استشهاد
الفريق عبد المنعم رياض على الجبهه المصرية فى مارس 1969 بقذيفة اسرائيلية
غادرة ضربة قوية للقوات المسلحة المصرية وكان لابد من الرد ولكن كيف
فالتصعيد ليس فى صالح مصر فى ظل اعادة بناء القوات المسلحة وكانت كلمة
السر ابراهيم الرفاعى ورجاله ............
قام
الرجال بعبور القناة واحتلال موقع المعدية رقم 6 الذي اطلقت منه القذائف
التي تسببت في استشهاد الفريق رياض واباده 44 عنصر اسرائيلي كانو داخله
بقيادة الشهيد ابراهيم الرفاعي الذي كانت اوامره هي القتال باستخدام
السونكي فقط وكانت النتيجه ان اسرائيل تقدمت باحتجاج لمجلس الامن في 9مارس
69 ان قتلاها (تم تمزيق جثثهم بوحشية) وبقي العلم المصري مرفرفا ثلاثه اشهر فوق حطام موقع المعدية .
كما
ان المجموعه 39 قتال هي صاحبه الفضل في اسر اول اسير اسرائيلي في عام 1968
عندما قامت اثناء تنفيذ احد عملياتها باسر الملازم الاسرائيلي داني شمعون
بطل الجيش الاسرائيلي في المصارعة والعودة به للقاهرة دون خدش واحد.
وفي
22 مارس 69 قام احد افراد المجموعه القناص مجند احمد نوار برصد هليوكوبتر
عسكريه تحاول الهبوط قرب الموقع وبحاسته المدربة ومن مسافه تجاوزت
الكيلومتر ونصف اقتنص راس احدهم وماكان الا القائد الاسرائلي العام لقطاع
سيناء.
كانو الفرقة الوحيده التي سمح لها الرئيس جمال عبد الناصر
بكسر اتفاقيه روجز لوقف اطلاق النار عندما تم تغيير اسم الفرقه من
المجموعه 39قتال الي منظمة سيناء العربية وسمح لهم بضم مدنين وتدريبهم علي
العمليات الفدائية وتم تجريدهم من شاراتهم ورتبهم العسكرية ليمارسو مهامهم
بحربه خلف خطوط العدو ويقال ان افرادها هم اول من الف نشيد الفدائيين
المعروف .
وعندما جاء يوم الخامس من اكتوبراستردو شاراتهم ورتبهم
العسكرية واسمهم القديم (المجموعه 39قتال) و تم اسقاطم خلف خطوط العدو
لتنفيذ مهمات خاصة واستطلاعات استخباريه ارضية تمهيدا للتحرير واطلق عليهم
الجيش الاسرائيلي في تحقيقاته فيما بعد مجموعه الاشباح .
فقط ظلت هذه
المجموعه تقاتل علي ارض سيناء منذ لحظة اندلاع العمليات في السادس من
اكتوبر وحتي نوفمبر ضاربين في كل اتجاه وظاهرين في كل مكان ..من راس
شيطاني حتي العريش ومن شرم الشيخ حتي راس نصراني وفي سانت كاترين وممرات
متلا بواقع ضربتين الي ثلاثه في اليوم بايقاع اذهل مراقبي الاستخبارات
الاسرائيليه لسرعته وعدم افتقادهم للقوه او العزيمة رغم ضغوط العمليات .
هاجم
محطه بترول بلاعيم صباح السادس من اكتوبر لتكون اول طلقة مصريه في عمق
اسرائيل تنطلق من مدافعهم تلتها مطار شرم الشيخ صباح ومساء السابع من
اكتوبر ثم راس محمد وشرم الشيخ نفسها طوال الثامن من اكتوبر
ثم شرم
الشيخ ثالث مره في التاسع من اكتوبر ثم مطار الطور الاسرائيلي في العاشر
من اكتوبر والذي ادي الي قتل كل الطيارين الاسرائيليين في المطار .
ثم يعود ليدك مطار الطور في 14 اكتوبر ثم ابار بترول الطور في 15 و16 اكتوبر(كانت للهجمات علي ابار البترول اثر قوي في تشتيت دقه تصوير طائات التجسس والاقمار الصناعيه الامريكية وهو تكنيك اثبت فعاليه)
***********************
الرجل الذى هزم الجبل
هناك
قانون قتال يؤمن به كل العسكريين فى العالم من يمتلك قمة الجبل خضع له
السفح إنها قاعدة وبديهية عسكرية يؤمن بها كل القادة على مدار التاريخ بعد
أن أثبتتها كل المعارك فى التاريخ وهى قاعدة صحيحة إلا إذا كان من بالسفح
هو العقيد / محمد الفاتح كريم .
فقد
كان قائد اللواء الثانى المشاة من الفرقة التاسعة عشر المشاة المصرية
والذى صدر له الأمر يوم الاثنين 8 أكتوبر وبعد مشاركته فى صد هجوم العدو
الرئيسى بنجاح صدرت له الأوامر بالتقدم بقواته لتحرير جبل المر الذى تؤثر
نيران القوة الإسرائيلية الموجودة عليه على الفرقة 19 بالكامل وتهددها
بالفشل فى تنفيذ مهمتها لتحكم الجبل فى كل المنطقة المحيطة به .
وبالطبع
كان قائد الفرقة العميد / يوسف عفيفى يعرف هذه القاعدة ويعرف أنها مهمة
مستحيلة ولكنه أيضا كان يعرف الفاتح كريم الصعيدى الذى لا يعترف أن هناك
شيء اسمه مستحيل ويؤمن أن له ثأر عند اليهود ورجال الصعيد الأخذ بالثأر
عندهم أهم من الحياة.
وهكذا تقدم الفاتح كريم بقواته لتنفيذ المهمة
وتنهمر النيران الإسرائيلية من فوق الجبل ومعها الصواريخ الأمريكية
المضادة للمدرعات والتى وصلت من أمريكا بطائرات شركة العال الإسرائيلية
صباح الثامن من أكتوبر وتقوم بتدمير بعض العربات فيقرر الرجل ترك العربات
المدرعة حيث أن تدمير إحداها يعنى استشهاد كل من فيها ويأمر أن يترجل
الجنود جميعا ويحتموا بالأرض من الموت القادم من قمة الجبل .
وياتى
الليل ومازالت النيران تنهمر كالسيل الجارف من قمة الجبل فالقوات
الإسرائيلية تملك من الأجهزة الأمريكية ما يتيح لها القتال ليلا ولا تملك
القوات المصرية هذه القدرة .
إنها لحظة فاصلة أدركها الرجل فبعد ساعات
تشرق الشمس ويأتى الطيران الاسرائيلى أيضا إذا يجب الاستيلاء على الجبل
قبل أن تشرق الشمس ولكن كيف إن نيرانهم تؤثر عليه وهو لا يملك القدرة على
القتال الليلى ونيرانه غير مؤثرة عليهم واى حركة معناها الموت .
لحظة
فاصلة وصل إليها الرجل التشبث بالحياة أم الذهاب وتحدى الموت لحظة حسمها
الرجل فالتقط بندقيته ونهض واقفا وصرخ الله اكبر وسأله ضباطه المحيطين به
على فين يا أفندم فقال طالع الجبل وهم يعرفون قائدهم وإصراره على تنفيذ ما
يريد وتقدم وحده صاعدا غير مبال بالموت وكأنه يبحث عن الاستشهاد وانتفض
ضباطه وجنوده وكأن روح الاستشهاد التى تملكته قد انتشرت فيهم جميعا
وتسابقوا للسير أمامه مشكلين من أجسادهم دروعا بشرية تمنع النيران من
الوصول إليه وهو يحاول أن يسبقهم وصرخته تهز الجبل الله اكبر .
ويردد
الرجال الصرخة من وراءه وينهض الجميع ويتسابقون إلى الاستشهاد ويفاجأ
القائد الاسرائيلى أن سيل نيرانه هو والقوات التى معه غير قادر على إيقاف
المصريين الذين يبدو أنهم قد عقدوا العزم على الاستشهاد جميعا على مطالع
جبل المر الذى يهتز تحت صرختهم المدوية الله اكبر إنهم يبحثون عن الموت
ويقرر أن ينسحب بقواته قبل أن يصل إليه هؤلاء المصريين الغاضبين .
وتشرق الشمس وقد وقف الفاتح يؤم رجاله لصلاة الفجر على قمة جبل المر ويصدر الأمر بتغيير الاسم الرسمي لجبل المر ليكون جبل الفاتح .
تحية
للرجل الذى هزم الجبل وتحدى المنطق والمستحيل وكل البديهيات العسكرية
وانتصر عليهم وتحية إلى أرواح الشهداء الذين جادوا بحياتهم على مطالع جبل
الفاتح تحية إلى العقيد / محمد الفاتح كريم
***********************
وقف التاريخ فى رمانة
كانت
إحدى مشاكل سعد الشاذلى وهو يخطط لحرب أكتوبر 1973 هى كيف يمنع وصول
الدبابات الإسرائيلية إلى قناة السويس قبل استكمال فرد الكباري وعبور
الدبابات المصرية إلى الشرق وأخيرا تقرر الاعتماد على رجال الصاعقة لتنفيذ
هذه المهمة .
وهكذا كان من ضمن ما تم أن أقلعت ستة طائرات هليوكوبتر
مصرية من قاعدة انشاص يوم ستة أكتوبر 1973 فى الساعة السابعة مساء وعليها
مائة مقاتل صاعقة بقيادة النقيب / حمدى شلبى .
ضابط
مصرى صغير ووسيم زى الفرسان والقلب مليان إيمان وحب للخير والإنسان
وكراهية وحقد على أبناء الشيطان عبر برجالته ومهمته كانت إغلاق المحور
الساحلى بسيناء الموازى لشط البحر الأبيض المتوسط عند مضيق رمانة اعتبارا
من الساعة السادسة صباح سبعة أكتوبر ولمدة 3/ ساعات وكان معروفا أنها رحلة
ذات اتجاه واحد .
رحلة مقدسة وجميلة طلعوها الولاد والقلب مليان إيمان
وعناد طلعوا وحالفين ياخدوا بتار الشهدا اللى اتغدر بيهم فى سبعة وستين
ووصلوا الولاد رمانة ويوم سبعة أكتوبر زى ما العباقرة فى القاهرة أتوقعوا
الساعة ستة الصبح وصلت الدبابات الإسرائيلية فى طريقها لقناة السويس
وبإشارة من حمدى شلبى انفتح ليهم باب لجهنم يوديهم وكانت معركة وملحمة بين
الجنود ومعاهم الإيمان وبين المدرعات الصلب وفيها أبناء الشيطان وتم تدمير
18 دبابة واثنين عربة مدرعة و4 عربة نقل وأتوبيس مليان ضباط وجنود يهود
وانسحبوا الاندال وبعتوا طيرانهم يقذف المنطقة مع مدفعيتهم بكل ما يملكونة
من قذائف ولما أيقنوا أنهم قضوا على كل رجال الصاعقة أرسلوا الدبابات
لتعبر المضيق ويطلعوا عليهم الملايكة حمدى شلبى وبقية الشهداء الفدائيين
وتدور معركة كبيرة ورهيبة الساعة 12 الظهر ويفشلوا الاندال وينسحبوا بسرعة
ويستمروا فى قذف المنطقة بكل الأسلحة والقنابل إلى الساعة الرابعة عصرا
ويوقنون انه لا بد قد تم القضاء على كل البشر وتتقدم سرية مظلات إسرائيلية
(مائة فرد مظلات) ودول كريمة الجيش الاسرائيلى حاجة كده زى رامبو الامريكى
ويوصلوا المظليين مستخبيين ويقربوا وينفتح تانى باب الجحيم ويطلع المصريين
.
وتدور معركة بالخناجر والايدين المجردة وحقد ست سنين على شط القنال
مستنيين وتار بحر البقر وفلسطين وكل الشهدا اللى أتغدر بيهم فى ستة وخمسين
وسبعة وستين كل دول بيصرخوا بالتار وحمدى شلبى مصرى جدع وأمين والتار عرض
عند المصريين .
وتندفع دباباتهم تحاول تنقذ كرامتهم ورجالتهم وتبدأ
الملحمة ويتوقف التاريخ بكل ما فيه من غرائب وعجائب ليسجل لحظة غريبة
وعجيبة وفريدة ما تحصلش غير من المصريين .
النقيب / على نجم ضابط
مصري من ولاد الفلاحين البسطاء الطيبين ينصاب برصاصة ورغم كده يهجم على
دبابة ويطلع فوقها ويفجرها وينفجر فيها ويكون أول استشهادي عليها ويشوفه العسكرى / عبد الحليم مهنى ويعمل
زيه يطلع على دبابة وينفجر فيها وكانت لحظة غريبة وعجيبة العساكر والضباط
المصريين بيجروا ورا الدبابات وأطقم الدبابات الاسرائليين من ذعرهم يهربوا
منهم ومن لخمتهم يصطدموا ببعض وينسحبوا الاندال ويبعتوا الطيران ويبدأوا
قذف المدفعية والصواريخ وييجى الليل ويكون استشهد من الأبطال خمسة وسبعين
والليل صديق الفدائيين ويقرر حمدى شلبى
يرجع بالباقيين بعد ماخلصت الذخيرة ونجحوا فى أداء مهمتهم ويرجعوا الأبطال
ماشيين من خلال سهل الطينة الذى تغوص فيه الأقدام حتى أعلى الركبة يا سلام
عليهم وهم راجعين ماشيين خمسة وعشرين كيلو فى الملح والطين .
ولم تتمكن
إسرائيل من استغلال المحور إلا فى الساعة الثامنة من صباح 8 أكتوبر اى أن
هذه القوة الصغيرة أغلقت هذه المحور لمدة ستة وعشرون ساعة مما يعد إعجازا
عسكريا بجميع المقاييس .
وقد أشاد الجنرال الاسرائيلى/ أدان بهذه القوة فى مذكراته بعد الحرب وقال عنهم (لقد
قاتل رجال الكوماندوز المصريين على المحور الساحلى بكل بسالة وكأنهم قد
اقسموا على أن يدفعوا أرواحهم ثمنا لمنعنا من الوصول لقناة السويس)
والحق ما شهدت به الأعداء.