التعاون مع دول الجوار والشركاء الإقليميين واستخدام قوات حلف الناتو لمنع وصول الأسلحة إلي قطاع غزة، والتعاون الأمني الاستخباري مع الولايات المتحدة الأمريكية إلي جانب توفير المعونات التقنية والجهود اللوجستية لتحقيق أمن إسرائيل.. هذه أبرز بنود الاتفاق الأمني الذي وقعته واشنطن وتل أبيب الجمعة قبل الماضي '16/1/2009' بهدف منع تسليح غزة..
</td> </tr>
<tr><td align="right" valign="top"> ثم جاءت تأكيدات تسيبي ليفني 'وزيرة الخارجية الصهيونية' أن المذكرة بين واشنطن وتل أبيب تتضمن بنودا محددة ولكنها لم تذكر كل تفاصيلها مما جعل بعض المحللين يرون أن للمذكرة بروتوكولات سرية لن يفصح عنها البلدان.. وعن توزيع الأدوار قالت ليفني: إنه سيتم تبني سلسلة من الإجراءات مع اللاعبين الإقليميين والدوليين كما سيكون هناك دور لحلف شمال الأطلسي.. بدورها تبدو الولايات المتحدة الأمريكية مصممة علي مشروع 'الشرق الأوسط الكبير' وتأمين منابع النفط، فضلا عن محاصرة إيران أو أي دولة عربية قد تظهر أي نوع من التمرد وهو المخطط الذي أعلنته واشنطن صراحة في قمة حلف شمال الأطلسي في 'اسطنبول' عام ٤٠٠٢ عبر إقامة ما يسمي ب'ناتو شرق أوسطي' يضم أطرافا عربية إضافة إلي تركيا و'إسرائيل'. ويري بعض المحللين أن هذه المذكرة تؤسس أيضا لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وإلقاء مسئوليته علي عاتق مصر وهو الأمر الذي ينادي به العديد من السياسيين المحللين والصهاينة.. حتي مع رفض مصر للعب أي دور في تنفيذ هذه الاتفاقية وفقا لتصريحات أحمد أبوالغيط 'وزير الخارجية' الذي قال: إن مصر ليس لديها التزام بهذه المذكرة علي الإطلاق. وعن هذه الاتفاقية يقول اللواء طلعت مسلم 'الخبير الاستراتيجي': هذا الاتفاق بين واشنطن وتل أبيب كان من الطبيعي أن يتم بهذا الشكل، لأنه اتفاق بين 'المعلم وابنه'، ولكن الغريب أنها تجند قوي حلف الناتو والقيادة المركزية الأمريكية، والقيادة الأمريكية في أوربا وأفريقيا، وقيادة الفرق الأمريكية الخاصة، ودول الإقليم لمنع تسليح غزة فقط!!. ويضيف 'مسلم' بخصوص موقف مصر: المذكرة تقول إنها ستعطي قوات الأمن المصرية الإمكانيات وتتبادل معها المعلومات، وهي علاقة لا تجبر مصر علي فعل أي شيء فمن حق مصر أن تعترض وترفض تطبيق هذه الاتفاقية علي أرضها ولكن خارج أرضها فليس بيدها فعل شيء. وعن كيفية تطبيق هذه المذكرة يقول 'مسلم': هذه المذكرة تعطي الولايات المتحدة و'إسرائيل' سلطة اعتراض وسائل النقل التي تشتبه فيها فمن الممكن أن نجد طائرة أو سفينة متوجهة لمصر وتعترضها قوات أمريكية أو قوات الناتو لتفتيشها وهو ما يمثل انتهاكا لسيادة مصر، وكذلك أي بلد عربي سيكون معرضا لذلك، وهو ما يعد عملية قرصنة ولكن علي نطاق واسع جدا فلا يوجد قانون دولي يعطي أمريكا و'إسرائيل' الحق في ذلك. مؤكدا أن ذلك لن يؤثر كثيرا علي موازين القوي في المنطقة، لأنها مختلة في الأساس، غير أن الخلل - بحسب رأيه - سوف يتفاقم وقد يؤثر علي أداء المقاومة. من جانبه يقول اللواء جمال مظلوم: المشكلة في هذه الاتفاقية أنها تكريس لسياسة الحصار المفروض علي غزة فوجود قطع بحرية أمريكية وتابعة للناتو علي سواحل غزة وباب المندب وخليج عدن هو إحكام للحصار البحري إلي جانب الحصار البري الذي تفرضه 'إسرائيل'، وهو ما يمثل ضغطا كبيرا علي مصر التي تسعي إلي فك الحصار عن غزة، ولكن لا أحد يستطيع أن يجبر مصر علي شيء لا تريده وهي غير ملزمة بالاتفاقية كما أعلنت، كما أن ذلك سيضر بعملية 'السلام' فلا يمكن لدولة محاصرة برا وبحرا أن توافق علي السلام والاستسلام. كما يري اللواء جمال مظلوم أن الولايات المتحدة تستغل حلف الناتو لتسهيل سياساتها وتحقيق أطماعها في المنطقة. أما د. محمد قدري سعيد المستشار العسكري بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام فيقول: هذا النشاط الذي تكرسه الاتفاقية موجود بالفعل حيث تقوم قوات حلف الناتو بتفتيش سفن البحر المتوسط ولكن بتركيز علي المواد النووية فقط وليس الصواريخ و'إسرائيل' ومصر جزء من ذلك بحكم التعاون مع الناتو، ولكن مصر عرض عليها في السابق هذا النشاط فرفضت أن تكون مشاركا دائما فيه ولكنها فضلت أن تتعاون مع كل حالة علي حدة بناء علي تقديرها لهذه الحالة، ولكن مصر محتجة الآن لأنها تري أنه يجب أن توضع في الاعتبار ولا يتم فرض الأمر عليها، ومصر تقوم باتفاقات مماثلة مع الولايات المتحدة ولا تعترض 'إسرائيل'، ولكن لكي تنفذ الولايات المتحدة هذه الاتفاقية يجب إبرام بروتوكولات مع مصر. يضيف د. قدري سعيد قائلا: إن الاتفاقية هي إحدي الاتفاقيات الكبري بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فأمريكا لديها إمكانيات يمكنها مساعدة 'إسرائيل' بها وأهمها الأسطول السادس في البحر المتوسط الذي تريد 'إسرائيل' أن يقدم الدعم لها لمنع وصول الأسلحة إلي غزة. وعن مدي تأثير الاتفاقية علي الأمن القومي المصري يقول الخبير الاستراتيجي اللواء 'حسام سويلم': لن يكون هناك تأثير علي الأمن القومي المصري طالما أنه لن تكون هناك قوات دولية علي أرض مصر، فمصر معترضة علي وجود أي قوات علي أرضها. ويضيف اللواء 'حسام سويلم': هذه المذكرة لن تؤثر علي المقاومة لأن هذا الصراع هو صراع مستمر بين طرفين، فإسرائيل ستحاول منع السلاح عن غزة بينما ستحاول حماس إدخاله بأي طريقة. </td> </tr>