عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
موضوع: المجموعة 39 قتال تكوينها....... الأحد فبراير 14, 2010 1:50 pm
المجموعة 39 قتال
تكوينها....... بدأ تكوين المجموعة بجماعة صغيرة من ضباط الصاعقةالمعروفين بقدراتهم القتالية العالية، ثم تطورت تلك الجماعة إلي فصيلة، وبتعددالعمليات تطورت إلي سرية (نحو 90 فردا مابين ضابط وصف وجندي) إلي أن أصبح عددالعمليات التي قامت بها هذه السريه 39 عملية، فتطورت السرية إلي تشكيل اطلقعليه (المجموعة 39 قتال) نسبة إلي عدد العمليات التي قاموا بها قبل تشكيلهاالرسمي، وعين ابراهيم الرفاعي قائدا لها وكان هو المدرب والمخطط كما كان الأخوالصديق لكل جندي مقاتل ولكل ضابط بها،
(الرفاعى يتوسط جنوده)
ومن عرفوه يقولون انه كان قاسيا للغاية فيتدريبه لرجاله ويكفي في ذلك أن نذكر انه اذا ما اراد ممازحه أحد رجاله ينزع فتيلإحدي القنابل اليدويه ويقذف بها اليه، فاذا لم يسرع بالتخلص منها والقائها اليمكان بعيد قبل مرور اربع ثوان كانت تنفجر فيه، وذلك من اجل تعويدهم علي الجرأةوعدم الخوف واليقظه وسرعة التصرف، لقد كان يدربهم حتي علي كيفية الموت، وكانمبدؤه أن لايموت الفرد دون أن يأخذ ثمن روحه من العدو علي الأقل بعشرة أرواحمنه.
والمجموعة 39 قتال هم أول من اشتبك مع العدو وجها لوجه بعد النكسة،وأول من زرع ألغاما بشرق القناة، وأول من ضرب قوات العدو داخل سيناء بصواريخ80و130مم، وأول من ابتكر عمليات الاستطلاع بالمناطيد القديمة التي استخدمت فيالحرب العالمية الأولي والثانية بساله وشجاعه المجموعه 39قتال للاسف لم تجمع حتي اليوم نظرالانتساب جميع افرادها للمخابرات وطبقا لمبدأ حمايه هوياتهم لم يتم نشر موسعلعملياتهم ..
وقد يكون مااعلمه عنهم ضحلا للغايه ولايذكر.. فهم الذين قاموصباح استشهاد الفريق عبد المنعم رياض بعبور القناة واحتلال موقع المعدية رقم 6 الذياطلقت منه القذائف التي تسببت في استشهاد الفريق رياض واباده 44 عنصر اسرائيلي كانوداخله بقيادة الشهيد ابراهيم الرفاعي الذي كانت اوامره هي القتال باستخدام السونكيفقط
وكانت النتيجه ان اسرائيل تقدمت باحتجاج لمجلس الامن في 9مارس 69ان قتلاها (تم تمزيق جثثهم بوحشية)
كما ان المجموعه 39 قتال هي صاحبه الفضل في اسر اول اسير اسرائيليفي عام 1968 عندما قامت اثناء تنفيذ احد عملياتها باسر الملازم الاسرائيلي دانيشمعون بطل الجيش الاسرائيلي في المصارعة والعودة به للقاهرة دون خدشواحد
وكانو اول من رفع العلم المصري في حرب الاستنزاف علي القطاع المحتل حيثبقي العلم المصري مرفرفا ثلاثه اشهر فوق حطام موقع المعدية رقم 6بالاسماعيليه وفي 22 مارس 69 قام احد افراد المجموعه القناص مجند احمد نوار برصد هليوكوبتر عسكريهتحاول الهبوط قرب الموقع وبحاسته المدربة ومن مسافه تجاوزت الكيلومتر ونصف اقتنصراس احدهم وماكان الا القائد الاسرائلي العام لقطاع سيناء
(مع قسوة وشدة التدريبات الا انها لم تكن تخلو من جو المرح بينه وبين افراد فرقته)
كانو الفرقة الوحيده التي سمح لها الرئيس جمال عبد الناصر بكسراتفاقيه روجز لوقف اطلاق النار عندما تم تغيير اسم الفرقه من المجموعه 39قتال اليمنظمة سيناء العربية وسمح لهم بضم مدنين وتدريبهم علي العمليات الفدائية وتمتجريدهم من شاراتهم ورتبهم العسكرية ليمارسو مهماتتهم بحربه خلف خطوط العدو ويقالان افرادها هم اول من الف نشيد الفدائيين المعروف
وان مت يا امى ماتبكيش راح أموت علشان بلدي تعيش افرحى يا أمه وزفينى وفى يوم النصرافتكريني وان طالت يا أمه السنين خلى اخواتى الصغيرين يكونوا زى فدائيينيا أمه
استردوا شاراتهم ورتبهم العسكرية واسمهم القديم (المجموعه 39قتال)صباح الخامس من اكتوبر 73 عندما تم اسقاطم خلف خطوط العدو لتنفيذ مهمات خاصةواستطلاعات استخباريه ارضية تمهيدا للتحرير واطلق عليهم الجيش الاسرائيلي فيتحقيقاته فيما بعد مجموعه الاشباح
فقط ظلت هذه المجموعه تقاتل علي ارض سيناءمنذ لحظة اندلاع العمليات في السادس من اكتوبر وحتي نوفمبر ضاربين في كل اتجاهوظاهرين في كل مكان ..من راس شيطاني حتي العريش ومن شرم الشيخ حتي راس نصراني وفيسانت كاترين وممرات متلا بواقع ضربتين الي ثلاثه في اليوم بايقاع اذهل مراقبيالاستخبارات الاسرائيليه لسرعته وعدم افتقادهم للقوه او العزيمة رغم ضغوطالعمليات
هاجم محطه بترول بلاعيم صباح السادس من اكتوبر لتكون اول طلقةمصريه في عمق اسرائيل تنطلق من مدافعهم تلتها مطار شرم الشيخ صباح ومساء السابع مناكتوبر ثم راس محمد وشرم الشيخ نفسها طوال الثامن من اكتوبر ثم شرم الشيخ ثالثمره في التاسع من اكتوبر ثم مطار الطور الاسرائيلي في العاشر من اكتوبر والذي اديالي قتل كل الطيارين الاسرائيليين في المطار ثم يعود ليدك مطار الطور في 14اكتوبر ثم ابار بترول الطور في 15 و16 اكتوبر(كانت للجمات علي ابار البترول اثر قويفي تشتيت دقه تصوير طائات التجسس والاقمار الصناعيه الامريكية وهو تكنيك اثبتفعاليه
(المجموعة قبل احد العمليات)
ابرز أعضاء المجموعة
عميد اركان حرب / إبراهيم الرفاعي عبد الوهاب لبيب
عقيد طبيب اركان حرب / محمد علي نصر رائد صاعقة / أحمد رجائي عطية نقيب مظلى / محي إبراهيم نقيب بحرى / إسلام توفيق نقيب صاعقة / محي نوح نقيب مظلى / حنفي إبراهيم نقيب بحرى / يوسف محمود ملازم أول صاعقة / وئام سالم ملازم أول صاعقة / محسن طة ملازم أول بحرى / وسام عباس حافظ ملازم أول مظلى / محمد الجبالي ملازم أول بحرى / محمد البكري رائد مظلى / عصام الدالى شهيد عملية نسف وتفجير سقالة الكرنتينة رائد صاعقة / حسن العجيزي نقيب بحرى / ماجد ناشد ملازم أول بحرى / السيد محمود فرج شهيد العملية انتقام 4 قصف تل السلام وتفجير الغام ملازم أول بحرى / مجدي مجاهد شهيد عملية نسف صواريخ للعدو بمنطقة بور توفيق وشرق الاسماعلية ملازم أول صاعقة / عفت الزعفراني ملازم أول بحرى / اشرف هندي ملازم أول صاعقة / مجدي عبد الحميد ملازم صاعقة / خليل جمعة ملازم مظلى / محمد فرج العبد شهيد العمليةردع 8ردع 8
نبذة عن البطل/ إبراهيم الرفاعى
قال له احد قادته(احذر من شارون دا ثعبان) فأجاب الرفاعى بكل ثقة ( وأنا رفاعي)
هو/ عميد اركان حرب / إبراهيم الرفاعي عبد الوهاب لبيب وهو قائدالفرقة 39 قتال في حرب أكتوبر
ولد البطل العقيد / إبراهيم الرفاعي في محافظة الدقهلية (بلدياتى واللى من المنصورة يرفع ايده) في السابع والعشرين منيونيه 1931 ، وقد ورث عن جده ( الأميرالاى ) عبد الوهاب لبيب التقاليد العسكريةوالرغبة في التضحية فدائاً للوطن ، كما كان لنشئته وسط أسرة تتمسك بالقيم الدينيةأكبر الأثر على ثقافته وأخلاقه .
التحق إبراهيم بالكلية الحربية عام 1951وتخرج 1954 ، وأنضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة واكن ضمن أول فرقة صاعقة مصرية فيمنطقة ( أبو عجيلة ) ولفت الأنظار بشدة خلال مراحل التدريب لشجاعته وجرأته منقطعةالنظير .
تم تعيينه مدرسا بمدرسة الصاعقة وشارك في بناء أول قوة للصاعقةالمصرية وعندما وقع العدوان الثلاثي على مصر 1956 شارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد .
ويمكن القول أن معارك بورسعيد من أهم مراحل حياة البطل / إبراهيم الرفاعي، إذ عرف مكانه تماما في القتال خلف خطوط العدو ، وقد كان لدى البطل أقتناع تامبأنه لن يستطيع أن يتقدم مالم يتعلم فواصل السير على طريق أكتساب الخبرات وتنميةإمكانياته فالتحق بفرقة بمدرسة المظلات ثم أنتقل لقيادة وحدات الصاعقة للعمل كرئيسعمليات .
وأتت حرب اليمن لتزيد خبرات ومهارات البطل أضعافا ، ويتولى خلالهامنصب قائد كتيبة صاعقة بفضل مجهوده والدور الكبير الذى قام به خلال المعارك ، حتىأن التقارير التى أعقبت الحرب ذكرت أنه " ضابط مقاتل من الطراز الأول ، جرىء وشجاعويعتمد عليه ، يميل إلى التشبث برأيه ، محارب ينتظره مستقبل باهر ".
خلالعام 1965 صدر قرار بترقيته ترقية أستثنائية تقديرًا للإعمال البطولية التى قام بهافي الميدان اليمنى .
بعد معارك 1967 بدأت قيادة القوات المسلحة في تشكيلمجموعة صغيرة من الفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء ، كمحاولة منالقايدة لإستعادة القوات المسلحة ثقتها بنفسها والقضاء على إحساس العدو الإسرائيليبالإمن ، ولقد وقع الإختيار على البطل / إبراهيم الرفاعي لقيادة هذه المجموعة ،فبدأ على الفور في إختيار العناصر الصالحة للتعاون معه .
كانت أول عملياتهذه المجموعة نسف قطار للعدو عن ( الشيخ زويد ) ثم نسف مخازن الذخيرة التى تركتهاقواتنا عند أنسحابها من معارك 1967 ، وبعد هاتين العمليتين الناجحتين ، وصللإبراهيم خطاب شكر من وزير الحربية على المجهود الذى يبذله في قيادة المجموعة .
ومع الوقت كبرت المجموعة التى يقودها البطل وصار الإنضمام إليها شرفا يسعىإليه الكثيرون من أبناء القوات المسلحة ، وزادت العمليات الناجحة ووطأت أقدام جنودالمجموعة الباسلة مناطق كثيرة داخل سيناء ، فصار أختيار أسم لهذه المجموعة أمرضرورى ، وبالفعل أُطلق على المجموعة أسم " المجموعة 39 قتال " ، وأختار الشهيدالبطل / إبراهيم الرفاعي شعار رأس النمر كرمز للمجموعة ، وهو نفس الشعار الذى أتخذهالشهيد / أحمد عبد العزيز خلال معارك 1948 .
كانت نيران المجموعة أول نيرانمصرية تطلق في سيناء بعد نكسة 1967 ، وأصبحت عملياتها مصدرًا للرعب والهول والدمارعلى العدو الإسرائيلي أفرادًا ومعدات ، ومع نهاية كل عملية كان إبراهيم يبدو سعيدًاكالعصفور تواقا لعملية جديدة ، يبث بها الرعب في نفوس العدو .
لقد تناقلتأخباره ومجموعته الرهيبة وحدات القوات المسلحة ، لم يكن عبوره هو الخبر أنما عودتهدائما ما كانت المفاجأة ، فبعد كل إغارة ناجحة لمجموعته تلتقط أجهزة التصنت المصريةصرخات العدو وأستغاثات جنوده ، وفي إحدى المرات أثناء عودته من إغارة جديدة قدم لهضابط مخابرات هدية عبارة عن شريط تسجيل ممتلىء بإستغاثات العدو وصرخات جنودهكالنساء .
فهو الذي قام و مجموعته صباح استشهاد الفريق عبد المنعم رياضبعبور القناة واحتلال موقع المعدية رقم 6 الذي اطلقت منه القذائف التي تسببت فياستشهاد الفريق رياض واباده 44 عنصر اسرائيلي كانو داخله بقيادة الشهيد ابراهيمالرفاعي الذي كانت اوامره هي القتال باستخدام السونكي فقط .
(صورة نادرة لمجموعة الابطال)
ومع حلول أغسطسعام 1970 بدأت الأصوات ترتفع في مناطق كثيرة من العالم منادية بالسلام بينما يضعإبراهيم برامج جديدة للتدريب ويرسم خططا للهجوم ، كانوا يتحدثون عن السلام ويستعدهو برجاله للحرب ، كان يؤكد أن الطريق الوحيد لإستعادة الأرض والكرامة هو القتال ،كان على يقين بإن المعركة قادمة وعليه أعداد رجاله في إنتظار المعركة المرتقبة .
وصدق حدس الشهيد وبدأت معركة السادس من أكتوبر المجيدة ، ومع الضربةالجوية الأولى وصيحات الله أكبر ، أنطلقت كتيبة الصاعقة التى يقودها البطل في ثلاثطائرات هليكوبتر لتدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة لحرمان العدو منالإستفادة منها وينجح الرجال في تنفيذ المهمة .
(د/على نصر _مساعد الرفاعى)
وتتوالى عمليات المجموعةالناجحة ... ففي السابع من أكتوبر تُغير المجموعة على مواقع العدو الإسرائيليبمنطقتي ( شرم الشيخ ) و ( رأس محمد ) وفي السابع من أكتوبر تنجح المجموعة فيالإغارة على مطار ( الطور ) وتدمير بعض الطائرات الرابضة به مما أصاب القيادةالإسرائيلية بالإرتباك من سرعة ودقة الضربات المتتالية لرجال الصاعقة المصريةالبواسل .
في الثامن عشر من أكتوبر تم تكليف مجموعة البطل بمهمة إختراقمواقع العدو غرب القناة والوصول إلى منطقة ( الدفرسوار ) لتدمير المعبر الذى أقامهالعدو لعبور قواته ، وبالفعل تصل المجموعة فجر التاسع عشر من أكتوبر في نفس الوقتالذى تتغير فيه التعليمات إلى تدمير قوات العدو ومدرعاته ومنعها من التقدم في إتجاهطريق ( الإسماعيلية / القاهرة ) .
وعلى ضوء التطورات الجديدة يبدأ البطل فيالتحرك بفرقته ، فيصل إلى منطقة ( نفيشه ) في صباح اليوم التالى ، ثم جسر ( المحسمة ) حيث قسم قواته إلى ثلاث مجموعات ، أحتلت مجموعتين إحدى التباب وكانت تكليفاتالمجموعة الثالثة تنظيم مجموعة من الكمائن على طول الطريق من جسر ( المحسمة ) إلىقرية ( نفيشه ) لتحقيق الشق الدفاعي لمواقعها الجديدة .
وما وصلت مدرعاتالعدو حتى أنهالت عليها قذائف الـ ( آربي جي ) لتثنيه عن التقدم ، ويرفض بطلنا / إبراهيم الرفاعي هذا النصر السريع ويأمر رجاله بمطاردة مدرعات العدو لتكبيده أكبرالخسائر في الأرواح والمعدات .
وبينما يخوض رجال المجموعة قتالاً ضاريا معمدرعات العدو ، وبينما يتعالى صوت الآذان من مسجد قرية ( المحسمة ) القريب ، تسقطإحدى دانات مدفعية العدو بالقرب من موقع البطل ، لتصيبه إحدى شظاياها المتناثرة ،ويسقط الرجل الأسطورى جريحًا ، فيسرع إليه رجاله في محاولة لإنقاذه ، ولكنه يطلبمنهم الإستمرار في معركتهم ومعركة الوطن ..
ويلفظ البطل أنفاسه وينضم إلىطابور الشهداء ، عليهم جميعًا رحمة الله.
ذكريات عن الشهيد يحكيها احد ابطالمجموعته : 1-ويذكر علي أبو الحسن أنه رغم كل المخاطر التي كانت المجموعة 39تتعرض لها إلا أنهم كانوا يواجهون كل ذلك بروح المرح والسخرية ويقول : كنا نذهب إليأي عملية وكأننا ذاهبين إلي نزهة أو رحلة ممتعة، ولم تكن كلمة الخوف موجودة فيقاموسنا، وكان الرفاعي رحمه الله يقول أننا نجاهد في سبيل الله فلا يجب أن ننتظر أيمقابل وكنا مؤمنين بذلك.وأذكر كثيراً من الواقف الطريفة التي حدثت لنا في تلكالفترة، فمثلاً د. علي نصر القائد الثاني وعلي الرغم من كونه ينتمي لعائلةأرستقراطية وثرية جداً إلا أنه كانت له هواية دائمة فكان يقول لي : ((أعمل لنا ياأبو الحسن شاي في الكريستال)) وكان الكريستال هذا هو علب الفول الفارغة وكان لايشرب الشاي إلا فيها. وأذكر في أحد المرات أننا كنا نتدرب في بحيرة قارون بالفيوموكان موجوداً معنا خبير هولندي كان قد حضر و معه نوع جديد من القوارب لنجربه، وفيفترة الراحة ذهبنا للتمشية في المزارع القريبة من البحيرة وكان معي زميلين كانوايسبقاني وفوجئت بهم يعودان وهم يجرون بسرعة وسألتهم عما حدث فقالوا لي ثعبان ولمأكن أتخيل أن يفعل بنا ثعبان هذا ولكني رأيته وفوجئت بثعبان ضخم طوله أكثر من أربعةأمتار وكان هناك (نمسين) يناوشان الثعبان وجرحوه مما أهاج الثعبان وحينما رآناالنمسان هربا جري الثعبان ورائنا حتى وصلنا إلي مكان التدريب ورآنا الرفاعي قادميننجري مثل الريح وحينما لمحته تأخرت عن زميلي فسألهم الرفاعي ماذا حدث فقالوا لهثعبان فاستاء جداً أن يفعل فينا ثعبان ذلك ونحن المتعودين علي صيد الثعابين، ولميسأل ولم يستفسر ولكنه قال جملة واحدة : ((أية ثعبان ؟ روحوا هاتوه)). وكان لابد منتنفيذ الأمر وأمسك بي الغضب من زملائي فأمسكت أحدهم وضربته من غضبي فأين سنعثر عليالثعبان وسط المزارع وبدأنا نبحث عنه حتى وجدنا ووجدنا النمسان عادوا له وتعاملنامع الثعبان حتى تمكنا منه وقتلناه وعدنا ونحن نسحبه وراءنا ونحن فرحين وبمجر أنرآنا الخبير الهولندي ورأي ضخامة الثعبان جري مثل الريح من الخوف، وقد أقمنا وليمةمن الثعبان في ذلك اليوم وأكلت منه المجموعة كلها. ومن المواقف الطريفة التي لاأنساها أيضاً أنني قبل أن انضم للمجموعة 39 قتال كان مقر عملي في لواء الضفادعبالإسكندرية وكنا نخرج مأموريات تستمر أسبوع أو اثنان أو شهر بالأكثر، وعندماانضممت للمجموعة صدرت الأوامر لنا بعدم إخبار أي شخص من مكاننا فكنت أقول لزوجتيأنني في مأمورية، وظللت علي ذلك لمدة عامين حتى ظنت زوجتي أنني تزوجت بأخري لأنمقرنا كان في القاهرة حتى أصبت في مرة بقاذف لهب في وجهي في إحدي العمليات وحدثتحروق بوجهي وعندما عدت في أجازة وأنا مصاب أيقنت زوجتي إنني كنت في مهمة عمل خاصةأنها كانت قد رأت رؤيا لي في نفس لحظة إصابتي وانتهي شكها في أنني تزوجتبغيرها. وبعد كل هذه السنوات أقول الحمد لله الذي أقدرنا علي أن نقدم شئ ساهم فيتحرير تراب وطننا وأقول رحم الله شهدائنا العظام الذين قدموا أرواحهم فداءلوطنهم. 2- ممنوع دخول الفتيات : ويضيف أبو الحين قائلاً أن الإسرائيليينكانوا كثيروا ما يحاولوا استفزاز المصريين الموجودين علي الضفة الغربية للقناة،فكان يوم السبت هو يوم الترفيه بالنسبة للإسرائيليين وكانت تحضر لهم فتياتإسرائيليات للترفيه عن الجنود وكانوا ينزلون للسباحة في القناة ليستفزوا المصريينبتصرفاتهم فقرر الرفاعي أن نأسر إحدي هؤلاء الفتيات لكي يتوقف الإسرائيليين عنإحضار فتيات لجنودهم، وبالفعل خرجنا لعمل استطلاع لمعرفة مواعيد نزولهم القناةوأثناء الاستطلاع قاد لي د. علي نصر أن هذه العملية عمليتك خطط أنت لها ونفذها،وكان لدينا أجهزة تنفس تحت الماء مفتوحة يمكن أن تنكشف من خلال الفقاقيع التي تخرجمنها فذهبت إلي الإسكندرية وأحضرت أجهزة تنفس بالأكسجين مغلقة لا تنكشف وكانالإسرائيليون ينزلون إلي القناة من الساعة الخامسة إلي السادسة وكان البرد شديد فيذلك الوقت فنزلت إلي القناة قبل الساعة الخامسة وسبحت حتى وصلت إلي شمندوره تتوسطالمسافة بيننا وبينهم في القناة وكانوا معتادين أن يعوموا حتى يصلوا إليها وظللتتحت الشمندوره لمدة ساعة كاملة انتظرهم وكان معي طرف حبل والطرف الآخر كان يمسك بهالشهيد إبراهيم الرفاعي ود. علي نصر وكان برج المراقبة عندنا يراهم بوضوح، ومن شدةالبرد شعرت أن أطرافي تكاد تتجمد لإني لا أتحرك فأعطيت لنفسي مهلة 5 دقائق أعودبعدها لموقعنا إذا لم ينزلوا إلي الماء، وفجأة وجدت الرفاعي يجذب الحبل بسرعة وكانذلك علامة علي أن الجنود الإسرائيليين نزلوا للمياه فانتظرت حتى وصلوا إليالشمندوره وفجأة وجدتهم يعودوا للشاطئ مرة أخري، وأراد الله أن تكون هناك فتاة فينهاية الصف وبسرعة أمسكت بها ولففت الحبل حولها فبدأت في الصراخ بصوت عالي وبدأالإسرائيليين يضربون بالرشاش حولنا حتى لا تصاب الفتاة وكان زملائي يسحبون الحبلبسرعة فصعدت إلي سطح المياه وأخذت الفتاة علي صدري حتى يتوقفون عن الضرب وسحبنيزملائي حتى وصلت للشط وبدأت الفتاة تصرخ وتسبنا وتحاول خربشتنا وأخذناها كأسيرة ومنذلك اليوم لم تجرؤ فتاة أو جندي إسرائيلي علي النزول إلي مياه القناة، وقد بادلناالفتاة بعدد كبير من جداً من الأسري المصريين بعد ذلك "وحرمناهم" إحضار فتيات إليجنودهم. وأذكر في أحد المرات أن الشهيد الرفاعي كان يقوم بتصوير موقع إسرائيليعلي القناة من علي الضفة الغربية فرآه جندي إسرائيلي يقف علي الضفة الشرقية فقامبحركة سخيفة بيده لاستفزاز الرفاعي، فصوره الرفاعي وقام بتكبير الصورة وتوزيعهاعلينا وأمرنا أن نحضر هذا الجندي كأسير وبالفعل حفظنا شكله وبعد شهر كامل استطعناأن نأسره عقاباً له علي فعلته.
3-الثغرة واستشهاد الرفاعي : ويحكي أبو الحسن قصة الثغرة واستشهاد الشهيد العميد إبراهيم الرفاعي فيقول : كنا بعد كل عملية كأننا نولد من جديد فكنا ننزل في أجازة ولكن بعد الثغرة عدنا إليمقرنا وتوقعنا أن نحصل علي أجازة ولكننا وجدنا الرفاعي وقد سبقنا وفوجئنا أن هناكسلاح تم صرفه لنا وكله مضاد للدبابات وكانت الأوامر أن نحمل السلاح علي السياراتونعود مرة أخري إلي الإسماعيلية ودخلنا الإسماعيلية ورأينا الأهوال مما كان يفعلهالإسرائيليين بجنودنا من الذبح وفتح البطون والعبور فوق الجثث بالدبابات، وكانالعائدون من الثغرة يسألوننا أنتم رايحين فين وكنا نسأل أنفسنا هذا السؤال وكنتأجلس في آخر سيارة وكانت سيارة (الذخيرة) وكان ذلك خطر لأن أي كمين يقوم بالتركيزعلي أول سيارة وآخر سيارة، ورأي أحد السائقين 3 مواسير دبابات إسرائيلية تختفي وراءتبة رمال وكانوا ينتظروننا بعد أن رأونا وكنا متجهين لمطار فايد، وأبلغنا السائقباللاسلكي وصدرت الأوامر بالتراجع فنزلت من السيارة بسرعة لأننا كنا نسير فوق (مدق) وحوله رمال وكان الإسرائيليون يزرعون الألغام بتلك الرمال فحاولت توجيه السائق حتىلا ينزل إلي الرمال وهو يدور بالسيارة ولكن السائق رجع بظهره بسرعة ووراؤه بقيةالسيارات وعدنا للإسماعيلية وجاء أمر لنا بأن نعود لفايد مرة أخري فعدنا وودعنابعضنا قبل الدخول لأننا أيقننا أن داخلين علي الموت ودخلت السيارات تحت الشجروترجلنا ومعنا أسلحتنا وقررنا أن نفعل شئ ذو قيمة قبل أن نموت وفوجئ اليهود بما ليسفي بالهم وبدأنا في التدمير و(هجنا هياج الموت) وصعد أربعة منا فوق قواعد الصواريخوكان الرفاعي من ضمننا وبدأنا في ضرب دبابات العدو وبدأوا هم يبحثوا عن قائدنا حتىلاحظوا أن الرفاعي يعلق برقبته ثلاثة أجهزة اتصال فعرفوا أنه القائد وأخرجوا مجموعةكاملة من المدفعية ورأيناهم فقفزت من فوق قاعدة الصواريخ وقفز زملائي ولم يقفزالرفاعي وحاولت أن أسحب يده ليقفز ولكنه (زغدني) ورفض أن يقفز وظل يضرب فيالإسرائيليين حتى أصابته شظية فأنزلناه وطلبنا أن تحضر لنا سيارة عن طريق اللاسلكيوكنا نشك أن أي سائق سيحضر ولكن سائق أسمه سليم حضر بسرعة بالسيارة ووضعنا الرفاعيفيها ولكن السيارة غرزت في الرمال فنزل السائق وزميله لدفعها وقدتها ودارت السيارةولم أتوقف حتى يركبوا معي من شدة الضرب الموجه لنا فتعلقوا في السيارة وسحبتهمورائي، وكان الرفاعي عادة ما يرتدي حذاء ذا لون مختلف عن بقية المجموعة وعندما رأيزملاؤنا حذاؤه أبلغوا باللاسلكي أن الرفاعي أصيب وسمعهم اليهود وعرفوا الخبر وكانتفرحتهم لا توصف حتى أنهم أطلقوا الهاونات الكاشفة احتفالاً بالمناسبة وذهبنا بهلمستشفي الجلاء وحضر الطبيب وكانت الدماء تملأ صدره وقال لنا (أدخلوا أبوكم) فأدخلناه غرفة العمليات ورفضنا أن نخرج فنهرنا الطبيب فطلبنا منه أن ننظر إليه قبلأن نخرج فقال أمامكم دقيقة واحدة فدخلنا إليه وقبلته في جبهته وأخذت مسدسه ومفاتيحهومحفظته ولم نستطع أن نتماسك لأننا علمنا أن الرفاعي استشهد وكان يوم جمعة يوم 27رمضان وكان صائماً فقد كان رحمة الله يأمرنا بالإفطار ويرفض أن يفطر وقد تسلمناجثته بعد ثلاثة أيام وفي حياتنا لم نر ميت يظل جسمه دافئاً بعد وفاته بثلاثة أياموتنبعث منه رائحة المسك .. رحمه الله
وكانت هذه هى خير خاتمة لرجل اهدى فى سبيل نصر وطنة وكرامته كل عزيز وغالى