Admin Admin
عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
| موضوع: الصواريخ البالستية في الشرق الأوسط الخميس فبراير 12, 2009 6:22 pm | |
| الصواريخ البالستية في الشرق الأوسط مقدمــــة : لا توجد قوة صاروخية تطلق الصواريخ ببساطة بمشيئتها و عند إرادتها فكل تصرف يحتاج إلى قرار واعٍ و مدرك فيما يتعلق بالهدف المراد تحقيقه و الاستراتيجية المستهدفة و بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط و خصوصاً بالنسبة لدول مثل سوريا و مصر فإن الاستراتيجية الأساسية من وراء أي قوة صاروخية يتم العمل على تطويرها تكمن في خلق عامل ردع في وجه عدو متفوق عسكرياً على مختلف الصعد و المجالات . و لأن هذه الدول قد خطت خطوات كبيرة و ناجحة في مجال تطوير الصواريخ البالستية لم تعد القضية بالنسبة لإسرائيل مجرد محاولات يائسة من قبل دولة عربية ما لتضييق الفجوة بين القدرات العسكرية الإسرائيلية و بين تلك الدولة العربية و إنما تحولت هذه الدول إلى خلق برامج و مناهج مطورة لشن حرب صاروخية بما في ذلك التسليح و الاستراتيجيات و التكتيكات الأفضل و الاعتماد على وسائل هجومية أخرى لتحقيق درجة معينة من الأضرار في عمق العدو و ضد أهداف تصنف بالحساسة و الهامة . بناءً على ما سبق و لأن إسرائيل تعي تماماً أن أي دفاع صاروخي غير قادر على التعامل مع جميع الاستراتيجيات التي قد يتبعها الخصم فمن الضروري أن يتم اختيار الملامح الدفاعية التي ستحمي أهم منشآت الدولة و أكثرها حيوية (كمنشآت البتروكيماويات في حيفا - مفاعل ديمونا في النقب – مراكز القيادة و السيطرة التابعة للجيش) و الشروع في بناء منظومة دفاعية متكاملة ضد الصواريخ البالستية تستلزم إلى جانب وجود بطاريات الصواريخ الموكل إليها التعامل مع التهديدات بشكل مباشر أن تتوفر بنية تحتية خاصة يمكنها أن تشمل مجموعة من الوسائل بدءاً من صور الأقمار الاصطناعية لمراقبة نوايا العدو و تحركاته و للمساعدة على الإعداد المناسب و الملائم للدفاعات و انتهاءً بالإجراءات الدفاعية المدنية التي يمكنها أن تلعب دور فعال في التقليل من حجم الخسائر البشرية و في إعادة تأهيل الأهداف الهامة التي قد تتعرض لهجوم يؤدي إلى تعطيلها و إخراجها من المعركة . الترسانات الصاروخية و خصائص مسرح العمليات : تظهر الترسانات الصاروخية عادةً أربعة أشكال من الأداء و الخصائص المستهدفة ينبغي أخذها في الاعتبار عند تقويم احتياجات الدفاع الصاروخي في منطقة الشرق الأوسط . و هذه الخصائص هي : · مدى الفئات الصاروخية المختلفة . · عدد الصواريخ التي يمكن إطلاقها بصورة متتالية أو متزامنة . · نوعية استراتيجية الهجوم بما في ذلك المناطق و الاتجاهات التي ستهاجم في الوقت نفسه. · قدرة الرأس الحربي على تجنب الدفاعات و التملص منها . - الاعتبارات المتعلقة بالمدى و الأداء الاعتراضي : في العادة تحدد المسافة التي يقطعها الصاروخ محلقاً للوصول إلى هدفه السرعة التي سيعاود الدخول فيها المجال الجوي . و هذا بدوره يقرر الحد الأعلى للسرعة التي يجب أن تتواقر في نظام الاعتراض من أجل التعامل مع الصاروخ بفاعلية . و وفق حسابات الاشتباك من الدرجة الأولى فإن الدفاعات الصاروخية الموجودة روسية كانت أم أمريكية تتمتع بالقدرة الحركية النشطة و لكن ليس التفكير السريع الواضح على اعتراض الصواريخ التي تدخل المجال الجوي بسرعة 1.9 كيلومتر في الثانية و هو ما يقابله مدى صاروخ يصل إلى 600 كم تقريباً . و لسرعة دخول الصاروخ للمجال الجوي أهمية كبرى في تحديد مدى نجاح عملية الاعتراض فأجزاء الدخول إلى المجال الجوي في الصاروخ و التي قد تكون مصممة بصورة سيئة (الأجزاء ذات المعاملات البالستية المتدنية Low Ballistic Coefficient) فتتباطأ بشكل واضح عند اختراقها للغلاف الجوي ما يجعل اعتراضها أسهل و لهذا في بعض الحالات تكون الصواريخ أكثر عرضة للاعتراض إذا انتظرت الدفاعات حتى يقترب الصاروخ فتصبح سرعته أبطأ فيسهل اعتراضه . و لكن من جهة أخرى تحمل هذه الاستراتيجية في ثناياها خطر تفتت أو تناثر أجزاء الصاروخ فوق منطقة واسعة من المنطقة المستهدفة بالإضافة إلى أن هذه الاستراتيجية تزيد من مخاطر انتشار أي مواد غير تقليدية قد تكون محملة في الرأس للصاروخ و أخيراً اللجوء إلى هذا الأسلوب بالاعتراض لا يترك مجال لفرصة أخرى فيما إذا فشل الصاروخ المعترض في اعتراض الهدف إذ يكون الصاروخ البالستي قد وصل هدفه . - الاعتبارات المتعلقة بأعداد الصواريخ : إذا فكرت دولة ما جدياً بشن هجوم صاروخي فعال فيجب عليها أن تمتلك كمية كبيرة من الصواريخ في ترسانتها و ذلك لدعم أهدافها بحيث لا تستطيع منظومات الدفاع الصاروخي مجاراة وتيرة إطلاق الصواريخ من الجهة المهاجمة و هذا بدوره يؤدي إلى ضرورة أن تكون الجهة المهاجمة قادرة على إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ بشكل متزامن أو متتالي بفواصل زمنية قصيرة نسبياً و هذه العملية تسمى بالإغراق الصاروخي و التي تؤدي إلى نتيجتين هامتين الأولى ذكرناها آنفاً و هي عدم قدرة المنظومات الدفاعية على مجاراة وتيرة الإطلاق أما النتيجة الثانية فهي ذات طابع تقني و تتعلق بمدى تطور منظومات الدفاع الصاروخي لدى الخصم إذ لكل رادار قدرة معالجة قصوى لعدد محدد من الأهداف و في بعض الحالات قد تؤدي هجمات الإغراق الصاروخي بتحميل الأنظمة الإلكترونية التابعة لرادارات المنظومات الصاروخية بأكثر من قدرتها على المعالجة فيؤدي ذلك إلى نتائج قد تمنع المنظومة الدفاعية من أداء مهمتها على الوجه الأمثل . و مع كل زيادة في حجم الترسانة الصاروخية لدولة ما تزداد الحاجة لدى الدولة المدافعة للزيادة في عدد صواريخها الاعتراضية و بالعودة إلى حسابات الاشتباك من الدرجة الأولى يظهر أن معدل عدد الصواريخ الاعتراضية لكل صاروخ بالستي يجب أن يتراوح ما بين 2 إلى 6 صواريخ لكل صاروخ بالستي تملكه الدولة المهاجمة و إذا ما أخذنا مثالاً دولة كسوريا فإن الرقم الذي تذكره مجمل المصادر عن عدد صواريخ سكود و أشباهه في الترسانة السورية هو أكثر من 500 صاروخ (بعض المصادر ترفع الرقم إلى الألف) فهذا يعني أن إسرائيل يجب أن تمتلك ما بين 1000 إلى 3000 صاروخ اعتراضي لتحقق التوازن ما بين القدرة الهجومية السورية و القدرة الدفاعية لديها بالإضافة إلى أن العدد الكبير من الصواريخالاعتراضية يستلزم توفير عدد كافٍ من منصات الإطلاق و قد يزداد الأمر صعوبة في حالة توحيد قوتان صاروخيتان قواهما (كسوريا و مصر) و شنتا هجوماً متزامناً على مسارين مختلفين الأمر الذي سيجبر إسرائيل بتجزئة قوة الدفاع الصاروخي التي تمتلكها لاستخدامها على مسارين ما سيزيد عدد الصواريخ الاعتراضية المطلوبة بصورة كبيرة جداً . و إلى جانب عدد الصواريخ البالستية و عدد منصات الإطلاق هناك عامل آخر يحدد قدرة الجهة المهاجمة على تنفيذ رشقات صاروخية كثيفة و متزامنة و هذا العامل هو نوع الصاروخ نفسه و نقصد بنوع الصاروخ الوقود المستخدم بشكل خاص إذ تتميز الصواريخ التي تستخدم الوقود الصلب بفترات تحضير أقل من الصواريخ التي تستخدم الوقود السائل ما يسمح بإطلاق عدد من الصواريخ ذات الوقود الصلب بشكل متتالٍ في حين لا توفر الصواريخ ذات الوقود السائل نفس القدرة و هذا أحد أهم الأسباب التي تفسر رغبة السوريين الشديدة باقتناء صواريخ اسكندر الروسية إذ تستخدم هذه الصواريخ الوقود الصلب . خلاصـــة : إن تصميم الصاروخ المهاجم و التقنية الصاروخية الدفاعية لا تتطوران معاً إذ تستطيع الدول التي تملك المعرفة الكافية في مجال تصنيع و تقليد الصواريخ البالستية أن تقوم بتعديلات بسيطة على صواريخها و بشكل مستمر و في فترات زمنية قصيرة نسبياً و بتكاليف لا تقارن بتكاليف تطوير منظومات الدفاع الصاروخي و لكن قد تكون هذه التعديلات كافية لإضاعة مجهودات استمرت لسنوات طويلة في تطوير منظومات الدفاع الصاروخي و يكفي على ذلك مثالاً أن العديد من الخبراء و المحللين أكدوا أن نقل تكنولوجيا الرؤوس الحربية المنفصلة من كوريا الشمالية إلى دول الشرق الأوسط سيكون سيؤدي إلى خسارة الدول التي راهنت على نشر المنظومة الأمريكية الأحدث THAAD التي لن تستطيع اعتراض الصواريخ البالستية المزودة بهذا النوع من الرؤوس الحربية . | |
|