Admin Admin
عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
| موضوع: سوريا الحبيبه اليكم نبذة تاريخيه مفصله الأربعاء يناير 28, 2009 5:18 pm | |
| سوريا الحبيبه اليكم نبذة تاريخيه مفصله ومختصرة ايضا قد توضح لكم حقائق هذا التاريخ: لم تكن سوريا قط على امتداد تاريخها كياناً سياسياً مستقلاً، فمنذ القرن الثالث عشر الميلادي كانت أحد مكونات سلطنة المماليك ثم الإمبراطورية العثمانية. وفي إطار هذه الدولة تم تقسيمها الى وحدات إدارية عدة لا يترتب عليها تقسيم ترابي. ولفظ (سوريا) هو إرث من التاريخ القديم. أما في العصور الاسلامية فاللفظ المستعمل هو الشام (دمشق) وسمى إقليم دمشق بلاد الشام أي بلاد دمشق. وكانت هذه البلاد تسمى عند الجغرافيين الأوربيين سوريا الطبيعية أو (سوريا الكبرى) والدول والأقاليم الحالية كسوريا ولبنان وفلسطين وإسرائيل والأردن تشمل هذا المفهوم للفظ الشام أو سوريا الكبرى. ومنذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر فكر عدد من رجال السياسة والفكر من المنطقة في هوية شامية مشتركة. غير ان الفكر الشامي سرعان ما تجاوزته تيارات عروبية في الامبراطورية العثمانية عند نهاياتها وهي تيارات تؤكد على شخصية عربية بدلاً من الشامية. ولم تكن الفروق آنذاك واضحة بين التيارين الفكريين وكان كبراء الأعيان الشاميون مرتبطين بالسلطة العثمانية منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر. وكانوا ـ وهم المسلمون السنيون ـ متمسكين بهذه الدولة التي كانت تبدو لهم الوسيلة الوحيدة لحماية الاسلام أمام التهديد الاوروبي. لكن ثورة (تركيا الفتاة) لسنة 1908 قد قلبت الوضع، فالسلطة الجديدة كفت عن الاعتماد عليهم لادارة المنطقة ورأى الأعيان أن دعاة تركيا الفتاة قد خانوا الاسلام بسبب برنامجهم العلماني وبسبب عدائهم للعرب الذين يريدون (تتريكهم) وكان منع استعمال اللغة العربية في الادارة والتعليم الثانوي والذي أريد به فرض استعمال لغة واحدة في ادارة الامبراطورية قد شعر به الناس كاعتداء مزدوج: اعتداء ديني لمهاجمة لغة القرآن وعرقي لسلب العرب لغتهم في الوقت الذي كانوا في قمة نهضة ثقافية ولغوية. وكان رد جيل الأعيان السوريين الجديد على التحدي بالمطالبة بحكم ذاتي موسع للأقاليم العربية. ولقد قدم الفرنسيون والإنجليز الذين كانت لهم مطامع في المنطقة بعض التحريض لهذه الأنشطة السياسية الجديدة. اغتنم العثمانيون فرصة الحرب العالمية الاولى لإيقاف عدد من أعضاء الحركة المطالبة بالحكم الذاتي وإعدامهم بتهمة الخيانة ولقد جعل القمع اطلاق ثورة عربية من الشام مستحيلاً. واستفادت الاسرة الهاشمية (المنحدرة من السلالة النبوية) والحاكمة وراثياً الحرمين الشريفين (مكة والمدينة) من الوضع لتترأس الحركة العربية وأطلقت سنة 1916 ثورة عربية من الحجاز باسم الشريف حسين أمير مكة وابنيه فيصل وعبد الله. وإن ضعف الحركة القومية العربية المادي دفع بالثوار الى الاعتماد على مساعدة فرنسا وبريطانيا. وهذا الوضع كان ينطوي على غموض لأن هاتين القوتين الأوروبيتين قد اقتسمتا المنطقة الى منطقتي نفوذ لدى اتفاقيات سايكس ـ بيكو. وفي نوفمبر 1918 استولى فيصل على دمشق الواقعة في المنطقة الفرنسية وأسس مملكة عربية تشمل جزءاً كبيراً من سوريا الطبيعية وفاوض الفرنسيون. اللذين قاموا في سنة 1920 بطرده هو وأتباعه من منطقة النفوذ الفرنسي. وكان الحدث هاماً جداً فمنذ ذلك التاريخ بدت السياسة الفرنسية عدوة للقومية العربية. وفي تلك السنة ذاتها أخذ إطار الدولة المعاصرة شكله النهائي تقريباً. وأصبحت منطقتا النفوذ تحت الوصاية التابعة لعصبة الأمم. والتزم الفرنسيون والإنجليز بتأسيس دول والسير بها تدريجياً نحو الاستقلال. وهكذا نشأت سوريا الصغرى من التقسيم الفرنسي والانجليزي الذي اقتطع منها فلسطين وشرقي الاردن ومن إنشاء الفرنسيين لبنان. كما أن فرنسا اعطت سنتي 1938 - 1939 لتركيا إقليم الاسكندرونة ذا السكان العرب والترك. ولكي يتسنى للفرنسيين البقاء بالبلاد لجأوا الى سياسة التقسيم الطائفي الجغرافي واعتمدوا على الدروز والعلويين والبدو وعلى المسيحيين بدرجة أقل. مع أن السكان السنيين كانوا يمثلون اكثر من 60% من مجوع السكان. والدروز والعلويون شيعة في أصولهم غير أن شعائرهم وأفكارهم الدينية بعيدة كل البعد عن السنة الذين يعترفون بهم مسلمين مع ذلك. وكان حضورهم السكاني يقويه تركزهم في المناطق الجبلية حيث كانوا الاغلبية بشكل جلي. وكان أوائل القوميين العرب من السنة خاصة. فقد كانوا يشكلون شبكة من كبار العائلات التي كانت تجمع السلطة الاقتصادية التي كانت لكبار ملاك الأراضي والسلطة الادارية وأتباعاً سياسيين هامين من سكان المدن. وكان هؤلاء الوجهاء يشعرون بأن الفرنسيين قد سلبوهم سلطاتهم الطبيعية وكانوا يناضلون بكل حيوية للحصول على تحرير البلاد. وكانوا يغذون ثورات مسلحة حقيقية مثل حرب الدروز لسنتي 1925 ـ 1926، ويقومون بمظاهرات عنيفة في الشوارع مثل الاضراب العام لسنة 1936 ويدخلون في مفاوضات سياسية مع الفرنسيين للحصول على تسوية مشرفة للطرفين. وكان أهم تنظيم لهم في عهد الانتداب هو الكتلة الوطنية التي تأسست في أواخر العشرينيات ((والوطنية) هنا هي نسبة الى الوطن سوريا) وكانت الكتلة تحالفاً من كبار الاعيان السنيين وكان هذا الزب الشبيه بعض الشيء بحزب الوفد المصري له بنية غير محكمة التنظيم، ثم ظهر في الثلاثينيات الى جانب الكتلة تنظيم سياسي جديد هو رابطة العمل القومي (وفي ذلك اشارة الى الامة العربية كلها لا الى سوريا وحدها) وكان أتباع الرابطة هذه من الشرائح الاجتماعية الجديدة ذات الطابع الفكري كالمحامين والاطباء والمدرسين والطلبة. وكانوا من أنصار الوحدة العربية ولم تدم الرابطة سوى بضع سنين غير أن أعضاءها أصبحوا مؤسسي منظمات أخرى عديدة مثل حزب البعث. في سنة 1941 سمحت حكومة فيشي لألمانيا باستخدام القواعد الجوية بالمحمية لتقديم العون للثورة العراقية وذلك تسبب في تدخل بريطاني اشتركت فيه فرنسا الحرة. وأعلن آنذاك الجنرال كاترو باسم فرنسا استقلال سوريا ولبنان الا أن دي غول كان لا يبحث الا على صيغة شبيهة بصيغة مصر أو العراق، تربط البلاد بالقوة الامبريالية السابقة بمعاهدات ملزمة. وأظهر الوطنيون السوريون واللبنانيون تصلباً وطالبوا بالاستقلال التام. وكان التصلب الفرنسي الذي أفضى الى سياسة القوة قد أثار قلق الانجليز الذين خافوا ان يلتفت العرب الى الامريكان بل وحتى الى السوفييت. وأثناء استعمال القوة لشهري مايو ويونيو 1945 ضد دمشق، اعترض الانجليز على عملية القمع الدموية التي مارسها الفرنسيون (قصف العاصمة السورية بالقنابل). فاقترح ديجول اشتراك فرنسا وإنجلترا في إدارة شئون المشرق العربي ورفض الانجليز غير أنهم اعترفوا لفرنسا في وصايتها السابقة بقدم سبق بعد إجلاء القوات الكامل من البلدين. أصبحت سوريا مستقلة استقلالاً كاملاً وذلك ما لم تكن عليه دول المنطقة ذات النفوذ الانجليزي والتي كانت مرتبطة بمعاهدات مع بريطانيا العظمى. والمفارقة واضحة بين بلد ضعيف على الصعيد السياسي ولكنه مستقل سياسياً وبين الدول الاخرى الأقوى في أنظمتها والتي كانت تابعة للسياسة الانجليزية وخاصة المملكتين الهاشميتين شرقي الاردن والعراق واللتين كانت لهما مطامع في سوريا وكانت بريطانيا العظمى تكتفي بمشاهدة هذا (الصراع على سوريا) دون تشجيع حلفائها.. فقد ظلت وفية لالتزامها رغم أن مختلف الحكومات الفرنسية كانت تتهمها دوماً بأنها كانت وراء الدول التي تريد ضم سوريا باسم العروبة. ولقد استمر هذا الصراع حتى بداية السبعينيات عندما أسس حافظ الأسد نظاماً سياسياً قوياً وسعى بدوره الى فرض نفوذه على جيرانه. | |
|