أنظمة إطلاق الصواريخ النووية :
انظمة
اطلاق الصواريخ النووية هي مجموعة من النظم المستعملة لوضع القنبلة
النووية في المكان المراد انفجاره أو بالقرب من الهدف الرئيسي، وهناك
مجموعة من الوسائل لتحقيق هذا الغرض منها:القنابل الموجهة بتأثير الجاذبية
الأرضية وتُعتبر هذه الوسيلة من أقدم الوسائل التي اُستُعمِلَت في تاريخ
الأسلحة النووية، وهي الوسيلة التي اُستُعمِلَت في إسقاط القنابل ذات
الإنشطار المصوب على مدينة هيروشيما وقنابل الإنشطار ذات الانضغاط الداخلي
التي أُلقِيَت على مدينة ناكاساكي حيث كانت هذه القنابل مصممة لتقوم
طائرات بإسقاطها على الأهداف المطلوبة أو بالقرب منها.
الصواريخ
الموجهة ذات الرؤوس النووية وهي عبارة عن صواريخ تتبع مساراً محدداً
لايمكن الخروج عنه. و تطلق هذه الصواريخ عادة بسرعة يتراوح مقدارها بين
1.1 كم في الثانية إلى 1.3 كم في الثانية وتقسم هذه الصواريخ بصورة عامة
إلى صواريخ قصيرة المدى ويصل مداها إلى إقل من 1000 كم ومنها على سبيل
المثال صواريخ V-2 الألمانية، وصواريخ سكود السوفيتية، وصواريخ SS-21
الروسية. وهناك أيضا صواريخ متوسطة المدى يصل مداها إلى 2500 - 3500 كم.
وأخيرا؛ يوجد هناك الصواريخ العابرة للقارات والتي يصل مداها إلى أكثر من
3500 كم. وتستعمل عادة الصواريخ المتوسطة المدى و العابرة للقارات في
تحميل الرؤوس النووية؛ بينما تستعمل الصواريخ القصيرة المدى لاغراض هجومية
في المعارك التقليدية. منذ السبعينيات شهد تصنيع الصواريخ الموجهة تطورا
كبيرا من ناحية الدقة في اصابة أهدافها.
صواريخ كروز، وتُسمى ايضا
صواريخ توما هوك، تعتبر هذه الصواريخ موجهة وتستعمل أداة إطلاق نفاثة
تُمَكِنُ الصاروخ من الطيران لمسافات بعيدة تُقَدَرُ بآلاف الكيلومترات.
ومنذ عام 2001 تم التركيز على استعمال هذا النوع من الصواريخ من قبل
القوات البحرية الأمريكية وتكلف تصنيع كل صاروخ مايقارب 2 مليون دولار
أمريكي. و تشتمل هذه النوعية من الصواريخ -بدورها- على نوعين؛ نوع قادر
على حمل رؤوس نووية، وآخر يحمل فقط رؤوساً حربية تقليدية.
'الصواريخ
ذات الرؤوس النووية الموجهة من الغواصات في سبتمبر 1955 نجح الاتحاد
السوفيتي في إطلاق هذه الصواريخ، وشكلت انعطافة مهمة في مسار الحرب
الباردة. تمكنت الولايات المتحدة بعد سنوات عديدة من تصنيع صواريخ مشابهة.
أنظمة
إطلاق أخرى وتشمل استعمال القذائف الدفعية والألغام وقذائف الهاون. وتعتبر
هذه الأنواع من أنظمة الاطلاق أصغر الأنظمة حجماً، ويُمكِن تحريكها
واستعمالها بسهولة. ومن أشهرها قذائف الهاون الأمريكية المسماة Davy
Crockett، والتي صُمِمَت في الخمسينيات وتم تزويد ألمانيا الغربية بها
إبان الحرب الباردة وكانت تحتوي على رأس نووي بقوة 20 طن من مادة تي إن
تي. وتم اختبارها في عام 1962 في صحراء نيفادا في الولايات المتحدة.
معاهدات عدم انتشار الأسلحة النووية :
برزت
منذ الخمسينيات أصوات مناهضة لعمليات الاختبار والتسلح النووي، حيث أُجري
منذ 16 يونيو 1945 وحتى 31 ديسمبر 1953 أكثر من خمسين انفجاراً نووياً
تجريبياً، مما حدا بالكثير من الشخصيات العالمية إلى التعبير عن رفضها
لهذه الأفعال، ومن أبرزها جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند آنذاك والذي
دعى إلى التخلي عن إجراء أي اختبارات نووية، دون أن تلقى دعواته آذاناً
صاغية من القوى العظمى آنذاك بسبب انهماكها في تفاصيل الحرب الباردة.
بدأت
أولى المحاولات للحد من الأسلحة النووية في عام 1963؛ حيث وقعت 135 دولة
على اتفاقية سُميت معاهدة الحد الجزئي من الاختبارات النووية وقامت الأمم
المتحدة بالإشراف على هذه المعاهدة؛ علماً بأن الصين وفرنسا لم توقعا على
هذه المعاهدة وكانتا من الدول ذات الكفاءة النووية.
في عام 1968 تم
التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، ولكن باكستان والهند
وهما دولتان تملكان الأسلحة النووية لم توقعا على هذه المعاهدة، وانسحبت
كوريا الشمالية منها في عام 2003.
في 10 سبتمبر 1996 فُتِحَت
مُعاهدة جديدة للتوقيع سَميت معاهدة الحد الكلي من إجراء الاختبارات
النووية وفيها مُنِع أجراء أي تفجير للقنابل النووية؛ حتى لأغراض سلمية.
تم التوقيع على هذه المعاهدة من قبل 71 دولة حتى الآن. لكن لغرض تحويل هذه
المعاهدة إلى قرار عملي فإنه يجب ان يصدق عليه من قبل كل الدول الأربع
والأربعين التالية: الجزائر والأرجنتين وأستراليا والنمسا وبنغلاديش
وبلجيكا والبرازيل وبلغاريا وكندا تشيلي والصين وكولومبيا وكوريا الشمالية
وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر وفنلندا وفرنسا وألمانيا و هنغاريا
والهند وإندونيسيا وإيران وإسرائيل وإيطاليا واليابان و المكسيك و هولندا
و النروج و باكستان و پيرو و بولندا و رومانيا وكوريا الجنوبية وروسيا
وسلوفاكيا وجنوب إفريقيا وإسبانيا والسويد وسويسرا وتركيا وأوكرانيا
والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وفيتنام.
إلى هذا اليوم قامت
بعض الدول الأربع والأربعين التي يجب أن تُصادِق على المعاهدة بالتوقيع.
لم توقع الهند وباكستان وكوريا الشمالية، وقامت دول اخرى بالتوقيع ولكنها
لم تتخذ قرارا بالتصديق على المعاهدة؛ وهذه الدول هي الصين وكولومبيا ومصر
وإيران وإسرائيل والولايات المتحدة وإندونيسيا وفيتنام. ولا يتوقع ان تقوم
اي من هذه الدول بالتصديق على المعاهدة في المستقبل القريب حيث تشهد معظم
هذه المناطق توترا سياسيا يحول دون التصديق على هذه المعاهدة.