خطة البنتاغون السرية لتفكيك وتصفية المقاومة العراقية . الاستراتيجية والتكتيك
غزة-دنيا الوطن
اصطياد البشر :manhunt
صادقت ادارة بوش على تصعيد هام في حرب القوات الخاصة السرية في العراق.
ومن خلال مقابلات اجريتها في الشهر الماضي مع مسؤولين امريكان ومسؤولين
سابقين اتضح ان الهدف الرئيسي هو تصفية مجموعات البعثيين الذين يقفون وراء
الكثير من اعمال المقاومة السرية ضد جنود الولايات المتحدة وحلفائها.
وقد تكونت مجموعة قوة خاصة سميت (المهمة 121 Task force 121-) جمع افرادها
من قوات دلتا والقوات الخاصة البحرية ووكالة المخابرات المركزية وقوات
اخرى من القطاع الامني الخاص على ان يقدموا تقريرا بالنتائج في كانون
الثاني/ يناير . على رأس اولويات هذه القوة : تحييد المتمردين البعثيين
بالاعتقال او الاغتيال.
ان اعادة احياء عمليات القوة الخاصة هو انتصار لسياسة وزير الدفاع دونالد
رامسفيلد الذي جاهد سنتين من اجل ان توافق القيادة العسكرية على خطته التي
يسميها (اصطياد البشر manhunt) وهو تعبير يستخدمه علنا في احاديثه وسرا في
مخاطباته الرسمية الداخلية.
ومن اجل قبول خطته ، كان عليه ان يستبدل الكثير من قادة البنتاغون ، وقد
اخبرني مستشار في وزارة الدفاع الامريكية (ان الاطاحة بنظامين تبيح لنا ان
نفعل امورا غير اعتيادية) مشيرا الى افغانستان والعراق.
الدور الصهيوني :
كانت احدى الخطوات التي اتخذها البنتاغون في حربه ضد المقاومين العراقيين
هو السعي الى الاستعانة بالمساعدة الفعالة والسرية (لاسرائيل) الحليف
الاقرب الى امريكا في الشرق الاوسط. وطبقا لمسؤولين في الجيش والمخابرات
الامريكية والاسرائيلية ، فقد تعاونت وحدات الكوماندوز والمخابرات
الاسرائيلية بشكل مكثف مع نظرائهم في معسكر تدريب القوات الخاصة في فورت
براج بشمال كارولينا وايضا في اسرائيل للاعداد لتنفيذ العمليات في العراق.
ويتوقع ان يقوم الكوماندوز الاسرائيليين بادوار استشارية سرية عندما تبدأ
العمليات على نطاق واسع (يرفض الدبلوماسيون في البنتاغون واسرائيل التعليق
، وقد قال لي مسؤول اسرائيلي: لا احد يريد التحدث في هذا الموضوع. انه
موضوع ملتهب . وقد اتفقت الحكومتان على اعلى المستويات انه من مصلحتهما
معا ان يظل التعاون الامريكي – الاسرائيلي في العراق سرا.).
اختراق المقاومة:
ومازال هناك جدل كبير حول مااذا كان استهداف عدد كبير من الافراد هو اسلوب
عملي او سياسي فعال لاحداث الاستقرار في العراق في ظل فشل القوات
الامريكية المتكرر في الحصول على مصادر معلومات ثابتة وموثوق بها هناك .
ويحاول الامريكان في الميدان حل المشكلة بايجاد مصدر معلومات جديد : انهم
يخططون لتجميع فريق من كبار مسؤولي المخابرات العراقية السابقة وتدريبهم
على اختراق المقاومة بهدف الحصول على معلومات عن المقاومة ليتصرف على
ضوئها الامريكان.
وقد وصف مسؤول في وكالة المخابرات المركزية هذه الاستراتيجية بتعبير بسيط
(قناصون امريكان ومخابرات عراقية. هناك عراقيون في المخابرات لديهم فكرة
افضل ونحن نتصل بهم . علينا ان نحيي المخابرات العراقية ، نسد انوفنا ،
ونترك قوات دلتا وقناصي الوكالة يحطمون الابواب ويقبضون على المقاومين.)
ويقول مسؤول مخابرات سابق انه يمكن مقارنة اختراق القيادة البعثية باختراق
بعملية كسر ثمرة جوز الهند . تظل تضرب وتضرب حتى تجد نقطة ضعيفة وعند ذاك
تفتحها وتنظفها.)
ويقول امريكي عمل مستشارا لسلطة التحالف المؤقتة في بغداد (ان الطريقة
الوحيدة للانتصار هي ان نتبع وسائل غير تقليدية . يجب ان نلعب لعبتهم :
رجال عصابات ضد رجال عصابات. يجب ان نرهب العراقيين حتى نستطيع اخضاعهم).
تطويراساليب جديدة :
في واشنطن هناك اتفاق واسع على نقطة واسعة: الحاجة الى اسلوب امريكي جديد
في العراق. كما ان هناك اتفاق عام على انتقاد ردود افعال القوات الامريكية
على قوائم الاصابات الامريكية المتزايدة. يقول احد مسؤولي البنتاغون
السابقين الذي عمل لوقت طويل مع قيادة القوات الخاصة والذي يؤيد ضرورة
ايجاد اسلوب امريكي جديد: ( لدينا هذه القوات التقليدية الكبيرة الموجودة
هناك وهي اهداف سهلة ، ومانفعله بدون جدوى . اننا نبعث اشارات مختلطة)
ويقول ان مشكلة الاسلوب الذي تحارب به الولايات المتحدة القيادة البعثية
هي : (أ) ليس لدينا استخبارات (ب) لدينا حساسية في التعامل مع هذه المنطقة
من العالم ) ويأتي بمثال ( الرد الامريكي على موقع يحتمل وجود مدفع هاون
فيه، بدلا من تدمير ملعب كرة قدم فارغ، لماذا لاتبعث فريق قناصين لقتلهم
وهم ينصبون المدفع؟).
ويزداد اليقين داخل البنتاغون ان مجرد اعتقال او اغتيال صدام حسين مع الحلقة المحيطة به لن يوقف اعمال المقاومة.
اما عمليات القوات الخاصة الجديدة فهي تستهدف الوسط العريض للبعثيين الذين
يعملون في الخفاء ، ولكن الكثير من المسؤولين الذين تحدثت معهم عبروا عن
خشيتهم من ان تتحول الخطة المقترحة المسماة (اصطياد البشر الوقائي) الى
برنامج فينكس آخر كما قال مستشار في البنتاغون .
برنامج فينكس phoenix :
فينكس هو الاسم الحركي لبرنامج مضاد للمقاومة الفيتنامية نفذته الولايات
المتحدة اثناء حرب فيتنام حيث كانت فرق القوات الخاصة تقوم باعتقال او
اغتيال الفيتناميين الذين يعتقد انهم يعملون مع الفيتكونج او يتعاطفون
معهم. وكان اختيار الاهداف يعتمد بشكل كبير على ضباط جيش فيتنام الجنوبية
ورؤساء القرى . وقد خرجت العملية عن نطاق السيطرة فطبقا لاحصائيات
فيتنامية جنوبية رسمية قام برنامج فينكس بقتل حوالي 41 ألف ضحية مابين
الاعوام 1968 و1972 معظمهم لاعلاقة له بالحرب ضد امريكا ولكنهم استهدفوا
من اجل الثأر لضغائن وعداوات سابقة. وقد أقر وليام كولبي ضابط وكالة
المخابرات المركزية الذي كان مسؤولا عن هذا البرنامج عام 1968 (واصبح فيما
بعد مديرا للوكالة) امام الكونغرس بأن (كان يجب الا يحدث الكثير مما حدث).
وقد حذر مسؤول القوات الخاصة السابق من ان مشكلة اصطياد الرؤوس هي انك يجب
ان تكون على يقين من ان (الرؤوس التي تصطادها ، هي الرؤوس الصحيحة) واشار
الى مسؤولي المخابرات العراقية السابقين بقوله ( هؤلاء لديهم اجندتهم
الخاصة . هل نضرب لنثأر لهم؟ عندما تجند عناصر من الدولة (المضيفة) بدلا
من الامريكان من الصعب ان تمنعهم من القيام بما يودون عمله . يجب ان تظل
السلسلة الذي تربطهم بها قصيرة).
الثعلب الرمادي : Grey Fox
ويقول المسؤول السابق ان القيادة البعثية تعتمد كما يبدو واضحا في تخطيطها
للهجمات (الارهابية) على (الاتصال الشخصي المباشر) وهذا يجعلهم اكثر منعة
امام احدى اكثر وحدات القوات الخاصة السرية التي تعرف باسم (الثعلب
الرمادي) وهي خبيرة في تقاطع واختراق المكالمات الهاتفية ووسائل
الاستخبارات التقنية الاخرى. (هؤلاء الاشخاص –المقاومين- اذكى من ان
يقتربوا من هواتف نقالة او اجهزة راديو . بل انهم يتعاملون مع الاستخبارات
البشرية).
وقد ذكر مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية وله خبرة واسعة في الشرق
الاوسط ان احد اهم اللاعبين في فريق المخابرات الامريكي العراقي الجديد هو
فاروق حجازي احد الموالين لصدام والذي عمل لسنوات طويلة مديرا للعمليات
الخارجية للمخابرات العراقية . وقد القي القبض عليه منذ نيسان/ ابريل .
ويقول رجل المخابرات المركزية انه في الاشهر القليلة الماضية عقد حجازي
(صفقة) والمسؤولون الامريكان (يستخدمونه لاحياء شبكة المخابرات العراقية
القديمة)، ويضيف (كثير من اصدقائنا العراقيين يقولون انه سينفذ بنود
الصفقة ولكن حرفيا وليس روحيا).
الطيب والشرير : The good guy & the bad guy
ويقول المتحدث ايضا ( انه رغم ان المخابرات العراقية كانت مؤسسة امنية
جيدة واستطاعت على وجه الخصوص حماية صدام حسين من الاطاحة به او اغتياله
ولكن عملها كان رديئا. انها ليست الطريقة التي نلعب بها الكرة . اذا رأيت
مقتل بعض رجالك ، تتغير الامور. لقد قمنا حتى الان بالعمل على الطريقة
الامريكية . كنا الشخص الطيب . الان سنكون الشخص الشرير. والاعمال الشريرة
هي التي تغير الامور.)
عندما نقلت هذه التعليقات الى مستشار البنتاغون وهو خبير في الحرب غير
التقليدية قال ممتعضا ( هناك البعض الذي يقول اشياءا خيالية عن عملية
(اصطياد البشر) ولكنهم ليسوا في مستوى صانعي السياسة. يمكن ان فظا مثل أي
شخص آخر ولكننا مجتمع ديمقراطي ولانحارب الارهاب بالارهاب. سيكون هناك
الكثير من التحكم في الامور وقواعد افعل هذا ولاتفعل ذاك . المشكلة اننا
لم نخترق الاشرار بعد . وحزب البعث يدار مثل نظام خلية. المسألة مثل
اختراق الفيتكونج الذي لم نقدر عليه ابدا.)