Admin Admin
عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
| موضوع: (أدولف هتلر) 1889-1945,سياسي ألماني وقائد عسكري, الأحد فبراير 14, 2010 1:43 pm | |
| أدولف هتلر (أدولف هتلر) 1889-1945,سياسي ألماني وقائد عسكري, وواحد من أكثر الحكام الديكتاتوريين قوة في القرن العشرين. قام (هتلر) بعسكرة المجتمع الألماني بشكل كامل, وشن الحرب العالمية الثانية في عام 1939 جاعلاً أوروبا مسرحاً لأكثر الحروب دموية في التاريخ البشري, وجعل من معاداة السامية مفتاحاً لدعايته وسياساته, وأنشأ الحزب النازي, وكان يأمل في السيطرة على ألمانيا ومن ثم يحكم سيطرته على أوروبا وشمال أفريقيا, وأدخل نظام التعقيم الإجباري والموت الرحيم من أجل الحفاظ على نقاء الجنس الآري للشعب الألماني ونتج عن هذه السياسة التخلص من ملايين اليهود والغجر والشعوب السلافية, واعتبروا جميعاً بمثابة عبيد للرايخ الألماني. نشأته ولد (أدولف هتلر) في برونو آم إن , في الإمبراطورية النمساوية المجرية, في العام 1889 , وكان الطفل الرابع (لكلارا) و(ألويس هتلر). وقام والد (هتلر) بشق طريقه في الجمارك النمساوية حتى وصل إلى مركز مرموق , ونتج عن هذا أن أصبح لدى (هتلر) طفولة مريحة. ودخل (هتلر) المدرسة في العام 1900, وكانت علاماته الدراسية فوق المتوسط. واتجه بعدها إلى المدرسة الثانوية التي تعد الطلاب للدراسة الجامعية وتقوم بتعليم اللغات الحديثة والمواد التقنية. وعلى أية حال فقد حدث اختلاف بين (هتلر) ووالده حول مستقبله المهني فقد أراده والده أن يصبح موظف مدني مثله أما (هتلر) فقد أصر على أن يصبح فنان. نتيجة لذلك فقد كان أداء (هتلر) سيئاً في المدرسة الثانوية وقام بإعادة السنة الأولى من المرحلة. خلال هذه المرحلة , بدأ وعي (هتلر) السياسي يتشكل من خلال رؤيته للقومية الألمانية, وبداية معاداة السامية, ومعارضة العائلة المالكة(الهابسبورج) والبنية السياسية في الإمبراطورية النمساوية المجرية. ومثل معظم المواطنين المتحدثين باللغة الألمانية في الإمبراطورية النمساوية المجرية, فقد اعتبر (هتلر) نفسه ألمانياً أولاً وأخيراً. وأحدثت وفاة والد (هتلر) المفاجئة عام 1903 تغييراً في العائلة. فقد كان المعاش يغطي احتياجات ا(هتلر) وأمه وأخته , ولكن مع غياب الأب المسيطر, فقد تغير موقع هتلر في العائلة , فقد أمضى الكثير من الوقت في اللعب والحلم, وانعكس ذلك في ضعف أداءه المدرسي , فترك الدراسة مبكراً في عام 1905 بعد حصوله على معادلة الصف الثامن.هتلر بجانب لودفيج فتيجنشيتن أشهر فيلسوف في القرن العشرين
حياته في فيينا كان (هتلر) يأمل في أن يصبح فناناً , ولكنه فشل في اختبارات أكاديمية الفنون في فيينا في أكتوبر 1907 وماتت والدته عام 1908 , وتظاهر (هتلر) باستكمال دراسته في فيينا لكي يستمر في الحصول على راتب تقاعدي بحكم كونه يتيم الأب والأم, لكنه في الواقع كان معجباً بالمدينة خاصة أبنيتها العامة وتردد على الأوبرا خاصة أوبرا فاجنرWagner التي يحب سماعها. وعندما استنفد (هتلر) أمواله التي ورثها , لم يرغب (هتلر) في العمل , واتجه إلى ملاجئ المشردين, وهناك كشف عن أفكاره السياسية المتطرفة خاصة المفاهيم العرقية ل(لانز فون ليبنفيلز) الذي نشر دورية مطبوعة تتحدث عن التفوق المفترض للجنس الآري الذي يشتمل الألمان, ووضاعة الأجناس الأخرى خاصة اليهود منهم , وفي نفس الوقت اكتسب (هتلر) كراهية الشيوعيين واتجه إلى مساواتهم باليهود. وبين العام 1910 و 1913 تحسنت حياة (هتلر) عندما قام برسم وبيع كروت البريد والصور ليعيش على دخلها, ونسخ اللوحات الفنية لكبار الفنانين , ورسم الأبنية العامة. وقام بمناقشة أفكاره مع الآخرين في المكان الذي عاش فيه,وبدأ في تطوير أسلوبه فيالتحدث للجماهير. ودفعه إعلان التجنيد في الجيش النمساوي إلى الاتجاه لميونخ في ألمانيا عام 1913, هرباً من السلطات النمساوية, وتم تسليمه للسلطات النمساوية ولكنها وجدته غير لائق طبياً فاتجه إلى ميونخ ثانية.هتلر خلال تظاهرة في فيينا
الحرب العالمية الأولى قدم اندلاع الحرب العالمية الأولى1914 الفرصة (لهتلر), واعتبرها هروباً من الحياة المدنية العديمة الجدوى , فقد نفدت أمواله , تطوع في الفوج البافاري في الجيش الألماني , وخدم في الحرب. وحصل مرات متعددة على نياشين لشجاعته ولكن لم تتم ترقية رتبته(عريف) أبداً. ففي حرب عالية الإصابات تكون عملية إرسال التقارير إلى الضباط خاصة خلال هذه الفترة تحتاج إلى رجل لديه السرعة في توصيلها متحملاً واجبه في المخاطرة وهو ما برع فيه (هتلر) خلال الحرب ولعله كان السبب في عدم ترقيته. ورأى (هتلر) في حرب الخنادق شكل من أشكال الصراع من أجل البقاء بين الأجناس, كفاح يراه (هتلر) يبرر جوهر الوجود. في نفس الوقت فقد نما شعوره المعادي للسامية إلى مستوى متطرف. وعند هزيمة ألمانيا في الحرب عام 1918, كان (هتلر) يُعالج في المستشفى العسكري لإصابته بعمى مؤقت بالغاز, واعتبر اليهود هم السبب في هزيمة ألمانيا. عاد (هتلر) إلى ميونخ بعد الحرب. وتم اختياره ليكون متحدث سياسي في المقر المحلي للجيش, وحصل على تدريب خاص, ومنح الفرصة ليتدرب على أحاديثه السياسية قبل عودة أسرى الحرب. وأدى نجاح أحاديثه إلى أن تم اختياره مشرف على المجموعات السياسية في منطقة ميونخ. وفي هذه المهمة تحرى (هتلر) عن حزب العمال الألماني وهو واحد من المجموعات القومية والعرقية التي نشأت في ميونخ في أعوام ما بعد الحرب. بديات الحزب النازي أصبح حزب العمال الألماني , والذي تمت تسميته بعد ذلك باسم حزب العمال الاشتراكي الألماني أو الحزب النازي, يستحوذ على كل تركيز (هتلر). ففيه وجد مخرجاً لمواهبه في التهييج السياسي والتنظيم الحزبي. وتبنى الحزب نفس الأفكار التي التقطها (هتلر) عندما كان في فيينا منها القومية العرقية العنيفة ومعاداة السامية. وشارك النازيين أيضاً معارضتهم للديمقراطية الليبرالية الحاكمة في جمهورية فيمار الألمانية.التي أنشأت بعد الحرب العالمية الأولى. مع أن (هتلر) مازال في الجيش , إلا أن (هتلر) أصبح بسرعة المتحدث الرسمي باسم الحزب , ومكنته موهبته الخطابية أمام الجماهير واستخدامه لموارد الجيش العسكرية لعمل الدعاية والإعلان من سحب أعداد من المستمعين لخطاباته ووصل عددهم في 24 أبريل 1920 إلى 2000 شخص. ترك (هتلر) الجيش في الشهر التالي, ثم اتجه إلى السيطرة على الحزب النازي, فكان أكثر المُجندين فعالية في الحزب , وعندما وجه بمعارضة من داخل الحزب , فقد عثر على الطريق لإخراج المنافسين والمنشقين عدة مرات بالتهديد بترك الحزب. فحصل (هتلر) على الدعم الكافي ليتم اختياره فوهرر (قائد مطلق) للحزب في 29 يوليو 1921. الصعود إلى السلطة ناشد (هتلر) مجموعات مختلفة من الناس بدمج أسلوب خطاب فعال وبحرص مع ما بدا أنه تصميم وإخلاص مطلق. فقد وجد قطاع عريض من المستمعين لبرنامجه عن الانتقام الوطني, الفخر العرقي بالقيم الجرمانية, وكراهيته لفرنسا واليهود والأعراق الأخرى غير الألمانية , واستنكافه لجمهورية فيمار , وأصر (هتلر) على أن الدكتاتورية هي القادرة على إنقاذ ألمانيا من الهاوية التي سقطت فيها. وتغيرت وجهات نظره بالحد الأدنى فقط في سنوات لاحقة , وجذب قطاعات أوسع من المستعين. الانهيار الاقتصادي في نهاية الحرب العالمية الأولى, فرض الحلفاء (بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة) على ألمانيا دفع تعويضات لها عن خسائر الحرب التي تكبدتها. فرفضت الحكومة دفع كل ما طلب منها , فقامت على أثرها فرنسا وبلجيكا باحتلال مناجم الفحم في منطقة الروهر الصناعية في وسط غرب ألمانيا في يناير 1923. فقامت الحكومة بتعليق دفع التعويضات ودعت إلى المقاومة السلبية من جميع العمال في منطقة الروهر. أخذت هذه المقاومة شكل إضراب عام, فرفض العمال في كل أنحاء الروهر العمل, ولدفع المال للعمال المضربين نتيجة توقف إنتاج الفحم فقد طبعت الحكومة كميات كبيرة من المال الجديد, وأدت هذه الزيادة الكبيرة في العرض النقدي إلى حدوث تضخماً منفلتاَ , وأخذت العملة الألمانية تفقد قيمتها بسرعة. ورأى الناس مدخراتهم قد أصبحت عديمة القيمة بينما ارتفعت أسعار السلع بمستويات جنونية. خطبه في قاعات البيرة أصبحت الحكومة الألمانية مواجهة بتضخم واسع وعصيان مدني متزايد, فحاولت عقد اتفاقية جديدة مع الحلفاء. عند هذه النقطة, قرر (هتلر) أن الوقت قد حان للقيام بالثورة , فقد أصبح أتباعه قلقون وخاف من أن الفرصة لعمل الانقلاب قد تمر بعد عقد الحكومة للاتفاقية وتنهي التضخم. وفي 8 نوفمبر 1923 بدأ (هتلر) و600 عضو مسلح من أتباعه (قوات العاصفة والميليشيات النازية العسكرية) التحرك صوب قاعة بيرة ميونخ حيث يتواجد (جوستاف فون كار) رئيس الحكومة البافارية يعقد اجتماعاً عاماً, فأخذه (هتلر) وأتباعه رهائن, وأعلنوا تشكيل حكومة وطنية جديدة. ثم أطلقوا سراح (فون كار) فاعتبر (هتلر) وأتباعه خارجون عن القانون وأمر بسحق الثورة. وببسالة, قاد (هتلر) رجاله مسيرة إلى مركز مدينة ميونخ في اليوم التالي. فأوقفت شرطة الولاية الميسرة وبدأت بإطلاق النار, وقتلت 16 من أتباع (هتلر), ومع غياب دعم الجماهير , لم يكن أمام (هتلر) فرصة للصمود أما قوة الشرطة والجيش البافاري. فهرب (هتلر) من الشرطة لكن تم اعتقاله بعد ذلك وحكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة الخيانة, لكن أطلق سراحه بعد أقل من سنة. وبالرغم من فشل الثورة التي قادها ضد الحكومة البافارية, فإنها كانت مفيدة ل(هتلر) فقد علمته الطريق لقهر الديمقراطية الحاكمة في البلاد ليس عن طريق القيام بثورة مسلحة وإنما عن طريق اكتساب الدعم الشعبي وتجنب تحدي السلطات السياسية والعسكرية.ملصقات الدعاية الإنتخابية عام 1932 كتاب كفاحي Mein Kampf بينما كان (هتلر) في السجن أصدر المجلد الأول من كتابه "كفاحي" عام 1925 وبعد خروجه من السجن أصدر المجلد الثاني وهذا العمل يحتوي على العديد من أفكاره الأساسية. فقد آمن (هتلر) أن التاريخ يسجل الصراع بين الأجناس البشرية , واعتبر أن العرق الآري هو العرق المتفوق على باقي الأعراق الأخرى, مرتكزاً على ألمانيا, ويحكم بعدها سيطرته على العالم. لكن للفوز في الصراع, يجب أن يحكم ألمانيا دكتاتور ويكون لديه الوعي العرقي. ويأتي الوعي العرقي من خلال تحريك الجماهير عن طريق الدعاية التي تثير مشاعرهم, وتزيد من تحقيرهم للأجناس العرقية الأخرى, خاصة اليهود. واحدة من أفكار (هتلر) الأساسية كانت فكرة المجال الحيوي. وشجب الأحزاب الألمانية والحركات التي تريد البقاء على معاهدة فرساي 1919 , ودعا إلى إلغاء هذه المعاهدة التي أذلت ناصية ألمانيا , وذكر (هتلر) في كتابه أن ألمانيا في حاجة إلى توسيع أرضها لتلبية احتياجاتها وطرد السكان المحليين أو قتلهم من الأراضي المستولى عليها. وهذا الإجراء يعني الحرب بطبيعة الحال, لكن ليس لهدف سياسي أو اقتصادي. فقد أراد (هتلر) القتال للحصول على امتداد واسع للأرض الألمانية ينشأ فيها المستوطنون الألمان وعائلاتهم ويجب أن تكون هذه الأرض في أوروبا وليس على غرار المستعمرات البريطانية والفرنسية الممتدة فيما وراء البحار. ومع الاحتياج لمزيد من الأراضي يجب أن ينمو التعداد السكاني بشكل كافي لسد الحاجة من الجنود والمستوطنين لسد النقص في الخسائر الناتجة عن الحرب, لكن لم يوضح (هتلر) ماذا سيحدث للمستوطنين الألماني عندما يلتقون على الجانب الآخر من الكرة الأرضية. إعادة تنظيم الحزب خلال فترة وجوده في السجن ترك (هتلر) مسئولية توجيه الحزب إلى (ألفريد روزنبرج) وأعد (روزنبرج) صحيفة الحزب "الرقيب الشعبي" , لكنه لم يتمتع بالقدرات الإدارية التي يتمتع بها (هتلر), فاستأنف (هتلر) بسهولة السيطرة على الحزب بعد إطلاق سراحه في ديسمبر 1924, وفي الفترة من عام 1925 إلى العام 1930 أسس (هتلر) شبكة من تنظيمات الحزب المحلية في معظم أنحاء ألمانيا, وأعاد تنظيم الSA , وفي نفس الوقت نظم (جيش الدفاع) أو SS, لحمايته, ولضمان سيطرته على الحزب, وتأدية مهمات الشرطة. وفي عملية توسع سلطة الحزب الاشتراكي, ساعد (هتلر) العديد من الرجال الذين عملوا بجانبه قبل العام 1923. منهم (هرمان جورينج) والذي كان طياراً مقاتلاً في الحرب العالمية الأولى, اختاره (هتلر) لإعادة تنظيم الSA , وكان أكثر المقربين إلى ثقة (هتلر). و (رودولف هيس) كان هو الآخر طيار, وأصبح سكرتير (هتلر) ولعب دور رئيسي في تنظيم الحزب. و (جوزيف جوبلز) الذي كان مؤلفاً طموحاً والذي طور أساليب الدعاية النازية. و (أرنست روم) كان ضابطاً في الجيش وأدي اشتراكه في الحزب لزيادة دعم الجيش للحزب, وهو الذي بني ال SA وقتل في "ليلة السكاكين الطويلة" بناء على أوامر (هتلر) في العام 1934, عندما شعر (هتلر) أنه قد أصبح يمثل تهديد لخططه. أما (هنريك هملر), الذي درس الزراعة, فقد بدء عمله في الحزب في السكرتارية , لكنه انتقل إلى الSS, والذي قادها فيما بعد. و (ماكس أمان), الذي كان رئيس (هتلر) المباشر في الحرب العالمية الأولى, فأصبح مسئولاً عن صحيفة الحزب, ومنشوراته المطبوعة, التي حولها إلى عمل مربح. زيادة شعبية الحزب بدأ (هتلر) في العام 1928 بناء قوة الحزب بالوسائل الديمقراطية. ففي انتخابات 1928 حصل الحزب النازي على 3% من أصوات الناخبين. وفي تسوية عام 1929 الجديدة قدم استجواب حول تعويضات الحرب, وخطة يونج, وفتح إمكانية نهاية مبكرة للاحتلال الأجنبي المتبقي في جزء من ألمانيا, مثل هذه الأحداث من الممكن أن تثبت الجمهورية , فشن (هتلر) هجوم على خطط الجمهوريين بتمويل من القومي الألماني (ألفريد هندنبرج) , والذي منح (هتلر) الفرصة للتحدث في ألمانيا.فشلت المبادرة لإيقاف خطة يونج, لكن (هتلر) نجح في تجنيد أتباع جدد الذي لم يؤمنوا برسالته فقط بل أيضاً لديهم الرغبة في تمويل الحزب النازي. وفي أواخر العام 1929 ظهرت آثار الكساد العظيم على ألمانيا, وارتكزت آخر حكومة لجمهورية فيمار على أغلبيتها البرلمانية في الرايخستاج (البرلمان الألماني), وأصبحت غير قادرة على التعامل مع الأزمة فسقطت في مارس 1930. فشكل الرئيس (بول فون هندنبرج) حكومة جديدة برئاسة (هنريك برنينج) كمستشار لألمانيا, ومع ذلك لم ينجح (برنينج) أو الرايخستاج حل الأزمة, فحل (هندنبرج) الحكومة وفرض قانون الطوارئ, عوضاً عن إجراء الانتخابات التشريعية. وفي الانتخابات الجديدة في سبتمبر حقق النازيون اختراق انتخابي بحصولهم على 107 مقعد في الرايخستاج. انتصار الحزب النازي ارتكز على التملص من التزامات ألمانيا المالية من دفع التعويضات, سببت بذلك دفع المستثمرين الأجانب في سحب أموالهم خارج البلاد, وانهيار النظام المصرفي الألماني لعدم كفاية رأس المال, وبذلك فقد أحسن النازيون استغلال سوء الأحوال الاقتصادية للبلاد لرفع شعبيتهم عن كافة الأحزاب الأخرى. وكان النازيين هم المجموعة الوحيدة التي أجابت على كل الأسئلة في وقت قصير وطرحوا برنامجهم الخاص بالإصلاح, فخسرت الأحزاب الألمانية الأخرى الأصوات لصالح النازيين. وعند ارتفاع معدلات البطالة بشدة خلال فترة المصاعب الاقتصادية قام العديد من الذين لم يصوتوا للنازيين من قبل بالتصويت لأول مرة للحزب النازي, الذي قدم خطة بسيطة ولكنها جذابة لحل المشاكل, ولم يكن هؤلاء بمرتبطين أو يهتمون بالجماعات والأحزاب السياسية, نتيجة لذلك فقد اعتقدوا أنه يمكنه تشكيل الحكومة التي تتعامل مع المشكلات بفاعلية عن الحكومة الجمهورية. وفي الانتخابات التي جرت في عام 1932, حصل النازيين على المزيد من الأصوات عن كل الأحزاب الأخرى, وطلب (هتلر) من الرئيس (هندنبرج) أن يقبله مستشاراً لألمانيا. وبالرغم من أن (هندنبرج) قد رفض (هتلر) في البداية, إلا أن مجموعة صغيرة من الرجال أقنعوه بقبوله. فقد شعروا بأن (هتلر) بما لديه من شعبية وموهبة قادر على أن يكون أكثر تأثيراً من الحكومة أو أن يستولي على الحكم بفعل هذه الشعبية الهائلة, فاضطر إلى قبول (هتلر) مستشاراً لألمانيا, بالرغم من رفضه لأفكار (هتلر). وفي الثلاثين من يناير 1933 أصبح (هتلر) مستشاراً لألمانيا. النظام النازي فور أن أصبح (هتلر) مستشاراً لألمانيا, تحرك لتدعيم سلطته. فأقنع الرئيس (هندنبرج) بإصدار مرسوم يعلق كل الحريات المدنية في ألمانيا. وسيطر على المجلس التشريعي عبر قانون التمكين الذي سمح لحكومة (هتلر) بإصدار القوانين بدون موافقة المجلس الذي أصبح ضعيف علمياً. ثم قام (هتلر) بتنصيب نازيين موالين له في المناصب البيروقراطية الهامة في الدولة في السلطة القضائية, والحكومات الإقليمية, واستبدل إتحاد العمال بجبهة العمل الألمانية الواقعة تحت سيطرة الحزب النازي. وحظر جميع الأحزاب السياسية ماعدا حزبه النازي. وخضع الاقتصاد والإعلام والأنشطة الثقافية لسيطرة الحزب النازي, واعتمدت حياة الناس على ولائها السياسي للحزب النازي. واعتقل الآلاف من المعارضين للنازية وأرسلوا إلى معسكرات الاعتقال- التي عممت بشكل واسع- وقمعت كل أشكال المعارضة. ونشرت حملات دعائية ضخمة تعلن نهاية الديمقراطية في ألمانيا, وأعطت مظاهر واسعة الانطباع بأن الجميع يؤيد (هتلر). وسيطر أعضاء الحزب على المنظمات الاجتماعية والمهنية والاقتصادية والتي سارع أعضاؤها بدورهم في الانضمام إلى الحزب النازي. والغالبية العظمى من زعماء الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية في ألمانيا التفوا حول الحكومة الجديدة , ودرست المدارس الإيديولوجية النازية, حتى وقت الفراغ للصغار قام الحزب النازي باستغلاله وضمهم إلى منظمة شباب (هتلر), وأصبحت الفتيات أعضاء في جامعة القيادة النازية للفتيات ألمانيا. كان الهدف من هذه المظاهر هو تلقين الصغار مبادئ الحزب في عمر صغير فيضمن ولاء الشعب والأجيال الجديدة بعد ذلك. وبحلول صيف العام 1933, أكمل الحزب النازي السيطرة على البلاد. | تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 642 * 394. |
هتلر في فيينا (مارس 1932) سياسات (هتلر) العرقية في عام 1933 بدأ (هتلر) سياسة تهدف إلى تنقية العرق الآري من العناصر الغير مرغوب فيها من الأجناس الأخرى التي تشكل خطراً على ألمانيا, فقامت الحكومة أولاً بمنح قروض الزواج إلى المتزوجين ذوي العرق الألماني الأصيل الذي يتطابق مظهرهم على المقاييس النازية لنقاء العرق الآري. ويعاد دفع هذه القروض إذا أنجب المتزوجون حديثاً أطفال. ولعدم تشجيع إنجاب النوع الخاطئ من الناس. وطبق قانون التعقيم الإجباري على الرجال والنساء الذي يحتمل أن ينجبوا أطفالاً بهم عيوب خلقية. وبصفة مبدئية فقد تم تعقيم حوالي 400000 ألماني ممن يعانون من المشاكل العقلية والنفسية وذلك حتى العام 1945. وظهرت القوانين المعادية للسامية في ألمانيا في العام 1933. ومنعت هذه القوانين اليهود من الوظائف الحكومية وتقييد دخولهم إلى الجامعات الألمانية. وبعد عدة سنوات أصبحت هذه القوانين المعادية للسامية قاسية جداً على اليهود, وتم تجريدهم من المواطنة, وتجريدهم من وظائفهم, ومنعهم من امتلاك السيارات, والطرد من المدارس العامة, ونزع ملكيتهم. وتوجت هذه المعادة في "ليلة الزجاج المكسور" ففي ليلة 9 نوفمبر 1938 قتل الغوغاء النازيون العشرات من اليهود وحطموا آلاف النوافذ في الأحياء اليهودية, وأشعلوا النار في منازل اليهود ومعابدهم في كل أنحاء ألمانيا. وتلي "ليلة الزجاج المكسور" إرسال النازيون حوالي 30000 يهودي إلى معسكرات الاعتقال. ومئات الآلاف الآخرين طردوا من البلاد. إعادة تسليح ألمانيا في العام 1933 بدأ (هتلر) في عملية إعادة تسلح القوات الألمانية وعسكرة ألمانيا التي أدت إلى نشوب الحرب العالمية الثانية. وكانت خطط (هتلر) للغزو تشتمل على أربعة حروب. الأولى حرب ضد تشيكوسلوفاكيا (الآن جمهوريتي التشيك وسلوفاكيا). وكان (هتلر) متأكد من أن مقاومة التشيكيين سوف تكون محدودة والموارد التي سوف تكون متاحة له على الأراضي التشيكية سوف تكون عامل مساعد له في خطط أبعد. وكانت حرب (هتلر) الثانية حسب الخطة ضد بريطانيا وفرنسا, وتوقع أن تكون هذه الحرب هي الحلقة الأصعب في النزاع لأن هذه البلدان هي التي هزمت ألمانيا في الحرب العالمية الأولى , وقد أعد (هتلر) لهذه الحرب خلال الثلاثينيات. وكانت خطة (هتلر) الثالثة للحرب ستكون ضد الاتحاد السوفيتي, وقد خطط للاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي للمستوطنين الألمان. مع ذلك فقد كانت خطة (هتلر) للحرب ضد الاتحاد السوفيت سيئة , فقد بني الخطة على فرضية مستندة على اعتقاده بأن السوفيت الذي ينحدر العديد منهم من أصول سلافية كان عرق دون المستوى يحكمه اليهود بالاستناد على قاعدة الاشتراكية. نتيجة لذلك لم يجري (هتلر) تحضيرات عسكرية لهذه الحرب والتي كانت محسوبة على نصر سريع يزود ألمانيا بالموارد خاصة البترول, الذي كان يحتاجه لشن الحرب الرابعة ضد الولايات المتحدة. وشعر (هتلر) بأن محاربة الأمريكيين ستكون سهلة, لكن حرب من هذا النوع كانت في حاجة إلى إعدادات تقنية متقدمة, لأن الولايات المتحدة كانت تقع وراء المحيط الأطلنطي الشاسع الذي يفصلها عن القارة الأوروبية. أدت هذه الإعدادات للحرب إلى حدوث انتعاش اقتصادي في ألمانيا وسرعت المشاريع من التعافي الاقتصادي لألمانيا الذي بدأ في العام 1932, وأصبحت ألمانيا تواجه عجزاً في العمالة بدلاً من البطالة, ونقلت عمليات إعادة التسلح ألمانيا إلى مستوى أعلى, فقد وجد (هتلر) أن لديه عجز في الأموال لشراء المواد الخام من الخارج واندمجت هذه الحقيقة مع رغبة (هتلر) في الاعتماد على الموارد المحلية, فدعته لإعداد خطة مدتها أربع سنوات تجعل ألمانيا مكتفية ذاتياً, وعندما كانت عمليات إنتاج الأسلحة التي سيتم بها محاربة بريطانيا وفرنسا, أمر (هتلر) بتصميم وإنتاج أسلحة للحرب مع الولايات المتحدة, وشملت هذه الأسلحة قاذفات القنابل بعيدة المدى التي تستطيع الوصول إلى أمريكا وأسطول من سفن السطح الضخمة التي خطط (هتلر) لتكون القوة الرئيسية في البحرية. وفي رد فعل على دعوة (هتلر) لألمانيا مكتفية ذاتياً, اعترض صناع الفولاذ المحليين لأن الفولاذ المحلي جودته سيئة مقارنة بالمستورد. عندما رفض قادة الصناعة الألمان صناعة الفولاذ المحلي, أجبرهم (هتلر) على بيعه لشركات مملوكة للحكومة. وأنتجت المصانع الألمانية النفط الصناعي عام 1933, والمطاط الصناعي والعديد من البدائل الأخرى للموارد الطبيعية. وأصر (هتلر) على أن يعالج العمال الألمان بعناية ومعاملتهم بسخاء لأنه اعتقد أن الاضطرابات المحلية سببت صعوبات في الحرب العالمية الأولى قادت ألمانيا إلى الهزيمة في الحرب. وتطلب تنفيذ هذه السياسة جيوش ألمانية لنهب الأراضي المحتلة خلال الحرب العالمية الثانية مما جعل الشعب الألماني هو الأعلى من حيث توزيع حصص الطعام خلال الحرب العالمية في أوروبا. التحالفات العسكرية وعلى الرغم من سياسة (هتلر) لألمانيا مكتفية ذاتياً, فقد عرف أن القوات الألمانية لن تستطيع وحدها التغلب على كل القوى الأوروبية الرئيسية فبدأ بالبحث عن حلفاء. وكان (هتلر) يأمل في أن يكسب تحالف (بنيتو موسيليني) رئيس وزراء إيطاليا في أي حرب قادمة, وفي العام 1936 أسس (هتلر) مع (موسيليني) محور روما برلين. تحول (هتلر) بعد ذلك إلى اليابان ليتحالف معها ضد بريطانيا وفرنسا. فتوسع محور روما برلين في عام 1940 ليصبح محور روما برلين طوكيو. التعزيز للحرب كانت واحدة من أهداف (هتلر) الأولية من الحرب توحيد جميع الشعوب الناطقة بالألمانية في أوروبا, وتابع (هتلر) الاتحاد بين ألمانيا والنمسا (هتلر) نفسه كان نمساوي المولد , وكان يريد ضم النمسا إلى الإمبراطورية الألمانية والتي سماها الرايخ الثالث, إتحاد يزيد عدد سكان ألمانيا يقوي جيشها ويفتح مجال إلى جنوب شرق أوروبا على البحر المتوسط. ولكن الجهود التي قام بها (هتلر) للإتحاد مع النمسا عن طريق الضغوط الخارجية والانقلاب الداخلي فشلت في عامي 1933 و 1934. وفي العام 1937 قام (هتلر) بتهديد الحكومة النمساوية وأرسل قوات عبر الحدود مع النمسا. وفي مارس من عام 1938 استقال المستشار النمساوي وحل محله عضو من أعضاء الحزب النازي النمساوي. وفي 12 مارس, أمر (هتلر) قواته بدخول النمسا ولم تقابل قواته أي مقاومة وذهب (هتلر) في اليوم التالي إلى فيينا وأعلن ضم النمسا لألمانيا. تشيكوسلوفاكيا في مايو من العام 1938 قرر (هتلر) خوض أول حروبه ضد تشيكوسلوفاكيا, فقد خطط (هتلر) لتحطيم تشيكوسلوفاكيا, واستخدام ذوي الأصول الألمانية في البلاد لتكون قاعدة بشرية لجيوشه وقتل الباقين من غير ذوي الأصول الألمانية, ونظم النازيين حملة دعائية ضخمة في ألمانيا تصور الأعراق الألمانية في تشيكوسلوفاكيا كضحايا للقمع والتمييز على أيدي التشيكيين ولكن هذه الحملة الدعائية فشلت لأن العديد من الألمان تذكر رعب الحرب الأخيرة والقليل منهم يكره التشيكيين. بالإضافة إلى غياب الدعم الشعبي, كان هناك ضغط خارجي غير متوقع ضد هذه الحرب فطلب (موسيليني) من (هتلر) التفاوض وساندت بريطانيا التشيك. فألغي (هتلر) الغزو لصالح المفاوضات, التي انتهت في اتفاقية ميونخ. ووفقاً لهذه المعاهدة تخلت تشيكوسلوفاكيا عن أرضها التي يسكنها ذوي الأصول الألمانية بما فيها المنطقة الواقعة غرب تشيكوسلوفاكيا المعروفة ب Studentland. وقبل (هتلر) هذه المعاهدة خلافاً لحكمته المفضلة أنه أراد الحرب لتدمير تشيكوسلوفاكيا. ولبقية حياته اعتبر هذا خطأه الأكبر, ولم يلجأ بعدها لخيار المفاوضات. وفي شتاء العام 1938 و 1939 اعتقد (هتلر) أن الوقت قد حان لمحاربة بريطانيا وفرنسا. هذان البلدان أملا في أن يتجنبا الحرب لأن خبرتهم في الحرب العالمية الأولى ذكرتهم بأنه حتى المنتصر في الحرب يجب أن يتحمل نصيب أسوأ من تكلفتها. لذلك عمل قادة بريطانيا وفرنسا على حل القضية لتجنب الحرب إذا كان ذلك ممكناً. وكانت الإشارات تدل على أن ألمانيا تبحث عن التوسع حتى بعد اتفاقية ميونخ قادت بريطانيا وفرنسا إلى معاونة البلدان الأخرى التي سوف تحاربها ألمانيا. وكسر (هتلر) معاهدة ميونخ باجتياحه لبقية تشيكوسلوفاكيا في مارس 1939. الإعداد النهائي للحرب قبل مهاجمة الغرب, كان على (هتلر) ضمان أمرين هما تأمين جبهة ألمانيا على حدودها الشرقية لضمان عدم تهديد حلفاء بريطانيا وفرنسا. وهذا يعني دخول ألمانيا إلى بولندا وليتوانيا والمجر. حقق تغيير الحكومة في المجر أهداف (هتلر) ثم أذعنت ليتوانيا لألمانيا ونجحت في ضم المنطقة الألمانية سابقاً في ميمل التي أعطين إلى ليتوانيا بعد الحرب العالمية الأولى. أما البولنديون فلن يرغبوا في الإذعان بدون قتال فقرر (هتلر) قهر البولنديين أولاً وبعد ذلك يتحول إلى الغرب أما بالنسبة إلى ضمان الحلفاء فكانت إيطاليا راغبة ولكن اليابان مترددة لأنها كانت مهتمة بالتحالف ضد الاتحاد السوفيتي وليس بريطانيا وفرنسا, وعلى عكس أفكاره السابقة المعادية للشيوعية اتجه (هتلر) إلى الإتحاد السوفيتي. كان السوفيت قد قدموا عروض لاتفاقيات في سنوات سابقة, ولكن (هتلر) تغاضى عنها. أما الآن فعين (هتلر) على الاتحاد السوفيتي الذي يمكنه المساعدة في تحطيم بولندا ثم يمد ألمانيا بالموارد اللازمة لمحاربة بريطانيا وفرنسا, ثم يقوم (هتلر) بعد ذلك بتحطيم السوفيت. نتيجة لذلك لم تصنع التنازلات فرقاً لدى الزعيم السوفيتي (جوزيف ستالين) أيضاً فقد أرد أن يعود ل(هتلر) مرة أخرى لاحقاً وكانت الاتفاقية تقسم أوروبا الشرقية بين ألمانيا والسوفيت, وبقاء الإتحاد السوفيتي على الحياد في حالة نزاع ألمانيا مع بلدان أخرى, وتم توقيع المعاهدة بين وزير الخارجية الألماني (ريبنتروب)و السوفيتي (مولوتوف), وتم استدعاء سفراء ألمانيا في بريطانيا وفرنسا وبولندا إلى برلين. وأمر (هتلر) بغزو بولندا في الأول من سبتمبر 1939, أعلنت بعدها بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا, وبدأت الحرب العالمية الثانية. الحرب العالمية الثانية لم تحول المقاومة البولندية دون تقدم الجيش الألماني في عمق الأراضي البولندية, وسقطت بولندا بسرعة. وأمل (هتلر) أن يهاجم الدول الغرب في نهاية العام, ولكن الطقس السيئ أجبره على تأجيلها. في الوقت نفسه حثت البحرية الألمانية باحتلال الدانمرك والنرويج ومحاربة الولايات المتحدة فوافق (هتلر) على المرحلة الأولى باحتلال النرويج والدانمرك وقام بالعملية في أبريل 1940 وأشار إلى تأجيل الحرب مع الولايات المتحدة حتى تصبح البحرية الألمانية كبيرة بما فيه الكفاية لمحاربة الأمريكيين, وفي مايو من عام 1940 قامت القوات الألمانية بمهاجمة هولندا وبلجيكا وفرنسا. وبالرغم من أن (هتلر) قد فشل في إخضاع بريطانيا, فقد شعر بأنه قد سيطر على أي مقاومة في القارة الأوروبية ولديه الفعالية اللازمة لكسب الحرب في الغرب. فقام بتسريع الإعدادات لحرب مع الولايات المتحدة وقرر مهاجمة الإتحاد السوفيتي في نهاية عام 1940. ودفعه رفض بريطانيا للاستسلام لتأجيل الهجوم على الإتحاد السوفيتي بناء على نصيحة من القادة العسكريين. واعتقد (هتلر) أن الولايات المتحدة سوف تأتي لمساعدة بريطانيا, وسوف يشجع الغزو الألماني لليابان على إعلانها للحرب على الولايات المتحدة ومهاجمتها قبل أن يقوم الأمريكيين بمساعدة بريطانيا. وشجع (هتلر) اليابان بوعده بانضمام ألمانيا إليها في حربها مع الولايات المتحدة. فقد كان لدى اليابان قوات بحرية كبيرة شعر (هتلر) بالحاجة إليها. وفي صيف عام 1941 شن (هتلر) عملية بارباروسا لغزة الإتحاد السوفيتي بالرغم من محاولات (ستالين) لمنعه. بالرغم من أن (هتلر) كان يقوم بحشد قواته على الحدود مع الإتحاد السوفيتي طوال الأسابيع التي سبقت الغزو, فقد أصر (ستالين) على أن لا تقوم القوات السوفيتية بأي ردة فعل على الحشود الألمانية على الحدود التي من الممكن أن تثير الألمان. وقد أثبتت سياسته أنها عقيمة , وبدأ الهجوم الألماني في 22 يونيو عام 1941. قام الألمان بالتقليل من قدرات الإتحاد السوفيتي خصوصاً في مدى قدرة الحكومة على فرض سيطرتها على البلاد ومواردها. فقام السوفيت بوقف الجيش الألماني عند موسكو في نهاية العام , وهزم الألمان في ستالينجراد عام 1943 حتى برلين 1945. المحرقة (الهلوكوست) خلال فترة الاحتلال النازي لبولندا. قام النازيين بالقضاء على الناس الذي ينظر لهم على أنهم دون المستوى بالنسبة للألمان. فبعد فترة قصيرة من غزو واحتلال بولندا, بدأ الألمان بقتل الآلاف من البولنديين وطرد الآلاف منهم خارج بلدهم لإفساح المجال للمستوطنين الألمان. وقام النازيون بنقل اليهود إلى جيتو وارسو وغيرها من المدن البولندية كما قاموا بقتل الآلاف منهم وترك البقية للمجاعة. وفي ألمانيا قام هتلر بتنظيم برنامج الموت الهادئ لقتل الألمان المعاقين ذهنياً , وبلغ عدد الذين أعدموا حتى نهاية الحرب حوالي 200000. وخطط الألمان لقتل جميع اليهود في الأراضي السوفيتية المحتلة مع صيف 1941 , ومع نهاية يوليو من نفس العام قرر (هتلر) توسيع القتل المنظم لليهود في كل الأراضي التي احتلتها ألمانيا في أوروبا. وبعد تجديد الهجوم الألماني على الإتحاد السوفيتي في أكتوبر أحرز الألمان تقدماً ملحوظاً فقرر (هتلر) أن الوقت قد حان لما هو أبعد مكن ذلك : كل اليهود على وجه الأرض يقتلوا. مع ذلك فقد وجد النازيون أن الشرطة والجنود الألمان الذين يقومون بعمليات الإعدام بالرصاص يصابون بحالات نفسية سيئة خاصة أنهم يطلقون النار في بعض الأحيان على الأطفال وأمهاتهم. ولجعل التخلص من اليهود أسرع وأقل ضغطاً, بني النازيين معسكرات موت ضخمة صممت خصيصاً لهذا الغرض , وتم بناءها أولاً في بولندا المحتلة وأرسلوا اليهود والسجناء الآخرين من أوربا إليها, وكانت هذه الغرف تحتوي على غرف غاز ضخمة يمكنها قتل المئات من المعتقلين في نفس الوقت بسرعة وسهولة وكان الغاز المستخدم غالباً السيانيد السام. وفي أحاديثه العام أشار (هتلر) إلى قتل اليهود في أوروبا لكن دون التعرض لتفاصيل عملية القتل. لأن الحلفاء أوقفوا القوات الألمانية , ولم يحقق (هتلر) طموحاته الكونية. ومع ذلك حوالي 18 مليون يهودي في العالم قتل ثلثهم في أوروبا فيما يعرف بالمحرقة النازية, وتم إعدام الغالبية العظمى من يهود أوروبا, وهي الحقيقة التي كان (هتلر) فخوراً بها في وصيته الأخيرة.ركن من أركان إحدى غرف الغاز في داخاو نهاية الحرب مع إنزال الحلفاء في النورماندي بشمال فرنسا في 5 يونيو 1944, بدا أن هزيمة (هتلر) مسألة وقت, لأن سلسلة الهزائم التي نالها من الحلفاء والسوفيت أضعفت القوات المسلحة الألمانية بشدة. وتغيرت ألمانيا هتلر كذلك فقد قامت قاذفات القنابل الأمريكية والبريطانية بإحداث تدمير واسع المدى بالمدن والمصانع الألمانية, وبدأ الألمان المعارضون ل(هتلر) بتجنيد الأتباع, مع ذلك فقد ظلت الغالبية العظمى من الألمان تدعم (هتلر) ونظامه, لذا رأى المعارضون أن أفضل الطرق لإسقاط هذا النظام هو اغتيال (هتلر) نفسه والسيطرة العسكرية على الحكم. وتعرض (هتلر) للعديد من محاولات الاغتيال الفاشلة بداية من مارس عام 1943, ولعل أشد هذه المحاولات عندما قام الضابط (فون شتوفنبرج) بوضع قنبلة زمنية في مقر (هتلر) براستنبرج في بروسيا الشرقية( في بولندا حالياً) والمعروف بعرين الذئب في 20 يوليو عام 1944, لكن (هتلر) لم يمت في الانفجار. وحاول المتآمرون القيام بانقلابهم تحت بند بروتوكول فالكيري, لكن لم يدعم القادة هذا الانقلاب. وقد أعدم المئات ممن شاركوا في الانقلاب وبقي (هتلر) مسيطراً على البلاد حتى نهاية الحرب.هتلر يتفقد الدمار الذي حل بإحدى المدن الألمانية وبدأ الحلفاء التقدم نحو ألمانيا فأرسل (هتلر) ما تبقى له من احتياطي قوات إلى الغرب في غابة أردينز لمهاجمة القوات الأمريكية هناك فيما عرف بمعركة البولج (ديسمبر 1944- يناير 1945). وقد أحس أنه بالرغم من المكاسب التي حققها الحلفاء في الحرب فإن ضربة قوية من الممكن أن تؤدي إلى انهيار الدعم الشعبي للحرب في الولايات المتحدة ويؤدي إلى تفكك التحالف ضده. وعلى أية حال لم يتمكن (هتلر) من تحقيق أهدافه وفي 16 أبريل 1945 بدأ الجيش الأحمر السوفيتي بمهاجمة برلين بالمدفعية وشعر (هتلر) أنه أخيراً قد هزم وأن الروس سيدخلون برلين لا محالة فقرر الانتحار هو وزوجته (إيفا براون) في الثلاثين من أبريل في ملجأ تحت الأرض Bunker, وحل محله الأدميرال (كارل دونيتز) وبعد سبعة أيام أعلنت ألمانيا الاستسلام للحلفاء بلا قيد أو شرط. تقييم هتلر ترك (هتلر) ألمانيا ومعظم أوروبا خراباً. مات ما يزيد عن 60 مليون إنسان في هذه الحرب. وعشرات الملايين فقدوا صحتهم ومنازلهم. وأصر الحلفاء أنهم لن يحاربوا ألمانيا مرة ثالثة وطلبوا الاستسلام الألماني غير المشروط. وبعد الحرب احتل الحلفاء ألمانيا وقسموها إلى أربعة مناطق نفوذ بين بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي, وتم ضم مناطق النفوذ للحلفاء الغربيين بعد ذلك في جمهورية ألمانيا الغربية عام 1949 فيما بقي الجزء التابع للسوفيت يعرف بألمانيا الشرقية وبقيت ألمانيا مقسمة حتى العام 1990. واكتشف الشعب الألماني لأول مرة المدى التدميري الواسع الذي تقوم به الآلة الحربية الحديثة. ففي الحرب العالمية الأولى كان القتال يجري بعيداً عن الأرض الألمانية. وأوضحت أحداث الحرب للشعب الألماني المشاكل التي تنتج عن الحكم الدكتاتوري, فتحول الشعب الألماني للطريق الديمقراطي, والصلح مع دول الجوار , وهذه المشاريع أخذت وقتاً في تنفيذها, لكنها كانت محطة رئيسية في تاريخ ألمانيا وأوروبا. وجلبت الحرب الجيوش السوفيتية إلى وسط أوروبا وأعطت النظام السوفيتي الشرعية في نظر هذه الشعوب لأنه حررها من المحتلين الألمان, فأصبح الاتحاد السوفيتي قوة عظمى بجانب الولايات المتحدة. وبعد الحرب تخلت الولايات المتحدة تماماً عن مبدأ العزلة الذي صاغه (مونرو) وبدأت سياسة التدخل الفعلي, كما تم إنشاء الأمم المتحدة بعد الحرب , وإنشاء دولة إسرائيل في قلب الشرق الأوسط بفعل موجات الهجرة من دول أوروبا الشرقية. ومن سخرية القدر أن هذه التطورات هي بالضبط عكس ما كان يريده (هتلر). فقد كان يطمح لجعل برلين عاصمة للعالم ولكنه لم يتمكن من ذلك, وتصميمات المباني الهائلة التي صممها في العشرينات لم تبنى أبداً. كان (هتلر) يتمتع بموهبة تنظيمية ومناورات بالخداع العظيم. فقد دخل ومعه ألمانيا مرحلة أشبه بالجنون قلما يصاب بها شعب وحاكمة ولكن النهاية أتت على أجساد الملايين من الناس التي قتلتهم وشوهتهم هذه الحرب الكونية ودمرت الحرث والنسل ليدفع الشعب الألماني الثمن غالياً جراء تأييده لسياسات (هتلر) التوسعية والعدوانية التي جعلتهم يعيشون أحلام الرايخ الثالث. ملجأ هتلر "البانكر" المراجع: 1- موسوعة إنكارتا 2- موسوعة ويكيبديا. 3- كتاب كفاحي لأدولف هتلر. 4- موقع www.historyplace.com | |
|