قال الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس جهاز الاستخبارات العامة في السعودية،
إن قرار الحرب الأميركية على العراق كان سياسياً أكثر من كونه معلوماتياً
أو استخباراتياً. وجاء كلام الأمير مقرن، غداة الذكرى السادسة للغزو
الأميركي على العراق.
وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول نسبة الخطأ المسموح بها في
المعلومة الاستخباراتية، وخصوصاً أن خطأ وكالة الاستخبارات الأميركية (سي
آي إيه) في تقدير المعلومات قاد حرباً على العراق، قال «ليس هناك شك أنه
حينما يكون هناك قرار سياسي، فالأعذار ستكون كثيرة لتلقي بها على أي جهاز
تريده».
وأضاف «التقيت بنظيري الأميركي وتناقشنا حول الموضوع. باعتقادي أن معظم
قرار الحرب على العراق كان سياسياً، أكثر من أنه معلوماتي أو استخباراتي».
وجاء حديث رئيس جهاز الاستخبارات العامة السعودية، خلال مؤتمر صحافي عقده
في أعقاب توقيع اتفاقية إطارية للدراسات والبحوث، مع جامعة الملك سعود،
لتطوير أداء هذا الجهاز.
وفند الأمير مقرن بن عبد العزيز، نتائج تقرير استخباراتي صدر عام 2004،
ذهب إلى أن ضعف الاستخبارات السعودية في الخارج أدى لزيادة العمليات
الإرهابية في الداخل. وقال «لم يكن هناك ضعف، بل أصبح هناك تكافؤ بيننا
وبين وزارة الداخلية التي أبلت بلاء حسنا. مواطنونا أصبحوا على وعي لما
كان يسوقه الإرهابيون والذي كان بعيداً عن الوازع الديني».
وقال الأمير مقرن «لم يقض عليه (الإرهاب) تماماً، يجب علينا الحذر دوماً».
وأكد أن جهاز الاستخبارات ووزارة الداخلية «يعملان من أجل أمن واستقرار
هذا البلد ومن يعيشون على أرضه».
وحذر الأمير مقرن بن عبد العزيز من مغبة حرب إلكترونية محتملة، والذي من
أجله أقدم جهاز الاستخبارات العامة على إبرام مذكرة لإطلاق كرسي بحثي
سيهتم بـ «أمن تقنية المعلومة»، طبقاً لرئيس الجهاز الذي قال إن الحروب
القادمة ستعتمد على كيفية القضاء على نظام متكامل ومسحه بشكل كامل. هناك
قنابل وصواريخ إلكترونية تطلق على مواقع معينة لإعدامها تماماً».
ويستعد جهاز الاستخبارات العامة السعودي، لإطلاق رقم مجاني (985)، ليفتح
المجال للمواطنين للتواصل مع الجهاز على مدار الـ24 ساعة لناحية تسجيل
بلاغاتهم وملاحظاتهم.
وتأتي هذه الخطوة من جهاز الاستخبارات في سياق انفتاحه الذي أبداه على
الشارع السعودي خلال السنوات الماضية. وأفصح الأمير مقرن بأن جهازه استطاع
من خلال موقعه الإلكتروني أن يتدخل في حل 3 قضايا لم يكن بوسع الجهاز
لوحده حلها حتى ولو تعامل مع بقية الأجهزة الاستخبارية الأخرى.
وشدد رئيس جهاز الاستخبارات السعودي، على أهمية التعاون الدولي بين كافة
الأجهزة الاستخباراتية حول العالم. وقال «هناك قناعة عالمية بأن التعاون
بين كافة أجهزة الاستخبارات سيحقق أمنا شاملا للعالم ككل». ولفت إلى أن
الوقائع أثبتت أنه مهما قوي أحد الأجهزة الاستخباراتية فلن يستطيع وحده
مكافحة الإرهاب. وأضاف الأمير مقرن «لا بد أن يكون هناك تنسيق شامل بين كل
الأجهزة. بدون ذلك لن يكون هناك نجاح أو على الأقل على المستوى المطلوب».
وأكد أن جهازه على تنسيق مع أجهزة الدول الشقيقة والصديقة.
وأكد الأمير مقرن حرصه على تطوير أداء جهاز الاستخبارات السعودي، الذي قال
إن وظيفته تتركز في جلب المعلومة وتحليلها ورفعها لصاحب القرار، والتوقف
عند هذا. لكنه ذكر أن هناك أجهزة استخبارات لديها أنشطة أخرى خلاف جمع
المعلومة.
وأشاد الأمير مقرن بالمستوى الذي وصلت إليه العناصر النسائية العاملة في
جهاز الاستخبارات السعودي. وقال إن «التقارير والتحليلات والاقتراحات التي
تقدمها العناصر النسائية أفضل بعشر مرات مما يقدمه الرجال».
وطمأن في سياق منفصل حول صحة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز. وقال إنه بخير، وسبق أن أجرى اتصالا معه قبل يومين.
وكان الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة قد وقع أمس،
(السبت)، وخلال زيارة قام بها لمقر جامعة الملك سعود، اتفاقية إطارية
للدراسات والبحوث والخدمات الاستشارية والعلمية مع الجامعة من خلال معهد
الملك عبد الله للبحوث والدراسات الاستشارية بجامعة الملك سعود. كما وقع
عقد إنشاء كرسي يحمل اسمه لتقنيات أمن المعلومات ممولا من حسابه الشخصي.
ومثل الجانب الآخر في الاتفاقيتين، الدكتور خالد العنقري وزير التعليم
العالي، والدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود. ودعا الأمير
مقرن، إلى تبني «سياسة أمنية معلوماتية» تنشأ من العائلة وتنطلق من المنزل
لمواقع العمل في كافة مؤسسات المجتمع، مؤكداً ضرورة تخصيص المؤسسات
الحكومية والأهلية لميزانيات مالية وتأمين طاقات بشرية مؤهلة لتطبيق مفهوم
أمن المعلومات