Admin Admin
عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
| موضوع: غزوات المغول على سورية الأربعاء يناير 28, 2009 5:02 pm | |
| الحروب ضد الفرنجة و المغول كانت غزوات المغول على سورية متلاحقة، من أبرزها حملة هولاكو على بغداد 1258 فقتل الخليفة السمعتصم وأنهى الخلافة العباسية وأحرق بغداد. ثم يقوم هولاكو بحملة فتاكة عام 1260م فيجتاح سورية وعندما وصل إلى فلسطين تصدى له المماليك وعلى رأسهم قطز وبيبرس، وكانت موقعة عين جالوت الظافرة التي ردت المغول على أعقابهم. وفي سنة 1401 استباح تيمورلنك مدينة حلب وبنى من رؤوس القتلى تلالاً وهدم ما فيها من مساجد ومدارس ثم سار إلى حماه وحمص ووصل دمشق فحاصرها شهراً ثم أحرق عمارتها وقتل أبناءها، ولم تفد وساطة ابن خلدون. وعاد إلى بغداد لكي يكرر جرائمه فيها وفي الوقت نفسه كانت التجريدات الصليبية قد بلغت سبعاً أو تسعاً ولكنها كانت متلاحقة واستمر وجود الصليبيين في بلاد الشام 1098-1291 قرنين تقريباً أقاموا في قلاع أنشأوها في الساحل السوري خاصة، ومازالت قائمة أو بعض آثارها، وكانت أنطاكية وعكا والقدس من أهم المدن التي استولوا عليها، وفشلوا في احتلال مدن الداخل مثل حلب ودمشق، فيما عدا الرها وكانت أول مدينة احتلت، وأول مدينة حررها عماد الدين زنكي عام 1144م معركة حطين: كانت هذه المعركة بداية نهاية الصليبين وفيما يلي وصفها تلقى صلاح الدين من عيونه نبأ تحرك القوات الصليبية ضده، كما أُعلم بالطريق الذي سيسلكونه في مسيرهم إليه، فاطمأن إلى نجاح خطته في استدراج الجيش الصليبي، فترك قوة صغيرة تحاصر طبرية، وانسحب مع جيشه الرئيسي ليعسكر في التلال الواقعة غربي المدينة حيث تقع قرية حطين ذات الماء والمرعى، وكان يعلو تل حطين قمتان بارتفاع مائة قدم تقريباً، مما دعا العرب إلى تسميتها قرون حطين. وتعود أهمية هذا الموقع إلى أنه يقع عند بداية انحدار الطريق الذي سلكه الصليبيون إلى بحيرة طبرية. وقد أراد صلاح الدين بذلك إحكام تطويق العدو المتقدم بهذا الاتجاه لم يستطع الصليبيون الوصول إلى الماء. وكان حصار صلاح الدين لهم قوياً، وأضاف بإشعال النار في الأعشاب والأشواك، ليزيد حرهم حراً، وليضيق أنفاسهم بالدخان. كما نهض المسلمون كالرجل الواحد يرشقون الصليبيين المحاصرين بسهامهم، فزاد وضعهم حرجاً، وفرّ منهم باتجاه مدينة صور، وعلى رأس هؤلاء "ريموند الثالث"، حيث أفسح له المسلمون الانسحاب عبر صفوفهم، وانسحب بقية الصليبيين صاعدين المرتفع في حالة سيئة من العطش والحر والدخان، فزحف المسلمون إليهم وحاصروهم في القمة حيث استسلم القادة بمن فيهم ملكهم غي دي لوسينيان وكذلك أرناط وغيره وعدد كبير من البارونات والفرسان والدوايّة والاسبتارية. وكان ذلك في 24 ربيع الآخر سنة 583ه/4 تموز 1187مأمر صلاح الدين بإقامة سرادقه، حيث نزل فيه فصلى صلاة الشكر، ثم طلب إحضار قادة الصليبيين ومقدميهم. ولم يكن بنية صلاح الدين قتلهم عدا أرناط الطائش، ولذلك فإنه بادر بإعطاء ملك بيت المقدس ماء ليشرب بعد أن أهلكه العطش، ورفض أن يفعل ذلك مع أرناط، واعترض على ملك بيت المقدس الذي أراد سقيه لنية في نفسه. ثم نهض صلاح الدين بتذكير أرناط بجرائمه وخيانته، تلك الجرائم التي يستحق القتل على كل منها. وطمأن بقية الملوك والأمراء على حياتهم، وقام برعايتهم ورعاية أسرهم، ونقلهم إلى قلعة دمشق حيث جرى الاحتياط عليهم كانت حطين من أكبر الكوارث التي حلت بالصليبيين. فقد تمكن المسلمون من تحطيم قوتهم الضاربة، حتى قال فيها ابن الأثير: "من شاهد القتلى قال ما هناك أسير ومن شاهد الأسرى قال ما هناك قتيلموقعة عين جالوت قام السلطان قطز بجمع صفوف العرب في الشام ومصر للتصدي للخطر المغولي الذي لم تستطع قوة في الشرق الأدنى الصمود أمامه، وبعد أن تلقى تهديداً من هولاكو استخف به وأعد العدة لمجابهته، أوفد بيبرس على رأس جيش إلى غزة فاحتلها، فعاد هولاكو وترك نائبه كتبغا لكي يجابه قطز في عين جالوت سنة 1260م، وهو يصيح "وا إسلاماه" فقتل كتبغا وكثيراً من رجاله وولى من نجا من المغول الأدبار. ومما ساعد على الانتصار تعصر الصليبيين بالوقوف على الحياد وكان بيبرس قد مضى بجيشه لفتح حلب وتعد هذه الموقعة من المواقع الفاصلة في التاريخ، فلقد حالت دون وصول المغول إلى مصر وكانت السبب في توحيد مصر وسورية، وأظهرت المماليك على أنهم حماة العرب والإسلام. وجعلت من مصر عاصمة قوية، كما جعلت من دمشق مركز الانطلاق الجنوبي لتحرير البلاد من الصليبيين وصد المغول. ولقد أنقذت موقعة عين جالوت الغرب من زحف المغولالملك الظاهر بيبرساستلم بيبرس الحكم بعد مقتل قطز وأصبح يحمل لقب الملك الظاهر، وأخذ يعيد تنظيم الإدارة في مصر ويتقرب من الناس، ويعد العدة لمتابعة الجهاد ضد الفرنجة في بلاد الشام، وكان عليه أن يدعم سلطانه باعتراف خليفة المسلمين العباسي على الرغم من سقوط هذه الخلافة على يد المغول سنة 1258م فاستدعى أحد ورثة الخلافة وهو أحمد بن الظاهر ابن الناصر العباسي، فأحسن استقباله وجعل له مجلساً في القلعة أثبت فيه حقه بالخلافة، ولقبه بالمستنصر بالله، وجعل مقر الخلافة في القاهرةوقام الخليفة الجديد بتقليد بيبرس السلطنة رسمياً. ولكنه عاد بعد زمن، فرأى إعادته إلى بغداد لكي يجابه المغول، ولم يكد يصل إلى مدينة هيث حتى انقض عليه المغول فقتلوه مع جماعته، فاستحضر بيبرس خليفة آخر هو أبو العباس أحمد مع الحد من نفوذه. واستمرت الخلافة في القاهرة دونما نفوذ وكان عليه فقط أن يفوض السلطان بجميع الأمور العامة كانت حروب بيبرس عنيفة وقد انتقل إلى دمشق، فلم تنقض السنوات العشر 1261-1271 حتى انتقل من نصر إلى نصر مستولياً على معاقل الفرنجة، وأخيراً توج بيبرس انتصاراته بتحرير أنطاكية في أيار 667هـ 1268 وهي أقوى الإمارات وكانت بداية النهاية. فاستولى على صافيتا وقلعة الحصن وحاصر عكا والقرين وكانت حربه ضد المغول موازية دائماً لحروبه ضد الفرنجةالحكم العثماني مرت سورية في العصر العثماني بمرحلة صعبة، ولم تنعم إلا في المرحلة الأولى أيام حكم السلطان سليم، وفي المرحلة الأخيرة أيام حكم الولاة مدحت باشا وناظم باشا. بعد عام 922هـ/ 1516 قام العثمانيون بتقسيم البلاد إلى ثلاث ولايات, الشام ومركزها دمشق, وحلب وطرابلس, وتألفت كل ولاية من عدد من السناجق، أقطعت بعض الأراضي الى السباهية أي الفرسان وكانت الإنكشارية تدير الجيش وأصبحت جميع الولايات مرتبطة بالعاصمة استانبول عن طريق الولاة الأتراك, الذين اهتموا بجباية الأموال وتسويق المجندين والإثراء السريع وكان السكان يعتصمون بالأشراف ورجال الدين, ولكن الثورات كانت بقيادة كبار المتنفذين أما أسرة العظم فلقد حكمت ولاية دمشق خلال ستين سنة كما حكمت ولايات أخرى ومن أشهرهم أسعد باشا الذي سمي أمير الحج الشامي مع ولايته للشامفي القرن التاسع عشر ظهر إبراهيم باشا في سورية 1831هـ/1740م الذي أراد أن يطبق إصلاحات في الجيش والزراعة والمالية. ولكن النفوذ الأوربي ابتدأ بالظهور وقد أصبح محمد علي في مصر خطراً على الدولة العثمانية وأوربا وانتشر الوعي القومي. وظهر في الشام مفكرون دعوا إلى التحرر والإصلاح منهم عبد الرحمن الكواكبي ونجيب عازوري، ثم ظهرت جمعيات في سورية تدعو إلى يقظة العرب ووحدتهم وتحررهم لمجابهة جمعية الاتحاد والترقي التركية، وكانت الجمعية العربية الفتاة تطالب بالحكم الذاتي، ومن أبرز أقطابها عبد الحميد الزهراوي ثم كانت مشانق جمال باشا في دمشق وبيروت تعلن عن أول قافلة للشهداء في سبيل الحرية والاستقلال. وما أن اشتد ساعد الداعين للتحرر، حتى ابتدأت المفاوضات بين الحسين شريف مكة وبين بريطانيا التي وعدت بدعم تحرر العرب، وابتدأت الثورة العربية الكبرى في 10/6/1916، ودخل العرب حلفاء في الحرب العالمية الأولى لتحرير وطنهم من نير السلطنة.(20) نكل الحلفاء الإنكليز والفرنسيين بوعودهم وقسموا البلاد في اتفاقية سايكس-بيكو السرية لتبقى تحت انتدابهم، ثم عدلت هذه الاتفاقية في مؤتمر سان ريمو وأصبحت بلاد الشام مقسمة إلى أربع دول، سورية ولبنان وفلسطين وشرقي الأردن، وكانت سورية ولبنان تحت الانتداب الفرنسي وأما فلسطين وشرقي الأردن فقد أصبحتا تحت الانتداب الإنكليزي مع العراقالانتداب الفرنسي منذ نهاية الحرب العالمية الأولى واستقلال البلاد العربية عن الدولة العثمانية المنحلة، لعبت السياسة الدولية الاستعمارية دوراً قاسياً مخالفاً لمنطلق عصبة الأمم المتحدة ولجنة "كنغ - كرين" التي أوفدها الرئيس الأمريكي ويلسون سنة 1919 للتحقيق في رغبات الشعب، وكان من أهم ما ورد في تقريرها "أن الوحدة الاقتصادية والجغرافية والجنسية السورية، واضحة ولا تبرر تقسيم البلاد وبخاصة أن لغتها وثقافتها وتقاليدها وعاداتها عربية في جوهرهاوأن توحيد سورية يتماشى مع أماني شعبها ومبادئ عصبة الأمم". ولقد أكد المؤتمر السوري في تموز 1919 حق الشعب في وحدة بلاده واستقلالها ضمن حدودها الطبيعية، من جبال طوروس شمالاً إلى خط رفح - العقبة جنوباً، ونهر الفرات والخابور شرقاً وً البحر المتوسط غربا، هذه المنطقة التي جزئت فيما بعد إلى أربع دول هي سورية ولبنان وفلسطين وشرقي الأردن. تم ذلك في اتفاقية سرية بين فرنسا وإنكلترا عرفت باسم اتفاقية سايكس - بيكو التي رفضها السوريون، فأعلنوا استقلال بلادهم ضمن حدودها الطبيعية في 8 آذار 1920 وتوجوا فيصل بن الحسين ملكاً عليهم.(20) عندها هاجمت الجيوش الفرنسية قادمة من لبنان ودخل الجنرال الفرنسي غورو دمشق بعد يومين من موقعة ميسلون في 24/7/1920 وكان أول عمل أن قسم سورية إلى أربع دويلات، ثم استعادت البلاد وحدتها الوطنية ، ولكن الضغط الأستعماري الفرنسي كان السبب في قيام ثورة اللاذقية بقيادة صالح العلي، وثورة الشمال بقيادة إبراهيم هنانو، وثورة رمضان شلاش في الفرات، والثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش وثورة غوطة دمشق واشتركت فيها جميع الفعاليات الدمشقية، مما اضطر الفرنسيين لإعلان الاتحاد السوري بين هذه الدويلات عام 1922 وتابعت الثورات السورية نضالها.(21) وفي عام 1925م قامت الطائرات الفرنسية بقصف دمشق للانتقام من الثوار الذي نادوا بتحرير سورية، فدمرت أحياء كاملة، مما أثار استنكاراً دولياً دفع سلطة الانتداب إلى إعلان الدستور عام 1930م وانتخاب أول رئيس للجمهورية السورية محمد علي العابد عام 1932م، وبعد معاهدة 1936 انتخب هاشم الأتاسي رئيسا للجمهورية وظهر أول مجلس نيابي ، ولكن في 29/5/1945م قام الفرنسيون بقصف دمشق والمدن الأخرى فأصابت المجلس النيابي وقتلت الحامية وبعد أن التجأت سورية إلى مجلس الأمن، صدر القرار بالجلاء الفوري الذي تم في 17 نيسان 1946 في عهد الرئيس شكري القوتلي وأصبح هذا اليوم عيداً قومياً لسورية | |
|