يقع
"الموساد" في مبنى عادي في شارع الملك شاؤول في تل أبيب وتطلق عليه وسائل
الإعلام الاسرائيلية اسم (عين داود الثاقبة)، وتم تأسيس الموساد قبل انشاء
دولة اسرائيل بنصف قرن تقريبا!, وجاء مواكبا للقرار الذي اتخذ في مدينة
"بازل" السويسرية خلال أغسطس 1897 اثناء اجتماع المؤتمر الصهيوني الأول
برئاسة ثيودور هرتزل, ففي عام 1907 انشأ الحزب منظمة عسكرية من اليهود
الأوروبيين تسمى (بارجيورا) ثم تأسست الوكالة اليهودية عام 1923 بقرار من
المؤتمر الصهيوني الثالث عشر، وهي الوكالة التي أخذت على عاتقها تنشيط
هجرة اليهود من جميع أنحاء العالم الى فلسطين بشتى الوسائل.
وفي عام 1920 تم تشكيل منظمة الهاجانا (الدفاع) العسكرية شبه القانونية
وكان هدفها المعلن هو الحفاظ على موطن اليهود القومي ثم دخلت تحت وصاية
الوكالة اليهودية التي تشكلت بعدها بثلاث سنوات، وشكلت الهاجانا فيما بعد
قوام جهاز المخابرات الاسرائيلي الحالي "الموساد".
ومن خلال الهاجانا تكونت منظمة سرية خاصة سميت مكتب
المعلومات (شيروت يهوديوت) عرفت باسم (شاي)، وفي عام 1937 انشأت الهاجانا
أيضا منظمة (موساد لي اليافي بيت) أي (مكتب الهجرة), واسمها الأول (موساد)
هو الاسم الذي استعاره جهاز المخابرات الاسرائيلية عام 1951 ليكون اسمه
حينما ظهر لأول مرة بشكل رسمي، كما ورث أيضا شبكة جواسيسها.
ونظرا لتعدد تنظيمات التجسس الاسرائيلية رأت القيادة الصهيونية ان تنشئ
جهازا خاصا لتنسيق أنشطتها سمي (شيروت اسرائيل) أو (في خدمة اسرائيل), وقد
تولى تأسيسه روفين شيلوح الذى رأس الموساد بعد تأسيسه رسميا.
وطبقا لإحصائية نُشرت عام 1996، يبلغ عدد العاملين في الموساد نحو 1200
الى 1500 شخص، من بينهم 500 ضابط يعمل الواحد منهم حتى سن الثانية
والخمسين، ويحال بعدها للمعاش، ويتقاضى 70 في المائة من مرتبه وقتها,
وللموساد شبكة للعملاء تغطي أنحاء العالم تضم 35 الف شخص (20 الفاً عاملون
والباقي في حالة كمون موقت).
يتولى الموساد العديد من المهام منها: التجسس, الاغتيالات, الحصول على الأسلحة, التجسس المضاد إثارة الفتن, الخطف.. الخ.
ويتكون الموساد من عدة أقسام رئيسية لكل منها دور أو مهمة خاصة بها
وتتراوح مهام هذه الأقسام بين جمع المعلومات وتصنيفها ودراسة هذه
المعاومات وتقييمها، والمراقبة والتجسس، والتجنيدوتنفيذ العمليات الخارجية
الخاصة من قتل وتصفية .. الخ، إضافة إلى قسم خاص بالتصوير والتزوير
والشفرة وأجهزة الاتصال، فضلا عن قسم خاص بالتدريب والتخطيط ورفع كفاءة
العاملين بالجهاز .كما يضم الموساد قسما لمكافحة التجسس والإختراق .
ويعتبر قسم العمليات هو أكبر فروع الموساد ومهمته تنظيم نشاط وعمل
الجواسيس المنتشرين حول العالم.
منقول
وهناك أيضا وحدة خارجية أخرى تسمى (عل) أي رفيعة المستوى, وهي تقوم بجمع
المعلومات عن كل الدول العربية من داخل الولايات المتحدة الأميركية بواسطة
تعقب البعثات الديبلوماسية.
وثمة لجنة خاصة بالموساد تجتمع أسبوعيا يطلق عليها اختصارا (وادات)، وهي
لجنة تختص بتنسيق السرية والتجسسية خارج وداخل اسرائيل, ورئيس (وادات) هو
رئيس الموساد الذي يطلق عليه زملاؤه اسم (مأمون), اما أعضاء لجنة (وادات)
فهم مدير جهاز المخابرات العسكرية (أجافي مودين) الذي يسمى (آمان), ومدير
جهاز الأمن الداخلي الذي يسمى (شيروت بيتاخون كليالت) ويسمى اختصار (شين
بيت) أو (شاباك)، ومدير مركز الأبحاث الاستراتيجية والتخطيط بوزارة
الخارجية المتخصص في التجسس الديبلومسي، ومعهم ايضا مدير قسم العمليات
الخاصة لادارة الشرطة (ماتام)، والمستشارون الشخصيون لرئيس
الوزراء في الشؤون السياسية والعسكرية وشؤون المخابرات ومكافحة الارهاب,
وخلال هذا الاجتماع الأسبوعي ترسم السياسة الأمنية لاسرائيل داخليا
وخارجيا.
كما يضم الموساد أيضا شعبة أبحاث تشمل خمسة أقسام و15 مكتبا لدراسات الدول العربية وبعض دول العالم الأخرى.
وثمة اهتمام خاص في الموساد بالدول العربية عامة وبدول الجوار بشكل خاص
(مصر وسوريا ولبنان والأردن) ومعها السعودية والعراق والجزائر وليبيا
وتونس.
وتعتبر مصر بالنسبة للموساد هي العدو الأول لذا كثف نشاطه التجسسي ضدها لسببين :
الأول: جمع المعلومات في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية
والاجتماعية، واستخدامها ضد مصر في حالات السلم أو الحرب على حد سواء.
والثاني: زرع شبكات لها عن طريق تجنيد بعض المصريين سواء ممن سافروا إلى
إسرائيل أو الذين لم يسافروا إليها، وفي حالة قيام حرب بين البلدين تكون
لدى إسرائيل قاعدة كبيرة من الجواسيس جاهزة تماما ومدربة بكفاءة عالية
لإمدادها بما تريد من معلومات.
وقد أشارت التقارير إن عدد جواسيس الموساد، الذين تم تجنيدهم والدفع بهم
نحو مصر بلغ حوالي 46 جاسوساً، أغلبهم إسرائيليين والباقي مصريين ومن
جنسيات آخرى كما تم ضبط أكثر من 52 شبكة تجسس إسرائيلية في مصر خلال
السنوات الخمسة عشر الأخيرة.