عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
موضوع: القوة الضاربة تحت الماء2009 الثلاثاء فبراير 24, 2009 5:55 pm
القوة الضاربة تحت الماء
مهاجمة اراضي العدو من جهة البحر اسلوب حربي قديم قدم الصراعات البشرية ؛ ويفاخر اليونانيون بأنهم اول من طور هذا الاسلوب الهجومي ؛ عبر ابتكار مجموعات التخريب البحرية أبان حصار طروادة حيث كان الغواصون الاغريق يسبحون تحت الماء لبلوغ أسوار المدينة المحاصرة ونقبها.
وتذكر الوثائق التي كتبها القائد الروماني ( سيبيون افريكانوس) استعان بمثل هذه الوحدات عند احتلال قرطاجنة في العام 209 قبل الميلاد .. ومراجع التاريخ القديم حافلة بأسماء الغواصين الذين تسللوا خفية تحت الماء لمهاجمة اهداف ساحلية أو لتخريب السفن المعادية الراسية في الموانئ أو علي مقربة من الشاطئ .
ولقد عمد الايطاليون في مطلع القرن العشرين الي احياء فكرة الهجوم الخفي تحت الماء وحققوا قصب السباق في مجال مهاجمة السفن التجارية والعسكرية نظرا الي امتلاكهم لسلاح هجومي فعال
يتمثل في ( الطوربيد البشري ) slc المؤلف من طوربيدين متراكبين ؛ احدهما مخصص لغواص القتال الذي يقود الطوربيد البشري ؛ والثاني طوربيد عادي يطلقه الغواص عند الاقتراب من السفينة المعادية .
وبفضل (( الطوربيدات البشرية)) والزوارق السريعة ؛ نفذ غواصوا القتال الايطاليون عمليات متعددة ضد سفن الحلفاء الراسية في موانئ البحر الابيض المتوسط ؛ وامتد نشاطهم الي مهاهجمة السفن السوفييتية في البحر الاسود قرب سواحل شبه جزيرة القرم ؛ وكان أنج تلك العمليات .......... عملية مارس 1941 التي اسفرت عن تدمير الطراد البريطاني (يورك) وناقلة الوقود ( بيريكليس ) علي مقربة من ساحل كريت والهجوم بثلاثة (( طوربيدات بشرية )) علي ميناء جبل طارق
واغراق ثلاث سفن بريطانية ( سبتمبر 1941 ) ؛
وقيام ستة ((طوربيدات بشرية )) بأقتحام ميناء الاسكندرية في ديسمبر 1941 مما أدي الي تدمير الدارعتين
كوين اليزابيث وفاليانت وناقلة وقود
وسفينة مضادة للطوربيد . وهجوم الطوربيدات البشرية علي ميناء جبل طارق
واغراق اربع سفن ( اغسطس 1942 )
مهام الوحدات وتنظيمها :
في فترة الهدوء القصيرة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية ؛
تركزت مهام مجموعات غواصي القتال ( الضفادع البشرية )
علي تنظيف الموانئ من:
الالغام والافخاخ
وحطام السفن ونزع حقول الالغام البحرية التي خلفتها الحرب وتدمير الموانئ تحت المائية
وتفجير قذائف المدفعية وقنابل الطائرات الغارقة في اعماق البحر ..
ومع اندلاع الحرب الباردة ؛ وتصاعد الصراع بالوكالة بين المعسكرين الغربي ؛ والشرقي ؛ وتواتر الحروب المحلية المحدودة ؛ تزايد اهتمام الدول البحرية بتشكيل وحدات ( الضفادع البشرية ) وتعزيز وسائطها وتوسيع مهامها ؛ بيد أن تعدد المهام ؛ وتباين الوسائط والمعدات اللازمة لتنفيذها ؛ وحاجة كل منها الي نوع خاص من التأهيل التقني ـــ التكتيكي ومتطلبات الدعم الوجيستيكي ؛ دفعت معظم الدول الي تشكيل فئتين متمايزتين من وحدات (( الضفادع البشرية)) احداهما تابعة للاسطول مثل مجموعات ( UTD ) ....... ( GOS ) .... الايطالية والثانية جزء من القوات الخاصة المعدة لمهاجمة اراضي العدو من البحر ؛ في حين اثرت بعض الدول جمع الفئتين داخل تنظيم واحد متنوع المهام .
وتتمحور مهام الفئة الاولي التابعة التابعة للاسطول حول حماية السفن
ومنشأت الموانئ وعمليات التخريب تحت الماء واصلاح القطع البحرية المصابة باضرار تحت خط العوم وتعويم السفن والغواصات الغارقة ونزع أو تفجير الالغام البحرية
وضخ الهواء الي الغواصات المتعطلة تحت الماء واصلاحها وانقاذ طاقمها
اما مهام الفئة الثانية فتتمثل في :
ــــ مساندة عمليات الانزال عبر استطلاع الشاطئ ؛ وفتح الثغرات في الموانع وحقول الالغام تحت المائية وتوجيه وحدات الانزال البرمائي ابان الابرار
ــــ التسلل داخل اراضي العدو ( حتي عمق 40 كلم ) للقيام بالاستطلاع ونصب الكمائن ؛ واضاءة الاهداف بالليزر لصالح القصف الجوي / والبحري ؛ وانقاذ الطيارين الذين يسقطون في منطقة معادية وتدمير الاهداف الحيوية
ــــ مهاجمة السفن الراسية في الموانئ والاغارة علي الاهداف الساحلية ؛ وقنص حراس الشواطئ وعمليات الانقاذ في البحر ؛ ومهاجمة منصات استخراج النفط البحرية
ــــ اعتراض المراكب التي يسيطر الارهابيون ومهاجمتها ؛ وانقاذ الرهائن المحتجزين فيها
ــــ المشاركة في اعتراض السفن التجارية في اطار الحصار البحري
ــــ حماية السفن الصديقة القريبة من الشاطئ من غواصي القتال
ــــ انزال الجواسيس علي الشاطئ المعادي وحمايتهم حتي يتم توغلهم في اراضي العدو ؛ وتأمين التقاطهم من الشاطئ واعادتهم الي سفينة صديقة بعد انتهاء مهمتهم
ولتنفيذ هذه المهام ؛ تكون وحدات ( الضفادع البشرية ) الهجومية مؤلفة من : مفرزة قيادة
ومجموعات غواصي قتال يضم كل منها 6 _ 10 افراد ومجموعة متخصصة في محاربة الارهاب البحري
ومجموعة تقنية واخري لوجستية وثالثة طبية مكونة من اطباء وممرضين متخصصين بمعالجة واسعاف الاصابات الناجمة عن التعرض لتبدلات الضغط
وتنطبق هذه البنية التنظيمية بخطوطها العريضة علي وحدة الكوماندان غورودو الاسبانية وهوبيرت الفرنسية
ووحدات الضفادع البشرية في تشكيل SEAL الامريكي ووحدة الغطس العملياتي ODT في جنوبي افريقيا
ووحدات SAS البريطانية الي غير ذلك من الوحدات المماثلة الالمانية والتركية واليونانية اااااااااالخ
وتتميز هذه الوحدات بالجاهزية ( 24 ساعة × 7 ايام ) والروح الهجومية العالية
وارتفاع مستوي تدربيها القتالي والتقني وامكانية نقلها عن طريق البحر والجو وقدرتها علي الاستنفار والاستعداد لتفيذ المهام خلال 6 ساعات
الامر الذي يضعها في طليعة القوات الخاصة ؛ ويدفع القيادة الي اعتبارها رأس الحربة في عمليات التدخل الخارجي ومد القوة وراء البحار
اجهزة التنفس تحت الماء :
أن اهم ما يميز الضفدع البشري عن غيره من عناصر القوات الخاصة هو القدرة علي الانتقال والعمل خفية تحت الماء
بفضل جهاز التنفس الذي يؤمن له القدرة علي البقاء في الوسط المائي غير المناسب لحياة الانسان .
ويتألف هذا الجهاز من انبوبة مملوءة بالهواء المضغوط او الاوكسجين ؛ أو من انبوبتين احداهما للهواء او الاوكسجين والاخري معبأ بالنيتروجين او النيتروكس او الهيليوكس؛ وكيس للتنفس
وانابيب مطاطية توصل الغاز الي فم الغواص ومجموعة من الصمامات لضبط مسار الغاز في الشهيق والزفير عبر دائرة تنفس مفتوحة او مغلقة
وتصنع اجهزة التنفس من الفولاذ الذي يخلق حوله
ساحة مغناطيسية تثير الالغام البحرية ذات الصمامات المغناطيسية لذا عمدت الدول المصنعة الي تطوير اجهزة غير ممغنطة مصنوعة من الالومنيوم او من المواد المركبة بغية استخدامها في مهام نزغ الالغام
التجهيز والتسليح :
يرتدي الضفدع البشري عند العمل تحت الماء لباسا ملتصقا بالجسم ( كومبينزون ) يغطي الجسم والرأس
وقفازات مطاطية
وينتعل زوجا من الزعانف ( الجذافات ) التي تسهل السباحة ؛ واللباس ( الكومبينزون ) مصنوع من النيوبرين ؛ وهو يعزل جسم الغواص عن الماء ؛ ويحميه من البرودة رغم البقاء في وضعية الغطس عدة ساعات
ويضمن له في الوقت نفسه تخفيض بصمته الحرارية
والحد من امكانية كشفه بلواقط الاشعة تحت الحمراء
وفي حالاتالغطس علي عمق كبير يرتدي الغواص تحت
(الكومبينزون ) لباسا اضافيا من: الفايبر ( تيتات ) ؛ وفي العمليات البرية والعمليات ضد الارهاب البحري يرتدي الغواص فوق ( الكومبينزون ) لباسا عسكريا مموها ؛ وسترة واقية من الرصاص .
ويزود عند مكافحة الارهاب البحري بقناع قماشي يغطي الوجه والرأس
في حين يعتمر عند العمل علي الشاطئ بخوذة من الكيفلار
وينتعل حذاء مطاطيا طويلا او حذاء كوماندو بدلا من الزعانف