الحرب البيولوجية على المحاصيل الغذائية
حيث ان جميع المحاصيل الغذائية الرئيسية تتركز فى عدد من الاصناف كل منها
يلائم عادة مناخا معينا وظروف تربة معينة و تتباين هذة الاصناف فى
حساسيتها لأمراض بذاتها , وتوجد الكائنات الممرضة بدورها فى سلالات تدمر
وتصيب الاصناف والسلالات بدرجات متفاوتة من الإصابة لذلك تستطيع الدولة
المعتدية ان تستغل هذة الخاصية لعزل سلالات من الكائنات الممرضة تعمل
كقنابل ذكية فلا تهاجم الا مصادر العدو من المحاصيل الغذائية الرئيسية
ويمكننا ان نوضح قدرة الحرب البيولوجية على تدمير الاقتصاد اذا نظرنا الى
ما تسببه الامراض فى الأحوال الطبيعية من خسائر ففى عام 1970 دمرت لفحه
الاوراق فى الذرة ما قيمته بليون دولار فى جنوب امريكا , وقد تسبب صدأ
أوراق البن فى القرن التاسع عشر فى تدمير مزارع البن بجنوب شرقى آسيا وفى
العقدين الماضيين فى مشكلة ملحة فى امريكا اللاتينية .
على ان
الواقع يقول ان النتائج قد تكون مروعة فشن هجوم بيولوجي مدبر يلحق أضرار
جسيمة بنبات الأرز فى دولة فقيرة يعتمد عليها ملايين المواطنين على الأرز
كغذاء , قد يتسبب فى مجاعة لا تقل خسائرها البشرية عن هجوم بالجمرة
الخبيثة على مدينة ما والتاريخ خير شاهد فقد تسبب عن اللفحة المتأخرة
للبطاطس فى المجاعة 1845 - 1846 بأيرلندا التى قتلت مليون من البشر والجئت
مليون آخر الى الهجرة وكان مرض التبقع البنى للأرز سببا فى مجاعة منطقة
البنغال بالهند عام 1942- 1943 والذى قضى على اكثر منة مليون شخص .
فى الحرب العالمية الثانية درست ألمانيا العديد من الامراض التى تصيب
المحاصيل من بينها اللفحة المتأخرة فى البطاطس وصدأ القمح الأصفر والأسود
الى جانب آفات حشرية مثل خنفساء كلورادو وخنفساء اللفت وخنفساء الذرة
ولحسن الحظ استسلمت ألمانيا قبل استخدامها للحرب البيولوجية التى كان مخطط
لاستعماله لعام 1945 .
اما امريكا فبين عامى 1951 و 1969 قامت
بتخزين ثلاثين الف كجم من ابواغ الفطر Puccinia graminis tritici الذى
يسبب صدأ الساق للقمح وهى الكمية التى تكفى لأصابته جميع نباتات القمح على
الارض وكذلك بحلول عام 1966 كان لديها مخزون يقرب من الطن من ابواغ
Piricularia oryzae المسبب الرئيسى لتدمير محصول الأرز .
وقد طورت امريكا عددا من الأسلحة لنشر الامراض وهى غاية فى الإتقان منها :
· قنبلة تزن 500 رطل صممت أصلا لنشر منشورات الدعاية المضادة اثناء الحروب
ولكنها عبئت بريش الطيور المحمل بجراثيم المرض وجربت إطلاق قنابل الريش من
حاويات او مناطيد فى كامب ديتريك بمريلاند بأمريكا وعند إطلاق الريش سبح
فى الهواء ليهبط فوق مساحة هائلة لينتقل المسبب المرضى من الريش الى
النباتات وقد عفر الريش بالابواغ بنسبة عشرة فى المائة من وزن الريش
· التقنية الثانية تعتمد على رش الابواغ من قاذفات F- 100 , F-105 , F-4C
وهو النظام المتبع فى رش المبيدات الكيميائية والذى استخدم فى مقاومة
الأعشاب التى كانت مخبئ لرجال المقاومة فى أحراش فيتنام
وللتقنية البيولوجية الحديثة دور بارز فى تطوير الأسلحة البيولوجية اذ
يمكن للباحثين من ان ينتجوا سلالات ممرضة اكثر تحملا مقاومة للمبيدات
قادرة على البقاء فى مدى أوسع من درجات الحرارة والرطوبة وفى عام 1998
وافق الكونجرس الأمريكي على برنامج لمكافحة المخدرات تبلغ ميزانيته 23
مليون دولار يتضمن بحوثا فى مجال ممرضات النبات وتشمل النباتات المستهدفة
النباتات التى تنتج العقاقير المخدرة مثل الكوكايين والهروين والحشيش
لتلاف النباتات المنتجة كأحد الحلول الجذرية فى الحرب ضد المخدرات وهذا
البرنامج يثير مخاوف حيث ان تطوير القدرة على تدمير محاصيل المخدرات
بممرضات النبات سيوفر بكل تأكيد ثروة من المعارف والخبرات العلمية يمكن ان
تطبق بسهولة فى حرب بيولوجية اكثر فتكا وتدميرا تستهدف المحاصيل الغذائية .
الحرب الكيميائية :
معظم الأسلحة الكيميائية تقوم على تكنولوجيا بسيطة ولكنها تحتاج الى كميات
كبيرة لأصابه عدد كبير من الضحايا لذلك فهى اقل فتكا من الأسلحة النووية
والبيولوجية .
يرجع تاريخ استخدام المواد الكيميائية كسلاح فى
الحرب الى عام 1914-1918 عندما هاجم الألمان فى الحرب العالمية الاولى
الحلفاء بغاز الكلورين فتسبب الغاز فى وفاة 1.3 مليون وأصابه 100الف شخص ,
وفى عام 1936 اكتشف الألمان غاز الأعصاب الاكثر فتكا كسلاح كيميائى , وفى
عام 1988 قتل خمسة آلاف كردى بغاز الأعصاب , وفى عام 1995 أطلقت احدى
الطوائف الدينية غاز الأعصاب فى مترو الأنفاق فى طوكيو مما تسبب فى مقتل
أثنى عشر ضحية واهم تلك الأسلحة الكيميائية هى :
1- الغازات
غاز الأعصاب " السارين " : عند استنشاق هذا الغاز يتفاعل مع أنزيم الأستيل
كولين مثيريز وهو الأنزيم الذى يقوم بتكسير مادة الأستيل كولين وهى التى
تقوم بنقل الإشارات بين الأعصاب والعضلات لذلك سمى بغاز الأعصاب , وعند
توقف الهدم بفعل الغاز تتراكم ماة الأستيل كولين فى الجهاز العصبى بصورة
كبيرة فتؤدى الى تقلص العضلات فيتألم المصاب ويضيق تنفسه ثم يبدأ الغثيان
واضطراب القلب وتوقف الرئة والموت.
غاز الخردل : غاز بنى او قد يكون
معدوم اللون له رائحة الثوم عند استنشاقه يصيب العين الاحتقان والدموع
ويسبب احتراق الجلد والتهاب الرئتين وفشل التنفس والموت.
غاز الفوسيجين : غاز لا لون لة وله رائحة القش يسبب احتقان الاوعية الهوائية واستسقاء الرئة والاختناق.
2- السوائل
سيانيد الهيدروجين : هو سائل عديم اللون عند استنشاقه يؤدى الى الدوار وسرعة ضربات القلب وسرعة التنفس ثم التشنج والاختناق .
التوبان ( عامل الأعصاب ): سائل بنى اللون له رائحة الفاكهة عند استنشاقه
او لمس الجلد له يسبب رشح للمصاب احتقان العينين وصعوبة فى الرؤية ودوار
وإغماء وصعوبة التنفس والتشنج وفقد السيطرة على وظائف الجسم .
سم
الريسين : جرام واحد منه اذا وضع فى جهاز تكييف لمركز كمركز التجارة
العالمي كما يقول الخبراء فانه يكفى لقتل كل ما فيه فى ساعات معدودة ولا
علاج له ويمكن الحصول علية من ثمان بذور من بذور الخردل وهو سلاح الضعفاء
لانه غير مكلف سهل التحضير وهو مادة بروتينية بيضاء تفوق فى سميتها سبع
مرات سم حيه الكوبرا وهو مستخلص من نبات الخروع Castor bean ( Ricinus
communis ) ويرجع تأثيره السام فى إعاقته لبناء البروتين فى الجسم
وبالتالى الأنزيمات فتتوقف العمليات الحيوية بالجسم ولهم أعراضه هبوت فى
الدورة الدموية والحمى والدوار والغثيان وإسهال بالدم وتقلص بالمعدة
وصعوبة فى التنفس وفشل كبدى وكلوى وكحالي وتدمير الغدد الليمفاوية وهبوط
القلب والموت
_______________________-
إن
الإنسان وعلاقته الآثمة بالبيئة هما السبب الأساسي في استمرار هذه المأساة
، وفي ظهور كارثة الجمرة الخبيثة ومثيلاتها من الأمراض الأخرى.
وعلي
الرغم من وجود علم خاص بالبيئة "إيكولوجي - Ecology" والذي يسمي أيضاً
باسم "تاريخ الطبيعة العلمي" القائم علي دراسة العلاقة بين الكائنات الحية
والبيئة، والخاص أيضاًً بتنظيم هذه العلاقة ووضع الضوابط والقواعد لها،
إلا أن الإنسان لا يلتزم بهذه الأطر المرسومة له، بل ويتجرأ علي بيئته مما
يلحق الضرر بها وبنفسه. وأخذ يتعامل معها من منطلق الحروب لا من منطلق
السلام، ويتفنن في أنواع هذه الحروب ليجعل منها أصنافاًً وأشكالاً مختلفة
فنجده مستمتعاًً بترديد عبارة "أسلحة الدمار الشامل - Weapons of mass
destructio"، فمن كثرة استخدامه لهذه العبارات نجدها فقدت معناها الحقيقي
ومغزاها الخطير الذي يكمن ورائها. أصبح العديد من البشر يتعامل معها علي
أنها كلمات سهلة يحدوها النغم مثلها في ذلك الكلمات الأخرى التي تتردد علي
مسامعنا: "الأسلحة النووية - Nuclear weapons" و"الأسلحة البيولوجية
والكيميائية - weapons Biological & chemical"، ويتبارى الإنسان في
استخدام هذه الأسلحة في حروبه البارعة وفي اختراع أكثرها دماراً وخراباً.
- الحرب البيولوجية ----> الأسلحة البيولوجية.
- الحرب الكيميائية ----> الأسلحة الكيميائية.
- الحرب النووية ----> الأسلحة النووية.
وهذه الحروب تسمي "بحروب الإبادة الشاملة" أو "حروب الإبادة طويلة الأجل".
لأن معاناة الإنسان لا تنتهي بانتهاء الحرب وإنما تمتد لما بعدها، ولا
تظهر آثار هذه المعاناة أثناء الحرب أو بعدها مباشرة ولكن بعد فترة زمنية.
فالأسلحة العادية من الدبابات والمدافع والطائرات تصيب الإنسان وتقضي علي
حياته في الحال لكن علي العكس بالنسبة لوسائل الإبادة الشاملة فهي تقتل
الإنسان وهو حي عدة مرات.
* أنواع حروب الإبادة الشاملة وأسلحتها:
1 - الحرب البيولوجية ----> الأسلحة البيولوجية. وتتطلب الأسلحة العوامل البيولوجية الآتية: الكائنات الحية الدقيقة أو السموم.
أ- الكائنات الحية الدقيقة -----> بكتريا أو فيروسات.
- عوامل تتحكم في الوظائف الحية بجسم الإنسان ( Bioregulators) -----> ضغط الدم أو ضربات القلب.
ب- السموم -------> داء التلريات - "Tularemia"(داء يصيب القوارض
والإنسان وبعض الحيوانات الداجنة ويتخذ في الإنسان شكل حمي متقطعة تستمر
عدة أسابيع)، و"الريسين - Ricin " (بروتين أبيض سام، و سموم تصيب الجهاز
العصبي أو المعوي).
- البكتريا ------> الجمرة الخبيثة "Anthrax"، والكوليرا "Cholera"، والتلريات.
- الفيروسات -----> "الإيبولا - Ebola".
وكل هذه العوامل البيولوجية تستخدم كسلاح لإلحاق الضرر والدمار بالإنسان
أو الحيوان أو النبات ، ولا يتم الاستعانة بها في الحروب فقط وإنما في
أوقات السلم أيضاًً في الأغراض الطبية وإجراء الأبحاث.
2-
الحرب الكيميائية -----> الأسلحة الكيميائية من أعظم الأخطار التي تمثل
تهديداًً علي البشرية. وتعتمد فكرة الحرب الكيميائية علي استخدام "الغاز
السام" من خلال أسلحة مصممة لإصدار الغازات السامة أو السائلة التي تهاجم
أعصاب الجسد، أو الجلد أو الرئة، ومن أمثلتها:
- "Sarin "
- "HydroCyanic Acid Gas"
- "V X Gas"
3- الحرب النووية ------> الأسلحة النووية
- لا تمثل آثارها كارثة للأرض فقط بل للكون. وتتنوع أسلحتها: - القنبلة الذرية "Atomic Bomb" .
- القنبلة الهيدروجينية "Hydrogen Bomb".
4- حرب الروبوت ------> "Robot"-------> أسلحتها الإنسان الآلي.
هذه ليست أسطورة أو إحدى القصص الخيالية، إنها حقيقة فالإنسان الآلي الذي يصنعه الإنسان سوف يحارب الجنس البشري.
- جميعنا يتفق علي أن الإنسان هو سبب هذه الكارثة كما سبق وأشرنا من قبل،
ولكن أي إنسان وفي أي بقعة علي سطح هذه الأرض هل هي الدول المتقدمة أم
الدول النامية؟!! والإجابة مدعمة ببعض الأحداث المتفرقة هي علي النحو
التالي حسب التسلسل الزمني للأحداث (علي سبيل الحصر لا القصر):
* 1346 م:
يرجع تاريخ الحرب البيولوجية منذ القدم إلي عهد التتار عندما وقعت مدينة
"كافا" أو "فيودوسيا" حالياً تحت الحصار وتم قذف جثث موتي التتار الملوثة
بمرض الطاعون فوق حوائط المدينة حتى يستسلموا مما أدي إلي انتشار المرض في
أوربا وفي موانئ البحر المتوسط.
* 1710 م:
في الحرب الدائرة بين روسيا والسويد، قامت القوات الروسية باستخدام أشلاء الجثث الملوثة بالطاعون لنشر المرض بين الأعداء.
* 1767 م:
أثناء الحرب الدائرة بين الإنجليز والفرنسيين في الفترة ما بين 1754 -
1767 م، اعتمد كلا الجانبين علي حلفائهم من الهنود. وفي إحدى الهجمات التي
شنتها فرنسا علي الإنجليز ألحقت خسائر فادحة بهم وتلتها هجمة أخري، مما
أدى إلى تفكير الجنرال الإنجليزي/جيفري أمهريست بإهداء حلفاء الفرنسيين من
الهنود ببطاطين مليئة بفيروس الجدري مما أدي إلي انتشار المرض في الهند
وتخلل صفوف الجيش الهندي، مما مكنه من استعادة اسمه مرة أخري بعد انتصاره
علي الفرنسيين في هجوم شنه عقب تلك الأحداث، أي أن الوباء لعب دوراًً
حيوياًً وهاماًً في تحقيق النصر للإنجليز وإلحاق الهزيمة بالفرنسيين.
* 1797 م:
أجبــر نـابـليـون مـدينــة "مـانتــوا" عـلي الاستسـلام عـن طـريــق نشـــــــر عـــدوي حمى تسمى "Swamp fever" بين سكان المدينة.
* 1900 م:
قام طبيب أمريكي بحقن السجناء الفلبنيين بمرض الطاعون لإجراء أبحاثه.
* 1914 - 1917 م:
قام الألمان أثناء الحرب العالمية الأولي بنشر الكوليرا في إيطاليا، والقنبلة البيولوجية في بريطانيا.
* 1917 م:
في أثناء الحرب العالمية الأولي، قام الجانب الألماني بتلقيح الخيل
والماشية قبل شحنها لفرنسا بمرض الرعام (مرض يصيب الخيل فيسيل مخاطها) وتم
ذلك في أمريكا، وعلي الرغم من أن الخيل قوة لا يستهان بها في الحروب
قديماًً إلا أن الألمان فشلوا في تغيير مسار الحرب لصالحهم.
* 1931 م:
قام المسئولون العسكريون في اليابان بتسميم الفاكهة بمرض الكوليرا لإيذاء
لجنة البحث والتقصي القومية التي كانت تبحث أسباب وضع مدينة "مانشوريا"
تحت حصار اليابان.
* 1937 - 1945 م:
بدأت اليابان برامجها
للحرب البيولوجية في عام 1937 في معمل يسمي "يونيت 731-6" (Unit 731-6)
وانتهت في عام 1945 عند أمر الجنرال "إيشيي" بحرق هذا المعمل بكل محتوياته
ليصبح رماداwً وبنهاية الحرب العالمية الثانية، أصدرت الولايات المتحدة
الأمريكية عفواً عاماًً للعلماء اليابانيين الذين شاركوا في هذه البحوث.
وهذا العفو لا يعطي إلا في حالة واحدة وهو كشف هؤلاء العلماء عن تفاصيل
البرامج البيولوجية لحكومة أمريكا. ثم قام بعد ذلك كلا من العالمين
رادويون هيل وجوزيف فيكتور بزيارة اليابان عام 1945 وقابلا 22 عالماًً
يابانياًً في مجال الأسلحة البيولوجية، وعادا إلي أمريكا محملين بحقائب
عديدة من المعلومات لكنها لم تكن مفيدة للولايات المتحدة ولم تكن لها وزن
مثل قائمة مشتر وات العوامل البيولوجية الموجودة الآن في الأسواق العالمية
مثل: الجمرة الخبيثة، التيفود، بوتيوليزم (تسمم ناتج عن أكل لحم أو سمك
فاسدين) ... وغيرها. وقد قام العالمان خلال هذه الرحلة بتشريح جثة 1000
شخص أصيبوا بمرض الجمرة الخبيثة عن طريق التنفس. بالإضافة إلي قيامهم
بتخزين حوالي 400 كجم في عام 1945 من بودرة الجمرة الخبيثة ليتم استخدامها
في القنبلة الانشطارية (تحول الجمرة الخبيثة إلي بودرة حتى يتم استنشاقها
لكي يصاب الإنسان بسهولة العدوى).
* 1939 م:
قام العالم
الأمريكي أي . جي . فاربين بإنتاج أول غاز سام للأعصاب للنازيين ومفعوله
أقوي بكثير من مفعول "غاز الخردل -Mustard gas" الذي استخدم في الحرب
العالمية الأولي وفي خلال الأسابيع الأخيرة من الحرب العالمية الثانية
قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالاستيلاء علي أطنان من عامل يسمي
(Tabun) الذي أرسل في حاويات كبيرة مكتوب عليها "كلوريد" كما استطاعت
تهريب العديد من المواد الكيميائية الأخرى الخاصة بالنازيين.
* في الأربعينيات:
قام بعض الأطباء الأمريكيين في شيكاغو بحقن حوالي 400 سجينا ً بمرض
الملاريا، وذلك لاكتشاف عقار جديد يحارب هذا المرض الذي انتشر أثناء الحرب
العالمية الثانية.
* 1940 م:
قامت طائرة يابانية بنشر
وباء "الطاعون التريلي - Bubonic plague" علي الصين من خلال إسقاط حشرات
حاملة لهذا المرض مع الحبوب التي تجذب الفئران (والتي كانت منتشرة في ذلك
الوقت) وبالتالي أصبحت حاملة لهذه الحشرات ونقلتها للسكان.
* 1941 م:
بدأت قصة الولايات المتحدة الأمريكية في الاستعداد للحرب البيولوجية
وتصنيع أسلحتها منذ عام 1941 عندما طلب سكرتير الحرب "هنري . إل . ستمسون"
من الأكاديمية القومية للعلوم بتشكيل لجنة لدراسة جدوى خاصة بإنتاج مثل
هذه الأسلحة، بعد أن وصلت الأخبار إلي جهاز المخابرات الأمريكي باستعداد
كلا من اليابان وألمانيا لإنتاج الأسلحة البيولوجية، وسميت هذه اللجنة
باسم "ناس - NAS".
* 1942 م:
أقرت اللجنة "ناس" بضرورة
اتخاذ الإجراءات الفعلية في تصنيع الأسلحة البيولوجية لأن أمريكا كما
يزعمون أنها معرضة للهجوم من أعدائها في أي وقت. وتم تشكيل وكالة مدنية
"وكالة خدمات الحرب" بتوجيه من "جورج . دبليو . ميرك" - صاحب شركة ميرك
الدوائية. وأعلنت الوكالة أنه ليس بوسعها تقديم أية معلومات بدون إجراء
التجارب علي نطاق واسع. ثم طلب ميرك من "هيئة خدمات الحرب الكيميائية" بأن
تكون مسئولة عن القيام بهذه التجارب علي نطاق واسع وإنشاء المعامل
والمحطات الرئيسية وتشغيلها والتي خصصت لها الأماكن التالية: كامب ديتريك
- ماريلاند - ناشيونال جارد - فريدريك.
* 1943 م:
أصبــح
"كامب ديتريك" هو المقر الرئيسي لهذه التجارب ووصل عدد العاملين فيه إلي
حوالي 4000 شخصاًً: 2800 من الجيش، و1000 من البحرية، و100 شخصاًً من
المدنيين، أما الاختبار فكان يتم في المسيسبي ثم تم نقله بعد ذلك إلي
"يتواها" عام 1994 بعد إنشاء معملاًً مجهزاًً هناك وتم تأسيس محطة لإنتاج
هذه الأسلحة في نفس العام في "إنديانا" لكن هذه المحطة كانت تفتقد وسائل
الأمان الهندسية مما أدي إلي انتشار "Bacillus glaligii.".
* 1943 - 1969 م:
قامت طائرات الهيلكوبتر والطائرات العادية بمهاجمة كمبوديــا بدخــان لــه
ألـوان مختلفة (أصفر - أخضر - أبيض)، والذي أعقبه ظهور بعض الأعراض علي
الحيوانات والسكان هناك: بفقدهم القدرة علي الاتزان والوقوع فريسة للمرض
الذي أودي بحياة البعض منهم. وبعدها مباشرة عانت أفغانستان من نفس السحابة
والتي أطلق عليها في ذلك الوقت اسم "المطر الأصفر".
* 1945 - 1949 م:
وبنهاية الحرب العالمية الثانية، انتهت الولايات المتحدة الأمريكية من
كافة تجهيزاتها الخاصة بعمليات إعداد برامج التشغيل والإنتاج لتدخل حيز
التنفيذ.