مريضك بأنه إذا صبر علي البلاء

بالأزهر:

ذكر مريضك بأنه إذا صبر علي البلاء نال من ربه خير الهدايا وأحسن الجزاء
وهل هناك أغلي من الجنة إنها مراد النبيين وأمل الصابرين وأمنية العارفين
لكنها لا تباع إلا بأغلي الأثمان إن ثمنها ألا تشكو الله إلي عوادك ولا
تتضجر بما ابتلاك به وأصابك فإذا حمدته جعل لك أجر ما كنت تفعله من
الصالحات وأنت سليم معافي وإذا شكرته أبدلك لحما خيرا من لحمك.

فعن أبي هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وسلم قال: "يقول الله عز
وجل: إذا ابتليت عبدي المؤمن فصبر فلم يشكني إلي عوده أطلقته من أساري ثم
أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه ثم يستأنف العمل".

* وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "يقول الله
تعالي: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه -يعني عينيه- ثم صبر عوضته عنهما الجنة".

* وعن عثمان قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "يقول الله تعالي:
"إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني وصبر علي ما اتبتليته به فإنه
يقوم من مضجعه كيوم ولدته أمه من الخطايا ويقول الرب للحفظة: إني قيدت
عبدي هذا وابتليته فأجرا له قبل ذلك من الأجر".

* وعن أبي الأشعث الصنعاني قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "يقول
رب العزة: إذا ابتليت عبدا مؤمنا فحمدني علي ما ابتليته فأجروا له ما كنتم
تجرون له".

أرأيت كيف يكون الجزاء وكيف تدخر الهدايا لعلك فهمت الآن المعني الأعلي
لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل
فالأمثل يبتلي الرجل علي قدر دينه فمن ثحن دينه اشتد بلاؤه ومن ضعف دينه
ضعف بلاؤه وإن الرجل ليصيبه البلاء حتي يمشي في الناس ما عليه خطيئة".

وأعظم هدية تهدي إلي المرض تذكيره بأنه وجد في أمه مدحها الله لصبرها وشكرها.

* فعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "قال الله
تعالي: يا عيسي إني باعث من بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا الله
وشكروا وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم ولا علم. قال: يا رب
كيف يكون هذا الهم ولا حلم ولا علم؟ قال: أعطيهم من حلمي وعلمي".

التوقيع :

[center]

[/center]