ودة الخلافة واقتراب إقامتها على الابواب بدليل
عن أبي سعيد الخدري قال:
خشينا أن يكون بعد نبينا حدث فسألنا نبي الله (صلى الله عليه وسلم) فقال:
(إن في أمتي المهدي يخرج يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً، زيد الشاك قال:
قلنا وماذاك قال سنين، قال فيجيئ إليه الرجل فيقول: يا مهدي أعطني، قال:
فيحثي له في ثوبه ما أستطاع أن يحمله.
الترمذي (2232) الفتن.
وبوقفة مع ما يمكن أن يفهم من سبب ذكر خروج المهدي في هذا الحديث:
وهو من قوله الصحابة (خشينا أن يكون بعد نبينا حدث فسألنا نبي الله)
قال المباركفوري (في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي )
قوله: (خشينا أن يكون بعد نبينا حدث).
قال في النهاية الحدث بفتح الحاء والدال الأمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد ولا معروف انتهى.
قلت: أي أن المقصود بكلمة (حدث) أن الصحابة من خشيتهم على الإسلام سألوا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم): هل أن الإسلام من بعده سوف يضعف أو ينتهي
أو يضمحل وسيعود غريباً من بعده كما أنتهى واضمحل الأديان الكثيرة لأنبياء
وأمم سابقة.
فكان جوابه (صلى الله عليه وسلم): فقال إن في أمتي المهدي يخرج يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً.
أي: ما يعني من جوابه (صلى الله عليه وسلم) يمكننا أن نفهم ونستخلص أن
المهدي سوف يكون خروجه في الزمن الذي سيعود به الإسلام غريباً ليعيد للأمة
شبابها ويجدد الإسلام ويعيدة كما كان في سابق عهده .
ومن توالى الفتن والشرور والضعف والوهن الذي أصاب المسلمين نتيجة التمزق
التي تعيشه الأمة في ظل الغربة والتي بهاعادالإسلام غريباً وقتنا الحاضر،
ولما نشاهده من هلاك للمسلمين على يدي أعدائهم مع بداية الملاحم.
هل نحن الآن نعيش على مشارف وبداية ملاحم آخر الزمان وخروج المهدي وعودة الخلافة؟
وحتى تتوضح الصورة والإجابة على هذا السؤال لاسيما بعد أن سبق وأن توصلنا
الى تحديد ومعرفة منذ متى قد بدأت هذه الغربة ، وحتى نتمكن من تلمس وربط
الوقائع وقراءة الأحداث الواردة بالاحاديث وربطها بالواقع،
ينبغي أولاً الاحاطة بما قد ذكرناه سابقاً عن حقيقة ظهور أهل الشرك على
أهل الإسلام كما أخبرتنا الأحاديث وعن أن لأهل الشرك (من العجم) سيكون لهم
ظهور على المسلمين ثلاث مرات وسوف يتمكنوا من غزونا والاستيلاء على
أراضينا وسيلحقوننا في أرض وجزيرة العرب حتى وقت قيام الساعة.
ثم أوضحنا أن الظهور الأول كان قد مضى وتحقق في زمن الخلافة العباسية
عندما تمكن المغول (التتار) من غزو بلاد المسلمين والقضاء على الخلافة
العباسية، ثم كان الظهور الثاني وتحقق على يدي الروم (الاستعمار الأوربي)
عندما استولوا على معظم بلاد الإسلام وإخضاعها تحت سلطانهم، وأصاب دول
الأمة التمزق وبدأت تعيش الأمة الإسلامية مرحلة الغربة وعرفنا انه منذ ذلك
الحين قد بدأت الغربه وعاد الإسلام غريباً استدلالا.
من معنى حديث
(إذا منعت العراق درهماً وقفيزها، ومنعت الشام مديها ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها عدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم).
ومن معنى ( وعدتم من حيث بدأتم) أي عودة الإسلام غريباً كما قال السخاوي
عندما يستولي الروم على أرض العرب و هوكما كان اثناءالاستعمار الوربي
للمنطقة -
أما المرة الثالثة فهو ما يحصل وقتنا الحاضر وتحقق مع عودة الفكر
الإستعماري للمنطقة على يدي الأمريكان والبريطانيين (الروم) وبعد غزوهم
لأفغانستان والعراق وهم لا زالوا ماضيين لتوسيع رقعة الغزو….وغزو المسلمين
في عقر دارهم..
يتبع