الطائرة العملاقة ايرباص 380
تُعتبر
طائرة ايرباص A380 التي تتسع لـ 555 راكباً والمُتوقع دخولها الخدمة عام
2006 أكثر الطائرات التجارية تقدماً من الناحية التقنية وأكبرها حجماً
وأفضلها فعاليةً في تاريخ الطيران. دُشنت هذه الطائرة التي تعتبرها شركة
ايرباص "طائرة القرن الحادي والعشرين" في ديسمبر 2000، وقد تم تصميمها
بالتعاون مع عدد من شركات طيران الكبرى والمطارات والمنظمات المعنية
بسلامة الطيران.
وتجمع الطائرة أحدث التقنيات في العالم من ناحية الأنظمة والمواد
المستخدمة والعمليات التصميعية، وتلبي أكثر المتطلبات الدولية صرامةً فيما
يتعلق بأنظمة وقوانين الطيران المدني. وتتميز طائرة ايرباص A380
بمواصفاتها المتقدمة التي تشمل نقل عدد أكبر من الركاب بنسبة 35% أكثر من
منافستها الرئيسية في أسواق السفر الجوي، كما تتميز برحابة في مساحاتها
الأرضية مما يمكّن شركات الطيران من توفير مستويات لامثيل لها من الراحة
للركاب في جميع الدرجات ومساحات أوسع لراحة الأقدام.
وبفضل الفعالية العالية لطائرة A380 وتقنياتها المتقدمة، تستطيع شركات
الطيران تخفيض التكاليف التشغيلية عن كل مقعد/ميل بنسبة 15 – 20 بالمائة،
ويزيد مداها التشغيلي بنسبة 10 بالمائة مقارنةً بالطائرات الكبيرة الأخرى.
وبالفعل، توفر الطائرة الجديدة للمسافرين على متنها على الخطوط الطويلة،
مثل خط لندن-سنغافورة ولوس أنجلوس-سيدني، أسلوباً جديداً ومتميزاً للطيران.
ومع النمو المتواصل في حركة السفر الجوي على المستوى العالمي، سوف
تساهم طائرة ايرباص A380 في تخفيض الازدحام والتعامل الأمثل مع الزيادة
الضخمة في أعداد الركاب دون الحاجة لطائرات اضافية. كما تخفض الطائرة
الجديدة معدلات الضجيج وخروج الأدخنة بشكل ملحوظ مما يقلل من الضرر الذي
قد يصيب البيئة. وتمثل محركات الجيل الجديد والتصميم المتقدم للأجنحة
والعجلات التزام ايرباص A380 بمعايير الضجيج، كما تجعل الطائرة أقل ضجيجاً
من منافستها في سوق الطائرات التجارية بشكل واضح حيث تصدر A380 ضجيجاً أقل
بنسبة 50% عند الاقلاع.
وتتعدى المزايا الصديقة للبيئة في A380 مسألة الضجيج، فالمستوى منقطع
النظير في نوعية المواد المركبة وخفيفة الوزن تقلل من الوزن الاجمالي
للطائرة وتخفض استهلاك الوقود – حيث تستهلك الطائرة وقوداً أقل بنسبة 12 %
مقارنةً بمنافستها وبالتالي تقلل من خروج الأدخنة. وسوف تكون ايرباص A380
أول طائرة في العالم للمسافات البعيدة تستهلك أقل من ثلاثة ليترات من
الوقود لكل مسافر على متنها لمسافة 100 كم، وهذه نسبة تقارن باستهلاك
سيارة عائلية ذات مزايا اقتصادية.
وبالاضافة إلى مواصفات التصميم الجديد كلياً، تقدم ايرباص A380 المزايا
التشغيلية ذاتها في طائرات ايرباص الأخرى بالرغم من حجمها الضخم، حيث
زُودت بنفس تصميم حجرة القيادة والاجراءات والمواصفات التحكمية، ويستطيع
الطيارون على طائرات A380 التحوّل لقيادة طائرات ايرباص الأخرى بعد الخضوع
لتدريب اضافي بسيط.
وقد قامت ايرباص بتصميم هذه الطائرة بعد تعاون وثيق مع حوالي 60 مطاراً
رئيسياً حول العالم بهدف ضمان تطابق المواصفات التشغيلية للطائرة مع
امكانيات تلك المطارات والدخول السلس إلى الخدمة. وتمثل طائرة ايرباص A380
الحل الفعلي والاقتصادي لمتطلبات الحركة الجوية واكتظاظ المطارات، وهي
متطلبات لا يمكن تلبيتها ببديل آخر إلا من خلال زيادة حركة الطائرات
الموجودة في الخدمة والقيام باستثمارات بمليارات الدولارات من قبل
المطارات وهيئات الطيران المدني في انشاء مدرجات جديدة ومباني الركاب
والبنى التحتية للمطارات بشكل عام، ويعني ذلك ازدحاماً أكبر وآثاراً أكثر
ضرراً على البيئة.
وتأكدت وجهة نظر ايرباص بشكل واضح من خلال مشاركة صناعة النقل الجوي
العالمية في برنامج انتاج الطائرة الجديدة منذ بداياته، كما تأكدت عبر
النجاح الرائع لطائرة A380 في الأسواق. وحتى نهاية شهر يوليو الماضي، أعلن
16 عميلاً طلبيات مؤكدة والتزامات بشراء 159 طائرة، تشمل 27 طائرة شحن
الجدير بالذكر أن النسخة الأساسية لطائرة A380 المعدة لنقل الركاب تستوعب
555 مقعداً في ثلاث درجات، ويبلغ مداها 15000 كم. أما طائرة الشحن A380F
فطاقتها 150 طناً ويبلغ مداها 10400 كم. وسوف يكون بإمكان ايرباص توفير
موديلات بمدى مختلف عن النسخة الأساسية للطائرة في حال طلب العملاء منها
ذلك، كما يُمكن تركيب محركات Rolls-Royce Trent 900 أو GP7200 من شركة
انجين ألاينس (وهي مشروع مشترك بين جنرال أليكتريك وبرات آند ويتني)