مدفعية الميدان فى مواجهة دبابة المعركة الرئيسة .
سؤال
حاول الكثير الإجابة عليه ، هل تستطيع مدافع القوس Howitzer تدمير دبابة
المعركة الرئيسة ، خصوصاً عندما تصبح القوات المهاجمه على مقربة من الخطوط
الدفاعية ؟ وفق المفاهيم العامة ، فإن لهذه المدفعية القدرة على حجب
الرؤية للدبابت المتقدمة ، وتدمير بيروسكوباتها وهوائياتها وجنازيرها ، من
خلال قصف شديد ومركز ، بإستخدام القذائف شديدة الإنفجار HE ، وقد يصاب بعض
أفراد أطقمها بإصابات خطيرة ، ولكن السؤال المهم هل يمكن تدميرها ؟
نطرح هذا الموضوع
بعد أن لاحظنا أن هناك لبس عند الكثيرين بالنسبة لمعنى الإصابة ، وهل يعنى
هذا المصطلح التدمير ؟ وحتي لا نتشعب بالموضوع ، نعرض لكم التقديرات
الأمريكية والروسية لفاعلية ذخيرة المدفعية شديدة الإنفجار HE فى دور
مكافحة الدروع ، وهي الذخيرة الأساسية المستخدمة من قبل مدفعية الميدان فى
جميع جيوش العالم .
ففى حين كانت معظم
التقديرات الأمريكية والروسية ، حول تأثيرات هذه الذخيرة ضد الأهداف خفيفة
التدريع والشاحنات والرادارات ، كانت متقاربة ، إلا أن التباين الهام كان
حول فعالية هذه القذائف إتجاه الأهاف المدرعة الصلبة ، من حيث إمكانية
تدميرها .
أجرى الروس العديد
من التجارب الحية لإطلاقاتهم ، وإدعوا أن قذائفهم HE من عيار 122 ملم و
152 ملم حققت مستويات عالية من الأضرار damage ضد الدبابات وناقلات الجنود
المدرعة .وإستخدم
الروس معيارين لقياس الأضرار ، الأول معيار " معطوب " damage ويطلق هذا
على الوسائط غير القادرة على مواصلة القتال . المعيار الثانى " محطمة "
destroyed ويطلق على الوسائط المدمرة بالكامل .
الأمريكان يستخدمون
معايير أخرى مختلفة تماماً ، وهو " الوقت اللازم للتصليح " estimated time
of repair ، فإذا أمكن إصلاح الأضرار فى تجهيز معين فى غضون أقل من نصف
ساعة ، فهو لا يدخل ضمن هذا المعيار ، وإذا تجاوز وقت الإصلاح ذلك ، فإن
الحالة تدخل فى معيار آخر ، وهكذا ..
فى عام 1988 أجرى
الأمريكان تجارب جديدة ، لتطوير قاعدة البيانات الخاصة بهم حول تأثير
قذائف HE ضد الأهداف المدرعة . فتم إطلاق عدد 56 قذيفة HE ضد عدة أهداف
مدرعة ، وذلك بإستخدام صمامات fuses تصادمية وأخرى تقاربية . الأهداف كانت
عبارة عن سيارات شحن أمريكية وعربات مدرعة M557 ودبابات نوع M-48 . جرى
الإطلاق بواسطة قذائف عيار 155 ملم الهاوتزر ( المكافئة تقريباً للقذائف
الروسية من عيار 152 ملم ) وكانت النتائج كالتالي :
-التأثيرات الناتجة
على سيارات الشحن والأفراد ، كانت قريبة من التوقعات النموذجية ، فى حين
أن التأثيرات والأضرار على العربات المدرعة والدبابات ، كانت أعلى كثيراً
من التوقعات النموذجية .
-تم إنجاز ما نسبته
67 % من الأضرار الفعلية فى العربات المدرعة والدبابات . حيث إستطاعت
شظايا Fragmentation القذائف HE إختراق دروع العربات المدرعة وتدمير
تجهيزات رئيسية ، وجرح أطقم هذه العربات ( دمى بالحجم الطبيعى ) كما تم
إتلاف جنازير العربات وعجلات الطريق road wheels ومناظير الرؤية لدبابات
M-48 وإشتعلت النار فى إحدى العربات .
-المثير للإنتباه
أن جميع هذه الأضرار لم تكن نتيجة إصابات مباشرة بل كلها كانت حاصلة بسبب
إنفجارات قريبة . لقد أكدت هذه الإختبارات أن الضربات أو الإصابات
المباشرة Direct hits غير ضرورية لتعطيل الدبابات والعربات المدرعة الأخرى
( ولو بنسب متفاوته ) .
بعد سبعة أشهر أجرى
الجيش الأمريكى إختبارات جديدة لمطابقة معطيات الأضرار التى تسببها
الشظايا ضد الأهداف المدرعة ، والتى تحققت فى الإختبار الأول فتم إستخدام
مدافع هاوتزر M109 عيار 155 ملم ، وذخيرة HE بصمامات تصادمية وأخرى
تقاربية ، وتم إختبار إسلوب النيران المباشرة وغير المباشرة ، وكانت
النتائج كالتالى :
-ضربة مباشرة بقذائف HE مع صمامة تصادمية ، أدت إلى تدمير كلي للعربات المدرعة والدبابات .
-ضربة غير مباشرة على مسافة 30 متر من الهدف المدرع ، أدت إلى تدمير عجلات الطريق والجنازيرTracks وأنظمة الرؤية للسلاح الرئيسي .
-ضربة مباشرة
بإستخدام صمامه تقاربية ، أدت إلى تدمير سبطانات المدافع وأنظمة الرؤية
والهوائيات antennas والمحركات ، ودمر كل شيء خزن فوق برج الدبابات .
وبشكل عام عانت
الدبابات أضراراً شديدة أعاقت قدرتها على الحركة أو إطلاق النار . كما أن
الدخان والغبار الناتج عن إنفجار قذائف HE ، قد قلل من قدرة أطقم الدبابات
على مشاغلة أهدافهم من المدى الأقصى بنسبة 40 % .
لقد أثبتت هذه الإختبارات دقة المعطيات الروسية حول تأثير القذائف المتشظية HE ضد الأهداف المدرعة ، خصوصاً عند تحقيق ضربات مباشرة .