين العراق و سوريا أو العراق ومصر أو الدول الثلاث سيغير الكثير من الموازنات في المنطقة وخطوة على حل المشكلة الفلسطينية. بذل جهودا من اجل توحيد المؤسسات خصوصا العسكرية منها في دول الوحدة وتوحيد المصطلحات والرتب العسكرية.وفي عام 1964 أطلق مبادرة توحيد القوات العسكرية العربية الرابضة في جبهات القتال مع إسرائيل تحت قيادة واحدة والتي تمخضت لاحقا بمعاهدة الدفاع العربي المشترك .
على الرغم من علاقاته الوطيدة مع الرئيس جمال عبد الناصر إلا انه لم ينسجم مع توجهات المشير عبد الحكيم عامر وأنور السادات خصوصا بعد سماعة لتصرفاتهما في حرب اليمن من الرئيس اليمني عبد الله السلال ويحملهما من طرف خفي مسؤولية تأخير الوحدة الثلاثية. حاول الاستقلال برأيه أمام التيار الناصري المتعاظم داخل وزارته حيث واجه عددا من محاولات قلب نظام الحكم من قبل شخصيات عسكرية ناصرية أهمها كانت محاولة رئيس الوزراء عارف عبد الرزاق والوزير عبد الكريم الفرحان حيث كان يتهمهم بالتبعية للحكومة المصرية.
الرئيس عارف مع محمد أنورالسادات, لدى زيارة الوفد العسكري والأمني المنوه عنه لبغداد ارتبط بصداقات خاصة مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس الجزائري أحمد بن بلة والرئيس اليمني عبد الله السلال والرئيس السوفيتي نيكيتا خروشوف ورئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو والرئيس اليوغوسلافي جوزيف بروز تيتو وله علاقات احترم وهدايا متبادلة مع الرئيس الأميركي جون كينيدي والرئيس الفرنسي شارل ديغول. كانت علاقته مع الملك الحسين بن طلال غير ودية في بداية الأمر بسبب ثورة العراق على الحكم الملكي إلا أن تدخل عبد الناصر أدى إلى الكثير من التقارب بينهما وكذلك لم تكن له علاقات ودية مع شاه إيران الذي كان يعتبره احد أطراف التآمر بالمنطقة من خلال حلف بغداد - حلف السنتو الموجه لترسيخ الهيمنة البريطانية في المنطقة ومن ثم ضد ثورة العراق وكثيرا ما كان يتهم الشاه بتشجيع تسلل العوائل الإيرانية والاهوازية إلى مناطق الاهوار.
عبد السلام عارف مع الزعماء العرب جمال عبد الناصر والملك المغربي الحسن الثاني وعبد الله السلال الرئيس اليمني الأسبق
لبى العديد من الدعوات لزيارة عددا من الدول العربية والأجنبية.
دعي لحفل تدشين السد العالي وكان له شرف افتتاح السد مع الرئيسين عبد الناصر و خروشوف . أطلق مبادرة توحيد القوات العسكرية العربية الرابضة في جبهات القتال مع إسرائيل تحت قيادة واحدة والتي تمخضت لاحقا بمعاهدة الدفاع العربي المشترك . أول مسؤول عراقي رفيع يزور الكويت ويحدد أسس للعلاقة مبنية على السيادة والاحترام المتبادل.
عارف مع الرئيس جمال عبد الناصر والزعيم السوفيتي خروتشوف لدى افتتاح السد العالي
الانتماء السياسي لعبد السلام عارف
لم يعرف للرئيس عبد السلام محمد عارف انتمائه إلى أي تنظيم سياسي إلا أن ميوله السياسية كانت مع التيار العروبي الوحدوي ومع الفكر الإسلامي المتفتح. إلا انه قد انتمى إلى التنظيمات السياسية العسكرية المناهضة للحكم الملكي مثل انضمامه لتنظيم ثورة أيار/ مايس 1941 ثم انضمامه لتنظيم الضباط الوطنيين الذي قاد الحركة ضد الحكم الملكي في 14 يوليو / تموز 1958 . مع ذلك كان يلتقي مع العديد من ممثلي الأحزاب والتيارات السياسية ويستمع إلى آرائهم.
الآفاق الفكرية لعبد السلام عارف
عرف الرئيس عارف بالتدين والانتماء العربي المنحدر من انتمائه للقبيلة على الرغم من ولادته ونشأته في بغداد ، وقد اثر ذلك على معتقداته الفكرية فيما بعد . فبعد سفره للدراسة إلى ألمانيا ولفترة طويلة نسبياً ولاحقا بريطانيا وفرنسا تأثر بالثقافة الغربية وبأجواء الحي اللاتيني الثقافية حيث انعكس ذلك على اعجابة بالفلسفة المثالية الألمانية ، وعندما كانت الأجواء السياسية الوطنية مشحونة بالمد القومي والاشتراكي وحركات التحرر السائدة في مرحلة الخمسينيات والستينيات ، عمد إلى إحداث موازنة بين الفكر الإسلامي والعربي الذي نشاء عليه والفكر الاشتراكي الذي تأثر به والتي انعكست بمجملها على آفاقه الفكرية التي ضمنها في برنامج عمله بمحورين:
نادى الرئيس عارف بالاشتراكية الإسلامية منطلقا من إن خصوصية المجتمع العراقي والمجتمعات العربية عامةً تتطلب نمطا خاصا من الاشتراكية تنطلق من الحلول الإسلامية في مجال المجتمع والاقتصاد وقد اتفق مع عدد من المفكرين بالكتابة في هذا المجال كما كلف المفكر العراقي الوحدوي المعروف خير الدين حسيب رئيس تحرير مركز دراسات الوحدة العربية للكتابة عن الاشتراكية الإسلامية والتي عرفت لاحقاً ( مجازاً ) باشتراكية خير الدين حسيب.
وبسبب قراءته المتعمقة للواقع العراقي والتعقيدات الاجتماعية المتحدرة من عقود الهيمنة الأجنبية للإمبراطوريات التركية والفارسية ثم البريطانية فقد تميز فكر عبد السلام عارف بمناداته بضرورة الوحدة الوطنية قبل الوحدة القومية.وان الوحدة العربية إذا ما أريد لها النجاح أن ترعى حقوق الأقليات وان تستند إلى دراسة متأنية تراعي خصوصية كل قطر وان تبتعد عن الوحدة الاندماجية المبنية على العاطفة والتسرع .وقد لاقت دعوته هذه صدى لدى بعض الدول والقادة فبعد نجاح ثورة اليمن 1962 على النظام الملكي الذي كان يقوده الإمام احمد حميد الدين المعروف بتخلفه وتسلطه، تمتنت العلاقات الأخوية بين الجمهورية اليمنية والجمهورية العراقية وانعكس ذلك على العلاقات المتميزة بين الرئيس العراقي والرئيس اليمني عبد الله السلال قائد الثورة حيث ارتبطا بعلاقات صداقة لاسيما وان السلال خريج الكلية العسكرية العراقية ، وقد تأثر السلال بفكر عبد السلام عارف حيث ضمن مبادئ الثورة اليمنية الستة مبدأ عارف بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية قبل الوحدة القومية أو كشرط لها.وبقي اليمن لحد الآن محافظا على هذه المبادئ بضمنها هذا المبدأ الذي عكف على تحقيقه من خلال الوحدة اليمنية بين الشطرين الشمالي والجنوبي عام 1990 وضمنه في الميثاق الوطني التأسيسي لحزب المؤتمر الشعبي العام عام 1978 الذي أسسه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح .
الدرويش عميد
عدد الرسائل : 115 العمر : 60 الموقع : العراق نقاط : 115 تاريخ التسجيل : 23/08/2013
موضوع: رد: سياسة عارف الدولية والعربية السبت أغسطس 24, 2013 12:08 pm