Admin Admin
عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
| موضوع: إسرائيل والغرب..حدود الخلاف الثلاثاء مارس 30, 2010 11:54 am | |
| إسرائيل والغرب..حدود الخلاف طلعت رميح - بتاريخ: 2010-03-30 تبدوالعلاقات الإسرائيلية مع الغرب في حالة جديدة يسهل رصدها.بريطانيا تطرد ديبلوماسيا إسرائيليا،وسط حديث واضح يؤكد ضلوع إسرائيل في جريمة اغتيال القائد الفلسطيني محمود المبحوح.وفي تطور الأزمة كان التعبير الأشد وضوحا عن ما وصلت إليه العلاقات،هووصف أحد نواب الكنيست الإسرائيلي للبريطانيين بأنهم كلاب أوأدنى مرتبة — حسب ما تفوه به — إذ الكلاب أوفياء بينما البريطانيون ليسوا كذلك.وفرنسا تعرض أمر تزوير إسرائيل لجوازات سفر فرنسية على القضاء.وإلى جانب الخلاف والاتهامات حول قضية المبحوح،فالعلاقات الأوروبية الإسرائيلية يبدوأنها تسير إلى حالة تدهور،وهوما يظهر من زيارات الكثير من النواب والسياسيين الأوروبيين إلى غزة والمطالبة بفك الحصار الإسرائيلي عنها،وهناك ما يجري من مطاردة القادة العسكريين الإسرائيليين أمام القضاء الأوروبى الذي صار أمرا موحيا بحجم التغيير في النظرة الأوروبية لإسرائيل وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني — لا يقلل من ذلك محاولات تغيير القوانين التي تسمح بمحاكمة هؤلاء المجرمين — إذ صدرت كذلك،قرارات أوروبية ضد المستوطنات من زاوية عدم إعفاء منتجاتها في الدول الأوروبية من الضرائب وضد الجدار،وجرت محاولات لعزل الجامعات الإسرائيلية الموجودة في مناطق فلسطينية محتلة على الصعيد الأكاديمي،كما اختلف تصويت الأوروبيين في المنظمات الدولية عن ما كان معتادا وهوما ظهر بشكل أكثر جلاء في التصويت على تقرير جولدستون الذي مثل لطمة شديدة للسياسات والممارسات الإسرائيلية.وعلى صعيد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية التي هي الأوثق والأشد تأثيرا على قوة إسرائيل سياسيا وعسكريا واقتصاديا،فأمر استمرار الاستيطان صار حالة خلاف حادة بين إدارتي أوباما ونتنياهو،وعلى نحوعلني ومباشر وفق مواقف واضحة ومتواترة التصريحات دون حل.وهنا يبدوالأهم فيما هوحاصل،هوتلك التصريحات التي أطلقها القائد العسكري الأمريكي الأول في الشرق الأوسط،حول انعكاس الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وفي القدس،على الجنود الأمريكيين المتواجدين على الأرض وتأثير تلك الممارسات على المصالح الأمريكية في المنطقة،وتحديداً التأثير على الوجود في أفغانستان والعراق الذي هي مصدر إيلام للمجتمع الأمريكي.وقد وصل الأمر حد التلويح أمريكيا — كما سربت بعض أجهزة الإعلام — بفرض حماية عسكرية على غزة،لإنقاذها من الممارسات الإسرائيلية! ملاحظات خمس كل ذلك وغيره،يوحي بأن ثمة مرحلة جديدة قد دخلتها العلاقات الإسرائيلية مع الغرب،مقارنة بالمرحلة أو المراحل الماضية التي كانت فيها إسرائيل دولة لا تمس مهما فعلت أوكانت تعامل معاملة الطفل المدلل الذي تجاب مطالبه ولا يعاقب إذا أخطأ،بل كان حينما يخطئ يجري الغرب مفتشا عن العرب ليدينوهم ويحملوهم المسؤولية عن ما ارتكبت إسرائيل من جرائم من خلال إرجاع تلك الجرائم إلى حالة الضغط على إسرائيل وحصارها ومقاطعتها ديبلوماسيا..إلخ.فيما يجري الآن، نحن أمام ظاهرة أولى تتمثل في رفض بعض التصرفات أوالسلوكيات الإسرائيلية وإدانتها واتخاذ مواقف ضدها — بغض النظر عن درجة شدتها — وهوما يمثل وضعا مختلفا عن تلك الحالة السابقة التي كان الغرب فيها يصمت في أفضل الأحوال،إن لم يكن يصدر تصريحات تحمل العرب مسؤولية الجرائم التي تقوم بها إسرائيل.والمعنى هنا أن الغرب قد انتقل في العلاقة مع إسرائيل من المشاركة المباشرة معها في الحرب (كما كان الحال في عدوان عام 1956 ) إلى تأييدها ودعمها بالسلاح والعتاد والدفاع عنها في كل المحافل الدولية إلى انتقادها حتى نهاية حرب عام 73،وها نحن الآن نجد بوادر اتخاذ مواقف ضدها والدخول معها في صراعات. والملاحظة الثانية البادية أمامنا الآن،أن الغرب صار يمارس دورا في تهذيب التصرفات الإسرائيلية بعد أن صارت التصرفات والسلوك الإسرائيلي شديدة الضرر بسمعة الغرب وحضارته ودوره السياسي الدولي في المنطقة،مدفوعا في ذلك بالظرف الدولي الذي لم يعد الغرب وحده هوالموجود على ساحته ليفعل ما يشاء،إذ هناك من صار يقدم نفسه للعالم — كما هوحال الصين — مسالما ومحققا لنمط من المصالح المشتركة لا مستعمرا قاتلا ومقاتلا كما هوحال الغرب،وهوما يدفع على نحوآخر إلى تغيير السلوك الغربي. والملاحظة الثالثة،أن هذا التهذيب والرفض للسلوك الإسرائيلي صار يجري لكف الأذى الإسرائيلي عن مصالح الدول الغربية،تحت ضغط من الشعوب الغربية التي صارت في حالة غضب متصاعد تجاه السلوكيات الإسرائيلية ضد الدول الغربية وضد الفلسطينيين،وهوما يعني أن الحكومات الغربية صارت مدفوعة بالتصرف ضد إسرائيل،بفعل نشاط قوى داخلية ورأي شعبي عام وليس فقط بما تمليه عليها مصالحها الخارجية في المنطقة العربية،وهوما يشير إلى تغييرات في آلية صناعة القرار الغربي بشأن إسرائيل،إذ كانت الشعوب الأوروبية فيما سبق إحدى أدوات تلك السياسة الموالية لإسرائيل بسبب تعاطف الشعوب مع مأساة اليهود والمحرقة أولوقوعها ضحية للدعاية الإسرائيلية التي كانت تصور إسرائيل دولة معتدى عليها لا معتدية على غيرها.والمعنى هنا،أننا أمام ضعف سطوة وسيطرة اللوبيات اليهودية في الدول الغربية وأننا أمام قوة أخرى صارت تساهم في صناعة القرار في داخل تلك الدول،وهوما يعطي ديمومة للتصرفات المضادة لإسرائيل بسبب جرائمها في المرحلة الراهنة. والملاحظة الرابعة،هي أن الخلافات الغربية مع إسرائيل صارت تجري بشكل علني وتستخدم فيها أدوات الديبلوماسية والقانون الدولي وهوما يعني أننا أمام "استقلال " إسرائيل على نحوما عن الغرب من جهة،ومعاملة الغرب لإسرائيل كند تنطبق عليه لغة المصالح من جهة أخرى،على خلاف ما كان يجري من قبل إذ كان يجري التعامل مع إسرائيل باعتبارها كياناً ملحقاً بالدول الغربية. والملاحظة الخامسة،أن الصراع بين الدول الغربية وإسرائيل صار يجمع بين رفض تصرفات إسرائيل ضد العرب،ووجود اختلاف حول المصالح بين إسرائيل والغرب في المنطقة العربية التي تعيش فيها إسرائيل،إذ ترى دوائر غربية أن السلوكيات الإسرائيلية صارت تضر بالمصالح الغربية في المنطقة — وهوما يأتي على حساب المصالح المشتركة بينهما في المنطقة التي يفترض أن الغرب أقام إسرائيل فيها لتحقيقها. تلك الملاحظات تظهر تشكل حالة جديدة في العلاقات الغربية مع إسرائيل،والأهم أنها صارت تطرح تساؤلات ذات طبيعة مستقبلية — لا آنية فقط — عن ما إذا كانت العلاقات بين الغرب وإسرائيل صارت تتحول نحوحالة يجد فيها الغرب أن وجود إسرائيل وتأييدها بصفة دائمة صار ضارا بمصالحها،بما يفتح الطريق أمام نهاية وجودها، أم هل ما يجري ليس أكثر من محاولة غربية لتهذيب السلوك الإسرائيلي دون أن يصل الأمر حد الاختلاف الإستراتيجي بما يمس وجود إسرائيل؟.وعن الحدود التي تتيحها الظروف الراهنة أمام العرب في المواجهة الجارية منذ عقود مع المشروع الإسرائيلي،على اعتبار أننا أمام وضع مختلف عن ما كان من قبل؟. إسرائيل والغرب واقع الحال أن تشكيل وإعلان إسرائيل جاء في إطار ترتيب الغرب لأوضاع الدول العربية وتشكيل حالتها الجديدة ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية،وأن وجود إسرائيل ذاته كان هدفاً غربياً،حتى قيل بأن أحد دوافع الغرب للسماح للدول العربية قبل استقلالها لتشكيل الجامعة العربية هوالدافع لتشكيل إليه لاجتماع مواقف الدول العربية على تقديم تنازلات لإسرائيل.والمعنى أن إسرائيل أوجدها الغرب لتبقى وتعيش لدورها المطلوب غربيا في المنطقة،وهوما جعل دعمها والحفاظ عليها وجعلها متفوقة على كل الدول العربية قاعدة سياسيةوعسكرية غربية ترقى إلى مستوى الفهم والفكر لا التخطيط الإستراتيجي فقط.ولذلك شاهدنا كيف رتبت بريطانيا خطط الحرب العالمية الأولى في المنطقة ونتائجها لكي يتحقق هذا الهدف،وكذا كيف جعلت هي وغيرها من فكرة بناء إسرائيل ودعمها خطة إستراتيجية لم تحد عنها حتى نهاية الحرب العالمية الثانية،وكذا شاهدنا كيف ساهمت كل الدول الأوروبية دون استثناء في بناء القوة والقدرة العسكرية والاقتصادية والسياسية بعد إعلان دولة إسرائيل،إذ جرى تطوير برنامجها النووي ودعمها حتى إنتاج السلاح النووي الذي هوفي معناه الإستراتيجي، أن الغرب قرر بقاء إسرائيل هنا للأبد،وأن فناءها صار ممهورا بفناء العرب بالمقابل.وكان دخول الولايات المتحدة على خط رعاية إسرائيل بعد أن أصبحت قائدة المعسكر الغربي بدلا من بريطانيا وفرنسا،إعلانا باستمرار أعمال ذات الرؤية الإستراتيجية والمفاهيمية.وهوما ترجم عبر إعلان تحالف إستراتيجي بين أمريكا وإسرائيل وبوضع إسرائيل تحت الحماية العسكرية الأمريكية في بعض جوانب لم تصل فيها إسرائيل حد إخضاع المنطقة،وفي العمل الأمريكي الدؤوب على تمكين إسرائيل من السيطرة على المحيط، حتى قيل إن العنصر الأساس في الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط،يقوم على استمرار بقاء إسرائيل قوية ومهيمنة في المنطقة. غير أن بعضا من المتغيرات المهمة قد جرت على تلك المنظومة المستقرة،بعضها جرى بسبب فشل إسرائيل في أداء مهامها التي تشكلت من أجلها،بعضها جرى لأسباب تتعلق بتمايز في المصالح بين إسرائيل والغرب.خلال العدوان الأمريكي على العراق في مطلع التسعينات ثبت أن إسرائيل لا يمكنها القيام بذات المهمة التي قامت بها في حربى عام 67 — حين قامت القوة العسكرية الإسرائيلية بإجهاض التجربة الاستقلالية لمصر ومحاولة تشكيل بناء عربي قومي قوي — وهوما أدى لاستخدام القوات الأمريكية لإنجاز مهام كان يفترض أن تقوم بها إسرائيل وفق أهداف تشكيلها.وقد قيل في هذا الصدد إن نزول القوات الأمريكية ومنع إسرائيل في المشاركة في العمليات رسميا — لمراعاة مواقف الدول العربية وجماهير الشعوب — قوض الأهمية الإستراتيجية لإسرائيل على صعيد المصالح الغربية في المنطقة.وقد كلفت إسرائيل من بعد في عام 2006 بالقيام بعملية لإنهاء وجود حزب الله،كمقدمة قوية لإخضاع الشرق الأوسط للمخطط الأمريكي الرامي لإعادة تشكيله،غير أنها فشلت في إنجاز مهمتها رغم إطالة أمد الحرب ونيل القوة الإسرائيلية كل أشكال الدعم العسكري والديبلوماسي والاقتصادي،بما أظهر عدم جدوى إسرائيل في هذا الصدد.وهنا تأتي مسألة الاستيطان وبناء دويلة فلسطينية ليظهر نمط آخر من أنماط اختلاف التعامل بين الغرب وإسرائيل على أساس تمايز المصالح أوحتى لا تضر إسرائيل بالمصالح والوجود والدور الأمريكي في المنطقة،إذ ترى الدول الغربية على نحويكاد يشكل إجماعا فيما بينها،أن استمرار الصراع في المنطقة لم يعد في مصلحة المشروع والمصالح الغربية،سواء لأن قوى إقليمية صارت تنموقوة ونفوذا على حساب المصالح الغربية مستثمرة التطرف الصهيوني أولأن الممارسات الإسرائيلية صارت تجيش المواطنين في المنطقة ضد الغرب،بما صار يلحق الأذى بالوجود والمصالح الغربية باعتبار الغرب هوالحامي لإسرائيل..إلخ. الاختلاف واستثماره في حدود الاختلاف الراهن بين الغرب وإسرائيل،يبدوالواضح والمؤكد.أننا لسنا أمام رؤية غربية مؤيدة لإنهاء المشروع الإسرائيلي،بل نحن فقط أمام اختلاف في المصالح يرى الغرب بسببه ضرورة تغيير السلوك الإسرائيلي ويطرح عليها مشروعا محددا يحافظ على بقائها،مع فتح الطريق أمام إنهاء حملة التعبئة للشعوب العربية ضدها (مشروع تشكيل الدولة الفلسطينية). ورغم أن الاختلاف هوعند تلك الحدود،لكنه يظل ظاهرة هامة وحالة تغيير مهمة في وضعية العلاقات الغربية الإسرائيلية،على اعتبار أن إسرائيل لا يمكنها الحياة والاستمرار في الوجود دون الدعم الغربي الكامل لها،وبحكم أن الضغط الغربي على الدول العربية هوالعامل الأخطر في التأثير على المواقف العربية من إسرائيل،بما يضعف الدعم المقدم بالتبعية للجانب الفلسطيني في الصراع..إلخ. ويمكن للجهود العربية في هذه المرحلة أن تتحرك لإضعاف جوانب رئيسية في المشروع الصهيوني على الصعد الديبلوماسية والإعلامية والسياسية والاقتصادية،إذ يهيئ الخلاف الراهن الفرصة لتحقيق نجاحات عربية في هذه المجالات.ويمكن لتلك الجهود،أن توسع مساحة التأثير الإعلامي على الجمهور الغربي،وأن تحقق قدرا من المكاسب في المؤسسات الدولية،لتطوير حالة الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وإفشال الحصار على غزة ووقف الاستيطان وأعمال تهويد القدس ومخطط طرد عرب 48..إلخ. | |
|