تحسين النسل: MiG-29S و MiG-29M و MiG-29K : تابعت
شركة MiG OKB عمل طفرات و تعديلات على طائراتها مما أدى الى طائرة العرض
MiG-29S. و التي حافظت هلى نفس اسم الناتو "Fulcrum-C" نظراَ لأن مظهرها
الخارجي ظل كما هو. بعضها حدثت برادار "N-019M" مطور و أجهزة تشويش جديدة.
و البعض جهز لحمل قنابل القصف البري "الذكية". و البعض ركبت عليه أجهزة
التزود بالوقود في الجو. انتجت طرازات على أساس تلك الطائرة بتعديلات
مختلفة، منها الـ MiG-29SE و الـ MiG-29SM و الـ MiG-29SD .
كان
هناك مجهود حقيقي لإنتاج MiG-29 متعددة المهام. و الذي تمخضت عنه طائرة
العرض MiG-29M. حلّق أوّل نموذج (9-14) MiG-29M عام 1985. كانت بلأساس
Fulcrum-C معدلة لتحمل حساسات التقاط للأهداف الأرضية. ثاني نموذج كان
(9-15) MiG-29M ، والذي عدّل بشكل أكبر. طلعته الأولى تمت يوم 25 أبريل
عام 1986. و أتبعت بعد ذلك بطراز قريب من النموذج النهائي حلّق في الأول
من نوفمبر عام 1989. و كان يتميز بالتالي:
-
المحرك الجديد "RD-33K afterburning bypass turbojet". بدفع 54.0 الف
عقدة. و حارق لاحق 86.3 الف عقدة لكل محرك. بالاضافة الى دفع حارق لاحق
للطوارئ يصل حتى 92.2 الف عقدة لكل فترة قصيرة. تمتعت المحركات أيضا
بكفاءة عالية و صيانة أبسط.
- الـ LERX المعدلة
مع إلغاء شبابيك الهواء العلوية، و إضافة حماية من الأجسام الغريبة "FOD"
عن طريق شبكة عند مدخل الهواء. يجدر بالذكر أن الروس اتبعوا طرق التمويه
السوفييتية الشهيرة بطلاء ما يشبه شبابيك الهواء مكان الشبابيك الملغية في
الطائرة الجديدة لتضليل أقمار التجسس الأمريكية.
-
تبين أن إلغاء الشبابيك كان بغرض تعديل حجم و مكان خزان الوقود الداخلي. و
الذي ازداد لتوفير مدى طيران أكبر للـ MiG-29M بمقدار الثلث تقريباَ. أدّى
كبر خزان الوقود الى تصغير حجم ذخير المدفع الرشاش من 149 الى 100 دفعة.
ولكن لم يكن لذلك أثر كبير، حيث أن المدفع كان دقيقا و الطلقات قوية كفاية
حتى أن 100 دفعة كانت تعتبر أكثر من كافية.
-
حدب الطائرة أكبر حتى من الـ Fulcrum-C. ذلك لوضع صندوق القذائف المشتعلة
"chaff-flare dispenser" و إلغاء التي كانت على امتداد زعانف الذيل
العامودية.
- مسطحات التحليق معدلة. مع بروز
محدد بين الـ LERX و الجناح. و استبدل زوج مصدات الهواء الأعلى و الأسفل
بواحد أكبر في بطن الطائرة. و النتيجة كانت ديناميكية طيران أسلس و قدرة
مناورة أعلى.
- جسم الطائرة صنع من مزيج من
الليثيوم و الألومينيوم و مواد أخرى لتخفيف وزن الطائرة، و تسهيل عملية
التصنيع، و إتاحة حجم أكبر داخل جسم الطائرة.
-
للأسف، و رغم التكلفة الكبيرة لسبائك الليثيوم-ألومينيوم الجديدة، فإنها
لم تنجح في تخفيف وزن الـ MiG-29M . كانت الطائرة لاتزال أثقل بكثير من
الـ Fulcrum-A. ولذا فقد تم تعزيز عجلات الهبوط. و استبدلت مظلة الفرامل
بزوج من المظلات ثبتت في حجرة جديدة بين النفاثتين على الذيل المسمى "ذيل
القندس". زوج المظلات المتجاورتان جنبا لجنب استخدمت بدلا من المظلة
الأحادية لأن تلك الأخيرة كانت لتسحب على طول المدرج.
-
تم تحسين أنظمة الـ "IFF" و "active jammer". و أضيف نظام تحكم الكتروني
FBW "Fly-By-Wire". نظام الـ FBW كان مبنيا على النظام الاعتيادي "analog"
ربما لأن النظام الإلكتروني الكامل كان أعقد بعض الشيء من القدرات
السوفيتية في ذلك الوقت. لكن شركة الـ MiG تبنت مبدأ البساطة و الكفاءة و
مقاومة التدخل الكهرومغناطيسي لنظام الـ"analog". أتاح نظام الـ FBW ثلاث
مراحل للإلتفاف و الدوران "roll and yaw". و أربعة مراحل للحركة العامودية
"pitch" مع السماح للطيار بتخطي الحد الأحمر للطائرة إن لزم الأمر.
-
أنظمة القمرة محسنة لتخفيف الضغط على الطيار. احتوت لوحة القيادة على
شاشتي عرض مونوكروم CRT. و نظام HOTAS أكثر تطوراَ. و أعطي الطيار نظام
تحكم مطور للخوذة "helmet-mounted sight". كما رفع مقعد الطيار لأعلى
لتوفير رؤية أفضل. و نتيجة لذلك فإن غرفة الملاحة في الطائرة الجديدة كانت
بارزة بشكل واضح عن سابقاتها.
- الرادار الجديد
Phazotron "N-010 Zhuk-M" بنظام متعدد الأطوار. بهوائي ذو سطح مخرم
"slotted planar antenna" بدلا من الصحن الهوائي الاعتيادي. ازداد مداه
بحوالي 25% . السوفتوير و معالجة المعلومات تحسنت كثيراَ. بالإضافة الى
عدة أطوار جديدة تضمنت طور متابعة التضاريس "terrain-following" و قدرات
جو- أرض جديدة. و أمكن وضع الرادار N-010 في مقدمة أصغر و مختلفة في الشكل.
التعديلات
على أجهزة التحسس جعلت من الـ MiG-29M طائرة متعددة مهام حقيقية. جهزت
الطائرة بما مجموعه 8 نقاط لتركيب الذخيرة. أربعة تحت كل جناح على خلاف
سابقاتها من الميغ MiG-29. عززت الأجنحة لتحمل ذخيرة بوزن إجمالي يعادل
4,500 كيلوغرام. زوج نقاط الأسلحة الداخلي لكل جناح كان مهيئاَ لحمل 1000
كيلوغرام لكل واحدة. بينما الزوج الخارجي تحمل كل واحدة منه 500 كيلوغرام.
بالإضافة للأسلحة التي تحملها الطرازات السابقة، تستطيع الـ MiG-29M حمل أسلحة ذكية. هذه الأسلحة الذكية هي:
-
الـ Kh-29T بالتوجيه التلفزيوني، و الـ Kh-29L بالتوجيه الليزري. كلا
السلاحين حمل نفس اسم الناتو "AS-14 Kedge" نظرا لأنهما نفس السلاح ولكن
برؤوس توجيه مختلفة.
- الـ KAB-500Kr بالتوجيه التلفزيوني، و الـ KAB-500L بالتوجيه الليزري، قنابل اسقاط عيار 500 كيلوغرام.
تستطيع
الـ MiG-29M أيضا حمل الصاروخ جو- جو المتقدم R-77 (اسم الناتو " AA-12
Adder") والذي يشار إليه في بعض الأحيان بـ"AMRAAMski" نظراَ لمقارنته
بالصاروخ الأمريكي AIM-120 AMRAAM . صاروخ الـ R-77 يصل الى مدى 100
كيلومتر و نظام توجيه ايجابي كامل لعمليات "fire and forget".
تزامن تطوير الـ MiG-29M مع
انهيار الاتحاد السوفييتي. و مع أن 6 نماذج MiG-29M قد صنعت، فإن هذا
الطراز لم يدخل الخدمة في سلاح الجو الروسي. ففي عهد يلتسن، انحصرت الخدمة
بشكل عام على طرازات الـ Su-27 . علقت كثير من الآمال على الـ MiG-29M في
أواسط التسعينات. ولكنها ذهبت في النهاية الى طي النسيان. و المحاولات
لصنع طراز تصديري منها و الذي يعرف بـ MiG-29ME أو " MiG-33" لم تكن ناجحة.
طورت شركة الـ MiG OKB أيضاَ و بالتزامن مع
الـ MiG-29M ، طرازاَ متقدماَ لحاملات الطائرات الـ (9-31) MiG-29K. يمكن
أن يعتبر هذا الطراز ببساطة MiG-29M بَحرية، مع اختلافها في: عجلاة هبوط
مقوّاة ، خطاف هبوط ، أجنحة جديدة أعرض و قابلة للطي هيدروليكياَ مع زعانف
جناح مزدوجة لتحسين الهبوط على سرعات منخفضة ، حماية من الاهتراء و
الاحتكاك ، تضمنت الطائرة محرك RD-33K مجصص للبحرية ، و عصا اعادة التزود
بالوقود قابلة للطي. اعتزم أن تحمل نسخة الانتاج من هذه الطائرة نظاما
كاملاَ للهبوط الاوتوماتيكي على حاملة الطائرات.
بداية
العمل على تطوير الـ MiG-29K كانت سنة 1984. نموذج التطوير الأول كان معدل
من ميغ قديمة و أطلق عليه اسم MiG-29KVP . كان ينقص هذا النموذج الأجنحة
القابلة للطي ، و ربما لم تكن لديها عجلات هبوط مقوّاة. استخدمت الـ
MiG-29KVP لتجربة الهبوط بالخطاف و أيضاَ الإقلاع بالقفز " ski-jump" حيث
كان السوفييت يواجهون مشاكلاَ في تصميم قاذفات الإقلاع على حاملات
طائراتهم. كل هذه التجارب تمت بمعظمها علي مجسم لمدرج السفينة على الأرض
في منطقة القرم، نظرا لعدم توفر عجلات هبوط مقوّاة على الطائرة. أول تحليق
لنموذج MiG-29K حقيقي كان في 23 يونيو عام 1988. و أتبع ذلك بنموذج ثاني
بعد ذلك.
انهيار الاتحاد السوفييتي عنى
أيضاَ أن الـ MiG-29K لن تدخل طور الإنتاج. اقترح نموذج تدريبي لهذه
الطائرة ذو مقعدين بحيت تكون القمرة الخلفية مستقلة تماماَ عن الأمامية.
ولكن هذه الطائرة لم تصنع أبداَ.