We're sorry, but this discussion has just been closed to further replies.
التحية العسكرية للمرأة تثير جدلاً في الكويت فيما يتطور العالم من حولنا وينتقل من تقدم إلى أخر، بينما نحن العرب
نتطور وننتقل أيضاً ولكن من تخلف الى تخلف أخر.. فقد ذكرت وكالات الأنباء
مؤخراً أن جدلاً حاداً ثار في الكويت حول التحاق المرأة بالسلك العسكري
وأداء التحية العسكرية لها، حيث رأى إسلاميون أن دخول المرأة السلك
العسكري أمر غير مرغوب فيه، بينما أكد آخرون أن هذا حق مكفول في القانون
والدستور، وتطور الجدل والخلاف أثر تصريح رئيس رابطة علماء الشريعة في دول
مجلس التعاون الخليجي الدكتور "عجيل النشمي" لصحيفة الوطن الكويتية قائلاً
: "أن تحية الرجل للمرأة العسكرية الأعلى منه رتبة مخالفة للعرف قبلياً
وحضرياً". وأضاف النشمي : "إذا أردنا دخول المرأة في السلك العسكري
فلندخلها على سبيل الاستثناء كالحاجة إلى التفتيش على النساء في المطارات
والحدود والسجون, وفي غير حالات الاستثناء أمر غير مرغوب". بينما رأى
أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور سعد العنزي في تصريح للعربية نت : " أنه
لا يجوز انخراط المرأة في السلك العسكري إلا في حال الضرورة القصوى مثل
اندلاع الحروب، مشدداً على أن يكون دورها مقتصراً على تقديم المساعدات
الطبية أو الخدمات المساندة وليس القتال شريطة أن تكون بعيدة عن الاختلاط
بالرجال" وأضاف العنزي قائلاً: " أن التحية العسكرية لا أصل لها في
الشريعة الإسلامية، مضيفاً أن المرأة في حد ذاتها عورة ولو منعنا التحاقها
بالسلك العسكري لكان ذلك أفضل، كون هذا الأمر لا يتناسب مع جسدها
ومؤهلاتها فمكانها الطبيعي المنزل.
وختم العنزي قائلاً :"لقد ابتلينا بتقليد الغرب في ما يتعلق بالمساواة بين
المرأة والرجل ووضعها في البرلمان والوزارة، وهذا كله مخالف للشريعة
الإسلامية كونه ولاية عامة. مسألة أن المرأة رفيقة الرجل تحتاج إلى إعادة
نظر".
وقد أصدرت الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان بياناً ردت فيه على فتوى "
النشمي "جاء فيه: " أن التحاق المرأة بالسلك العسكري مضى عليه قرابة
عامين، معتبرة أن "تلك الفتوى لا أساس لها في مبادئ الدين الحنيف وتتنافى
مع مبادئ ونصوص العدالة والمساواة التي يعتمدها الدستور الكويتي الصادر في
عام 1962".وأضاف البيان "في الوقت الذي تتقدم فيه البلاد نحو التحضر
والتطور والاستفادة من جهود المرأة في مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية
والاجتماعية والأمنية تظهر مثل هذه الفتاوى لتشوه صورة البلاد وتعطل
تنميتها الإنسانية. ونؤكد أهمية التصدي لمثل هذه الأطروحات غير السوية وأن
نتعامل معها بما تستحق من حزم, ونطالب أجهزة الدولة والسلطات الحكومية بأن
تواجه هذه الأمور بما يليق بها من اهتمام وتعمل على ألا يصدر أفراد فتاوى
لا تتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ولا تتفق مع قيم البلاد
الدستورية وقيم حقوق الإنسان والمبادئ التي تحترم المرأة وأوضاعها وحقوقها
في العمل"
وانتقدت نائبة رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان" مها
البرجس" التيار الإسلامي في الكويت في تصريحات للعربية نت "إن التيار
الإسلامي في الكويت يهتم بالشكليات ولا يستند إلى أسس شرعية"، موضحة أن
"المرأة ليست ناقصة عقل أو دين، والمجتمع سوف يتقبل انخراطها في السلك
العسكري بمرور الوقت، حيث إن كل المجتمعات بما فيها المنفتحة منها تحتاج
لبعض الوقت لقبول الأمور المستجدة". وأضافت "يجب أن نستند في خلافتنا إلى
الدستور والقانون وليس الدين الذي لا يجب إقحامه في كل شيء، فالدين
الإسلامي يسر وليس عسراً".ونفت البرجس أن تكون الجمعية الكويتية لحقوق
الإنسان مدافعة عن التيار الليبرالي فقط، موضحة أن الجمعية تنتقد كل
الانتهاكات بغض النظر عن التوجهات السياسية، ولا يرهبها الانتقادات التي
توجه من التيار الإسلامي، كون من يتصدى للعمل الحقوقي يجب ألا يخاف.من
جانبه ذكر أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور سعد العنزي أنه لا يجوز انخراط
المرأة في السلك العسكري إلا في حال الضرورة القصوى مثل اندلاع الحروب،
مشدداً على أن يكون دورها مقتصراً على تقديم المساعدات الطبية أو الخدمات
المساندة وليس القتال شريطة أن تكون بعيدة عن الاختلاط بالرجال.
لقد بلغ العالم اليوم درجات كبيرة من التطور والتنمية على كافة المستويات
والأصعدة، بينما مازال الكثير من العرب ينظرون إلى المرأة من خلال عقلية
البداوة والقبلية واعتبارها عورة وناقصة عقل ودين، وهم لا يتورعون عن هتك
عورتها بأية طريقة، يرون في أداء التحية العسكرية لها انتقاصاً من رجولتهم
وفحولتهم. بينما هم لا يتورعون عن التودد إليها والتحدث إليها بمناسبة
وبدون مناسبة. يرون فيها شيطان ينبغي التعوذ منه بالضرب والحجب، بينما هم
مستعدون حتى للزحف على بطونهم من أجل نيل ابتسامة منها.. ويقولون إنها لا
تؤتمن على شرف أو وطن بينما هم مستعدون لفعل أي شيء لها للحصول على قبلة
منها.. ويقولون أيضاً وأيضاً أنهم يريدون أن يحموا المجتمع من " فتنها" و
" شرورها"، بينما هم لا يتورعون عن اللحاق بها إلى أبعد مكان في هذه
الدنيا للظفر بها والتهامها.. أجل إنهم يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما
لا يقولون.!!
والمحاولات الحثيثة مازالت تجري من قبل بعض القوى الدينية المتشددة لإبقاء
المرأة دائماً تسير خلف الرجل كتابع وظل له لا أكثر في كل المجالات،
وحرمانها من كسب قوتها اليومي لتبقى تابعة للرجل اقتصاديا، ويتجاهلون
دورها التربوي وإثبات دورها الحقيقي في تنشئة الأجيال وذلك في محاولة
وضعها على الهامش دائماً إزاء المهام التي تتطلب منها مشاركة فعالة،
وحبسها في بوتقة الرجل، وحرمانها من ممارسة مهامها الوطنية والسياسية
ومشاركتها في السلطة بحجج واهية.
إن المرأة التي يرفضون أداء التحية لها قد تكون أمنا.. اختنا أو زوجة
أحدنا.. وهي التي تحمل في أحشاءها أولادنا ونأتمنها على تربيتهم ورعايتهم
حتى يكبروا.. وهي لا تتمتع فقط بالقدرة على الإنجاب وممارسة الجنس، بل
تتمتع أيضاً بقدر كبير من الإبداع، ومن الخير لمجتمعاتنا أن تستفيد من هذه
القدرة المعطلة للمرأة كمشاركة بالتساوي مع الرجل في كل الميادين، وذلك
استناداً إلى فكرة المواطنة التي تتيح للمرأة والرجل فرصة المشاركة في
بناء مجتمعاتنا التي تبدو اليوم وكأنها منقسمة إلى مجتمع خاص بالرجال وأخر
للنس