ى المصيــدة :
كان
الجنرال أدان قائد المجموعة 162 قتال من الجيش الإسرائيلي أحد اثنين من
القادة الإسرائيليين الذين ألقيت على عاتقهم مهمة كتابة السطر الأخير من
تاريخ الحضارة المصرية وذلك بقيامة بالقضاء على القوات المصرية فى مواجهته
ثم تقدمه بقواته والاستيلاء على الكوبري المصري على قناة السويس فى منطقة
الفردان شمال مدينة الإسماعيلية والعبور عليه إلى غرب القناة لاستكمال
تدمير القوات المصرية غرب قناة السويس والاستيلاء على مدينتي بور سعيد
والإسماعيلية بالتعاون مع قوات الجنرال شارون والاستيلاء على شريط من
الأرض بعمق 40 كيلو متر لتامين إعادة فتح قناة السويس للملاحة الدولية
لصالح إسرائيل كخطوة جديدة على طريق إنشاء إسرائيل الكبرى من النيل للفرات
..أحلام كبيرة وخطة محكمة يملكون أحدث الدبابات والطائرات والأسلحة
الأمريكية لتنفيذها.
ولم يضيع الجنرال أدان وقته فهو يعرف أن العالم يحبس أنفاسه وينتظر ليرى كتابة الفصل الأخير من التاريخ المصرى العريق .
وأصدر
أوامره إلى جنوده بالانطلاق لتنفيذ المهمة وعند ظهر الثامن من أكتوبر نجحت
إحدى مجموعات استطلاع الفرقة الثانية مشاه المصرية فى اكتشاف قوة للعدو
الإسرائيلي تقدر ب 75 دبابة عبارة عن اللواء 271 مدرع إسرائيلي (اشتهر
باسم اللواء 190 مدرع ) متجمعة أمام مواجهة الفرقة .
والتقطت
القوات المصرية إشارة أرسلها العقيد نيتكا إلى قائده الجنرال أدان تفيد
استعداد اللواء الإسرائيلي لبدء الهجوم بأقصى سرعة بعد عشرين دقيقة ,
ولضيق الوقت اتخذ العميد حسن أبو سعدة (أسد الفردان) قائد
الفرقة المصرية قرارا جريئا غير مسبوق وكان يقضى بالسماح للعدو باختراق
الموقع الدفاعي لفرقته حتى يصل إلى مسافة ثلاثة كيلو مترات من قناة السويس
ثم قفل ثغرة الاختراق وتدمير العدو داخل الموقع الدفاعي .
ولتنفيذ
قراره أمر أن تسمح مقدمة الفرقة لدبابات العدو بالمرور بينها على أن تقوم
مؤخرة الفرقة بصده وتثبيته أمامها ثم تقوم مقدمة الفرقة بقفل الثغرة بينها
لمنع دبابات العدو من الانسحاب
وفى الساعة الثانية عشرة والنصف
انطلق اللواء المدرع الإسرائيلي بأوامر من الجنرال أدان وبسرعة بلغت
أربعين كيلو متر فى الساعة ليهاجم الفرقة الثانية المشاة المصرية لتدميرها
والاستيلاء على الكوبري عند الفردان وليلقن المصريين الدرس الأخير فى
تاريخهم .
وحمل
الأثير صوت العقيد قائد اللواء يزف لقائده الجنرال أدان نجاحه فى اختراق
الدفاعات المصرية وانتشى الجنرال أدان من السعادة فهو كعسكري محترف يعلم
أن عقيدة القتال المصرية تحتم القضاء على العدو أمام الدفاعات وعدم السماح
له باختراقها .
ومعنى
نجاح قواته فى اختراق الدفاعات المصرية أن هذه الدفاعات ستتهاوى واحدة
وراء الأخرى وجاء صوت العقيد نيتكا ليزيد من سعادة قائده عندما اخبره انه
يرى قناة السويس وكوبري الفردان بعينيه وأرسل الجنرال أدان بالبشرى إلى تل
أبيب أن قواته على مرمى النظر من قناة السويس وعمت الفرحة مركز القيادة
الإسرائيلي فى تل أبيب واخذ كبار القادة يهنئون بعضهم البعض فها هو جيش
الدفاع ينهى ما بدأه في معارك يونيو 1967.
ولكن على ضفة قناة السويس وفى عرين الأسد (داخل موقع دفاع الفرقة الثانية المصرية) كان
المنظر مختلفا فقد قامت قوات مؤخرة الفرقة بصد الدبابات الإسرائيلية
وإيقاف تقدمها وفى نفس الوقت قامت قوات مقدمة الفرقة بقفل ثغرة الاختراق
لمنع هروب الدبابات الإسرائيلية وفتح الجحيم أبوابه بأوامر من العميد حسن
أبو سعده .
وخلال
ثلاثة عشر دقيقة فقط تم سحق وتدمير اللواء المدرع الإسرائيلي بعد تدمير 63
ثلاثة وستون دبابة و30 ثلاثون عربة مدرعة وتم الاستيلاء على 8 ثمانية
دبابات سليمة وهكذا سقط السوبرمان في عرين الأسد وتبخرت كل الأحلام
الإسرائيلية أمام عبقرية وشجاعة العميد حسن أبو سعدة ورجاله وتعالى صراخ
الضباط والقادة الإسرائيليين (الرحمة يا مصري).
********************
خاتمـــــــــــــــــة ..........
كانت
تلك بعض من عمليات القوات الخاصة المصرية عامة والمجموعة (39 قتال ) خاصة
بقيادة الشهيد / ابراهيم الرفاعى تلك العمليات التى اثبتت ان المقاتل
المصرى العربى لا يعرف المستحيل وان كل عملية او مهمة حكاية بطولة وشجاعة
وولاء وانتماء وحب وعشق وفداء للدين و الوطن ...
وان كان الشهيد / ابراهيم الرفاعى قد تقلد الكثير من الاوسمة والنياشين ومنهم :
- نوط الشجاعة العسكرية من الطبقة الأولى فى 9 مارس1960
- نوط الشجاعة العسكرية من الطبقة الأولى فى 1 فبراير 1965
- ميدالية الترقية الأستثنائية فى 1 يـونــيــو 1965
- وسام النجمة العسكرية فى 5 أكتوبر 1968
- وسام النجمة العسكرية فى 23 أكتوبر 1969
- وسام النجمة العسكرية فى 18 ديسمبر 1969
- نوط الواجب العسكرى من الطبقة الأولى فى 17 أبريل 1971
- وسام نجمة الشرف العسكرية فى 18 اغسطس 1971
- وسام نجمة سيناء فى 19 فبراير 1974
- وسام الشجاعة الليبى فى 19 فبراير 1974
فقد
فكان استشهاده أروع خاتمه لبطل عظيم , رحمة الله علي الشهيد العظيم
إبراهيم الرفاعي وعلي كل شهداء المجموعة39 وكل الشهداء في كل الحروب ,
اسئلكم الفاتحة على ارواحهم الطاهرة .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
{169}آل عمران