شحاتة وأبوتريكة وطارق ذياب
لن أتوجه بالشكر والامتنان وكل معاني الاحترام والتقدير لنجم الكرة
المصرية والعربية محمد أبوتريكة عندما قال ل”سوبر” بأنه سيشجع المنتخب
الجزائري في جنوب إفريقيا، لأنه كلام معقول من أصيل ابن أصيل، وكلام لم
يفاجئنا تماما ولم يقوله خوفا أو طمعا ولا نفاقا، ولكنني أريد أن أتوجه في
هذا المقام بالشكر الجزيل إلى الكابتن حسن شحاتة مدرب منتخب مصر على تصريحه
بأنه لن يشجع منتخب الجزائر في المونديال، لأنه عبر عن موقفه وشعوره بكل
جرأة وشجاعة، دون نفاق وكشف للجزائريين والعرب عن حقده الدفين وعن وجهه
الآخر الذي لا يختلف فيه مع بعض المصريين ممن أعلنوها صراحة ومن لم يعلنوها
..
حسن شحاتة المربي والمدرب المتألق والقدوة الذي سيحذو حذوه الكثير من
الشباب المصري، لم يذكر الأسباب لأنه يدرك تمام الإدراك بأنه لا يوجد سبب
واحد يدفعه لما يقول، ومعنى ما يقول أنه سيشجع أمريكا وانجلترا على حساب
الجزائر لأن الجزائر احتلت بلده واعتدت على حرمته وشرفه وشاركت في العدوان
الثلاثي على مصر وأهانتها ووقفت إلى جانب إسرائيل ووو .
أما أمريكا وانجلترا اللتان سيشجعهما شحاتة فهما بلدان شقيقان وصديقان
يجمعه معهما الدين والعروبة والتاريخ المشترك، ويحبان الخير لمصر ووقفا إلى
جانبها في حربي 67 و 73 ، والى جانب مصر ضد إسرائيل، وسيقفان إلى جانبها
عند المحن .
الجزائر في المونديال ستخسر مناصرا ودعما كبيرا في شخص حسن شحاتة مما ينقص
من حظوظها في التألق، وفوز أمريكا وانجلترا سيشفي غليل حسن شحاتة في
الجزائر التي حرمته من تحقيق حلمه وإسكات خصومه الذين يتربصون به في مصر،
وها هو يبحث عن حلم المشاركة في المونديال ولو مع نيجيريا، وعندها يدعو
العرب إلى الوقوف مع نيجيريا باسم العروبة لأن مدربها عربي، وربما يقول
بأنه العربي الوحيد المشارك في المونديال لأن الجزائريين ليسوا عربا .
الأغرب من كل هذا أن تصريح حسن شحاتة لم يعترض عليه ولم ينتقده أولئك الذين
أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وانتقدوا الكابتن طارق ذياب عندما دعا إلى عدم
الخلط بين الكرة والعروبة، وبأن العروبة والوحدة ماتت بموت عبدالناصر .
طارق ذياب كفر بالعروبة والأخوة والقومية العربية التي يتاجر بها من يشاء
متى ما شاء، وهو جرم لن يغفره له من نصبوا أنفسهم أوصياء على العروبة
والإسلام، في حين أن كلام المعلم شحاتة يجب احترامه لأنه صادر من مصري
ويدخل ضمن خانة حرية التعبير، ويدخل في إطار هذا العداء المصري الطبيعي
والمشروع ضد الجزائر التي كان عليها ألا تتجرأ وتحرم مصر من المشاركة في
المونديال لأنها الأجدر بتمثيل العرب في المونديال وفي هيئة الأمم المتحدة
وفي مفاوضات السلام ووو.
لا أريد الذهاب بعيدا في مقالي احتراما لمشاعر كل الشرفاء والنساء والرجال
الأوفياء في مصر من أمثال محمد أبوتريكة ، وأكتفي بالقول بأن طارق ذياب كان
على حق عندما قال بأن العروبة ماتت مع عبدالناصر، وفي شهر يونيو سيعود
شحاتة في كلامه ويهنئ الجزائر على تألقها في المونديال مثلما عاد هاني
أبوريده نائب الاتحاد المصري وبكل شجاعة ليقول رغم فوات الأوان بأن
الاعتداء على أتوبيس المنتخب الجزائري في القاهرة كان حقيقياً وفعلياً
سيعاقب عليه الاتحاد المصري من الفيفا، وبأن كذبة أم درمان كانت للتغطية
على إخفاق حسن شحاتة فوق الميدان .