سلاح البحرية الاسرائيلي
للتحول هذا القرن الجديد ليكون لاسطول المياه العميقة (Blue Water Navy), بحيث يكون قادرا على العمل بحرية ولفترات طويلة خارج مياه اسرائيل الاقليمية, وهو ما يعني التحول لقوة هجومية قادرة على تغطية كل البحر المتوسط حتى مخرجه الغربي عند مضيق جبل طارق , وكل البحر الاحمر حتى مخرجه الجنوبي عند باب المندب ويتطلب ذلك بالطبع امتلاك قطع بحرية كبيرة نسبيا تجمع بين القدرة على العمل على مسافات بعيدة, والبقاء في البحر لفترات طويلة, مع التمتع بخفة حركة ومناورة عالية, وتسليح متطور لقتال سفن واهداف العدو الساحلية, وتوافر امكانات ذاتية للدفاع الجوي, واستطلاع وقتال الغواصات بواسطة الهليوكبترات المخصصة لذلك, والمتواجدة فوق سطح الفرقاطات والقراويطات. وقد حققت ذلك من خلال امتلاكها لثلاث قراويطات (سعر ـ 5) مزودة بصواريخ سطح/ سطح (جبرائيل) و (هاربون) بعيدة المدى 200 كم واسرع من الصوت, وصواريخ سطح/ جو (باراك), بالاضافة لتزويدها بانظمة حرب الكترونية تمكنها من تنفيذ اعاقة رادارية ولاسلكية على سفن العدو, وبما يفسد عليه الاشتباك بالصواريخ البحرية, وقد تم بناؤها في الترسانة البحرية الامريكية. ـ وتملك البحرية الاسرائيلية حاليا 4غواصات, 36 زورق صواريخ طرازات (سعر, ريشيف, دفورا, فلاجستاف, ايلات, رامات), 88 زورق مرور وحراسة, 14 وحدة انزال بحري, 6 سفن مساعدة. 6 طائرات استطلاع بحري. ومن المتوقع في العقد المقبل ان يكتمل وصول القراويطات (سعر ـ 5), مع احتمال زيادتها الى خمس قراويطات في حالة توافر ميزانية لذلك. كما ينتظر ان يستكمل وصول باقي الغواصات (دولفين) الالمانية التي تم بناؤها في المانيا ليصبح عددها 3 غواصات (وصلت منها واحدة حتى نهاية 1999), وبذلك يصبح اجمالي ما لدى اسرائيل من غواصات في عام 2000 ست غواصات. ـ وقد حرصت اسرائيل على تزويد الغواصات (دولفين) بصواريخ بالستية من طراز (اريحا ـ 3) بالاضافة لتسلحها التقليدي بـ 16 طوربيدا. ويبلغ مدى الصاروخ (اريحا ـ 3) حوالي 2300كم, كذلك صواريخ كروز, وكلاهما يمكنها حمل رؤوس نووية, وكان قد سبق لاسرائيل ان دخلت في برنامج لتطوير هذا النوع المتقدم من الصواريخ الطوافة مع كل من جنوب افريقيا وتايوان .
فى12/8/1980 كشفت الواشنطن بوست وحددت مدى الصاروخ كروز بـ 3000 كم. ومغزى تزويدهذه الغواصات بهذه الصواريخ انه يمكن لها توجيه ضربات صاروخية بحر/ ارض, وهو ما يصعب رصدها والتعامل معها بالنظر لسرعة اختفائها تحت الماء, على عكس الصواريخ ارض/ ارض التي يمكن رصد مواقعها بوسائل الاستطلاع الجوي والفضائي, ثم التعامل معها بعد ذلك بالوسائل الايجابية من مقاتلات وصواريخ مضادة للصواريخ (مثل باتريوت, آرو, اس ـ 300 الروسي). وهو ما يعني في النهاية امكانية اقتراب هذه الغواصات من السواحل العربية, وتوجيه ضربات صاروخية ليس فقط ضد الموانىء والقواعد البحرية العربية, ولكن ايضا ضد الاهداف الاستراتيجية في العمق العربي, بمعنى اخر انه في حالة تعرض اسرائيل لضربة اولى من الجانب العربي, فانه يمكن بواسطة الغواصات (دولفين) ان توجه اسرائيل ضربة ثانية ضد الدول العربية بما تحمله من صواريخ (اريحا) ثم (كروز) مسلحة برؤوس نووية, وتشير المعلومات الى ان اسرائيل سبق ان عدلت غواصاتها القديمة في المانيا لتزويدها ايضا بصواريخ (اريحا). ـ تعطي اسرائيل الاسبقية الثالثة (بعد القراويطات سعر ـ 5 والغواصات دولفين) لتحسين قدرات لنشات الصواريخ في الدفاع الذاتي, وذلك بتزويدها بصواريخ ارض/ جو (باراك) ورشاشات مضادة للطائرات, ونظم حرب الكترونية موجبة وسالبة, مع تحسين منظومات القيادة والسيطرة والملاحة والتوجيه واستقبال وتوزيع المعلومات. هذا بالاضافة لتعديل المحركات لزيادة قوة السفن وقدراتها على المناورة والعمل لمدى ابعد, بجانب العمل على تزويد سفن السطح بطائرات بدون طيار صغيرة, ووسائل مضادة للصواريخ المعادية سطح/ سطح. ـ اما الاسبقية الرابعة فتعطيها اسرائيل لتدعيم الجناح الجوي للبحرية, وذلك بتواجد هليوكبتر (دولفين سي) على سطح كل فرقاطة وقراويطة للقيام بمهام استطلاع وقتال الغواصات, بالاضافة لتمركز باقي سرب الهليوكبتر (14 طائرة) في القواعد البحرية. كما تعمل7 طائرات (سي سكان) في مهام الدوريات والاستطلاع البحري, وسيتم خلال العقد المقبل تدعيم البحرية بنماذج معدلة من طائرات (سي ـ وند). كذلك جار انتاج جهاز رادار (أ.م.د.ر) لكشف صواريخ السطح آليا, حيث يعمل بنظام النبض المتجانس (دوبلر). فيحتاج لعملية مسح واحدة بعد كشف الاهداف للتحقق منها قبل الانذار بها. يدخل في ذلك اكتشاف الصواريخ المعادية على مسافة 20 كم لامكان تجنبها او تدميرها, والاهداف الطائرة على مسافة 7 كم.