الآن بعد سنة و نصف تغيرت الأمور علي .. عرفت المزيد من المعلومات .. و أقر بأن ربع ما كتب بالأعلى خاطئ ..
معظم مواقع الأنترنت تبث معلومات خاطئة إما لجهلها أو عن سابق قصد .. بالتالي معظم المعلومات المنشورة عن
الأسلحة خاطئة .
في البداية أعجبت بهذه الآلة الجبارة ( في أيامها ) .. كانت فعلا جبارة و السوفييت هم أول من طور تقنية لهذا النوع
من الآلات .. و باختصار جن جنون القطب الآخر عندما عرف بها ..
الجديد في الشيلكا كان وقتها الرادار .. و لأني اعجبت بها قمت بتحريات واسعة عن العربة و آلياتها و عملها و
فوجئت بالكثير من الأشياء .. و أنا أقولها .. لو لم يعد هذا السلاح مهترئا كنت لن أبوح بأي كلمة .. لكن
كل الخبراء يعرفون الأشياء التي سأذكرها ..
حالفني الحظ و التقيت العديد ممن عملوا على هذه الآلة :
الشيلكا عربة دفاع جوي .. و تقوم بأدوار أخرى .. يمكن القول أنها متعددة الأدوار .. في الحروب تسير الشيلكا
متقدمة كل القوات و ذلك لتأمين الحماية الجوية لها و للأسف مهمتها هذه تنطوي على الكثير من التضحية فكلنا
يعلم أن موجة الزحف الأولى تباد كلها تقريبا .. للأسف سوف تكون أول ضحية للصواريخ المضادة للمدرعات ..
و ذلك عند الإلتحام .. غير ذلك .. تقوم هذه الآلة بالتمركز قرب نظم الدفاع الجوي الصاروخية المتوسطة و البعيدة
المدى و أحيانا القصيرة المدى .. و نادرة ما نرى قواعد دفاع جوية بدون هذه الآلة ( أقصد السوفيتية النمط ) عدا
قواعد و منصات العمق ترافق هذه العربة أيضا قواعد الرادارات الثابتة و المحمولة .. فمن يعلم عن التشكيلات الروسية ..
من المستحيل أن تبصر رادارا ( سواء للإنذار المبكر أو للدفاع الجوي البعيد ) بدون أن تلمح عربتين او ثلاث عربات
شيلكا على جانبها .. تقف رافعة فوهات مدافعها للأعلى ..
العديد من الأمثلة على ذلك .. مثال على مهمتها الأولى .. هو ماحصل في حرب الـ 82 بين القوات السورية و الصهيونية
إذ استطاعت عربة شيلكا تتقدم أرتال لمدرعات سورية تسير على طريق بيروت دمشق متوجهة إلى لبنان للمشاركة في الإشتباكات
أن تصمد لوحدها ( العربة الوحيدة مع الرتل ) لمدة نصف ساعة في مواجهة سرب كامل من قاذفات الفانتوم .. و كانت النتيجة
رائعة .. إذ لم تصب إي مدرعة سورية بسوء .. بما فيهم الشيلكا نفسها .. بل بالعكس .. سقطت فانتوم اسرائيلية .. أو ميراج لم
أعد أتذكر .. و حسب معلوماتي .. تمت ترقية جميع أفراد الطاقم ..
يوجد في هذا الموضوع عدة مغامرات قامت بها الشيلكا بحرب الـ 1982 في سياق مهمتها في حماية القوات البرية :
http://4flying.com/showthread.php?t=15340
من جهة مرافقتها لقواعد الدفاع الجوي .. قامت هذه العربة بأعمال لا توصف بأقل من الرائعة في حرب 1973 تشرين خلال
قيامها بحماية قواعد الدفاع الجوي كفادرات .. سام 6 ( منصات و رادارات ) كلنا يعرف أن الكفادرات منظومة دفاع جوي
متوسطة المدى ليست قصيرة المدى .. كان الحل يتمثل بالشيلكا و نتيجة لسمعة الكفادرات التي دوت بين الطيارين الصهاينة عن
أن أي طائرة لن تستطيع عبور الدفاعات الجوية العربية أصبح الطيارون الصهاينة يقومون بالإنخفاض إلى مادون 750 متر للهرب
من صواريخ الكفادرات المرعبة .. كان بالمرصاد الرهيب شيلكا .. و فعلا قامت بعدة اسقاطات .. كانت جندي الدفاع الجوي
المجهول .. فيما ذهبت السمعة للسام 6 .
هذه العربة قديمة التصميم .. قديمة جدا .. فهي نتاج الستينيات .. و قد أبلت بلاء ممتازا خلال حرب فيتنام .. فقد أسقطت العديد
من طائرات السكاي هوك الأمريكية و الكثير من الحوامات .. أكثرها الـ UH-1 هيوي ..
بالرجوع لفترة الستينيات .. و القاء نظرة على الحواسيب سنكتشف التالي :
كلنا يعلم أن الحواسب لم تكن كما نعرفها دفعة واحدة .. بل مرت بالعديد من عمليات التحديث .. إذ كانت البداية مع اللوحات المثقبة
لم تكن اجهزة الاظهار مثل الشاشات التي نعرفها الآن .. أول حاسب تم تطويره في الولايات المتحدة كان بحجم بناء مؤلف من ثلاث طوابق
كانت المكثفة الكيميائية بحجم البرميل .. الان المكثفة الكيميائية التي تؤدي نفس العمل تعادل حجم سلامية الأصبع .. كان الحاسب من نوع
ماكنتوش .. و تم تطويره للأغراض العسكرية .. ثم تطورت عمليات المعالجة لتصل لما يسمى بالـ Vacum Tubes ما يسمى بالصمامات
المفرغة .. تقنية خاصة أحدث من سابقتها .. تلتها قواطع التحكم الميكانيكي .. أو ما يسمى الآن بأجهزة التحكم الصناعي .. و في كل مرة
كان الحجم يصغر .. إلى أن ظهر الترانزستر بموصلاته الثلاث ( الباعث - المجمع - القاعدة .. كان بودي شرح آلية عملها ..
لكن موضوعنا عن الشيلكا ) و الديود .. ما يمكن أن نطلق عليه سكر عدم الرجوع الكهربائي .. أدى هذا إلى ظهور تطبيقات رائعة .. فأنتم
تتخيلون جهاز الراديو
تبع أجدادنا ذو الحجم الهائل الذي يعمل بالصمامات المفرغة و راديوا
الترانزستور الصيني تبع الـ 25 ليرة سورية الآن ..
و تحول حجم المكثفة المتغيرة من حجم الغرفة إلى حجم حبة البازلاء .. بعد الترانزستور ظهر جيل الـ IC و الذي أحدث نقلة أخرى
( هي تلك القطع الإلكترونية السوداء المسطحة ذات الأرجل المتعددة .. و هي عبارة عن عدة قطع مدمجة مع بعضها .. )
كل ماذكر بالأعلى يخدم موضوعنا .. في جيل الشيلكا الستيني كانت السائد هو الصمامات المفرغة ..
هل تتخيلون الأن عربة تقوم بنفس بنفس مهام الشيلكا ؟؟؟
عندما وصفها لي أحدهم ( خريج هندسة الكترون - جامعة حلب ) من الداخل قال لي :
يمكن اختصار تجهيزاتها بجهاز واحد يعادل حجمه راحة اليد ..
الشيلكا آلة قديمة تعمل بتقنية الفاكيوم تيوبس .. و هي تؤدي مهامها بشكل رائع هذا ليس عيبا .. بل هي صممت لتؤدي مهامها
تتسم الشيلكا بالضيق الشديد من الداخل .. قال لي أحد العساكر ممن خدموا عليها حركة واحدة خاطئة و انت تقوم بالولوج إلى الداخل
تجرح رأسك أو تكسر يدك ... !!! أول شئ تعلمنا عليه هو الدخول و الخروج منها .. أول شئ ..
عدد أفراد الطاقم أربع .. و يمكن القول أن هناك ثلاث منافذ بالعربة .. أعلى البرج و السائق و مدخل النجاة ..
( طاقم العربة هو أربع جنود : القائد - عامل الرادار 1 - عامل الرادار 2 - السائق .. و ليس كما كتب بالأعلى ...!!! )
في الداخل لا يمكن لأحد أن يجلس مكان أحد .. امكانية الحركة شبه مستحيلة .. و يتلخص الموضوع بأن السائق يجلس منفردا
و يقع مكانه إلى
اليسار قريبا من المنتصف .. بعد قطعة خشبية تدعى بفلتر الهواء ( لم أتخيل
كيف تقوم هذه الخشبة بعمل فلتر للهواء !!! )
في داخل الجسد يجلس عاملا الرادارا متجاورين .. و تظهر أمامهما شاشات خاصة بالرادارات و التعقب .. سوف أحاول التكلم عنها ..
فوقهما يجلس قائد الدبابة .. حيث تكون قدميه بمستوى رؤوس عاملا الرادار لكن بشكل بعيد .. فرصة الهرب من العربة عند اصابتها
و من ثم النجاة منخفضة .. يعرف العاملين على الشيلكا تماما .. أنهم يجلسون في قبر متحرك .. و يدركون تماما أن أي اصابة من صاروخ
مضاد للدروع تعني الموت بنسبة 95 % فتدريع العربة سئ نوعا ما و خاصة أمام صواريخ يومنا هذا ..
من الطريف .. أن العربة مكيفة من الداخل .. و لكنها مكيف فقط بنمط تدفئة .. فبلاد السوفييت القارصة ليست بحاجة إلى تكييف بارد
و تعتمد تقنية التدفئة
الداخلية هذه على مرور بعض أنابيب الزيت ( أو الماء .. لا أذكر ) داخل
حجرة القيادة .. و بالتالي نشر الحرارة بداخلها ..
فمحرك الرئيسي العربة يعمل بالديزل .. و هو ضخم نوعا ما .. فلذلك فهو مزود بمجموعة تبريد و تدفئة للزيت و الماء ...
فبعض المناطق الروسية
من شدة البرودة الهائلة يتجمد الزيت داخل المحرك .. و لذلك توجد حماية
كهربائية من أجل تسييح الزيت و تشغيل المحرك
الشئ الذي لا يعلمه
معظم الناس أن العربة بها محركين ديزل حقيقة .. فماذا يحصل إن طلب من
العربة التمركز و الربوض .. و لكن في حالة الإستنفار ؟؟؟
هل من المعقول أن يظل
محرك العربة شغالا لـ 15 ساعة مثلا .. هناك محرك أخر صغير يعمل بالديزل و
هو يكفل أن تقوم العربة بمهامها القتالية على
أكمل وجه دون الحاجة
إلى المحرك الرئيسي .. كتشغيل البرج و محركات الرادار الكهربائية و تزويد
العربة بالكهرباء من أجل أجهزة الإشتباك و الراديو .
محرك العربة أيام الستينات كان قادرا على تسييرها بسرعة 100 كم/سا .. لكن هذه الأيام لن يدفعها بأكثر من 60 كم/سا ..
من الجديد بالذكر أن هذه العربة تستطيع الرمي على أهدافها و هي متحركة .. لكن يجب عليها تخفيض سرعتها لغاية 13 كم/سا
من الصفر ... ماذا يفعل طاقم الشيلكا .. منذ قيامه بالدخول للعربة و حتى الإشتباك :
في البداية يرتدى الطاقم القلنسوات الخاصة بهم .. و للقلنسوة وظيفتين .. :
الأولى حماية الأذنين
من الإصوات الشديدة الناتجة عن هدير المحركات بالداخل .. و استخدام أجهزة
الراديو و الغي غي إس المدمجة بهذه القلنسوات .
فهذه القلنسوات نوعين
: نوع خاص بالقائد و نوع آخر خاص ببقية الطاقم .. و يلحق بالقلنسوة جهاز
خاص يثبت على الحنجرة .. ( قد لا توجد هذه
التجهيزات بجميع النسخ ) و يقوم هذا الجهاز بالتقاط الإهتزازات الصوتية من الحنجرة و تحويلها لنبضات كهربائية تترجم فيما بعد ..
فجهاز القائد مرتبط
بالطاقم و من ثم إلى غرفة العمليات .. أما أجهزة الطاقم مربوطة للطاقم فقط
.. الكل يستطيع سماع الكل .. ما عدا اتصال الطاقم
للقيادة .. فيما غير
ذلك .. القنوات مفتوحة على بعضها .. فعند توجيه أي جملة يسمعها الكل ..
إلا القاعدة فهي لا تسمع ما يوجهه القائد إلى طاقمه .
تتميز الشيلكا
بالمركزية الشديدة .. إذ أن 75 % من العمليات يقوم القائد بتشغيلها لوحده
.. فلا شئ يتم بدون القائد ما عدا عملية القيادة ..
بعد أن يتمركز الطاقم في مكانه .. يقوم القائد بتشغيل العربة .. و هذه ليست عبارة عن فتل مفتاح كما في السيارة العادية ..
يوجد قاطع كبير عليه
زرين .. يقوم القائد بالضغظ لمدة عشر ثوان عليهما و الغاية هي تسخين الزيت
قليلا داخل المحرك .. و تلقائيا عندما تصل حرارة
الزيت إلى الحرارة المطلوبة يدور المرش و تقلع العربة .. بمحركيها ..
العربة تمتلك أربع
مدافع ... عيار 23 مم .. و هذه تجعل منها ذات كثافة نيران هائلة .جدا ..
إذ يقوم المدفع الواحد برمي 16 طلقة بالثانية و بالتالي
ما مجموعه 64 طلقة
للمدافع الأربعة .. في الثانية الواحدة .. و من ينظر للعربة أثناء قيامها
بالرمي .. سيرى أربع خطوط متصلة من الرصاص ..
هذه الكثافة الهائلة
ترفع من درجة حرارة المدافع بشكل هائل مما يستدعى تبريدها آنيا بشكل
متزامن مع الرمي فقط .. بفاصل 1 ثانية قبل البدء
و وقت مفتوح بعد
الإنتهاء من الرشق .. و تتم العملية بشكل يدوي يقوم به القائد أثناء الرمي
.. و ذلك بطريقتين مختلفتين .. أحداهما باليد
و الاخر بالقدم .. حسب نمط الرمي ( جوي - أرضي .. ) و يستخدم لهذه العملية المـــاء .
المدافع مزودة بحساس خاص .. فعند أي خلل بضخ الماء .. لن تتم عملية الرمي قطعا ..
المهم .. قبل الصعود
للعربة يجب تلقيمها .. أحد سيئات هذه العربة ( إلى جانب تدريعها و
ارتفاعها) هو آلية تلقيمها .. فهي سيئة و بطيئة نوعا ما ..
ففي حين يحتاج نظام الآوسا الصاروخي للدفاع الجوي إلى 6 دقائق لتلقيمه بست صواريخ بحجم الإيغلا و أكبر قليلا .. تحتاج الشيلكا
إلى 20 - 15 دقيقة .. الوحدة النارية للعربة هي 2000 مقذوف .. بعملية حسابية بسيطة نجد أنه إذا قامت القائد برشقهم دفعة واحدة
فستنتهي الذخير خلال 31 ثانية .. تصورورا كثافة النيــــران الهائلة 2000 طلقة خلال 31 ثانية ..
المدافع مزودة بصناديق خاصة يتم تجميع الفوارغ فيها .. بعكس مدافع التونجوسكا التي ترمي الفوارغ للعراء .
هذه صورة للأوسا :
| تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 801 * 597. |
في الحقيقة .. لن يفعل القائد ذلك .. فهو سيقوم يعدد من الرشقات يصل إلى عشر في أحسن الأحوال .. بعد نفاذ الذخير تبدأ المأساة ..
إذ يجب أن يخرج الطاقم بكامله من العربة .. ( بعد أن يختبئ بمكان آمن .. ) من الأمام و حسب الصور .. أمام البرج من الأعلى هناك
صندوقين خاصين .. يتم فتح الغطاء .. و اخراج الفوارغ .. من الجانبين طبعا .. ثم يتم ادخال حزام الذخيرة .. و بعدها يثبت منويل
معدني خاص في مكان مخصص له و بتدوير المنويل تبدأ عملية سحب قشاط الذخيرة .. 500 طلقة لكل مدفع .. يعني تكرار العملية
أربع مرات .. جنديين من كل جانب .. المجاري مخصصة بحيث أنه إذاحدث هناك أي ارتصاص .. ستتوقف فورا عملية التلقيم و بالتالي
اعادة العملية مرة أخرى ..لكن الفائدة من هذه هو عدم حدوث أي استعصاءات أثناء الرمي .
عند الإنتهاء يتكون مضت حوالي 15 - 20 دقيقة .. و هي وقت طويل داخل المعركة ..
أنوه قليلا للطاقم السوري المذكور أعلاه و الذي أبلى بلاء حسنا .. بطريقة ما .. استمر 30 دقيقة بالقتال بوحدة نارية واحدة ..
فعلا بطولة .. هذه صورة تدل من أين يتم التلقيم ( شيلكا عراقية معطوبة ):
| تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 640 * 423. |
الآن عند الإشتباك :
يظن معظم الناس أن شاشة الردادر هي بشكل دائري و بداخلها عصا خضراء تتحرك بشكل دائري .. هذا غير صحيح ..
فرادار الشيلكا لا يعمل بمبدأ الدوبلر .. رادار الشيلكا ( GUN DISH ) بدائي نوعا ما .. و له الكثير من السيئات سوف
أتحدث عنها .. هو عبارة عن مرسل و مستقبل صغير .. وزنه خفيف قليلا يمكن فكه بسهولة .. الغطاء الذي عليه يظن الجميع أنه معدني
لكن هذا خاطئ .. فهو مغطئ بطبقة من الجلد المطاطي .. كما الموجودة في آلة الطبل .. و هذه صورة لمكوناته على شيلكات عراقية :
في البداية تعتمد الشيلكا اعتمادا تاما على القدرة البصرية للطاقم .. فليس هنالك إي نمط بحث اتوماتيكي لاكتشاف الأهداف ..
تعمل الشيلكا وفق 5 أنماط للقتال .. 4 منها للقتال الجوي و الأخير للأرضي .. و تمتلك 3 أنماط لإزالة التشويش ( أصبحت
الآن عديمة الفائدة ) .. في القتال الجوي : يطل القائد برأسه للخارج و يستخدم بصره لرؤية الهدف حتما و قطعا .. و يطلب منه
أن يزود عامل الرادار بثلاث أشياء : البعد - الإرتفاع - الزاوية .. بالنسبة لمن درس الرياضيات و الهندسة .. سيكتشف فورا
أننا نعمل بجملة احداثيات كروية مركزها الشيلكا .. البعد هو نصف القطر الكروي .. الإرتفاع هو سمت الزاوية الشاقولية ..
و السمت هو الزاوية الإفقية .. بهذه الإشياء الثلاث تستطيع أن تحدد احداثيات أي نقطة .. من حولك ..
بالنسبة للقائد هذه مهمة صعبة جدا .. و حتى أكثرها صعوبة فكل ما يلحقها أسهل .. لماذا ..: من المحتمل أن تتعدد الأهداف ..
فعليه أن يقرر و يختار أخطرها بأجزاء من الثانية .. الشئ الآخر .. الطائرات ليست أجسام بطيئة .. فسرعتها شديدة .. فأي
خطأ بهذه المعطيات يكون الهدف قد ابتعد عدة كيلومترات .. هناك نسبة خطأ محددة للقائد .. فليس عليه أن يحدد ما ذكر
أعلاه بالضبط بالضبط .. لكن هناك مجال search بسيط يقوم به الـ GUN DISH بعد أن يزوده عامل الرادار واحد
المعطيات .. يخبر القائد الزاوية بالغراد .. ( الدائرة 400 غراد ) ... و ذلك لأنها أدق من الدرجات .. هذه المهمة تكون في
أوج صعوبتها بالليل .. مع أجهزة الرؤية الليلية ..
الآن لنفترض .. أن تم تزويد عامل الرادار واحد بالمعلومات .. يقوم بعدها بضغط زر يشبه الزناد و فجأة تتغير شاشات الإظهار
و يبدأ محرك الرادار الكهربائي بالعمل .. ماذا حدث ؟؟؟ تم الإقفال على الهدف .. يستدير الرادار فورا باتجاه الهدف .. بداية يدويا
لكن بعد الإقفال تصبح العملية ذاتية .. و تنفصل حركة الرادار عن برج العربة .. و هنا يأتي دور تحديد نمط القتال الجوي ..
تختلف الأنماط عن بعضها بكونها يدوية أو آلية و نوع ارتباط حركة البرج بحركة الرادار .. يقوم القائد بالإختيار حسب طبيعة
الإشتباك و الوضع العملياتي .. لو فرضنا أنه اختار نمط تعقب آلي كامل .. فورا ستبدأ حركة البرج و بسرعة رهيبة بتوجيه السبطانات
إلى موقع ما .. فليس بالضرورة أن يتحد اتجاه الرادار باتجاه البرج .. كما ليس بالضرورة أن توجه السبطانات باتجاه الهدف تماما ..
لأن الهدف يتحرك و هناك وقت للسبق .. فحسب نوع النمط المنتقى .. تقوم آلة حاسبة باجراء عدة حسابات .. مستخدمة
المعطيات اليومية التي تتم تغذيتها للعربة يوميا من نشرة الدفاع الجوي للأحوال الجوية السائدة للطقس .. الرطوبة الحرارة
سرعة و اتجاه الرياح .. و باستخدام معطيات الرادار .. سرعة الهدف موقعه زاويته .. و بالتالي التسديد إلى نقطة الإصابة المحتملة ..
عند اللحظة المناسبة .. يدخل القائد يده لمقبض خاص .. يشبه قبضة المسدس .. و يتميز الزناد بحركة خاصة .. فعند الرشق يضطر
القائد بدفعه لإتجاه معين و من ثم سحبه من أجل الإطلاق .. لماذا ؟؟ يضطر إلى سحبه كي تشتغل مضخات المياه المخصصة لتبريد المدافع
و بالتالي ضمان المدافع مبردة طول فترة الرمي بدون أن ينسى أحد ذلك ..
عندما يتعرض طيار ما لنيران الشيلكا .. لن يرى سوى نقط برتقالية على شكل غمامة نارية تفتك به و بطائراته و في حال كتب له أن
لا يصاب .. فسيسمع بأذنيه صوت تثقب بدن طائرته ..
لن يرى الشيلكا رغم قربه منها .. فهي تكون خطرة جدا عندما تكون قريبة .. الرصاص متفجر .. 4 ثوان و ينفجر الرصاص ..
لذلك يشعر الطيارون الغربيون دائما بالإنزعاج من الشيلكا ... و تسبب لهم مضايقات شديدة أكثر من الإسلحة الصاروخية ..
و بالتالي .. عندما يسمع الطيار القاذف أن هناك شيلكا في موقع العملية يتغير شكل و جهه .. و عند الوصول للموقع .. اول من
يحاول التخلص منه هو الشيلكا .. لأنها رغم أنها لن تسقطه .. لكنها ستشعره بالضيق ( أصلا هذا سبب الإحتفاظ بها بالجيش السوري
إلى الآن ) فهي فعلا خصم عنيد .. و مضايق .. و في حال لم يستطع تدميرها .. سيضطر مرغما على الإرتفاع .. و ليس هناك
أي حل آخر للتخلص منها ... و منه جاء لقبها بـ ( كشاشة الذباب ) .. و هذا هو السبب الذي جعل الطائرات الصهيونية
تترك المدرعات السورية و شأنها على طريق بيروت .
داخل العربة .. تستطيع الشيلكا العمل أثناء اغلاق المحرك الرئيسي .. أثناء الرمي تتولد أصوات شديدة بالداخل .. و ترتد العربة
بكاملها للخلف من شد قوة المدافع الأربعة .. يعني في حال كتب لأحدكم أن يراها ترمي بقربه .. لن ينسى هذا المنظر بقية حياته كلها ..
فعلا شئ رائع .. و كما قلنا هناك و قت سبق خاص .. يتم فيه الرمي قبل الهدف .. الأن بعض الإشياء ..:
الشيلكا سلاح قديم .. و الآن الـ GUN DISH بأحسن الأحوال بأحسن الأحوال .. لن يتتبع أي هدف تزيد سرعته عن
400 كم/سا .. و في الأحوال العادية 350 كم/سا .. غير ذلك فان رادارها لن يقفل على أي هدف يطير بأعلى من تلك السرعة ..
بصراحة الآن هذا يعد عيبا قاتلا الآن .. فجيل الطائرات الحديثة .. الإف 15 و الميغ 29 و السوخوي 27 و طالع .. بأحواله العادية
لن يطير بسرعة أقل من 500 كم/سا .. قال لي أحد الجنود .. مرة لم نتمكن من الإقفال على الميغ 21 غير و هي تهبط مقتربة من المدرج
( سرعة اقتراب الميغ 21 300كم/سا ) بصراحة .. السطور الأخيرة تذكر بأنه دور الشيلكا انتهى في الحرب الحديثة .. و أن أي عملية
تحديث للشيلكا لن ينفع .. لأنك ستضطر لتغيير حوالي 85 % من أجزائها .. و هذا ليس بالضرورة اخراجها من الخدمة .. فكلفة تشغيلها
ليست عالية مقارنة بغيرها من قطع أسلحة الدفاع الجوي .. عدا أن ذخيرتها رخيصة الثمن نوعا ما ..
الأهداف الجوية المثالية للشيلكا الآن الحوامات .. فالشيلكا قادرة بكل سهولة أن تقضي على أي حوامة تدخل كرة يبلغ نصف قطرها 3 كم تحيط
بالعربة .. و ستكون الحوامة بوضع لا تحسد عليه أبدا اذا فعلت ذلك .. لأن ليس من سبيل للإفلات .. و السبب أن سرعة الحوامات الحديثة
مثالية نسبة للشيلكا
.. و شكل الحوامات يستدعي بصمة راداراية كبيرة جدا مقارنة ببعض بالطائرات
النفاثة ( اذا استثنينا وضعيات خاصة للكوبرا )
و بالتالي انخفاض فعالية التشويش على الرادار و قدرة أعلى لنجاح أنماط إزالة التشويش في عملها .
من الإشياء الخطرة لدى استعمال الشيلكا .. هي اصابة الأهداف الصديقة .. للأسف الشيلكا لا تمتلك نظم IFF عندنا نحن العرب .. بصراحة
أنا غير متأكد .. لكن
بالنسبة للعرب لا أتوقع .. و لذلك يتم التمييز بصريا بواسطة اتفاق مسبق ..
و من أجل ذلك يتم تدريب الطاقم تدريبا جيدا
على مادة التمييز الجوي .. و بمساعدة الإشارات المسبقة الإتفاق تكون المشكلة قد حلت .. مثلا : خط دخاني متقطع - خط دخاني مستمر
اذا كان الطائرة ميغ 23 طوي و فتح للأجنحة ... حركة معينة للفلابس FLABES على كل سيتم اعلام طاقم الشيلكا بأي تحليق صديق فورا
و كل ساعتين عن نوع
الحركة الجوية ووضعية التصدي .. كل ساعتين يرد بلاغ .. منع الرمي .. اغلاق
الأجواء .. فتحها .. و بذلك يتم تجاوز هذا
النوع من المشاكل ..
الشئ الوحيد المتأكد منه أن دولة اتحاد سوفييتي سابقة .. أعتقد أوكرانيا
.. أو جورجيا .. قامت بتركيب نظام IFF ..
و لدي صورة له .. قال لي ذلك بعض الأعضاء في الأسيج عندما سألت عنها ..
هذه صورة لواحدة تحمل جهاز IFF :
بالنسبة
للمود الأخير .. و هو نمط القتال الأرضي .. هو نمط فعال جدا .. حتى أيامنا
هذه .. و هذا عمل رائع تستطيع الشيلكا القيام به هذه
الأيام .. في هذا
النمط تتغير لوحات القتال .. و يتوقف الرادار عن العمل حتما .. و يقوم
القائد بكافة المهام تقريبا .. فيقوم بوضع أعينه داخل
منظار خاص مربوط مع المدافع .. و يمسك مقبضا خاصا و يصبح باستطاعته تحريك برج الدبابة و تدويره يدويا .. بقدرة المحركات طبعا ..
و عندما يقرر اطلاق النيران يضع قدمه على دواسة خاصة فتحتها جانبية .. قبل الدوس عليها يدفعها إلى الجانب فتبدأ مضخات ماء التبريد
بالعمل و عند الدوس ..
ينطلق الرصاص .. يعتبر استخدام الشيلكا بهذا النوع من المهمات شيئا ذكيا
.. و ذلك لكثافة النيران الهائلة الكفيلة
بردع أي تقدم سواء للأفراد أو المدرعات .. طبعا ضمن المدى .. و يصل مداها في أحين الأحوال إلى 3.5 كم ضد الأهداف البرية ..
مثال على ذلك .. الجيش العراقي .. حيث استخدم الشيلكا لهذه المهمة في صد الأمواج البشرية الإيرانية .
في سورية هنا حسب معلوماتي .. توقفت قطع الغيار و ذلك لوقف الإنتاج في المعامل ..
بعض الدول طورت الشيلكا .. و حملتها بصواريخ قصيرة المدى .. لكن بدا واضحا أن هذه التطويرات لم تنتشر .. حيث يبدو
أنها لم تحقق أهدافها المرجوة .. و كانت عبارة عن مشاريع .
في النهاية .. كانت الشيلكا في السنوات الماضية آلة جبارة .. و قدمت هذه العربة العديد من الخدمات للعرب .. و كانت وفية معهم دائما
فلقد شاركتهم في معظم حروبهم المعاصرة .. الآن كبرت هذه القطعة و حان الوقت لتتنحى للتونجوسكا و البانتسييرا ذوات المدافع عيار
30 مم .. و لكن هذا لا يعني اخراجها من الخدمة .. بل تعد الشيلكا هدف مثالي .. و ماصة للصدمات .. فكما ذكرت لكم .. طالما يوجد
شيلكا في الأسفل .. الطيار لن يلقي بالا لأهدافه الرئيسية .. ما لم يتخلص منها .. و هي تصلح أيضا لمهام الإسناد و التقدم الأرضي و
الإشتباكات البرية التلاحمية .. نظرا لكثافة نيرانها ..
الشيلكا مزودة بنظم حماية من التلوث البيولوجي و الكيمائي و الغبار الذري .. فهي تقفل بشكل تام و قصري على طاقمها بداخلها ..
و طبعا تخرج عن المعركة .. و تحتاج إلى اعادة تأهيل فني لإعادة ادخالها للمعركة ..
بالنسبة للأبعاد و الأرقام تاريخ الصنع المستخدمون.. موقع فاس و ويكيبيديا تعرفونه جميعكم ..
تجدون هذه المعلومات موجودة هناك .. قد تكون بعض المعلومات مضللة ..
http://www.fas.org/man/dod-101/sys/land/row/zsu-23-4.htm
بعض المعلومات اضطررت أن أحتفظ بها لنفسي ..
أي خطأ في الأعلى أنا
جاهز .. قد أكون نسيت شئيا .. أو خلطته .. خاصة ان بعض الأشياء لم أرها
بعيني .. و ليس هناك من معصوم عن الخطأ .
شئ آخر .. قد يختلف كلامي من نسخة لأخرى ..فليس من الضرورة أن تكون الشيلكا البلغارية مثل الشيلكا التي تحدثت عنها مثلا ..
الآن سأنهي الموضوع بطرفة مع الشيلكا :افرض انك طيارا .. ماذا تفعل لكي تضايق شيلكا و تجعلها تكف عن مطاردتك ؟؟؟؟ببساطة .. تحاول الطيران بدائرة نصف قطرها 4 كم حول الشيلكا بشكل دائرة ... فحتما بعد ست دورات ستدوخ الشيلكا و تبرمالدنيا فيها و تتركك .. هههه .. هذه كتبها عضو هولندي في الأسيج على ما أذكر ... أو ألماني .. لم أعد أذكر .