هل أصبحت الإمارات مرتعا لتصفية الحسابات ؟
قبل ساعات قليلة توارى جثمان البطل والفارس الفلسطيني والعربي والإسلامي
إلى الثرى في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في دمشق ( مخيم اليرموك ) ولتنطق
الصورة عن الحقيقة ، فاللاجئين الفلسطينيين هم التضحية والفداء من أجل الله
ومن أجل الوطن .
ولكن هل أصبحت الإمارات مرتعا لتصفية الحسابات ؟ ، منذ شهور أصبحت الإمارات
مرتعا لتصفية الحسابات السلوكية وميدانا واسعا ومرتعا للعمل البوليسي
التجسسي ، ويبدو مع الإنفتاح لدولة الإمارات بعد رحيل الفارس العربي
والوطني والقومي الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله أصبحت الإمارات على أيدي
الحكام الجدد والورثة في خط ينافي خط فقيد الأمة العربية والشعب الفلسطيني
بشكل خاص .
لقد انحاز الشيخ زايد ابن سلطان إلى غزة وإلى الشعب الفلسطيني ، ولقد انحاز
وبدون أي رطوش إلى المقاومة الفلسطينية والبندقية الفلسطينية ، فكان
الفقيد هو من كان له قوة القرار في دعم المقاومة ودعم الشعب الفلسطيني
الفقير والصلب في مواجهته لكل حملات التركيع والإستسلام .
وتبدل الحال إلى حال آخر أصبحت الإمارات العربية الآن هي في جوقة التنسيق
الأمني ضد المقاومة والمقاومين ، وذكرت بعض وسائل الأنباء أن هناك تنسيقا
بين سلطة عباس وسلطة الإمارات في ترضيخ الإنسان الفلسطيني في الإمارات
لقضايا أمنية تخدم سلطة عباس في رام الله .
نعتبر أن تصفية الشهيد محمد المبحوح هي علامات خطيرة على انتهاك التقاليد
المعمول بها دوليا والقوانين أيضا من استغلال الدول الأخرى في عمليات خاصة
تخدم مقتضيات الصراع ولأن العدو الصهيوني أجبن من أن يواجه مناضلي فلسطين
ومجاهديها فإنه قد تعود على ملاحقة من قتلوا المغتصبين الصهاينة في مدن
ودول العالم .
لقد شهد الصراع بين المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعدو الصهيوني عدة
عمليات قامت إسرائيل بتنفيذها في عواصم مختلفة ، إما عن طريق إرشادات وسطية
بينها وبين عملاءها وتقارير أمنية خاصة أو بالتصفية المباشرة الميدانية ،
فلقد فقدت المقاومة الفلسطينية جل قادتها الأكارم في عمليات غدر موسعة
وعمليات غدر خاصة بوليسية ، فقدت الثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني رعيل
من قادتها بدء من أبو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر وأمير الشهداء
أبو جهاد وأبو إياد وأبو الهول وعاطف بسيسو والشهيد الشيخ التاريخي في
الحياة النضالية للشعب الفلسطيني أحمد ياسين والرجل المتزن الصارم الرنتيسي
، وصيام ويحي عياش وابو عمار وعزالدين قلق والشقاقي وغسان كنفاني وعادل
زعيتر وبسيسو وأبو علي حسن سلامة والأبطال الشهداء الثلاث في قبرص التابعين
للقطاع الغربي ، وكثير من الشهداء في الحلقات الوسطى للقيادات الفلسطينية
في عواصم غربية .
فقدت المقاومة اللبنانية الأمين العام السابق لحزب الله في غارة جوية أيضا ،
وفقدت عماد مغنية المايسترو المخضرم في مقاومة الإحتلال .
عمليات فقدت الثورة الفلسطينية واللبنانية الرد عليها ردا قاسيا واكتفت
بالتهديد والوعيد في حين أنه أصبح من الواجب ومثلما إسرائيل تهمل وتستهتر
بالقانون الدولي والعلاقات الدولية واستغلال أراضي دول متعددة في عمليات
خاصة تستهدف الجانب الآخر من الصراع فإن على الثورة الفلسطينية والمقاومة
الإسلامية في لبنان أن تتعامل بالمثل مع هذا النمط من السلوك الغوغائي الذي
يستخدمه الإحتلال ، فلا يجوز أن يخسر الشعب الفلسطيني والعربي المقاومة
خيرة أبناءه في عمليات غدر لا تخلو من الجبن ، ونبقى ننتظر الثأر من هؤلاء
الصهاينة الذين لا حرمة لأراضي أمام نشاطاتهم .
ولكن أيضا المذهل والعودة لبدايات المقال ، لقد شهدت الإمارات أكثر من
نموذج للتصفية على نمط التصفية لممارسات سلوكية وهي في فنادق الإمارات ،
وحدثت عدة قضايا أخرى ، وأخيرا تستخدم الإمارات الآن لتصفية الحسابات
السياسية وفي فنادقها أيضا .
وهنا هل من نظرة تأمل لسياسة الإمارات .. وهل من تأمل لتقبل هذا الخبر
المفجع بإغتيال أحد فرسان الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية وعلى أرض
الإمارات .
تأملات تحتاج إلى إستفسارات وأسئلة وأجوبة ، ورحم الله فقيدنا ، فقيد
المقاومة الفلسطينية ، محمد المبحوح .