الحرب الالكترونية من المجالات
الرئيسية التي تبذل اسرائيل جهودا خاصة لتطويرها, وذلك بهدف تخريب وافساد
عمل انظمة التسليح والقيادة والسيطرة والاستطلاع وادارة النيران في الجيوش
العربية في البر البحر والجو, ومن اجل فرض سيطرتها على ميدان القتال
المستقبلي. ـ والمبدأ الذي تضعه اسرائيل في الاعتبار في هذا الخصوص ان
تكون كل المعدات والاجهزة التي تستخدمها في هذا الميدان من انتاجها وليست
مستوردة حتى تحتفظ باسرارها, مع تصعيب عملية اكتشاف وفك شيفرتها حتى وان
كان نظام التسليح نفسه مستوردا من الولايات المتحدة, فانه يتم تعديله
لتكوين (البصمة الالكترونية) فيه اسرائيلية تماما. كذلك تسعى اسرائيل الى
ان تكون انظمة توجيه ذخائرها وكاميراتها من النوع السلبي الذي لا يصدر
اشعاعا يمكن رصده والدخول عليه. وتركز اسرائيل انشطتها في هذا الميدان في
مجال انتاج اجهزة التنصت اللاسلكي للترددات العالية جدا وفوق العالية,
واجهزة قياس محددات الارسال بما يغطى حيز الاتصالات WHF, VHF, HF, واجهزة
استطلاع الكتروني تعمل مع معدات الاعاقة واجهزة اعاقة ضد نظم الاتصالات
التكتيكية, واجهزة اعاقة اخرى سلبية ضد الصواريخ والرادارات بالرقائق
المعدنية تستخدم مع القطع البحرية في المسافات القصيرة والبعيدة. هذا
بالاضافة لمستودعات اعاقة ايجابية رادارية للحماية الذاتية للطائرات ضد
الرادارات الجوية والارضية المعادية. كذلك نظام حرب الكترونية بحري متكامل
لزوارق المرور والحراسة والفرقاطات, يجمع بين النظامين السلبي والايجابى
ويرتبط بنظم الانذار المبكر الجوية .
كما قامت الصناعات الحديثة
الاسرائيلية بتجهيز عدد من طائرات (بوينج 707) بمعدات حرب الكترونية تقوم
بمهام الاستطلاع والاعاقة الالكترونية ضد مراكز المراقبة والتوجيه الارضية
المعادية ورادارات واجهزة الملاحة والاتصالات في المقاتلات المعادية, كذلك
طائرات الخصم العاملة في مجال الانذار المبكر والقيادة والسيطرة. وبذا
اصبح في مقدور اسرائيل ان تدير حربا الكترونية تستخدم فيها وسائل واساليب
متنوعة للاعاقة اللاسلكية والرادارية ضد جميع انظمة تسليح خصومها ومراكز
قياداتهم ومحطات راداراتهم في البر والبحر والجو, بالاضافة للتداخل
الخداعي بواسطة وسائل سلبية (Decays) على الصواريخ المضادة للدبابات
والمضادة للطائرات والصواريخ سطح/سطح. كما حصلت اسرائيل مؤخرا على ثلاثة
اجهزة من منظومة الحاسبات فائقة السرعة (سوبر كمبيوتر) من الولايات
المتحدة, والتي ستؤدي الى تطور هام في برامج التسلح الاستراتيجي واجراء
التجارب العملية في مجال تطوير اسلحة الدمار الشامل وتقدير درجة تأثيرها.
كذلك في مجال استقبال الانذار المبكر من اقمار الاتصالات الامريكية عبر
مركز الانذار الامريكي المتواجد في (كولورادو) .