Admin Admin
عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
| موضوع: الاستراتيجية الامريكية إزاء إيران: الأربعاء فبراير 11, 2009 11:08 am | |
|
الاستراتيجية الامريكية إزاء إيران: تعلو التصريحات من قبل المسؤولين الأمريكان بانه لن يسمح لايران بناء قاعدة للسلاح النووي ولو استدعى الامر القيام بعمل عسكري حاسم... وفى ورقة حديثة لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى (صدرت فى يونيو 2008) ـ ضمن سلسلة أوراق يصدرها المعهد بعنوان »الملاذ الأخير« يعرضها على صانع القرار الامريكي ـ يناقش التقرير التداعيات التى يمكن أن تترتب على القيام بعمل عسكرى وقائي ضد إيران، باعتبار أن ذلك سوف يكون خيارا أخيرا لا مفر منه، إذا فشلت محاولات إقناع طهران سلميا بالتخلى عن طموحاتها النووية. فهناك، أولا، حاجة لتحديد معنى »النجاح« أو »الفشل« في مثل تلك الضربة المفترضة، لأن تدمير المنشآت الحيوية أو العسكرية في أي بلد لا يعني بالضرورة تدمير إرادته السياسية أو تصميمه على تحقيق أهدافه المعلنة ويمكن ان تكون هذه الضربة عنصر قوة اضافيا لايران ومخططاتها الاقليمية، حيث تشهد المنطقة تذمرا واضحا من السياسات الامريكية. وهناك، ثانيا، نتائج عديدة ومتفاوتة للتأثيرات داخل إيران، بعضها يمكن التنبؤ به، وبعضها الآخر قد يستحيل تقديره أو التنبؤ به، مثل الأضرار غير المقصودة للتدمير العسكري. وهناك، ثالثا، احتمالات عديدة للرد أو الانتقام الإيراني، يمكن تقديرها وفقا للسوابق الإيرانية (مثل عملية احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية عام 1980، أو الضرب الاستراتيجي ضد أهداف معادية أو مستهدفة، كما حدث في غمار الحرب العراقية - الإيرانية، أو هجمات صاروخية على السفن في الخليج العربي، أو ضرب أهداف خاصة...الخ). وهناك - قبل كل ذلك - بدائل عديدة مفترضة للضربة الوقائية، بدءا من العمليات السرية ضد أهداف محددة، وحتى الضربة العسكرية الشاملة، فضلا عن احتمالات تدخل إسرائيل في تلك العمليات، والآثار المترتبة عليه. وهناك أخيرا ردود أفعال إيرانية محتملة عديدة، مثل الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووى، وتعويق تصدير النفط من المنطقة، وإيقاف تصدير النفط الإيراني، ومهاجمة القوات والقواعد والمصالح الأمريكية والحليفة في منطقة الخليج، والهجوم على إسرائيل، سواء من لبنان، أو بمحاولة تدمير مفاعلها النووي في ديمونة، فضلا عن القيام بعمليات »إرهاب« و»تخريب«، وصولا إلى الحرب الشاملة... هذا هو اختصار لما جاء في التقرير الأمريكي... لم يكن تحذير الرئيس الفرنسي ساركوزي الذي اطلقه من دمشق بأن إيران قد تتفاجأ بضربة لمفاعلاتها النووية من قبل اسرائيل... لم يكن هذا التحذير من باب تخويف إيران بقدر ما كان محاولة لدخول فرنسا المنطقة الشائكة في الملف النووي الايراني وقيامها بدور اقليمي في أكثر القضايا جدة وجذبا... والحديث عن دور فرنسي يعني حضور أوروبي في منطقة النفط والغاز ومجال الاستثمارات الرهيبة ففرنسا هي التي تحاول تسويق بيع التكنولوجيا النووية وبناء مفاعلات نووية في المناطق العربية والاسلامية ولعل تاريخها يؤكد على اعتبارها ان الموضوع استثماري، ففرنسا هي التي بنت مفاعل ديمونة باسرائيل كما انها هي التي بنت مفاعل تموز بالعراق الذي دمرته اسرائيل... والموقف الفرنسي من الملف النووي الايراني هو موقف اوروبي الى حد بعيد... ورغم ذلك فان فرنسا واوربا لن تقبل بوجود دولة اسلامية نووية فيما هي خارجة عن سياق التسوية مع الغرب واسرائيل. ان اسرائيل جادة في تأليب الرأي العام الامريكي والاوروبي لاسيما صانع القرار في البيت الابيض بضرورة توجيه ضربات استباقية للمشروع النووي الايراني واسرائيل لاتتوقف عند حد العمل الاستخباري أو الديبلوماسي بل هاهي تضع قواعد متقدمة في طوق ايران لتحريك قواتها الجوية في الوقت المناسب لقصف المواقع الايرانية المعينة تماما، فلقد نشر مؤخرا عن قوى عسكرية اسرائيلية بجورجيا واخرى بالهند للغاية ذاتها، واسرائيل تدرك انها معنية بشكل اساسي بإضعاف القوة الايرانية بل وتوجيه ضربات ساحقة لها كما حصل تماما للعراق.
| |
|