عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
موضوع: تجربة قد لا تتكرر .. معركة الجنوب البناني الإثنين مارس 29, 2010 11:46 am
[center]تجربة قد لا تتكرر .. معركة الجنوب البناني
دبابة ميركافا إسرائيلية أثناء إلتقاف صاروخ مضاد للدروع أطلقه رجال حزب الله من التلال القريبة . وضربت الصاروخ المنطقة السقفية للبرج حيث أضعف التصفيح .
[/center] في الحروب اللبنانية Lebanon Wars ، وتحديداً حرب 12 يوليو 2006 شهدت الأسلحة والصواريخ الموجهة المضادة للدروع الإستخدام الأوسع والأشمل لهذه المنظومات . ويتحدث ضابط إسرائيلي عن ذكرياته لتلك الحرب فيقول " القادة أخبرونا أن المنطقة قد تم تطهيرها من قبل المشاة ، وبعد ذلك بدأت الدبابات بتلقي الضربات ، الواحدة تلو الأخرى .. لماذا أرسلونا إلى الجحيم ؟ لماذا أرسلونا إلى مواقع الكمائن ؟ وبدل أن نذهب لبيوتنا مع أعلام النصر ، كان علينا أن نذهب خلف جنائز رفاقنا ".
ثقب بين وواضح أحدثه رأس حربي لصاروخ مضاد للدروع في برج الميركافا .. لاحظ قطر الثقب الواسع .. لاحظ تأثير التشظية للأسفل على الهيكل .
لبضعة أسابيع خلال النزاع العسكري الذي تجلّى من 12 يوليو وحتى 14 أغسطس 2006 ، تحدى مقاتلوا حزب الله Hezbollah قوة الجيش الإسرائيلي . لقد كان يفترض أن تكون هذه القوة مسحوقة crushed خلال أيام ، وبدل من ذلك إكتفى الجيش الإسرائيلي بالإستيلاء على حفنة من القرى في جنوب لبنان ، وقتل أكثر من 118 جندي إسرائيلي بالإضافة لعدد 41 مدني . ويصف اللواء المتقاعد الإسرائيلي Eiland Gioraمجريات الأحداث آنذاك فيقول" لقد كان هذا الطوفان الهائل من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع ، أحد المفاجآت التكتيكية العظيمة للحرب ، لقد إكتشفنا أن سقف دبابة المعركة الرئيسة 4 Merkava Mk ، كان لقمة سائغة للقذائف الحديثة ثنائية الرؤوس " .
تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 800 * 600.
تشظية لبقايا رأس حربي على سبطانة مدفع دبابة ميركافا .منظومة التحذير الليزرية البادية فوق السبطانة أخفقت في عملها .
مع أكثر من 15.500 غارة ، ومهاجمة ما يقارب 7.000 هدف ، وإطلاق نحو 100.000 قذيفة مدفع ودبابة ، تقدم 30.000 جندي إسرائيلي ، معززين بنحو 400 دبابة معركة رئيسة main battle tanks نحو الأراضي والتربة اللبنانية مباشرة لخوض معركة حاسمة مع مقاتلي حزب الله ، الدبابات كانت من نسخ ونماذج مختلفة ، بما في ذلك النسخة الأحدث 4 Merkava Mk . وفي الطرف المقابل حرص مقاتلو حزب الله منذ العام 2000 على إدارة الفسحة بين الحدود الإسرائيلية ونهر الليطاني Litaniوقاموا بتحصينها جيداً ، وتتضمن هذه المنطقة عدد كبير من الأنفاق تحت الأرضية والمموهة بدقة . وعلى الرغم من أن مقاتلي الحزب استعملوا هذه التحصينات ، إلا أنهم حقيقتاً لم يلجئوا لتكتيكات القتال الموضعي أو الثابتpositional warfare ، وفضلوا إعتماد تكتيك العمليات المتحركة mobile operations . لقد حرصوا على توفير جهد خاصّ لمواجهة سلاح الدروع الإسرائيلي ، مع عدد ضخم ومتنوع من الأسلحة المضادة للدبابات ، بضمن ذلك السوفيتي الأقدم Malyutka ، والنسخ الإيرانيه الأحدث Raad و Raad-2T ذو الرأس الحربي المزدوج tandem warhead . أيضاً الروسي AT-5 Konkurs كان متواجداً ، بضمن ذلك نسخته الإيرانية المجازة تصنيعياً Towsan-1 ، المعركة شهدت حضور الفرنسي MILAN ، والأمريكي TOW(النسخة الإيرانيه Toophan مع رأس حربي مزدوج Toophan-2) . كما تم استخدام أنظمة قذائف Kornet E الموجهة ليزرياً و Metis-M الموجه بواسطة السلك . المقاتلون نظموا أنفسهم في مجموعات من 5 - 6 أفراد أو يزيد حسب ما تقتضيه طبيعة المواجهة ، مستندين كقاعدة عامة على منظومات الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات . لقد قامت إستراتيجيتهم على أساس إعداد كمائن ambushes تعرضيه للوحدات المدرعة الإسرائيلية المتقدمة ، وإطلاق القذائف المضادة من مدى بعيد نسبياًً (كل مجموعة من 5- 6 أفراد ، يحملون 5 - 8 صواريخ مع قاذفتهم) يتبع ذلك تغيير مواقع الإطلاق واستبدالها بمواقع أخرى أكثر أمنا ، مع الاستعانة بشبكة الأنفاق والمخابئ bunkers المنتشرة في المنطقة .
بطل قومي .. يجدر برجال حزب الله الإحتفال بعيد ميلاده السنوي !!الكورنيت AT-14 .
هذه المنظومات تسببت وفق اعترافات إسرائيلية باختراق دروع دباباتهم بشكل لا يدع معه مجالاً للشك ، وسببت خسائر حقيقية في داخلها . وطبقا للتقديرات الإسرائيلية ، فإن مقاتلون حزب الله أطلقوا أكثر من 500 قذيفة موجهة مضادة للدبابات خلال مراحل النزاع . علاوة على ذلك ، هذه القذائف لم تستخدم فقط ضد الأهداف المدرعة ، لكن أيضا ضد أفراد المشاة الإسرائيلي الراجلين (تشير صحيفة يدعوت أحرنوت Yedioth Ahronoth أن معظم قتلى الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا في المواجهات اللبنانية ، كان بسبب الصواريخ المضادة للدروع) . لقد حرص المقاتلون عموما على أن يستخدموا أسلحتهم من أقصى مدى الأقصى محتمل maximum possible range . وبسبب الطبيعة الجبلية لتضاريس تلك المناطق ، فإن الإشتباكات engagements كانت على الأغلب من مسافات دون 3000 م ، حيث كَمِنت فرق حزب الله في مخابئ مموهة .
آثار الإرهاق .. وربما الهزيمة بادية على الوجوه ، ودبابة تعرضت لإصابة مباشرة .
وطبقا لمصادر من وزارة الدفاع الإسرائيلية ، فإن نحو 52 دبابة معركة Merkava ، و 14 ناقلة جنود APC كانت قد ضربت بأسلحة مضادّة للدبابات ( 90% من الضربات كانت برؤوس حربية مترادفة tandem ) من ضمن تلك الحوادث ، عدد 22 دبابة Merkava و 5 عربات ناقلة جنود APC تم التأكد من إختراق تدريعها penetrated . كما كان هناك عدد 6 دبابات Merkava ، وعلى الأقل عربة واحده APC ، دُمرت بألغام الطرق IDE . تلك الدبابات التي ضربت بأسلحة مضادة للدبابات ، كان منها 18 دبابة للنسخة الأحدث Merkava Mk 4 ، من اللواء المدرع 401 ، حيث أكد الإسرائيليون أن 10 من هذه الدبابات إخترقت دروعها ولحقت بها أضرار شديده ، وقتل 23 من أفراد أطقم هذه الدبابات ، بالإضافة إلى مقتل 5 أفراد من أطقم APC . جميع إختراقات الدروع للدبابة Merkava وطبقا للبيانات الإسرائيلية ، تحققت من قبل القذائف المضادّة للدبابات Konkurs و Metis M والصاروخ الموجهة Kornet E ، والقاذفات التي تعمل بالدفع الصاروخي RPG-29 . وبعملية حسابية بسيطة ، فإن العدد 22 من أصل 50 دبابة إخترقت دروعها ، فإن هذا يعني نسبة إختراق تبلغ 44% (منها 33% للدبابة Merkava Mk 4) . ومقارنة بإحصائيات سابقة للجيش الإسرائيلي ، فإن نسبة إختراق الدبابات أثناء حرب لبنان في العام 1982 كانت 47% ، وأثناء حرب 1973 بلغت هذه النسبة 60% . نسبة إصابات أطقم الدبابات كانت هي الأخرى مرتفعة جداً في هذه الحرب ، وبلغت 0.5 فرد من طاقم كل دبابة متضرّرة damaged ، بينما هذه النسبة خلال حرب أكتوبر 1973 بلغت فرد واحد من مجمل طاقم كل دبابة . عدد خسائر الدبابات التي لا يمكن إستردادها irrecoverable من بين تلك الدبابات المتضررة ، كان خمسة دبابات ، منها دبابتين (واحدة Merkava Mk 2 ، وواحدة Mk 4) دُمرت بألغام الطرق IDE ، وثلاث دبابات أحرقت بالكامل بعد تلقيها ضربات مباشرة من القذائف الموجهة المضادة للدبابات .
أحد الحلول الإسرائيلية .. تروفي ، منظومة القتل الصعب التي تقرر رسمياً إعتمادها لمواجهة منظومات حزب الله الصاروخية .
أما بالنسبة للإستخدام التعبوي لوحدات القوات المدرعة ، فمن الواضح أن الإسرائيليون إستخدموا دباباتهم في تشكيلات صغيرة نوعا ما ، وبشكل خاص لتقديم الدعم المباشر لمجموعات المشاة . وحين حاول الإسرائيليون لاحقاً إستخدام قواتهم المدرعة للتوصل إلى تحقيق إنجاز بدون دعم المشاة infantry support ، فإن ذلك أدى إلى خسائر حتمية جسيمة لحقت بهم ، كما حدث لقوات اللواء 401 المدرّع الإسرائيلي في منطقة وادي السلوقي Vadi Saluki في 9 أغسطس . لقد تقدمت كتيبة دبابات هذا اللواء ، مواصلة عملها بدون دعم المشاة ، وفجأة سقطت في كمين fire trap لنيران الصواريخ الموجهة المضادّة للدبابات ، فتم تدمير وتضرر أحد عشر دبابة من طراز Merkava Mk 4 ، و قُتل ثمانية من أطقمها ، بضمن ذلك قائد الكتيبة . واخترقت بعض الرؤوس الحربية القوس الأمامي للدبابات frontal arc ، حيث التدريع أكثر سماكة . ومع ذلك أشارت العديد من التقارير لحرص مقاتلو حزب الله على توجيه قذائفهم نحو الجوانب sides ، والمؤخّرة rear . استخدمت الدبابات الإسرائيلية بعض التكتيكات المضادة ، التي فرضتها الحاجة لدعم وحدات المشاة بالنيران الثقيلة المباشرة ، من هذه كان استخدام أنواع مختلفة من الذخيرة ، خصوصا APAM المضادة للأفراد anti-personnel ، والتي طورتها شركة IMI . لقد جرى أطلاق عدة مئات من هذه القذائف أثناء الحرب من مدافع الدبابات Merkava 2 عيار 105 ملم . هذه القذائف مملوءة بعدد 5,000 كرة فولاذية . في حين استخدمت الدبابات Merkava 3 و Merkava 4 ، قذائف Flechette المتشظية لنفس الغرض .
المزيد من الإصابات والخروقات .. درس جديد من دروس الحرب تمثل بوجوب عدم الإستهانة بفاعلية هذه الأنظمة الرخيصة والقاتلة في آن واحد .
أحد المعارك الحاسمة التي استحقت التأمل والدراسة خلال حرب لبنان 2006 ، كانت معركة وادي السلوقي ، والتي قال عنها أحد المشاركين بها من طاقم دبابة Merkava" عندما الدبابة الأولى ضُربت ، عرفنا بأن الكابوس قد بداء ، أنت يجب أن تفهم أن القذيفة الأولى التي تضربك ليست هي المشكلة ، لكن المشكلة بالقذائف التي تتبع تلك الواحدة ، وتتبع تلك عادة نحو أربعة إلى خمسة قذائف . إن الوضع رهيب ، وأنت تفكر فقط فى المكان الذي من الممكن أن تختفي فيه ، لأنك تخاف من المجهول ، لقد كان الوضع أشبه بنار الجحيم ، لقد قمنا بالصلاة ، على أمل أن ينتهي الأمر ، وكنا نأمل بأن نسمع صوت اللاسلكي ليخبرنا بأن كل شخص من زملائنا خرج سالماً ، لكن لسوء الحظ ، لم تتحقق هذه الأمنية بعد توقف إطلاق النار " . بدأت فصول هذه المعركة أثناء الإندفاع الإسرائيلي نحو نهر الليطاني Litani river ، وقبل ساعات قليلة من دخول وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتّحدة حيّز التنفيذ ، تقدم رتل من دبابات Merkava 4 من اللواء المدرّع 401 وبدأ في عبور وادي السلوقي Wadi Saluki تجاه مركز المقاومة العنيفة لمقاتلي حزب الله . ويوصف هذا الوادي بأنه بوابة نهر الليطاني ، وعند العبور فإن على القوات والدبابات أن تتسلق مرتفع عالي ، وهي بذلك تكون مكشوفة للهجمات من الجبال المحيطة من كل الجهات ، وقبل ذلك جرى نشر جنود لواء المشاة Nahal على الأراضي المرتفعة خارج القرى Andouriya و Farun ، لتوفير غطاء cover للواء المتقدم فى الأسفل . وبدأت الدبابات بالتحرك . وأثناء ذلك كان مقاتلوا حزب الله ينتظرون ، ويراقبون كل خطوة يتخذها اللواء المدرع الإسرائيلي . لقد كانوا يعرفون الأرض جيداً ، ومدركون لمسار الطريق الوحيد شديد الإنحدار الذى ستعبره القوة المدرعة ، وفى ذات المكان ، نشروا مقاتلوا الحزب صواريخهم المضادة للدروع بشكل جماعي وفي مواقع إطلاق نار ممتازة ، بضمن ذلك القاتل AT- 14 Kornet .
القوة النارية المفرطة لدبابات العدو وقفت عاجزة عن التصويب تجاه مكامن الكمائن المحتملة لحزب الله .
عندما بدأت الدبابات بالتحرك نحو منحدر الوادي ، دبابتان من مقدمة الرتل ضربتا فورا ، وقتل طاقم الدبابة الأولى بالكامل ، وهم من مجموعة القائد Bernstein ، الدبابة الثانية إصيبت وجرح قائدها Dafri Effi بشدة وهو يشاهد من منظاره السقفي أعداد كبيرة من الصواريخ المتطايرة وهي تضرب وتخترق دروع الدبابات Merkava Mk 4 ، ثم تلا ذلك إصابة الدبابة الثالثة ، وتوقف الرتل عن الحركة . لقد كان هذا الإشتباك الأول first engagement الذى تواجهه هذه الدبابة الحديثة . كان الأمر أشبه بالجحيم ، المئات من القذائف كانت تنقض على الدبابات المتقدمة من الأراضي المرتفعة ، ومن حوالي 24 دبابة شاركت في العملية ، كان هناك عدد 11 دبابة ضُربت بالفعل بصواريخ موجهة مضادة للدبابات . وبينما كان مقاتلوا حزب الله يطلقون الصاروخ تلو الصاروخ تجاه النقاط الضعيفة في الدبابه . كان قادة الدبابات الإسرائيلية منهمكين بطلب الدعم الجوي والمدفعي air andartillery support ، لكن بسبب العدد الكبير المتواجد لجنود مشاة اللواء Nahal في المنطقة ، إمتنعت القيادة الشمالية عن توفير أي دعم جوي أو مدفعي ، خوفاً من إصابة القوات الصديقة ، وتركت الدبابات للإعتماد على نفسها ، وشق طريقها للقمة وإقتحام مواقع حزب الله المحصنة .
مقومات البقائية والنجاة التي صممت بموجبها الميركافا أثبتت نجاحها رغم الخسائر .. وأثبتت دروع المودلر قيمتها في الحرب .
لقد إستعد رجال حزب الله فيما مضى جيداً لهذا النوع من الحرب ، وتحديداً فى 22 نوفمبر 2005 ، عندما هاجم مقاتلوه قرية الغجر ، فى محاولة لأسر جنود إسرائيليون من قوات جيش الدفاع IDF ، الجنرال Udi Adam المشرف على المنطقة ، أخبر فى تقريره بعد ذلك " إستخدم حزب الله كامل ترسانته التكتيكية من الصواريخ المضادة للدروع ، حتى أن إحدى دبابات Merkava تلقت سبعة ضربات من صواريخ موجهة ، ولكن أي منها لم يستطع إختراق تدريعها ، وإستطاع الطاقم الخروج والهرب دون إصابات " . يومها تلقف قادة حزب الله النتائج وأعادوا دراسة ملكاتهم من الأسلحة المضادة للدروع ، وفحص خبراء الدبابات الإيرانيين أفلام الفيديو التي ألتقطها مقاتلوا حزب الله لعملية الغجر ، وعرضت الضربات بشكل واضح على دبابة Merkava ، وجرى دراسة الصور بعناية للبحث عن مكامن الضعف ، والنقاط العمياء blind لهذه الدبابة ، والتى يمكن أن تجعل منها سهلة المنال من قبل صواريخهم الموجهة المضادة للدروع .. بإختصار هم إستعدوا جيداً لمعركة صيف 2006 .
الصورة للأسفل نعرضها لأول مرة وهي من أرشيفنا الخاص ..