(إسرائيل) من الناحية الجيو – استراتيجية :
تقع
(إسرائيل) في الأطراف البعيدة لطرق بحرية طولية في بحرين : البحر المتوسط
و البحر الأحمر . المسارات الاستراتيجية في البحر المتوسط يمكن قطعها من
نقاط كثيرة ، فيما يمكن قطع المسارات من البحر الأحمر بسهولة من باب
المندب و جنوب سيناء من مداخل خليجي السويس و إيلات . في البحر المتوسط
(إسرائيل) محبوسة بين البحر من الشمال و الجنوب و قبالة مجال مياه من
الغرب .
من ناحية جيو - سياسية تشبه (إسرائيل) جزيرة : محاطة بالبر من قبل دولٍ معادية في الوقت الذي مخرجها الوحيد الحر هو البحر .
الحصار البحري :
الميزة
البرية لـ (إسرائيل) و ارتباطها بالأسواق الخارجية و خاصة في مصادر الطاقة
جعلت منها أكثر عرضة للضرر من إغلاق الطرق البحرية . لذلك منذ تأسيسها
كانت (إسرائيل) حساسة جداً لإمكانية قطع المسالك البحرية و ساد الإحساس
بالحصار بحيث لم يكن سوى منفذ صغير في طوق الحصار ، و هذا المنفذ خاضع
أيضا لسيطرة دول معادية (رغم أن إحداها تقيم علاقات "سلام باردة و مشحونة"
مع "إسرائيل") .
ثمة ثلاثة اتجاهات إصابة محتملة في الملاحة (الإسرائيلية) :
أ- الملاحة في قناة السويس التي رغم أنها مسلك دولي إلا أنها موجودة كلها تحت السيادة المصرية .
ب- مضائق تيران المسيطرة على مداخل خليج إيلات .
جـ- العرقلة في الملاحة في البحر المتوسط .
مسلك
الملاحة الدولية الذي يمر بين مجالين بحريين يصعب على تشخيص الأوساط التي
تتحرك به و ميولها . و ذلك على ضوء موقع قبرص الواقعة على المسار و على
مقربة نسبية من (إسرائيل) . مقابل ذلك ، ثمة للأوساط التي تتحرك في المسار
الدولي قدرة مريحة للوصول إلى شواطئ (إسرائيل) و المواقع على طولها . و
المجالات البحرية تمكّن كل الأوساط من التنقل بدون عقبة و إزعاج و حتى
الاقتراب إلى مجالات قريبة من شواطئ دولة (إسرائيل) .
والحدود
البحرية ذات السيادة أقل بكثير من مدى السلاح و الاستخبارات و الاتصالات و
الرقابة . من هذه الناحية فإن دول شمالي أفريقيا المعادية هي دول مواجهة
مباشرة في البحر . و المدى بين مجالات البحر التي تطوّق (إسرائيل) و بين
شواطئ البلاد قصيرة و تمكن الوصول لغرض المس بشواطئ (إسرائيل) أو في
الملاحة الحيوية لـ (إسرائيل) خلال فترة زمنية أقصر من ليلة واحدة .
ثمة
للعدو عدد كبير من المراسي و الموانئ يستطيع منها أن ينشر و يوزّع قواته و
يدافع عنها و يحميها ، و يصعب على سلاح البحرية (الإسرائيلي) وقت الضرورة
من أجل شرذمة قواته و المس بها . ثمة بحوزة (إسرائيل) في البحر المتوسط
ميناءان فقط بحيث يمكن في حيفا فقط تعزيز القوة الأساسية . و البحر
المتوسط هو الميدان البحري الحيوي لدولة (إسرائيل) سواء بسبب انتشار
القاعدة الاستراتيجية لـ (إسرائيل) على ضوء شواطئها أو لكون هذا البحر
مسار النقل الحيوي للدولة . باستثناء فترة قصيرة من عواصف الشتاء ، أو
المناطق المحدودة مثل منطقة المضائق شمالي البحر الأحمر ، فإن البحر
المتوسط و البحر الأحمر يتمتعان معظم أيام السنة بأحوال جوية معتدلة
نسبياً تمكّن من الملاحة و القتال . البحر المتوسط يشكّل مجالاً مريحاً
لعمل الغواصات . حيث إن ميلان الشاطئ البري و عمق المراسي يمكّن توجهاً
مريحاً و قريبا إلى مداخل الموانئ لغرض وضع الألغام و الكمائن