عدد الرسائل : 6019 العمر : 124 الموقع : ساحات الطيران العربى الحربى نقاط : 10224 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
موضوع: موضوع تعليمي بالدرجه الاولي ومفيد جدا السبت يوليو 31, 2010 10:27 am
موضوع تعليمي بالدرجه الاولي ومفيد جدا
عرف سلاح الدفاع الجوي كأحد العناصر الرئيسية المكملة لتشكيلات الوحدات القتالية العامة الجوية والبرية والبحرية ، بالإضافة إلى حماية المنشات والمصالح العامة ، فهو يمثل الدرع الواقي لصد مختلف أنواع الهجمات الجوية المعادية، ولقد فرضت تكتيكات المعركة الحديثة وتهديد الحرب الالكترونية الحديثة تجسيد العديد من الجهود والاهتمامات على صعيد التطوير والتحديث الدفاعي، حيث أصبحت أنظمة الدفاع الجوي اليوم تتمتع بالعديد من المميزات الالكترونية الحديثة من خلال تعدد الوسائط Multimedia لتكامل ودمج مجمل الأنظمة في إطار منظومة تكامل موحدة لتنفيذ العمليات والمهام من خلال أنظمة التحكم والسيطرة الآلية المتقنة في وقت واحد ،كما كان لسباق التسلح من خلال باستحداث وإنتاج الأنظمة الالكترونية الهجومية التي يقابلها على الخط الآخر المعاكس استحداث وإنتاج الأنظمة الدفاعية المضادة لها الأثر الواضح والتي ظهرت جلياً في أنظمة الدفاع الجوي الحديثة في وقتنا المعاصر.
قبل الحديث عن أنظمة الدفاع الجوي للقوات البحرية لابد من تسليط الضوء على تشكيلات القوات البحرية وتقسيماتها الرئيسية والتي تتكون من مجموعة من العناصر من خلالها يتم تنفيذ مجمل العمليات والمهام الموكلة إليها ،فهناك القواعد البحرية على الشواطئ تتمركز بها عناصر الأسطول البحري التي تتكون من المنشات الفنية والإدارية الخاصة للمحافظة على كفاءة هذه الوحدات وإجراء عمليات الصيانة والإصلاحات اللازمة لها وكذلك التزود بالذخائر والتعيينات والإمدادات الأخرى، وتنقسم الوحدات البحرية إلى نوعين رئيسيين وهما /سفن السطح Surface Ship والغواصات Submarines ، وتتكون وحدة سفن السطح من البوارج البحريةBattle Ships وحاملات الطائرات Aircraft Carriers وسفن الإبرار البحريAmphibious Landing Ships والطراداتCruisers والمدمرات والفرقاطات الثقيلةDestroyers والفرقاطات الخفيفة والقراويط Light Frigates And Corvettes والوحدات الهجومية السريعة Fast Attack Cra ، وتتكون وحدة الغواصات من الغواصات النووية والغواصات التقليدية . تتلخص مهام القوات البحرية من الناحية الدفاعية لأي دولة في المحافظة على أمنها وسلامتها الحدودية البحرية ضد أي عدوان خارجي يهدد أمنها ومصالحها وأهدافها القومية ، بالاشتراك مع باقي أفرع القوات المسلحة الأخرى ،حيث يرتبط مفهوم القوة البحرية منذ القدم بالأهداف والمصالح الاقتصادية والأمنية للدولة ، ومن هذا المنطلق تجسد القوات البحرية السياج الأمني المتين للحدود البحرية والسياسية لأي بلد من خلال مجموعة الأدوار والمهام العسكرية الموكلة إليها لتنفيذها. وقد دخل الدفاع الجوي إلى القوات البحرية للمشاركة في تحقيق المفهوم الحديث لإحراز السيطرة البحرية والذي يضم في مكوناته أيضا ضرورة إحراز السيطرة الجوية فوق مسرح العمليات البحري ، إذا أن العنصر الجوي أصبح يمثل خطورة بالغة لا يُستهان بها ، حيث شكلت الهجمات الجوية المعادية مصدر تهديد رئيسي لتشكيلات القوات البحرية سواء في المواني أو في البحار وعلى ذلك يجب أن تشمل الإجراءات التي تهدف إلى تحقيق السيطرة البحرية والتي تكفل توفير الحماية الفعلية للقوات البحرية من الهجمات الجوية وجود سلاح الدفاع الجوي للقوات البحرية. ومن خلال مجمل هذا الطرح نسعى جاهدين إلى تقديم المعلومة التوضيحية للمادة بشكل مبسط بالإضافة إلى عرض لبعض أخر التقنيات المستخدمة في أنظمة الدفاع الجوي للقوات البحرية من خلال معالجة موضوعية متواضعة نأمل أن تلقى استحسان القارئ الكريم.
الاعتبار التكتيكي لمنظومة الدفاع الجوي للقطع البحرية
لمعرفة الخصائص التكتيكية لطبيعة عمل الدفاع الجوي للقطع البحرية لابد من معرفة العناصر الثلاثة الأساسية لنجاح تنفيذ المهام القتالية بصورة جيدة والمتمثلة في(تحديد ومعرفة نوعية المهمة القتالية - تحديد منطقة الخطر - توافر عنصر الحركة والمرونة الواسعة)، إن كل قوة بحرية تخرج إلى عرض البحر يكون خروجها لغاية محدودة ومهمة معينة، ومن ذلك ينتج خطوط سير وسرعات وتشكيلات متتابعة، كما يتحدد نوعية وعدد السفن التي تتشكل منها هذه القوى، ومهما تكن المهمة المعطاة للقوى البحرية فإنها بالتأكيد لن تكون مقتصرة على الدفاع الجوي، ومن هنا يظهر لنا بوضوح المعطيات الأساسية لآلية الدفاع الجوي لقوة بحرية في عرض البحر، وهي تنبع من تناقض ضرورة الدفاع الجوي مع المهمة الأساسية التي خرجت من أجلها السفن ونظرا للمهمة الأساسية المعطاة للسفن فإنها لا تتمكن من تطبيق المبدأ الأساسي للدفاع الجوي بشكل عام، وهو السيطرة على الجو . وبالرغم من أن القوة البحرية لا تستطيع القيام بذلك على حساب مهمتها الأساسية، فيجب ألا يغيب عن بالنا أنها لا تملك المبادرة في كل لحظة، ولكي تكفل عدم مفاجأتها من قبل العدو الجوي فهي تنظم دفاعها الجوي على مبدأ المنطقة الخطرة المحدودة التي يمكنها أن تستخدم فيها وسائط الدفاع الجوي غير المخصصة للمهمة الأساسية، ومن جهة أخرى تجدر الملاحظة أن القوة البحرية مٌشكّلة من عدة عناصر متحركة، وهي بذلك تمتاز بمرونة وحركة واسعة، فتشكل أهدافاً غير واضحة تتغير أوضاعها باستمرار وهذا مما يقلل نتائج الهجوم الجوي عليها هذا إذا لم يستطع هذا العدو استطلاعها بشكل دقيق ومعرفة تشكيلاتها. إن عنصر التكتيك الهجومي الذي يتبعه العدو في مهاجمة القطع البحرية يبدو بشكلين متميزين : أولهما ما يبدأ به العدو من الاستطلاع والمراقبة لمعرفة الموقف ،والثاني هو ما يتبعه بالهجوم المباشر، وإن المراقبة والاستطلاع يكونان تحت أشكال شتى ابتداءً من أبسطِ الأنواعِ التي هي الرؤية المباشرة حتى أكثر الوسائط من الأجهزة الإلكترونية، وليس من الضروري التأكيد على الميزات والفوائد التي تجنيها أي دولة تمتلك وسائط الهجوم من الاستطلاع الدقيق بالاستعداد لقوات العدو ومواقع أساطيله، سواء أكان ذلك في قيادة العمليات الجوية أو توجيه الغواصات، إن الهجوم المباشر يملك جميع وسائط التسلح الحديث من طائرات الهجوم التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بعدة أضعاف وذات مدى بعيد، تقوم بهجومها في طيران مكثف أو تستخدم في أعمالها صواريخ أرض/ جو نصف موجهة أو موجهة ذات رؤوس تقليدية أو نووية، أو صواريخ بحر - بحر تطلق من مسافات متوسطة، أو بعيدة سواءً من سفن سطحية أو غواصات في جوف البحر. التدابير التكتيكية المتبعة ضمن إطار العمليات الدفاعية والتقنية الحديثة للقطع البحرية من المهام الالكترونية المتبعة ما تستخدمه لتنفيذ العمليات أثناء الإبحار من عمليات التمويه الالكتروني أو استخدم شبكة الإنذار العالمية الفضائية أو باستخدام تقنية الاستشعار الحراري لنظم الكشف والمراقبة.
تتجه جميع الجهود نحو تحسين الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في عمليات التمويه الالكتروني ، حيث لا يجوز قطع الصمت الإلكتروني إلا في الحالات الضرورية جداً، التي لها علاقة مباشرة بمهمة الأسطول، ويكون خرق الصمت الإلكتروني بأمر من القائد فقط، وبالدرجة الأولى تمنع القوة البحرية من إجراء أي بث إلكتروني يكشف وجودها في عرض البحر أو يدل على مكانها أو تشكيلها، وبالطبع فإن مثل هذا الصمت يسبب مضايقة في مجال السيطرة على السفن وخاصة لتأمين الاتصال فيما بينها، وهي لذلك تستخدم طائرة خاصة تكون واسطة لنقل الاتصال بالموجة القصيرة جداً التي يمكن اعتبارها سرية نسبياً وذلك بسبب قصر مداها. وبالطبع فإنه من غير الممكن المحافظة على الصمت الإلكتروني بشكل تام، إذ إنه لا يجوز بأي حال من الأحوال بقاء الأسطول في حالة غيبوبة عما يدور حوله وذلك محافظة على الصمت الإلكتروني، ولذلك فإن القائد يتبع طريقة الصمت المطلق بالنسبة لمعظم سفن الأسطول، ويحدد أوقات بث متناوبة لبعض السفن، ويحتمل في ذلك تنفيذ أي فرضية كانت وخاصة استخدام الإرسال الإذاعي عن طريق سفن صغيرة مكشوفة بهوية مزورة، وأخيراً فإن كافة سفن الأسطول تستخدم وسائطها الإلكترونية السلبية (التصنت) بغية كشف العدو المنتظر والحصول على معلومات دقيقة عنه. كما يمكن للقطع البحرية الاستعانة بشبكة الإنذار العالمية المربوطة معها والتي تعتمد على الاستطلاع الفضائي ، وبالنسبة لبقية الدول التي لا تمتلك استطلاع فضائي فهناك الإنذار المبكر والمراقبة البحرية المحمولة على الطائرات (E8 ) و(E2C ) حيث تستطيع الطائرات الأحدث منها متابعة 600هدف بنفس الوقت وتقديم المساعدة لإدارة العمليات القتالية والنيران لعدد40 موقع قتالي في مكعب جوي حجمه 3 مليون كلم مربع. تستخدم أنظمة الاستشعار الحراري لنظم الكشف والمراقبة البحرية بعد الرادارات ، ويستخدم النظام الحديث ( Goal Keeper )(حارس المرمى) جيل جديد من المستشعرات الحرارية تمكنه من استشعار 64 هدفاً في نفس الوقت ، مع فرصة دائمة للتركيز على خطورة 12 هدفاً منها وتحويلها من مرحلة الكشف العادي إلى مرحلة مركزة من التتبع الدقيق. إن ما يعطي الفاعلية للدفاع الجوي هو تنفيذ كافة الاحتياطات على سفن الأسطول من (الانتشار - الوضعيات النسبية للسفن - الصمت والتمويه الإلكتروني - استخدام الأسلحة المضادة للطائرات)، ويجب أن نتذكر أن مسائل الدفاع الجوي تضاف إلى مسائل مكافحة الغواصات وإلى المسائل التكتيكية والتموينية المعقدة بالنسبة للمهمة العملياتية المنوطة بالقوة البحرية، ولهذه الغاية نجد أن جميع البحريات اتجهت نحو الحلول الآلية بواسطة الحاسبات الإلكترونية الحديثة. ولكي تنفذ منظومة الدفاع الجوي للقوات البحرية المهام القتالية الموكلة إليها بنجاح لابد من توافر مجمل أنظمة التسلح الدفاعية الجوية المتكاملة ،ابتداءً بمنظومة الإنذار والسيطرة الرادارية ومنظومة المدفعية م/ط وانتهاء بمنظومة الصواريخ سطح/جو المكملة من خلال توزيع المهام والأدوار.