عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
موضوع: المواقع الدفاعية والخطة العراقية السبت فبراير 13, 2010 8:37 pm
المواقع الدفاعية والخطة العراقية
1/ كان الجيش العراقي قد جهّز نفسه جيداً للدفاع عن مسرح العمليات الكويتي فأصدر خطط العمليات على المستويَين العملياتي والتكتيكي وأعدّ خطط الطوارئ اللازمة وبينما وضع بعض الوحدات ذات الكفاءة القتالية الأقل في المواقع الأمامية كان الكثير من الوحدات الثقيلة والنظامية في الخلف قليلاً وجاهزة للقتال حقيقة لم تكن إستراتيجية الدفاع العراقية قادرة على مواجهة الإستراتيجية الهجومية لقوات التحالف إذ أثبتت الأحداث أن افتراض العراق نجاح التكتيكات التي اتُّبعت في الحرب الإيرانية / العراقية في هذه الحرب هو خطأ من جميع الوجوه.
وافتراض أن الهجوم سيكون في اتجاه الأراضي الكويتية فقط لتنفيذ الهدف السياسي لقوات التحالف وهو تحرير دولة الكويت هو خطأ كذلك إضافة إلى ذلك فقد أصبحت الاستخبارات التكتيكية العراقية عمياء لدى بدء الحرب الجوية كما أمسى التخطيط الدفاعي العراقي غير فعال نتيجة سرعة هجوم قوات التحالف وقوة نيرانها وتفوّقها التكنولوجي مما تسبب بمفاجأة العراقيين وهزيمتهم.
2/ جهّز العراقيون أنفسهم لمواجهة الهجوم المتوقع بالأسلوب نفسه الذي يعكس نجاحهم في الإستراتيجية الدفاعية أثناء حربهم ضد الإيرانيين فقد أنشأوا حزامَين دفاعيَّين رئيسيَّين إضافة إلى تحصينات وموانع كثيفة على طول الساحل أنشئ الحزام الدفاعي الأول موازياً للحدود ويراوح بُعده عنها بين 5 و 15 كم داخل الكويت ويتكون من حقول ألغام متصلة يراوح عرضها بين 100 إلى 200 متر مع الأسلاك الشائكة والخنادق المضادّة للدبابات والسدود الترابية والخنادق المملوءة بالنفط لتغطية طرق الاقتراب الحيوية كما يغطي هذا الحزام نقاطاً قوية بقوة فصيل أو سرية للإنذار المبكر ولتعطيل المهاجم.
3/ أنشئ الحزام الدفاعي الثاني على بُعد 20 كم خلف الحزام الأول بدءاً من شمال الخفجي واستمراراً إلى شمال غرب حقول النفط في منطقة الوفرة حتى يتقابل مع الأول بالقرب من المناقيش يُشكّل الحزام الدفاعي الثاني هذا خط الدفاع الرئيسي العراقي في الكويت أمّا الموانع وحقول الألغام فهي مشابهة لما بُني في الحزام الأول.
ووضعت الخطة الدفاعية العراقية على أساس أن تكون مهمة قوات الحزام الأول صد المهاجم، وإبطاء معدل هجومه واستدراجه إلى مناطق قتال مُعَدّة مسبقاً بين الحزامَين الدفاعيين وتكبيده أكبر خسائر ممكنة قبل مهاجمته الحزام الثاني وإذا استطاعت القوات المهاجمة اختراق الحزام الثاني فإنها تواجه بالهجمات المضادّة من الاحتياطيات المدرعة مستوى الفِرق والفيالق.
الكفاءة القتالية للقوات العراقية
1/ كان أحد أهداف المراحل الأولى للحملة الجوية هو قلب توازن القوى ليكون في مصلحة قوات التحالف وهو ما تحقق تحققاً تاماً فقد نُفّذ أكثر من 100 ألف مهمة جوية قتالية ومساندة وأطلق 288 صاروخ توماهوك خلال المراحل الثلاث الأولى من الحملة كما أن إجمالي المهام الجوية القتالية التي نُفّذت بوساطة القوات الجوية تشكل 60% من إجمالي المهام إن إصابة القوات العراقية ومراكز القيادة والسيطرة كانت جسيمة كما عوِّقت قدرة الرئيس صدام حسين على توجيه قواته وقيادتها في حالات عديدة.
وفقد قادة الفيالق والفرق والألوية الاتصال بالقادة المرؤوسين وأصيبت ودمّرت أعداد كبيرة من المعدات ودمّرت مناطق الإمداد وشبكات الطرق وعقد المواصلات وساعدت العمليات الجوية ضدّ الوحدات الميدانية وعمليات الحرب النفسية على إضعاف الروح المعنوية والروح القتالية لدى الجنود العراقيين أمّا المرحلة الثالثة من الحملة الجوية فقد قلّصت قدرة الجيش العراقي على مواجهة القوات البرية لقوات التحالف.
2/ وفي النهاية وبعد أكثر من شهر من القصف الجوي أصبحت القوات العراقية التي بقيت في الكويت في حالة سيئة وأمست قدرتها على تنفيذ عمليات دفاعية ناجحة ضعيفة جداً وعندما بدأت الحرب البرية كانت تقديرات نتائج العمليات الجوية تشير إلى أن الكفاءة القتالية للقوات العراقية انخفضت إلى النصف (50%) واللافت أنه بينما تحملت فرق المشاة الأمامية خسائر جسيمة كانت وحدات الحرس الجمهوري وفرق المشاة والمدرعات في الشمال والغرب لا تزال تتمتع ببعض الكفاءة القتالية.
وهذا يرجع بالتأكيد إلى القرار المتعمد في شأن قصف المواقع الدفاعية الأمامية كجزء من خطة الخداع ولدى بدء الهجوم البري وعلى الرغم من تحقيق مفاجأة وحدات الحرس الجمهوري والقوات الأخرى في الشمال والغرب بتقدم تشكيلات قوات التحالف إلاّ أنها لم تفقد قدرتها القتالية وكانت مستعدة للقتال.
أوضاع القوات العراقية وتجميعها وحجمها قبل الهجوم البري
1/ قدرت استخبارات وزارة الدفاع الأمريكية حجم القوات البرية العراقية في مسرح العمليات الكويتي في 15 يناير 1991 أي قبل بداية عملية عاصفة الصحراء بالآتي:
أكثر من 546.700 مقاتل في المسرح الكويتي.
نحو 43 فرقة/ 4280 دبابة/ 3100 قطعة مدفعية/ 2880 عربة نقل مدرعة.
2/ أوضحت هذه التقاريرأنه نتيجة للعمليات الجويةوعمليات الاستنزاف للقوات العراقية انخفضت الكفاءة القتالية لفرق الخط الدفاعي الأول إلى أقل من 50% وقُدِّرت الكفاءة القتالية للفرقة 45 المشاة الآلية (جنوب السلمان) بـ 50 ـ 75% وبالمثل الفِرق المدرعة 12، 52، 17، 10 التي تشكّل الاحتياطيات التكتيكية.
كما قُدِّرت الكفاءة القتالية لفرقتَي الحرس الجمهوري المدرعة المدينة والمشاة الآلية توكلنا بـ 50 ـ 75% والتقرير العام يوضح أن النسق التكتيكي والمدفعية أصيبا بخسائر جسيمة وانخفضت القدرة القتالية للنسق العملياتي وكذلك تأثر باقي وحدات الحرس الجمهوري يوضح نسبة الخسائر في الفرق العراقية.
3/ توضح كذلك التقديرات التي رُفعت إلى القائدَين (قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات وقائد القوات المركزية الأمريكية) قبل بداية العمليات البرية فقد تضمنت القوات العراقية في مسرح العمليات الكويتي عناصر من (43) فرقة (25) فرقة متخذة الأوضاع الدفاعية و(10) فرق احتياطي عملياتي و( فرق احتياطي إستراتيجي كما خُصصت عدة ألوية مستقلة للعمل تحت سيطرة الفيالق أما وحدات الحرس الجمهوري والفرق الثقيلة الأخرى التابعة للجيش فقد احتلت مواقع دفاعية، خلف القوات، التكتيكية والعملياتية
4/على الرغم من هذه التقديرات فإن نقاط الضعف العراقية لم تكن ظاهرة لقادة وحدات وتشكيلات قوات التحالف البرية فقد كانوا يرون أمامهم القوات العراقية المشكلة في (43) فرقة في المسرح محتلة مواقع دفاعية بعمق وخلفها الاحتياطيات التكتيكية والعملياتية القوية أمّا فرق المشاة فهي متحصنة جيداً في الأرض ومعززة بالدبابات والمدفعية وخلفها الاحتياطيات المختلفة بحجم لواء أو أكبر.
وفي منتصف الكويت في المنطقة الواقعة بين قاعدة "علي السالم" الجوية ومطار الكويت الدولي توجد فرقة مدرعة وفِرقتا مشاة آليتان تشكل احتياطياً بقوة فيلق إضافة إلى وجود قوات مدرعة أخرى شمال غرب الجهراء.
5/ على طول الساحل ونتيجة لخوف العراقيين من عمليات الاقتحام البرمائية اتخذت (4) فرق مشاة، وفرقة مشاة آلية مواقع دفاعية خلف حقول الألغام والموانع وعلى الحدود العراقية ـ الكويتية اتخذت (6) فرق على الأقل من الحرس الجمهوري وفرق مشاة ومشاة آلية ومدرعة أخرى مواقعها جاهزة لتوجيه الضربات المضادّة لقد كان مخططو قوات التحالف عشية الهجوم البري يقدرون أن نحو 450 ألف مقاتللا يزالون في مسرح العمليات الكويتي.
أوضاع قوات التحالف ليلة الهجوم البري
عندما بدأت الحرب البرية كانت قوات التحالف منتشرة على خط يمتد من الخليج العربي إلى مسافة 300 ميل غرباً في الصحراء في أربعة تشكيلات رئيسية
القوات البرية المركزية
تكونت القوات البرية المركزية الأمريكية من الفيلقَين (18) و (7)، على الجناح الغربي من المسرح الفيلق (18) إلى اليسار والفيلق (7) إلى اليمين ويغطيان ثلثَي الخط المحتل بوساطة القوات المتحالفة.
القوات المشتركة في المنطقة الشمالية
القوات المشتركة في المنطقة الشمالية في المنتصف، تتكون من الفرقة الثالثة المشاة الآلية المصرية والفرقة الرابعة المدرعة المصرية والفرقة التاسعة المدرعة السورية ومجموعة الصاعقة المصرية ومجموعة الصاعقة السورية واللواء العشرين المشاة الآلي السعودي واللواء الرابع المدرع السعودي ولواء الشهيد الكويتي ولواء التحرير الكويتي.
قوة مشاة البحرية الأولى (M E F 1)
قوة مشاة البحرية الأولى إلى يمين القوات المشتركة في المنطقة الشمالية مشكّلة من الفرقة الثانية مشاة البحرية وملحق عليها لواء التيجر (Tiger) إلى اليسار والفرقة الأولى مشاة البحرية إلى اليمين ويعمل لواء مشاة البحرية الخامس على الساحل (من الجبيل، ورأس مشعاب، والخواري) كاحتياطي لقوة مشاة البحرية الأولى كما تحرك جناح طيران مشاة البحرية الثالث من قواعده بالمملكة والبحرين إلى الأمام في "تناقيب" على الساحل السعودي.
القوات المشتركة في المنطقة الشرقية
على الجناح الأيمن على طول الساحل نُظّمت هذه القوات في أربع مجموعات قتال "قوة واجب (Task Force) ثلاث منها تسمّى بأسماء الخلفاء الراشدين /رضي الله عنهم ـ أبي بكر وعمر وعثمان والرابعة باسم القائد طارق بن زياد فضلاً عن قوة احتياطية وجاء تنظيم القوات من الشرق إلى الغرب على النحو التالي:
قوة واجب أبي بكر تتكون من اللواء الثاني المشاة الآلي من الحرس الوطني، وكتيبة مشاة آلية من قطَر.
قوة واجب عثمان تتكون من اللواء الثامن المشاة الآلي من القوات البرية السعودية وسرية مشاة من البحرين وسرية مشاة من الكويت.
قوة واجب عمر تتكون من اللواء العاشر المشاة الآلي من القوات البرية السعودية وكتيبة مشاة من عُمان.
قوة واجب طارق تتكون من كتيبتين من مشاة البحرية السعودية وفوج مشاة من المغرب وكتيبة مشاة (ناقص سرية) من السنغال.
في الاحتياطي كتيبة مشاة آلية من قطَر وكتيبة مشاة من الإمارات العربية المتحدة. ....................... يتبع