عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
موضوع: ألاعيب "الكومي" الأربعاء يناير 16, 2008 10:30 am
ألاعيب "الكومي"
- 2008
منذ دخل المهندس يحيى الكومي باب مجلس إدارة النادي الإسماعيلي والجماهير المصرية في كل مكان تسمع عن صريخ وتوترات وفضائح ومشكلات وصراعات لا تنتهي مصدرها النادي الإسماعيلي ، وكانت كل هذه المشكلات بطلها الرئيسي هو المهندس يحيى الكومي نفسه ، ربما كانت مشكلة حسني عبد ربه الأبرز قبل حوالي ستة أشهر والتي ورط فيها الكومي النادي الإسماعيلي والنادي الأهلي واتحاد الكرة المصري واللاعب نفسه ولاعبي الإسماعيلي معه في متاهات وقلق وتوترات خطيرة لم تنته فصولها حتى الآن ، رغم أن القضية كلها كان يمكن أن تنتهي لو كانت لديه شفافية وأرسل المبلغ المتبقي للنادي في وقته ، ولكنه احتراف صنع المشكلات والمعارك والتوترات ، ووضع النادي على حافة الخطر ، وفي قضية بيع سيد معوض التي تشغل الرأي العام الكروي الآن ، كان يمكن بسهولة حل المشكلة بأن يتم التفاوض بشفافية والقرارات من خلال مجلس إدارة النادي ، وكان يمكنه الانتظار إلى ما بعد البطولة الأفريقية التي يتابعها السماسرة من فرق أوربية كبيرة ويمكن أن يحصل على ثلاثة أو أربعة أضعاف ما عرضه الأهلي ، ولم يكن هناك أي وجه للاستعجال ، ولكن الكومي يحتقر من حوله ، لأن أي أحد منهم ـ كما أعلن في الفضائيات ـ لا ينفق من جيبه على الفريق ، وبالتالي فهم عنده مجرد ديكور أو موظفين إداريين يختمون ويبصمون على قراراته التي يتخذها بمعرفته ، وليسوا مجلس إدارة بالمعنى القانوني المعروف ، ولذلك يتصرف الكومي بوصفه هو مجلس الإدارة ، والمجلس هو ، وحتى في الاجتماعات المهمة التي يتخذها يستدعي بقية أعضاء المجلس إلى مكتبه بالقاهرة في عمارات العبور ، وليس كما جرى العرف في النادي نفسه بما في ذلك من إعطاء الإحساس بأنه لا يحترم النادي أصلا بكل ما فيه وكل منشآته ، ويراه ملحقا بمكتبه ، ولا يمضي أسبوع واحد من دون أن نسمع صراخ الكومي في الفضائيات بأن النادي مفلس وأنه لا يوجد فيه جنيه واحد ، وكل أسبوع النادي يحتاج إلى خمسة ملايين جنيه للصرف على كذا وكذا ، ولو جمعنا تلك التصريحات منذ توليه رئاسة النادي وحتى الآن لوصلت الميزانية المطلوبة للنادي الإسماعيلي إلى قرابة مائة مليون جنيه ، وأنا لا أفهم سر صبر محافظ الإسماعيلية على كل هذا القلق والإزعاج والصراعات والمعارك التي تحرق أعصاب الناس في الإسماعيلية وفي غيرها بسبب مواقف الكومي الذي جنى شهرة خلال عام واحد جعلته أحد مشاهير مصر بعد أن كان لا يسمع به أحد في مصر كلها ولا يعرف من هو "الكومي" ، هل عقمت المحافظة بكل من فيها عن أن يوجد بها من يقود النادي غيره ، وإذا كان الرجل قال بكل غطرسة على الهواء مباشرة أنه مستقيل وأنه قرار لا رجعة فيه بعد كل "تطييب الخاطر" والتدليل المتوالي من المحافظ له ، فلماذا تردد محافظ الإسماعيلية في قبول استقالته ، ولماذا التلاعب بمشاعر الجماهير بأنه سينتظر الاجتماع المقبل لتحديد سياسة النادي واحتياجاته ، هذا تهريج وهزل وكلام فارغ ، ولا يليق بمسؤول رفيع أن يخضع لمثل هذا التلاعب ، ثم إذا كان الكومي برر بيع سيد معوض للإنفاق على النادي ، فما هو مبرر وجوده ، لقد جاء بسند مشروعية وحيد وهو أنه مليونير سينفق على النادي عشرات الملايين وسيجعله مثل "تشيلسي" ، فإذا به يحوله إلى فوضى ودوامة مشاكل واضطرابات لا تنتهي أسبوعيا ، وإذا كان بيع اللاعبين هو السبيل الوحيد للإنفاق على النادي فهذا يحسنه أي أحد ، ولا يحتاج إلى الكومي بأي صورة من الصور ، والحقيقة أن تجربة السنة الأخيرة في الزمالك والإسماعيلي والمصري كشفت عن أن رجال الأعمال أسوأ مقترح ممكن لإدارة النوادي الكروية ، فالقضية ليست في المال وحده ، وإنما في الإدارة والإخلاص والعمل من أجل العام وليس الشخصي ، والخبرة الكروية التي تعرف كيف تنتقي لاعبين وتتفاوض لشرائهم أو بيعهم فتربح ماليا وتربح فنيا ، والذكاء الإداري الذي يعرف كيف يوفر الأجواء الهادئة والمستقرة في النادي بدلا من إشاعة التوتر والقلق الذي ينعكس سلبيا على اللاعبين الذين تضطرب مستوياتهم ويفكر كل واحد منهم في الهرب ، بل حتى الناشئين يفقدون الثقة في النادي ويهربون مجموعات ، رجال الأعمال يعملون لصالح أشخاصهم ، ويتعمدون إغراق الأندية في دوامة من الديون والمشكلات والصراعات لكي يظلوا هم "المخلص" المنتظر لهم ، وأن الأندية من دونهم ستغرق ، وهذا كله طلقات فشنك وترويع كاذب ، وأنا في تصوري أن عودة النادي الإسماعيلي إلى الاستقرار والتخطيط الحقيقي الجاد للمستقبل وبالتالي عودته للبطولات ، أول خطوة فيها هي عودة قيادة النادي إلى أبنائه وأبناء المحافظة المخلصين .
هوامش : • أستغرب جدا من حديث بعض النقاد عن الفوضى التي تحدث في سوق انتقالات اللاعبين وابتلاع الكبير للصغير بأن هذا هو الاحتراف ، ثم يقارنوا حال مصر بحال بريطانيا وإيطاليا ، في حين أن غالبية أندية مصر هي ملكة عامة ، وتديرها الحكومة ، ومن حقها عزل ادارة وتعيين غيرها ، وميزانياتها تخضع لرقابة أجهزة الدولة ، وهذا لا صلة له بالمرة بأي شيئ اسمه احتراف . • استغربت أكثر من تعليق معظم النقاد على مباراة الإسماعيلي وبتروجيت ، وأسلوب الشماتة الغريب في هزيمة الإسماعيلي، وحتى عندما أراد البعض تصنع الموضوعية تحدث عن أن الإسماعيلي تأثر بغياب سبعة من لاعبيه انضموا للمنتخب ، وفي حدود علمي أن الإسماعيلي لم يستغن حتى الآن عن اللاعبين : محمد حمص ، ومحمد محسن أبو جريشة ، وصمويل جونسون ، وأحمد حسن "ميدو" ، وهم من أعمدة الفريق في الفترة الأخيرة ، فبالتأكيد إضافتهم للسبعة يعني أن أحد عشر لاعبا في الإسماعيلي غابوا ، وإذا فهم الرأي العام الكروي أن 11 ناشئا لعبوا هذه المباراة بعضهم من فريق 17 ، فبالتالي من الصعب الحديث عن هزيمة "فريق الإسماعيلي" ، في حين عندما يخسر الأهلي في غياب ثلاثة لاعبين اساسيين تكتب نفس الصحف : هزيمة "رديف" الأهلي ، مجرد ملاحظة