الغارة الإسرائيلية على السودان ...ضربة لحماس ورسالة لإيران
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
موضوع: الغارة الإسرائيلية على السودان ...ضربة لحماس ورسالة لإيران الخميس أبريل 02, 2009 8:44 pm
أثار تقرير بثته محطة "سي بي إس" الأمريكية في 24-3-2009 حول قصف إسرائيل لشاحنات في شمال شرق السودان بالقرب من الحدود المصرية يعتقد أنها كانت تحمل أسلحة لحركة حماس، سيلا من القراءات والتكهنات لم ينقطع بعد، دفع بالخرطوم للكشف عن بعض المعلومات المتضاربة عن العملية، التي أشارت تقارير أنها وقعت في ذروة عملية "الرصاص المصبوب" الإسرائيلية على قطاع غزة خلال شهري يناير وفبراير 2009. وقد أكدت واشنطن وقوع الهجوم وحمّلت إسرائيل المسئولية عن تنفيذه. وكانت الخرطوم قد أعلنت في وقت سابق أن طائرات أمريكية نفذت العملية وقتلت عدداً من الأشخاص كانوا في عداد قافلة شاحنات. غير أن الخرطوم عادت لتقول أن هناك شكوكاً بأن إسرائيل هي من نفذ هذه الغارات في العمق السوداني وان التحقيقات تجري بهذا الخصوص. تلميح إسرائيلي :
الحكومة الإسرائيلية وكعادتها في مثل هذه الحالات لم تنف أو تؤكد مسئوليتها عن العملية، غير أن رئيس الوزراء المستقيل أيهود اولمرت، ألمح إلى ضلوع إسرائيل بالهجوم وقال في خطاب له بهرتسيليا في 26-3-2009، أن إسرائيل تعمل "حيثما نستطيع" لضرب أعدائها"، وتابع "أننا نقوم بالعمل في أي مكان نستطيع فيه ضرب البنية التحتية للإرهاب في أماكن قريبة وليس بالضرورة قريبة جدا"، وأضاف "أننا نضربهم بطريقة تعزز الردع وصورة الردع وهي أحيانا لا تقل أهمية لدولة إسرائيل."
وقال "لا جدوى من الخوض في التفاصيل.. كل شخص يستطيع أن يستخدم خياله... ومن ينبغي أن يعرف فليعرف انه لا يوجد مكان لا تستطيع دولة إسرائيل العمل فيه". ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحاته بأنه تلميح بضلوع إسرائيل في الغارة على السودان. تفاصيل العملية:
المعلومات من تل أبيب والخرطوم وواشنطن حول العملية تؤكد وقوع غارتين جويتين، الأولى في شهر يناير والثانية في شهر فبراير، كما تؤكد هذه المعلومات وقوع ضحايا وان كان هناك تفاوت في العدد بين ما تذكره المصادر الإسرائيلية والمصادر السودانية وتتضارب المعلومات حول حمولة الشاحنات وعددها. المعلومات التي تواترت من تل أبيب بعد الكشف عن وقوع العملية تقول أن طائرات هاجمت أهدافا في السودان، الهجوم الأول وقع في شهر كانون ثاني/يناير وكان الهدف قافلة من الشاحنات تحمل سلاحا مهرباً من إيران عبر السودان إلى غزة، والثانية وقعت في شباط/فبراير / قبل ثلاثة أيام من وقف الهجوم الإسرائيلية على غزة والهدف كان سفينة متجهة إلى مرفأ بورسودان، وفي رواية أخرى أنها كانت ترسو في المرفأ. ونقلت تقارير عن مصادر أمنية في إسرائيل، قولها أن جهاز "الموساد" حصل على معلومات دقيقة من مصادره في طهران وغزة عن السلاح الإيراني الذي تم تدميره على الأراضي السودانية وكان بينه صواريخ من طراز «فجر» ومداها 70 كيلومترا، وقد صنعت بطريقة تتيح تفكيكها إلى قطع حتى يتاح تهريبها من سيناء إلى غزة عبر الأنفاق المحفورة في منطقة رفح.
وقالت هذه المصادر إن «الموساد» تزود بمعلومات دقيقة من جهات تعتبر رفيعة وضالعة بالمعلومات الحساسة الخطيرة في قيادة كل من طهران (قيادة حرس الثورة) وقطاع غزة (حماس). واحتوت هذه المعلومات على تفاصيل حول الأسلحة، اتضح منها أنها صنعت خصيصا لحركة حماس. كما احتوت على صواريخ حديثة لاختراق الدبابات الإسرائيلية المتطورة، التي كانت إيران قد زودت بها حزب الله اللبناني في صيف 2006.
وادعت هذه المصادر أن هدف هذه الصواريخ كان تمكين حماس من قصف مدينة تل أبيب وضواحيها، عندما تحتاج إيران إلى ذلك. وذكرت أن هذه الفكرة تندرج في خطة إيرانية تحدث عنها علنا المسئول الإيراني محمد علي جعفري لصحيفة «جيم جم» الإيرانية في 28 يونيو/حزيران 2008، فقال: «إذا اختار الغرب خيارا عسكريا ضد إيران، فإننا سنغلق الخليج العربي أمام ناقلات النفط وسنضرب العمق الإسرائيلي وسنفعل حزب الله وحماس شمالي وجنوبي إسرائيل». ولذلك جاء القرار بتوجيه الضربة لتدمير الشحنة، وتؤكد المصادر الإسرائيلية أن 17 شاحنة دمرت في الصحراء وأن سفينة دمرت على مشارف ميناء بور سودان.
وحسب معلومات أوردتها "يديعوت احرنوت" فإن الضربة التي لحقت بالقافلة في السودان كانت مفاجئة لحركة حماس خلال عملية "الرصاص المصبوب" حيث كان قادة الحركة قد طلبوا إمدادا سريعا بأسلحة لم تكن متوفرة لديهم حتى ذلك الحين، ومنها صواريخ ذات مدى يتجاوز الـ 40 مترا. وهذه الصواريخ يجب أن تهرب بصورة مجزأة عبر الإنفاق التي لا تتسع لاستيعابها كاملة بالإضافة إلى ذلك طلبوا صواريخ مضادة للدبابات من الطراز المتطور "ماتيس" و "كورنيت" واجهزة رؤية ليلية متطورة وصواريخ مضادة للطائرات لتشكل خطرا وتحديا لسلاح الطيران الإسرائيلي.
الرواية السودانية حول ما جرى تحدث بها عدد من المسئولين السودانيين، فقد قال وزير المواصلات مبروك سليم، أن طائرات "من إنتاج الولايات المتحدة" هاجمت في السودان مرتين. في المرة الأولى في يناير، هوجمت قافلة من المركبات، وفي الثانية، في فبراير، هوجمت سفينة. الوزير السوداني قال بأنه في القصف قتل وأصيب حوالي 800 شخص. وبالمقابل أفادت تقارير أمريكية أن عدد القتلى بلغ 39 سودانيا قتلوا في قصف سلاح الجو للقافلة.
غير أنه بعد وقت قصير "عدل" الوزير سليم أقواله. وصرح بان الحديث يدور بالفعل عن قصف قافلة سيارات كانت تنقل سلاحا معدا للتهريب، وانه نتيجة الهجوم قتل "عشرات الأشخاص".
وفي وقت لاحق عاد الوزير السوداني وناقض نفسه. وقال أن الإرساليتين كانتا بريتين. وحسب أقواله، الإرسالية الأولى التي هوجمت ضمت 16 شاحنة نقلت نحو 200 شخص كانوا سيهربون إلى مصر وكذا بعض بنادق كلاشينكوف، وقال علي الصادق المتحدث باسم وزارة الخارجية "الاعتقاد الأول كان هو أن الأمريكيين هم من فعلوا ذلك وأن السلطات السودانية اتصلت بالأمريكيين فنفوا بشكل قاطع أن يكونوا ضالعين في الأمر". وتابع أن السلطات ما زالت عاكفة على التحقق من الأمر. ورجح أن يكون الأمر له علاقة بإسرائيل .وقال إن السودان يجمع الأدلة من موقع الهجمات ولن يرد على الهجمات بينما التحقيق يجري. وأضاف أن القوافل التي تعرضت للهجمات من المرجح أن تكون لتهريب البضائع وليس السلاح.
وصرح الصادق بأنه إذا كانت إسرائيل هي المتورطة فهي قد تحركت بناء على معلومات خاطئة مفادها أن العربات كانت تحمل سلاحا .وتحدث عن عدم شرعية التعدي على سيادة دولة أخرى. وقال أن السودان لن يرد على الهجمات بينما التحقيق جار. وأضاف أن السودان يحتفظ بحق الرد لاحقا وانه حتى ألان لم يتأكد أن الفاعل هو إسرائيل.
من جهته كشف مسئول في حزب «الأسود الحرة» (من شرق السودان) المشارك في حكومة الوحدة الوطنية، أن حزبه يدرس تقديم طلب بإجراء تحقيق دولي في الحادث بمشاركة الأمم المتحدة، مشيرا إلى وجود غارة وقعت في تلك الفترة ضد 4 زوارق سودانية في البحر الأحمر تم تدميرها جميعا. وقال إن الزوارق تعود إلى فقراء يائسين من أبناء شرق السودان. واشنطن تؤكد: إسرائيل من شن الهجوم
ومع رفض السودان الجزم بأن إسرائيل هي من نفذ الهجوم، وإبقاء هذا الأمر في دائرة الشكوك ، أكد مسئولون أمريكيون أن إسرائيل تقف وراء القصف. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن المسئولين قولهم أن طائرات إسرائيلية أغارت على القافلة في إطار مساعيها لوقف تدفق الأسلحة إلى غزة خلال الحرب الأخيرة التي شنتها على القطاع.
وقال مسئولان أمريكيان مطلعان على تقييمات استخباراتية سرية أن إيران تورطت في تهريب الأسلحة إلى غزة، ولفتوا إلى وجود تقارير استخباراتية تقول أن عميلاً في الحرس الثوري الإيراني زار السودان لتنسيق الجهود في هذا الصدد. ولكن مسئولا سابقاً في الإدارة الأمريكية قال أن مصدر الأسلحة التي كان يتم تهريبها عبر السودان لم يكن واضحاً.
كما نفى المتحدث باسم القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا فينس كراولي أن تكون القوات الأمريكية قصفت السودان، مؤكداً أن بلاده لم تنفذ أي قصف ولم تطلق أية صواريخ ولم تنفذ عمليات قتالية في السودان أو حوله. منذ تشرين الأول/أكتوبر 2008 عندما أصبحت القيادة الأمريكية في إفريقيا مسئولة رسمياً عن القوات الأمريكية في إفريقيا. وقال مسئول عسكري أمريكي لنيويورك تايمز أن غارة كانون الثاني/يناير كانت واحدة من ضمن سلسلة من الهجمات ضد عمليات تهريب وشحن الأسلحة إلى غزة.
الغارة الإسرائيلية على السودان ...ضربة لحماس ورسالة لإيران