:::: الخدمة العسكرية ::::
نحنُ
كعربٍ مسلمين في الداخل الفلسطيني لسنا ملزمين بالخدمةِ العسكرية في صفوف
الجيش .. حيث أننا لم ولن نعلن ولاءنا إلا لله عزّ وجلّ ..
ومن
المستحيل أن نعترف بكيانٍ غاصبٍ قامَ على أشلاء آبائنا وأجدادنا .. ولسنا
من يضحي بدينه ووطنه مقابل حقوقٍ مزيفة في كيانٍ مزيف ..
إضافة لعدة دراسات جرت في الكيان تفيد بأن إلزامنا بالخدمة العسكرية رغماً عنا قد تكون خطوة شديدة الخطورة ولها أبعاد استراتيجية ..
الدروز أعلنوا ولاءهم للدولة .. وقد اعترفوا بأنهم يقفون إلى جانبِ الأقوى دائماً ويكونون له سند !!
فهم
وحدهم من العرب في الداخل الملزمين بالخدمةِ العسكرية وبالرغمِ من ذلك
فإنهم لا يحصلون على جميع حقوقهم التي يجب على الدولة أن تمنحهم إياها
أسوة بالمواطنين اليهود ..!
ومن الجدير ذكره أن الدروز اليوم يبذلون جهدهم في رفض الخدمة العسكرية لما يرونه من ظلمٍ وإجحافٍ بحقهم من قبل الدولة ..
ولما يرونه من كافةِ أنواع الإجرام والمجازر التي يقوم بها الجيش الصهيوني .. والحديث هنا عن بعض الدروز ووجهائهم .
كما
أن هنالك بعضاً من بدو النقب ( جنوباً ) يخدمون في الجيش تطوعاً وليس
إلزاماً .. وذلكَ لما يعانونه من سوء العيش ورداءةِ الأحوال فيضطر بعضهم
للانخراط في صفوف الجيش كمرتزق ..
وكما
هو معلوم أن لكلّ قاعدةٍ شواذ .. كذلك نحنُ العرب في الداخل فإنّ هنالك
الكثير ممن ضلوا السبيل وباعوا أنفسهم للدولة وهم قِلة والحمد لله على ذلك
.
_________________________________________________________________________________________
:::: التربية والتعليم ::::
نحنُ في الداخل الفلسطيني ندرسُ وفقَ خطةٍ ومنهاجٍ تعده وزارة المعارف والثقافةِ في " إسرائيل " ..
وبذلكَ
نحنُ ملزمين بدراسة اللغة العبرية كلغةٍ ثانيةٍ بعد لغةِ الأم " العربية "
.. حيث يبدأ تدريسها في سنّ الثامنة قبل الشروع باللغة الإنجليزية ..
دراستنا الأساسية والثانوية تشتمل على دراسة الدين الإسلامي كموضوعٍ جانبي جداً وبعض السور المختارة " بعناية " من القرآن الكريم ..
أما
الدراسة العليا فهي مفتوحة للجميع بشروطٍ صعبةٍ جداً لمعظم المواضيع
وتفرقةٍ عنصريةٍ واضحة .. الأمرُ الذي يدفع كثيراً من الطلاب للسفر
والدراسة خارج البلاد كالأردن وألمانيا ورومانيا وروسيا .
مدارسنا
عربية ومدرسونا عرب في المراحل الابتدائية حتى الثانوية .. أما الدراسة
العليا في الجامعات فتكون بالعبرية ومختلطة مع اليهود .
_________________________________________________________________________________________
:::: الاختلاط والعنصرية ::::
كما
أسلفتُ في بدايةِ الموضوع فإننا نعاني من التفرقةِ العنصرية الواضحة من
قبل اليهود .. فهم ينظرونَ إلينا كنظرتهم لسائر الخلق وليس فقط لسائر
العرب ..
فهم كما يدعون بأنهم " شعبُ الله المختار " ! .. وماذا عنا ؟ شعب الله المحتار ؟؟ العنصرية
تظهر في معظم مناحي الحياة العامة .. في العمل وفي الدراسة وفي جميع
المرافق العامة والخاصة .. فهم يعاملوننا كأننا لاجئين بالرغم من أننا
مواطنين وليس لنا حق في العيش على أرضنا !!
وظهرت
العنصرية والتفرقة بشكلٍ جليّ في أحداث أكتوبر 2000 مع بدايةِ انتفاضةِ
الأقصى حيثُ قتلت قوات الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلية 13 مواطنٍ عربي من
" مواطنيها " في عدة قرى مختلفة في شمال البلاد ..
صورة
أو ظاهرة أخرى متبعة .. وهي ظاهرة هدم البيوت في القرى " غير المعترف بها
" !! .. فأوشكوا أن يدمروا قرىً بأكملها في النقب واللد والقدس وما زالوا
مستمرين وليس فقط في هذه المناطق .. بل امتدت عمليات الهدم لتشمل عدة مدن
وقرىً أخرى في مركز وشمال البلاد !
_________________________________________________________________________________________
:::: الهوية ::::
معظمنا مسلمون .. هويتنا فلسطينية وقوميتنا عربية ..
هذه هي هويتنا الأصلية لم ولن يغيرها شلالُ مدادٍ على ورقٍ أبيض !
فإن لم يكن انتماؤنا مقره القلبُ فلا خيرَ فينا لأنفسنا قبلَ ديننا وبلادنا وشعبنا ..
وإن لم نكن نشعر مع أمتنا وما يحاك لها .. بعقولنا وأفئدتنا وكلّ جوارحنا فإننا والله لا نستحقّ العيش !
حاولوا جهدهم " أسرلتنا " .. وحاولوا أن يجعلوا لغتنا بين طيات النسيان .. ولكنهم لم يفلحوا .. ولن يفلحوا في ذلكَ إن شاء الله .
_________________________________________________________________________________________
:::: ملخص الحكاية ::::
عرب الداخل أو " عرب إسرائيل " كما تسمينا وسائل الإعلام الاسرائيلية .. عربٌ فلسطينيون أبناءُ فلسطينيين ..
شاء
الله أن نصبح لاجئين في بلادنا بعد أن كنا أصحابَ الأرض .. فبعد النكبة
عام 1948 بقي منا في بلاده من بقي .. وعاد إليها من عاد بعد تهجيره وبعد
نهاية الحرب..
وتم حرماننا من العودة لبلداتنا وقرانا الأصلية بعد الحكم العسكري لنجد لنا مكاناً آخر داخل الأرض المحتلة في الخط الأخضر ..
فقد
تم تدمير ما يقارب الـ 523 بلدة وقرية عربية وتهجير من فيها من السكان
خلال الحرب .. ومن ثم احتلالها وتحويلها لمدنٍ ومستوطناتٍ إسرائيلية ..
فمدينة " نتانيا " المعروفة اليوم بهذا الإسم في " إسرائيل " كانت قرية عربية فلسطينية قبل الحرب تدعى " أم خالد " ..
"
تل أبيب " وهي قرية تل الربيع الفلسطينية .. كذلك " أشكيلون " وأصلها
عسقلان .. " أشدود " وأصلها أسدود .. " إيلات " وأصلها أم الرشراش ..
" زخرون يعقوب " وأصلها زُمّرين .. والكثير الكثير من البلدات التي تم تهويدها بعد اغتصابها وترحيل سكانها ..
ومحدثكم
- على سبيل المثال - من بلدةٍ فلسطينية تدعى " السنديانة " وتقع إلى
الجنوب من مدينة حيفا وقد هجرت إسرائيل سكانها عام 1948 والبالغ عددهم ما
يقارب الـ 1500 نسمة ..
فدُمرت
وأقيمت على أنقاضها مستوطنة تدعى " إفيئيل " .. وأنا الآن أعيش بالقربِ
منها وليس فيها .. كذلك بلدات صبّارين والمرّاح وأم الشوف وقنير والعديد
العديد من البلدات المهجرة ..
ومن
الجدير ذكره أن عمليات التدمير والتهجير لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا في
النقب ( جنوباً ) .. وخطة إخلاء النقب من العرب ليست وليدة اليوم بل قد
صرّح بها بن غوريون في السابق معلناً أن النقب ملكٌ لليهود يتصرفون به كما
يشاؤون ..
ولكنّ لسان حالهم يقول أن الأرض جميعها أرضهم ولا حقّ للعربِ في أي شبرٍ فيها !!
على الصعيد السياسي فهنالك تيارين مختلفين على الساحة في الداخل الفلسطيني ..
الأول هو التيار الذي يرى سبيل تحقيق مصالح وحاجات المواطنين العرب في الداخل بالانخراط في البرلمان الإسرائيلي " الكنيست " ..
فهنالك
عدة أحزاب عربية وأعضاء وحتى وزراء عرب .. يرونَ في الكنيست السبيل الوحيد
لإيصال صوتهم للرأي العام الاسرائيلي وحتى العالمي بفضح بعض الجرائم
والخطط الصهيونية ..
وكذلك المحافظة على طرح مشاريع قوانين جديدة من شأنها أن تسهل أمور الحياة على المواطنين العرب في مواجهة التمييز العنصري ..
والثاني
هو التيار السياسي الإسلامي الذي يرى أن لا فائدة من الكنيست والانخراط
فيها .. بل إنّ الجهود المبذولة من قبل المواطنين أنفسهم هي الجديرة
والكفيلة بضمان العيش الكريم ..
ويتمثل
ذلك بكون " المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضا " .. ومعظم
ممثلي التيار الثاني يقبعون في السجون الإسرائيلية ويعاني آخرون من شبح
الاعتقالات المستمرة !
يجدر
الذكر هنا بأنّ رواية النكبة الفلسطينية مغيبة عن أذهان الشعب اليهودي ..
فالطفل اليهودي منذ نشأته يعلم بأن أرض " إسرائيل " هي ملكٌ لليهود ..
وقد احتل العرب " الفلسطينيون " الأرض للعيش فيها كدخلاء وهي ليست أرضهم !!
ناهيكم عن المدارس الدينية اليهودية المتطرفة .. والتي تربي أطفالها وتزرع في عقولهم بأن أرض " الميعاد " من الفرات إلى النيل !
أطلقوا عدة عباراتٍ وعدة تصريحات عنصرية بحقنا .. كقولهم " العربي الجيد هو العربي الميت " .. ورددوها ليسمعها ويكررها أبناؤهم ..
ولكن
كلّ ذلك لم يمنع وجود جمعيات ومنظمات سلمية بحثت عن الحقيقة وسعت وتسعى
جاهدة لإيصالها للمجتمع اليهودي عبر الوسائل المختلفة ..
كموقع " زوخروت " أو ذاكرات والذي يؤمن بأن إيصال حقيقة النكبة للشعب اليهودي هي الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام بين " الشعبين " !
وليس
غريباً عندما نقول بأنّ بعض اليهود الإسرائيليين يسعون جادين وجاهدين
للوصول إلى الحقيقة بشتى الطرق .. أما العرب فلا يعلمون من القصة إلا
القليل القليل ..
ولكن هذا لا ينفي إيمانهم بأنّ الأرض تعود إليهم منذ ألفي عام ..!
تحدثتُ
ذات مرةٍ مع صديقٍ لي عبر برنامج الرسائل الفورية فسألني عن مكان إقامتي
فأخبرته أنني من فلسطينيي الداخل المشهورين بعرب 48 .. فقال أين هذه ؟؟؟
أخبرته بأننا نعيش داخل الخط الأخضر في حدود ما يسمى بالـ " دولة العبرية " !! قال والله لا أعلم عن ماذا تتحدث !!!!!
أرجو الله أن يكون الجميع قد أدركَ من هم عرب 48 بعد هذا الموضوع ..
كما أرجو الله أن يعجلّ بنصرِ هذه الأمةِ نصراً لا ذلّ ولا هوانَ بعدهُ بإذنه تعالى .. إنه على ذلكَ قدير وبالإجابة جدير ..
_________________________________________________________________________________________
أكتفي بهذا القدرِ من المعلومات .. وأرجو الله أن أكون قد وفقت في توضيح شيءٍ ولو باليسير وإعطاء صورةٍ أكثر وضوحاً من سابقتها ..
ومن كانت لديه أسئلة حولَ الموضوع فليتفضل بطرحها مشكوراً على قراءتهِ واهتمامه .
دمتم في رعايةِ الله وحفظه