عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
موضوع: أعداء غزة العرب ؟ الثلاثاء فبراير 10, 2009 1:54 pm
أحيانا لا يُعبر التحليل السياسي برغم توثيقه عن المضمون النفسي لفطرة الإنسان ..وهنا الإنسان العربي الذي اعتصر وجدانه مرتين مرةً بالعدوان ومرةً بلغة الخيانة التي طافت بها ومعها أركان سياسية رسمية وإعلامية مهاجمةً للمقاومة وتهتفت لتل أبيب وهي تحرق أجساد الأطفال وأرضهم ومع أن النصر المحاصر قد أثلج الإنسانية الحرة بما فيهم عرب الولاء للمقاومة وفرزت عرب الإرهاب الإسرائيلي إلاّ أنّ تلك المواقف لايزال صداها يضج في ضميرنا الجمعي من فداحة تلك الخيانة المستمرة في تأييد الإرهاب .
لكنني وجدت موقفا معبرا ليس تحليلا سياسيا ولا خبرا ً ولكنه قصة قصيرة جدا نقلها احد قيادات فتح في رام الله الغير متورطة في التحالف مع الإرهاب الإسرائيلي والمهم في هذه القصة المؤثرة أنها منقولة عن صحيفة ليبراسيون الفرنسية بمعنى أنها ليست محسوبة على إعلام الضحية المقاوم وقد نقلتها الجزيرة نت عنها في السابع من يناير الجاري خلال أوج العدوان فقد ذكر مراسل الصحيفة أنّ قدورة فارس الذي كان متأثراً للغاية من شراكة قيادات فتح مع العدوان أراد أن يُعبر له عن حجم تفاعل شعب الضفة المقموع وأين ؟ في منازل بعض القيادات ورغم أنّ قدورة من القيادات الشريفة إلاّ أنّ ما نقله ليس مستبعدا أن يشمل منازل القيادات الأخرى حيث أنّ النبض الفلسطيني في تلك العوائل اكبر من خيانة سيد البيت الذي غير دمه.
يقول قدورة انه دخل لمنزله بعد بدء العدوان واستمرار القصف وكانت والدته العجوز التي تناهز الثمانين ترقب التلفاز وهو يُقطع قلبها وحين رمقت ولدها قدورة التفتت إليه... قائلة.. الخزي عليكم يا أهل فتح خذلتم غزة.. يقول قدورة انه صُدم بهذا الموقف الذي لم يتوقعه في حياته وحين دخل على غرفة طفلته وجدها مكبة على مرسمها الصغير فرفع رأسه قليلا ملاطفاً يسالها ماذا ترسمين... ليلحظ اللوحة الأخرى التي استكملت المشهد.. الريشة الصغيرة لطفلته كانت ترسم مقاوماً قسامياً ببدلته المعروفة وشعاره وهو يواجه دبابة إسرائيلية .......انتهى المشهد أم ابتدأ لا ادري... لكنني شعرت أن لوحة ليبراسيون أكثر قوة في الوجدان العربي من مقال سياسي وشعرت عندها وأنا ارقب موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أعدّت قائمة مثبتة للكتاب الذين يدعمون حربها الإعلامية وفي طليعتهم مطبوعة لندن الخضراء بأن أم قدورة كانت تعنيهم ويعنيهم كل عربي وهو يقول بصوته المتفجّر في أعماق ضميرنا... الخزي عليكم يا حلفاء الإرهاب وأصدقاء قتلة الأطفال.. وذلك الخزي يشتد على الزعماء المشاركين في العدوان.. ولن ينسى التاريخ جريمة مساندتهم الإرهاب الأكبر.. وكيف ينسى فارس ابن الثلاثين شهرا الذي انتظرته أمه واحدا وعشرين عاما فقتله الإرهابيون الصهاينة في حضنها ومئات الأطفال الشهداء والجرحى ....الخزي عليكم والنصر لهم في قبورهم نصلي عليهم ونلعنكم ...وعند الله تجتمع الخصوم .